حد من الوادي
02-27-2016, 12:32 AM
عبث مستدام، وضيق أفق دائم!
26 - فبراير - 2016 , الجمعة 07:48 مسائا (GMT)
بعد دخول الحوثيين صنعاء، الدخول الذي حمل معه تفسيرات وشبهات كثيرة، كان البعض في الجنوب يهمسُ بفرحٍ غامرٍ: "خلاص الآن، الفرصة في أيدينا: لنا بلادنا ولهم بلادهم". وما هي إلا أيامٌ معدودات إلا وطلائع مليشيات الحوثي تضرب نيرانها على مشارف عدن.
الآن نفس "الهمس المصحوب بفرحٍ غامرٍ" يدسه نفس الأشخاص بعد تعيين علي محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
من وجهة نظر سياسية، يُراهن البعض على صراع "شمالي- شمالي" طويل الأمد، صراع استنزاف بين قوى المركز المقدس. لكن وحتى هذه القراءة (الرهانية) لمآل الصراع في اليمن، والتي تخلو تماماً من أي حس إنساني، فهي غير دقيقة، فالقوة البشرية الضاربة لقوى المركز المقدس تتأسس على المجاميع القبليّة في المقام الأول، وبما أن القبيلة برجماتية إلى أبعد حد في الحروب وتفتقد إلى الدافع العقائدي، فسرعان ما تغيّر ولاءاتها وتقفز على الفور إلى مركب المنتصر، وبأسرع مما يتصوره أي خيالٍ حالمٍ. وفي هذا الحالة، فإن على السلطة المنتصرة في صنعاء التعامل وعلى نحوٍ سريعٍ مع النزعات القبلية المهيمنة جريا وراء الرغبة الملحة في الحصول على غنائم عاجلة وإلا فإن هذا النظام سيُعجّل بفنائه، وكما لاحظ باحثٌ غربي درس الحالة اليمنيّة.
على ضوء هذه المُعطيات المستقرة، فتوقع أن نرى هذه الطلائع تتقدم ثانية على مشارفٍ عدن، ولو بشعاراتٍ وراياتٍ مختلفةٍ، غير مستبعد، في ظل ظروف محليّة وإقليمية ودوليّة ملتبسة وغير مريحة بالمرة.
في عدن لم تستطع "السلطة القائمة" إلى حد اللحظة بناء أصغر وحدة سواء كانت أمنية أم عسكرية تستجيب لأبسط معايير الكفاءة وتجسد الفكرة الوطنية بما يُعزز التلاحم الاجتماعي، ويُمكن الاعتماد عليها في أداء أبسط مهامها وواجباتها!
لقد انهكنا هذا العبث المستدام، وضيق الأفق الدائم!
جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com
26 - فبراير - 2016 , الجمعة 07:48 مسائا (GMT)
بعد دخول الحوثيين صنعاء، الدخول الذي حمل معه تفسيرات وشبهات كثيرة، كان البعض في الجنوب يهمسُ بفرحٍ غامرٍ: "خلاص الآن، الفرصة في أيدينا: لنا بلادنا ولهم بلادهم". وما هي إلا أيامٌ معدودات إلا وطلائع مليشيات الحوثي تضرب نيرانها على مشارف عدن.
الآن نفس "الهمس المصحوب بفرحٍ غامرٍ" يدسه نفس الأشخاص بعد تعيين علي محسن الأحمر نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
من وجهة نظر سياسية، يُراهن البعض على صراع "شمالي- شمالي" طويل الأمد، صراع استنزاف بين قوى المركز المقدس. لكن وحتى هذه القراءة (الرهانية) لمآل الصراع في اليمن، والتي تخلو تماماً من أي حس إنساني، فهي غير دقيقة، فالقوة البشرية الضاربة لقوى المركز المقدس تتأسس على المجاميع القبليّة في المقام الأول، وبما أن القبيلة برجماتية إلى أبعد حد في الحروب وتفتقد إلى الدافع العقائدي، فسرعان ما تغيّر ولاءاتها وتقفز على الفور إلى مركب المنتصر، وبأسرع مما يتصوره أي خيالٍ حالمٍ. وفي هذا الحالة، فإن على السلطة المنتصرة في صنعاء التعامل وعلى نحوٍ سريعٍ مع النزعات القبلية المهيمنة جريا وراء الرغبة الملحة في الحصول على غنائم عاجلة وإلا فإن هذا النظام سيُعجّل بفنائه، وكما لاحظ باحثٌ غربي درس الحالة اليمنيّة.
على ضوء هذه المُعطيات المستقرة، فتوقع أن نرى هذه الطلائع تتقدم ثانية على مشارفٍ عدن، ولو بشعاراتٍ وراياتٍ مختلفةٍ، غير مستبعد، في ظل ظروف محليّة وإقليمية ودوليّة ملتبسة وغير مريحة بالمرة.
في عدن لم تستطع "السلطة القائمة" إلى حد اللحظة بناء أصغر وحدة سواء كانت أمنية أم عسكرية تستجيب لأبسط معايير الكفاءة وتجسد الفكرة الوطنية بما يُعزز التلاحم الاجتماعي، ويُمكن الاعتماد عليها في أداء أبسط مهامها وواجباتها!
لقد انهكنا هذا العبث المستدام، وضيق الأفق الدائم!
جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com