عاشق القبه الخضراء
04-12-2006, 01:52 AM
أول سفراء الإسلام
مصعب بن عمير رجل ترك كل شيء حبا لله ورسوله .... سيرته نسمه عليله تهب على القلب فتنعشه وتنيره .. وتملأه بالحب والإجلال
كان غرة فتيان قريش .... أوفاهم بهاءا ... وأوفرهم جمالا ... شاب ما ظفر بالتدليل مثله أي فتى من قريش ... وإلى جانب أناقة مظهره كان زينة المجالس والندوات على الرغم من حداثة سنه
كما أنه كان يحمل بين جنبيه قلباً طاهرا نقيا ... جعله لا يتردد لحظه في أن يستمع إلى النبي ومن معه ... وسارع إليهم إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم
وهناك رأى منظراً مهيبا
رأى رجلاً وضاءا بهيا .. يفوق البدر جمالا ونورا
وسمع آياتٍ تتلى ... بقلب خاشع ... ولسان صادق ... والمسلمون خلف نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ... يصلون لرب العالمين
فتغشته أنوارهم ... و غلبت على قلبه محبتهم
ولامست يده .... يد أشرف الخلق
ثم امتدت اليد الشريفه إلى صدره المتوهج ... فمسحت عليه ... وتنزلت السكينه .. وتنزل معها كل الخير ...كيف لا ؟ أوليست هذه يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومن هنا تبدأ القصه
أُ مه
كانت أم مصعب خناس بنت مالك تتمتع بقوه نافذه في شخصيتها، وكانت تهاب إلى حد الرهبه ، وحين اسلم مصعب خاف أمه وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا
لكن أبصره (عثمان بن طلحه ) وهو يدخل إلى دار الأرقم ، ثم مره أخرى وهو يصلي صلاة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فأسرع عثمان إلى أم مصعب ينقل لها النبأ الذي أفقدها صوابها
ووقف مصعب أمام أمه وعشيرته وأشراف مكه المجتمعين يتلو عليهم القرآن الذي يطهر القلوب .. فهمّت أمه أن تسكته بلطمه ، وحبسته في أحد أركان دارها وأحكمت عليه الغلق
حتى علم أن هناك من المسلمين من يخرج إلى الحبشه ، فاحتال على أمه ومضى إلى الحبشه مع المهاجرين
وعاد إلى مكه ثم هاجر الهجره الثانيه إلى الحبشه ... وقد منعته أمه حين يئست من ردَّته كل ما كانت تفيض عليه من النعم وحاولت حبسه مره ثانيه بعد رجوعه من الحبشه ، فآلى على نفسه لئن فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه ، وإنها لتعلم صدق عزيمته ... فودعته باكيه مصره على الكفر .... وودعها باكيا مصرا على الإيمان
فقالت له : إذهب لشأنك لم أعد لك أما
فاقترب منها وقال : يا أمّه ، إني لك ناصح وعليك شفوق، فاشهدي أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
فأجابته غاضبه(قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيُزرى برأيي ويضعف عقلي )
ترك نعيم الدنيا
وخرج مصعب من النعمه الوارفه التي كان يعيش فيها ... مؤثرا الفاقه
وأصبح الفتى المُعطر المتأنق لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب ، يأكل يوماً ويجوع أياما
وقد بصره بتض الصحابه يرتدي جلبابا مرقعا باليا ، فحنوا رؤوسهم وذرفت عيونهم دمعا شجيا
ورءآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ... فتألّقت على شفتيه ابتسامة جليله وقال :
(لقد رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ، ثم ترك ذلك كله حباً لله ورسوله)
أول سفير
اختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصعبا ليكون سفيره إلى المدينه ، يفقه الأنصار ويعلمهم دينهم ، ويدعو الجميع للأسلام ... ويُهيء المدينه ليوم الهجره العظيم ، مع أنه كان هناك من يكبره سنا وأقرب للرسول منه
وحمل مصعب رضي الله عنه الأمانه مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم ، فنجح في مهمته ، وهدى الله به أهل المدينه إلىالإسلام ، واستجابوا لله ورسوله
وعاد إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في موسم الحج التالي لبيعة العقبه الأولى على رأس وفد عدد أعضائه أكثر من سبعين مؤمن ومؤمنه ، بايعوا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بيعة العقبه الثانيه
إسلام سادة المدينه
فقد أقام مصعب رضي الله عنه في المدينه ، في منزل (سعد بن زراره) ونهضا معا يغشيان القبائل والمجالس ، تاليا على الناس ما معه من كتاب الله ، و تعرض لبعض المواقف التي كان من الممكن أن تودي به ... لولا فطنةعقله وعظمة روحه التي حباه الله بهما
فقد فاجأه يوما ( أسيد بن حضير) سيد بني عبد الأشهل بالمدينه ..شاهرا حربته ، يتوهج غضبا على الذي جاء يفتن قومه عن دينهم
وقال (أسيد) لمصعب وأسعد بن زراره ( ما جاء بكما إلى حيِّنا تُسفهان ضعفاءنا ؟؟؟ .. اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياه
وبمنتهى الهدوء تحرك لسان مصعب الخير بالحديث الطيب فقال :
أولا تجلس فتستمع ؟ ... فإن رضيت أمرنا قبِلتَه و إن كرهته كففنا عنك ما تكره ..؟!
فقال أسيد : ( انصفت ) ...وألقى حربته إلى الأرض وجل يصغي ... ولم يكد مصعب يقرأ القرآن و يفسر الدعوه حتى أخذت أسارير أسيد تشرق ... وما كاد مصعب ينتهي حتى هتف ( أسيد ) :
ما أحسن هذا القول وأصدقه ..كيف يصنع من أراد أن يدخل في هذا الدين ،؟
فأجابه المسلمون بتهليله رجّت الأرض رجّا ..ثم قال له مصعب : (يطهر ثوبه وبدنه ، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
فأسلم أسيد وسرى الخبر كالضوء ، وجاء (سعد بن معاذ) فأصغى لمصعب وأسلم ، ثم تلاه (سعد بن عباده) وأسلم ، وأقبل أهل المدينة يتساءلون :إذا أسلم ساداتنا جميعا ففيم التخلف ؟؟ ... هيا إلى مصعب فلنؤمن معه فإن الحق يخرج من بين ثناياه ...!
غزوة أحد
وفي غزوة أحد يحتدم القتال ، ويخالف الرماه أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين ،،، لكن مخالفتهم هذه حولت النصر إلى هزيمه ، ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، ومزقت الفوضى والذعر صفوف المسلمين ، فوكز المشركون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. يريدون أن ينالوا منه
وأدرك مصعب ذلك ، فحمل اللواء عاليا وكبّر وكبّر وأخذ يصول ويجول ، وكل همه أن يشغل المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الشهاده
حمل مصعب بن عمير رضي الله عنه اللواء يوم أحد ، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ، فأقبل ابن قميئه وهو فارس من قريش ، فضرب على يده اليمنى فقطعها .. ومصعب يقول ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) ... وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنى عليه ، فضرب يده اليسرى فقطعها ، فحنى على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)..ثم حمل عليه الثالثه بالرمح فأنفذه واندَقَّ الرمح
و وقع رضي الله عنه وأرضاه ..و سقط اللواء .... واستشهد مصعب الخير
وداع للشهيد
وبعد انتهاء المعركه جاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يتفقدون أرض المعركه ويودعون شهداءها
يقول خباب بن الأرت : (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل الله ، نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله ،فمنّا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا ، مهم مصعب بن عمير
قُتل يوم أحد ، فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمره...فكنا إذا وضعناها على رأسه [تعرّت قدماه] ... وإذا وضعناها على قدميه [برزت رأسه]
فقال لنا صلى الله عليه وآله وسلم :(إجعلوها مما يلي رأسه ، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر)
وقد مثّل المشركون بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأوجع فؤاده ، وقال وهو يقف عنده : ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ) ... ثم ألقى بأسىً نظرة على بردته التي كُفِّن فيها وقال:
[ لقد رأيت بمكه وما بها أرق حله ولا أحسن لِمّة منك ، ثم هاأنتذا شعث الرأس في بُرده ]
وهتف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد وسعت نظراته الحانيه أرض المعركه بكل من عليهامن رفاق مصعب فقال :
( إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامه )
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال :
[ أيها الناس زوروهم .. وأتوهم وسلموا عليهم ، فوالذي نفسي بيده لايسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامه ، إلا ردوا عليه السلام ]
مصعب بن عمير رجل ترك كل شيء حبا لله ورسوله .... سيرته نسمه عليله تهب على القلب فتنعشه وتنيره .. وتملأه بالحب والإجلال
كان غرة فتيان قريش .... أوفاهم بهاءا ... وأوفرهم جمالا ... شاب ما ظفر بالتدليل مثله أي فتى من قريش ... وإلى جانب أناقة مظهره كان زينة المجالس والندوات على الرغم من حداثة سنه
كما أنه كان يحمل بين جنبيه قلباً طاهرا نقيا ... جعله لا يتردد لحظه في أن يستمع إلى النبي ومن معه ... وسارع إليهم إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم
وهناك رأى منظراً مهيبا
رأى رجلاً وضاءا بهيا .. يفوق البدر جمالا ونورا
وسمع آياتٍ تتلى ... بقلب خاشع ... ولسان صادق ... والمسلمون خلف نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ... يصلون لرب العالمين
فتغشته أنوارهم ... و غلبت على قلبه محبتهم
ولامست يده .... يد أشرف الخلق
ثم امتدت اليد الشريفه إلى صدره المتوهج ... فمسحت عليه ... وتنزلت السكينه .. وتنزل معها كل الخير ...كيف لا ؟ أوليست هذه يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومن هنا تبدأ القصه
أُ مه
كانت أم مصعب خناس بنت مالك تتمتع بقوه نافذه في شخصيتها، وكانت تهاب إلى حد الرهبه ، وحين اسلم مصعب خاف أمه وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا
لكن أبصره (عثمان بن طلحه ) وهو يدخل إلى دار الأرقم ، ثم مره أخرى وهو يصلي صلاة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فأسرع عثمان إلى أم مصعب ينقل لها النبأ الذي أفقدها صوابها
ووقف مصعب أمام أمه وعشيرته وأشراف مكه المجتمعين يتلو عليهم القرآن الذي يطهر القلوب .. فهمّت أمه أن تسكته بلطمه ، وحبسته في أحد أركان دارها وأحكمت عليه الغلق
حتى علم أن هناك من المسلمين من يخرج إلى الحبشه ، فاحتال على أمه ومضى إلى الحبشه مع المهاجرين
وعاد إلى مكه ثم هاجر الهجره الثانيه إلى الحبشه ... وقد منعته أمه حين يئست من ردَّته كل ما كانت تفيض عليه من النعم وحاولت حبسه مره ثانيه بعد رجوعه من الحبشه ، فآلى على نفسه لئن فعلت ليقتلن كل من تستعين به على حبسه ، وإنها لتعلم صدق عزيمته ... فودعته باكيه مصره على الكفر .... وودعها باكيا مصرا على الإيمان
فقالت له : إذهب لشأنك لم أعد لك أما
فاقترب منها وقال : يا أمّه ، إني لك ناصح وعليك شفوق، فاشهدي أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
فأجابته غاضبه(قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيُزرى برأيي ويضعف عقلي )
ترك نعيم الدنيا
وخرج مصعب من النعمه الوارفه التي كان يعيش فيها ... مؤثرا الفاقه
وأصبح الفتى المُعطر المتأنق لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب ، يأكل يوماً ويجوع أياما
وقد بصره بتض الصحابه يرتدي جلبابا مرقعا باليا ، فحنوا رؤوسهم وذرفت عيونهم دمعا شجيا
ورءآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ... فتألّقت على شفتيه ابتسامة جليله وقال :
(لقد رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ، ثم ترك ذلك كله حباً لله ورسوله)
أول سفير
اختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصعبا ليكون سفيره إلى المدينه ، يفقه الأنصار ويعلمهم دينهم ، ويدعو الجميع للأسلام ... ويُهيء المدينه ليوم الهجره العظيم ، مع أنه كان هناك من يكبره سنا وأقرب للرسول منه
وحمل مصعب رضي الله عنه الأمانه مستعينا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم ، فنجح في مهمته ، وهدى الله به أهل المدينه إلىالإسلام ، واستجابوا لله ورسوله
وعاد إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في موسم الحج التالي لبيعة العقبه الأولى على رأس وفد عدد أعضائه أكثر من سبعين مؤمن ومؤمنه ، بايعوا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بيعة العقبه الثانيه
إسلام سادة المدينه
فقد أقام مصعب رضي الله عنه في المدينه ، في منزل (سعد بن زراره) ونهضا معا يغشيان القبائل والمجالس ، تاليا على الناس ما معه من كتاب الله ، و تعرض لبعض المواقف التي كان من الممكن أن تودي به ... لولا فطنةعقله وعظمة روحه التي حباه الله بهما
فقد فاجأه يوما ( أسيد بن حضير) سيد بني عبد الأشهل بالمدينه ..شاهرا حربته ، يتوهج غضبا على الذي جاء يفتن قومه عن دينهم
وقال (أسيد) لمصعب وأسعد بن زراره ( ما جاء بكما إلى حيِّنا تُسفهان ضعفاءنا ؟؟؟ .. اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياه
وبمنتهى الهدوء تحرك لسان مصعب الخير بالحديث الطيب فقال :
أولا تجلس فتستمع ؟ ... فإن رضيت أمرنا قبِلتَه و إن كرهته كففنا عنك ما تكره ..؟!
فقال أسيد : ( انصفت ) ...وألقى حربته إلى الأرض وجل يصغي ... ولم يكد مصعب يقرأ القرآن و يفسر الدعوه حتى أخذت أسارير أسيد تشرق ... وما كاد مصعب ينتهي حتى هتف ( أسيد ) :
ما أحسن هذا القول وأصدقه ..كيف يصنع من أراد أن يدخل في هذا الدين ،؟
فأجابه المسلمون بتهليله رجّت الأرض رجّا ..ثم قال له مصعب : (يطهر ثوبه وبدنه ، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
فأسلم أسيد وسرى الخبر كالضوء ، وجاء (سعد بن معاذ) فأصغى لمصعب وأسلم ، ثم تلاه (سعد بن عباده) وأسلم ، وأقبل أهل المدينة يتساءلون :إذا أسلم ساداتنا جميعا ففيم التخلف ؟؟ ... هيا إلى مصعب فلنؤمن معه فإن الحق يخرج من بين ثناياه ...!
غزوة أحد
وفي غزوة أحد يحتدم القتال ، ويخالف الرماه أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويغادرون موقعهم في أعلى الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين ،،، لكن مخالفتهم هذه حولت النصر إلى هزيمه ، ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل ، ومزقت الفوضى والذعر صفوف المسلمين ، فوكز المشركون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. يريدون أن ينالوا منه
وأدرك مصعب ذلك ، فحمل اللواء عاليا وكبّر وكبّر وأخذ يصول ويجول ، وكل همه أن يشغل المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الشهاده
حمل مصعب بن عمير رضي الله عنه اللواء يوم أحد ، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب ، فأقبل ابن قميئه وهو فارس من قريش ، فضرب على يده اليمنى فقطعها .. ومصعب يقول ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ) ... وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنى عليه ، فضرب يده اليسرى فقطعها ، فحنى على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)..ثم حمل عليه الثالثه بالرمح فأنفذه واندَقَّ الرمح
و وقع رضي الله عنه وأرضاه ..و سقط اللواء .... واستشهد مصعب الخير
وداع للشهيد
وبعد انتهاء المعركه جاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يتفقدون أرض المعركه ويودعون شهداءها
يقول خباب بن الأرت : (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل الله ، نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله ،فمنّا من مضى ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا ، مهم مصعب بن عمير
قُتل يوم أحد ، فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمره...فكنا إذا وضعناها على رأسه [تعرّت قدماه] ... وإذا وضعناها على قدميه [برزت رأسه]
فقال لنا صلى الله عليه وآله وسلم :(إجعلوها مما يلي رأسه ، واجعلوا على رجليه من نبات الإذخر)
وقد مثّل المشركون بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأوجع فؤاده ، وقال وهو يقف عنده : ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ) ... ثم ألقى بأسىً نظرة على بردته التي كُفِّن فيها وقال:
[ لقد رأيت بمكه وما بها أرق حله ولا أحسن لِمّة منك ، ثم هاأنتذا شعث الرأس في بُرده ]
وهتف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد وسعت نظراته الحانيه أرض المعركه بكل من عليهامن رفاق مصعب فقال :
( إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامه )
ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال :
[ أيها الناس زوروهم .. وأتوهم وسلموا عليهم ، فوالذي نفسي بيده لايسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامه ، إلا ردوا عليه السلام ]