المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي لنخرج من ثقافة العجز إلى ثقافة القوة والاقتدار


حد من الوادي
01-21-2016, 12:31 AM
الأربعاء 20 يناير 2016 03:35 مساءً

لنخرج من ثقافة العجز إلى ثقافة القوة والاقتدار

محمود المداوي
صفحة الكاتب
مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل
مجلس إنقاذ حوطة لحج ... ضرورة حتمية !
خالد , رمزي , بليغ والمئات مثلهم هم أيقونات للجنوب الجديد !


كثيرة هي المصطلحات التي يزدحم بها وعينا الاجتماعي وتجدنا نخوض بها في شتى امور الحياة ومجالاتها والتي لكل واحد منا نصيب فيها بحسب تخصصه العلمي وأيضا بحسب ثقافة الانسان المهنية والحرفية على حد سواء .



حقيقة ان هكذا مصطلحات تبقي لنا كمرجعية ثقافية نعود اليها ونستعملها تحت الحاح الضرورة العلمية والمهنية وفقا لاحتياجاتنا الحياتيه اليوميه وعلى تعدد هذه المصطلحات واختلافها وتباينها وكثرة مسمياتها وأيضا تفاوت استخداماتها من شأن الى اخر إلا ان ثمة مصطلح حيوي وهام ينبغي التوقف عنده وبإمعان هو مصطلح " التسامح والتصالح ".



دعونا نعترف اولا ان اطلاقنا مسمى مصطلح على عبارة التسامح والتصالح هو من باب المجاز إذ انه مفهوم اجتماعي وثقافي بإمتياز ولقد تفرد حراكنا الجنوبي السلمي مدعوما من اردة شعب الجنوب على طريق الحرية والاستقلال ولولا مثل هذه الارادة وهذا الدعم المبارك لما جئنا الى يوم كهذا وبعد عقد من الزمان هو عمر وصيرورة هذا المصطلح المفهوم في حياتنا كجنوبيين اصبحنا به قاب قوسين او ادنى من فجرنا الجنوبي الجديد المرتقب .



ان واقع الحال وما نلمسه يوميا على ارض الواقع لاسيما بعد انتصار المقاومه الجنوبيه في تحرير العاصمة عدن ومحافظة لحج والضالع وأبين وشبوه وحلول واقع جديد فإننا نلاحظ ان هناك تراجعا في دور حراكنا الجنوبي او لنقل بعبارة اخرى هناك شي من التشويش إلا من كتابات متفائلة ومتناثرة هنا وهناك تحاول الدفع بموكب الحراك الجنوبي والقضية الجنوبيه الى صدارة المشهد السياسي رغم ضبابية المشهد العام في البلاد... واحتفالية الذكرى العاشرة للتسامح والتصالح خير دليل على ذلك .



اقول مؤكدا انه لا يكفي التعامل مع مصطلح ومفهوم التسامح والتصالح نظريا ومناسباتيا وفي دوائر الحراك الخلفيه والمغلقة إذ أن التسامح والتصالح قيمة اخلاقية عالية ورفيعة لا تترجم فقط فطرتنا الانسانية التي خلقنا عليها المولى عز وجل بل ان التسامح والتصالح كما هو قيمة انسانية الا انه في جنوبنا الحبيب له من الدلالات ما يجعلنا ان نتمسك به كونه قيمة تاريخية لا تشدنا اليه عواطفنا الجياشة وحسب بل ينبغي ان تكون سلوكياتنا وأفعالنا هي النبراس المنير الذي يضئ لنا معالم الطريق الذي اختاره شعبنا الجنوبي البطل .



وعود على بدء علينا ان ندرك على ان انتصار قيمة التسامح والتصالح هو انتصار لقيم الخير والمحبة والرحمة التي جبل عليها ابناء الجنوب عبر تاريخ يشهد لهم به فعلهم الحضاري في اكثر من مكان في العالم وان ما كان من عداوات وخلافات جنوبيه يعد مراهقة سياسيه لها عواملها الذاتيه والموضوعية المحكومه رمانيا ب 13 يناير 1986م وما قبله ولنا ان نجعل منه ذكرى نستخلص منها دروس المحبه وإصلاح ذواتنا والتصالح معها والنضال اليومي المستمر لتوحيد جهدنا العام على طريق استعادة دولتنا الوطنية في جنوبنا الحبيب وهذا امر يحتاج الى درجة كبيرة من الوعي السياسي ووضوح الرؤيا واستيعاب متطلبات المرحلة الراهنة .



ومن هنا علينا ومنذ اللحظه التي نفوز فيها بمثل هذا الاختيار الراقي والنوعي لابد من ان نبدأ الخطوة الاولى .. خطوة واحدة تدفع بنا الى الامام وتقودنا بكل ثقة واقتدار مع أهمية ان نتسلح بحسن الظن وحسن النوايا وبعيدا عن المراوغة والغادرة وبعبارة صريحة بعيدا عن تركة الاحتلال اليمني وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .



اعرف ان بعض ما تقدم ذكره يحتاج لصفحات كثر من الشرح و التحليل ولكني اثق ان لدى شعبنا الجنوبي القدرة على تجاوز الماضي البغيض الذي لازلنا نعاني منه .. واننا سنعمل معا على الخروج من ثقافة العجز وجلد الذات والنظرة القاصرة للأمور وسندخل ثقافة القوة والاقتدار وبناء جنوب جديد يتسع لابناءه جميعا .



علينا ان نعترف اننا نعيش في واقع يومي متغير على الصعيدين المحلي والعالمي ولذا وجب ان تتماهي افكارنا وتتوازى اعمالنا مع هذا الواقع وان لا ننظر الى الخلف إلا بكثير من الحذر واليقظة والتلاحم .



اعتقد ان هذا لن يتم ولن يكون الا بقيام حوار واقعي وقبل ذلك طي صفحة الماضي من خلال وضع استراتيجية نبني فيها مصالح الجنوب العليا ليسئ للتباهي بها ولكن لتكون خطة عمل يومية للحاضر والمستقبل.



اقرأ المزيد من عدن الغد