المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجاوز لسياج تجريم النقد لماضي الجنوب العربي


حد من الوادي
01-24-2016, 12:40 AM
السبت 23 يناير 2016 05:41 مساءً

تجاوز لسياج تجريم النقد لماضي الجنوب

صالح الحنشي
صفحة الكاتب
در الكبير ان يكون كبيرا!
سراج صاحبي!
علي البيض .. اسم اقترن بالحماقة
الزهد في السلطة كيف تحول إلى مصدر قوة بيد الرئيس هادي؟؟
مقدمة لابد منها:

ونحن نحاول البحث في مرحلة من عمر الجنوب وخاصة المرحلة التي شهدت منعطفات هامة كان لها بالغ الأثر .فإننا لانهدف من ذلك لمحاكمة مرحلة معينة أو إدانتها ولامحاكمة أشخاص.كلما في الأمر إننا نسعى لتفكيك تلك المرحلة ليعرف الجميع بعض الحقائق التي غيبت .لكي يقف الناس على بينة من تلك الحقائق التي حاولنا بجهدنا المتواضع طرحها..وكي لايسئ فهم هدف تناولاتنا هنا .

نقول: ان كل من حكموا الجنوب منذ العام 67 وحتى مايو 90 .حكموا فاجتهدوا وعملوا ما اعتقدوا انه الصواب بدليل ان كثير من القيادات التي شاركت في الحكم خلال تلك المرحلة قد دفعوا الثمن حياتهم ..

رحم الله من غيبته عنا تلك المرحلة ..وأطال الله بعمر ممن مازال حيا بيننا..

جاءت نتائج الحرب العالمية الثانية بمرحلة جديدة .مرحلة تبدل فيها جانب من الوجوه الدولية الكبرى صاحبة النفوذ والقوة .حيث توارت قوى واتت قوى أخرى جديدة . وبدأت دول العالم الثالث تضع لها موطئ قدم وصوت أصبح مسموع .



أثمر عن ماجاء به ميثاق الأمم المتحدة عند تأسيسها.الذي اقر وبشكل واضح وجلي بالحرية للشعوب

في تقرير مصيرها..هكذا يفسر البعض صدور مثل هدا التوجه..لكن ربما ان تقاسم النفوذ للقوى الدولية هو ما دفع بظهور هذا التوجه للأمم المتحدة..

مثل ماحدث بعد الحرب العالمية الثانية حين تقاسمت الدول المنتصرة في الحرب ميراث مستعمرات الطرف المهزوم.

عموما لقد أثبتت الوقائع في المراحل اللاحقة لمرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية .أنها قد بدأت عملية تقاسم نفوذ للدول الكبرى ..ولكنها جاءت بمايتوائم مع ماوصل إليه الوعي السياسي للشعوب..بعد ان أصبحت معظم شعوب العالم رافضة للاستعمار.. فجاء التقاسم في شكل جديد تمثل في تبعية الأنظمة في بلدان العالم الثالث التي تم الاتفاق على تقاسم النفوذ فيها بين النافذين الدوليين (المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي)..

في الخامس من ديسمبر 1960صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنهاء الاستعمار في العالم.. هذا القرار الاممي أصبح ملزم للدول الاستعمارية بالتخلي عن احتلال البلدان التي تقع تحت سيطرتها..بمايعني أنها لم تعد هناك حاجة لثورات ونضالات مسلحة لنيل الاستقلال..وأصبحت هذه الشعوب بإمكانها النضال السلمي المتمثل في العمل مع المنظمات الدولية لتنفيذ القرار الاممي الخاص بإنهاء الاستعمار..

ولكن كما سبق ان اشرنا إلى ان التقاسم الجديد لمناطق النفوذ الدولية تطلب إخراج استقلال كل بلد بشكل يتناسب مع ماتمليه ظروف توجه التقاسم.. ونحن هنا فقط سنأخذ مايتعلق باليمن بشطريه من مجريات السيناريو الذي رسم ان يكون عليه تقاسم النفوذ بين المعسكرين الشرقي والغربي..

ويبدو ان السنوات من العام 1962 وحتى العام 1966 كان اللاعبين الدوليين يتابعون التحولات في الشطرين لمعرفة كيفية صنع ظروف في كل شطر يمكن خلالها صنع نظام حكم يضمن من خلاله إمكانية التبعية لأي من المعسكرين الدوليين..إي انه لم يتم بعد تسمية القسمة .رغم الاتفاق على تقاسم الشطرين..

ولهذا كان لابد من التدخل ولو بشكل غير مباشر لتجيير مسار التحولات تلك . بما يلبي ماتم الاتفاق عليه وقد حمل العام 1967 ملامح الاتفاق .بان يكون الشطر الجنوبي ضمن نطاق نفوذ المعسكر الشرقي وان يلتحق الشمال بركب المعسكر الغربي..

في أكتوبر 1967 قامت السلطات البريطانية بإقصاء قيادات الجيش و التي كانت توالي جبهة التحرير

وكان قد سبق تلك الخطوة إقصاء قيادات الأمن العام المؤيدة لجبهة التحرير..وتم استبدال تلك القيادات

بضباط من الجيش والأمن من مؤيدي الجبهة القومية.. هذه الخطوة كانت تحضير لخطوة لاحقة تأتي في خدمة التهيئة لما تم الاتفاق عليه حول تقاسم النفوذ..

كان إلى مطلع العام 67 نظام الحكم في الشمال مازال على توجهه القومي الميال لليسار إذا ماقدر لنا وصفه..

في ال5من نوفمبر 1967 جاء الانقلاب في الشمال.. الانقلاب الذي تم من خلاله إيصال الارياني للحكم

وهو بمايعني انه قد حسم الأمر وان الشمال قد أصبح ضمن مناطق نفوذ المعسكر الغربي..

في مساء اليوم نفسه 5نوفمبر 67 بريطانيا تعلن اعترافها بالجبهة القومية.. وفي صبيحة اليوم التالي السادس من نوفمبر 67 جيش الليوي يعلن تأييده الكامل للجبهة القومية ..وهذا يعني ترجيح كفة الجبهة القومية التي كانت تخوض اقتتال أهلي مع جبهة التحرير..لتتوالى بعد ذلك الأحداث حتى وصلت ذروتها في تسليم بريطانيا الجنوب للجبهة القومية..ليتم إعلان الاستقلال في ال30 من نوفمبر 67..

ولىنه كما سبق ان أوضحنا ان الجنوب قد أصبح من مناطق نفوذ المعسكر الشرقي(الاتحاد السوفيتي).. فيعني انه حتما ان تكون الغلبة في إي صراع قادم للطرف الأكثر يسارية وتطرف..

بعد ان أقصيت كل القوى السياسية الأخرى في الجنوب وأصبحت الجبهة القومية هي الحاكم الوحيد للجنوب بداء بعدها الصراع داخل الجبهة القومية ..كانت هناك أصوات معتدلة قومية وتتبنى الاعتدال .. ليأتي انقلاب 22يونيو على الرئيس قحطان والذي اسماه بالخطوة التصحيحية ..ليصبح عود الطرف اليساري أكثر قوة .ولكن مازالت هناك بعض القيادات المعتدلة.. وهي بذلك

تقف حجر عثرة في طريق النفوذ الدولي... ليتم التخلص من كل قيادات الاعتدال المتبقية بطرق مختلفة ..

ولان متطلبات التقاسم تتطلب تمكين الطرف اليساري الأكثر تطرف ..كانت الغلبة دائما تأتي للأكثر تطرف..

مع بزوغ عقد السبعينات كانت المنطقة العربية ملتهب بالزخم الثوري والشعوب هنا تقلي.. كان حينها الخوف من تصدير الثورة من الجنوب الثائر إلى الشمال الذي سار باتجاه اليمين والغرب.. وهدا عمل يتعارض مع ماتم الاتفاق عليه من تقاسم.. لهذا تمت تهيئة ظروف معينة لإيصال حاكم جديد في الشمال ،آ(الحمدي)ـ يلبي رغبة الناس

في الشمال للثورة لكي يمنع تصدير الثورة من الجنوب إلى الشمال..

لكن وجود الحمدي في الشمال جاء بتقارب مع الرئيس سالمين في الجنوب.. وهو مادفع الرئيسين للحديث عن الوحدة بين الشطرين وبدا خطواتهم في هدا الطريق.. هذه الخطوة التي أقدم عليها الشهيدين سالمين والحمدي تعني انهما ينتحران.. فكيف لهما ان يقفوا في وجه قوى النفوذ الدولية التي أقرت واتفقت على تقاسم الشطرين

فقيام الوحدة يعطل الاتفاق ..تزداد صعوبة هده الخطوة حينما نعرف ان النظامين في الشمال والجنوب حينها تتغلغل بكل مفاصلها سيطرت ونفوذ القوى الدولية.. كخبراء ومستشارين .. وأصحاب قرار..

كانت الوحدة حينها تخضع لفيتو دولي ظن الرئيسان سالمين والحمدي ان بمقدورهما كسره.. وهو مادفعا في الأخير حياتهما ثمنا له.. وان اختلفت طرق استشهادهما.لكن السبب واحد والقاتل واحد..

جسور التقارب بين الشطرين التي جاء ت بها سنين حكم الرئيسين سالمين والحمدي . كان لابد من تدميرها خدمة لمشروع تقاسم مناطق النفوذ .وهو ماقامت به الحرب التي اندلعت بين الشطرين في العام 79 ..

جاء عقد الثمانينات وفي سنواته الأخيرة بانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي كافة .الأمر الذي كان له أثره على مناطق واسعة في العالم ومنها جنوب اليمن ..وبسقوط الاتحاد السوفيتي كان لابد ان تسقط مناطق نفوذه ..وخصوصا الدول التي كانت معتمده على التبعية الكاملة للاتحاد السوفيتي..وكان سقوط الجنوب كمنطقة نفوذ روسية قد تمثل في التوجه إلى الوحدة ليصبح امتداد للشمال ..النصيب الغربي..


اقرأ المزيد من عدن الغد