تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي اول الغيث توافق !!


حد من الوادي
12-10-2015, 12:16 AM
لأربعاء 09 ديسمبر 2015 08:23 مساءً

اول الغيث توافق !!

محمد علي محسن
صفحة الكاتب
أحفاد هادوية وأتباع وهابية !!
العصيان يعني عطلة كل أثنين !!
الزعيم .. عبث وجنون !!
ويحدثونك عن ثورة وحداثة !!
أقلية الهيمنة !!


اعتقد ان التوافق بين الرئاسة والمقاومة تأخر وقتا ، ومع ذلك ومثلما يقال ان تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي مطلقا . الان بمقدوري القول ان هناك ثمة جامع مشترك يؤسس لانطلاقة دولة ونظام ، وبعيد ان كنا وكانت" عدن " محور العملية السياسية الانتقالية على وشك ان تسلم روحها المدنية المنضبطة المتحضرة لشياطين الفوضى والخراب والقتل .

حالة الانفصام الحاصلة في وعي وذهن وأداء السلطة - رئاسة وحكومة - من جهة وقيادات المقاومة الجنوبية وقواعدها ، بكل تأكيد اوجدت واقعا مربكا لا نظير له في التاريخ السياسي الحديث وربما القديم ، ليس فقط في عدن وانما في محافظات الجنوب عموما .

فلا السلطة الشرعية بشقيها الرئاسي والحكومي حسمت أمرها وسيطرت ولو على العاصمة المؤقتة لها عدن ، او المقاومة قدر لها بسط سلطة الامر الواقع بحكم سيطرتها وتواجد قوتها على طول مساحة المحافظات المحررة على الاقل تقدير .

نعم ، كان ولابد من خيار ثالث ، يلتقي عنده الطرفين ، كيف خيار ثالث ؟ وما المطلوب له من الرئاسة والمقاومة ؟ الاجابة : توافق سياسي يفضي لانطلاقة المرحلة الانتقالية بدلا من تعثرها وتوقفها ، بل وفشلها في المحصلة النهائية .

التوافقات عادة يستلزمها تنازل من هنا وتنازل من هناك كضرورة سياسية تلجا اليها الاطراف المختلفة لإتمام اية عملية توافق . وهذا بالفعل ما حدث مؤخرا بين رأس السلطة وقادة المقاومة ، واعتقد ان اغتيال المحافظ وقائد عملية تحرير عدن ، اللواء جعفر رحمة الله عليه كان صادما وموجعا ولحد جعل من روحه المزهقة ثمنا لتقارب جنوبي جنوبي أيا كان نوعه وشكله .

فالمهم هو ان الرئاسة والمقاومة شعرتا ولأول مرة بفداحة الخطر المحدق بهما . صحيح ان الاشقاء الاماراتيين وكذا مستشار الرئيس هادي ، اللواء صالح عبيد احمد ، وزير الدفاع قبيل الوحدة لعبا دورا كبيرا في مسالة التقريب بين الرئاسة وقادة المقاومة ، ومع كل هذه الجهود اجزم ان المحافظ الطيب وما تركه اغتياله من غصة وحرقة وغليان مجتمعي غاضب ساخط ، احسبه وفر على الوسطاء الكثير من الجهد والوقت لإحداث توافق وطني مرحلي انتقالي جنوبي ، سموه ما شئتم .

لا اظن التوافق سيقتصر على محافظ ومدير أمن لعدن وإنما ينبغي ان يكون توافقا مؤسسا لمرحلة تالية قادمة ، فالمهم الان هو ان هناك فكرة سياسية جامعة انبثقت من الفكرتين المتصادمتين المعيقتين لكل محاولة من شانها التعبير عن هوية الجنوب السياسية في المستقبل المأمول .

نعم خيار ثالث توفيقي لا سواه ، هذا الخيار يقتضي من الرئيس هادي ان لا يكون ملكيا اكثر من الملك ، فالفيدرالية المتعددة انقلب عليها خصومه وافشلها حلفائه الذين لا يبدو انهم حسموا او سيحسمون معركتهم على المدى القريب . وبالمقابل على قادة المقاومة ان يتذكروا انهم ليس وحدهم في الساحة وانهم ضمن عملية سياسية وعسكرية تستوجب منهم مراعاة الواقع الذي لم يكن بحسبان احد .

فمثلما مطلوب من الرئيس هادي التماهي مع واقع جنوبي متخلق من ضيم وعدوان همجي جهوي قبلي طائفي سلالي ، على المقاومة ايضا التعاطي مع السلطة الشرعية بشيء من الفهم والادراك بحساسية وتعقيد اللحظة ، فعلى اقل تقدير تضع في حسابها ان تدخل الاقليم والعالم ما كان سيحدث لولا هذه السلطة الشرعية المحروسة في معاشيق بقوة اماراتية .

نعم .. فمثلما يقال عصفور باليد ولا عشرة في شجرة ، نحن كذلك يجب ان نعلم ان اقليم باليد خير من دولة بعيدة المنال وعصية الانجاز خاصة في ظل استمرار الحرب وتدويل الازمة وبروز تحالفات اقليمية ودولية وحتى وطنية ، مؤيدة ورافضة ، ظاهرة وخفية .



اقرأ المزيد من عدن الغد