المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج جديد محتمل لمكافحة الربو


الدكتور أحمد باذيب
04-15-2006, 01:02 AM
العلماء يبحثون عن علاجات جديدة للربو
اكتشف العلماء عقارا جديدا يمكن ان يساعد بشكل كبير في علاج الربو.

فقد أظهرت الاختبارات الأولية للعقار التجريبي دي ان كيه 333 ان بوسعه الحد من اعراض المرض، حيث أوضحت دراسة نشرت في الدورية الأوروبية لأمراض الجهاز التنفسي ان العقار يتصدى لمادة كيميائية معينة تسبب السعال وضيق التنفس وإفراز المخاط وهي من المظاهر المرتبطة بالمرض.

ورغم انه لا تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث، إلا أن العلماء يعتقدون أن العقار يمكن ان يقدم وسيلة جديدة فعالة لعلاج الربو.

ويعول الأطباء في الوقت الحالي على عقاقير تعمل على تهدئة الأعراض لدى المصابين، فيما يسعى العلماء في كافة أنحاء العالم لاكتشاف طرق علاج جديدة أكثر فعالية.

ويستخدم العقار الجديد اسلوبا مختلفا في مكافحة الربو اذ يستهدف مواد كيميائية معينة من طائفة التاكيكينين توجد في الأعصاب وفي بعض خلايا المناعة بالرئيتين. فقد أظهرت الدراسات بالفعل إن التاكيكينين يمكن أن يؤدي إلى التهاب الأنسجة وبالتالي ضيق الممرات التنفسية عند الأشخاص المصابين بالربو.

كما تم الربط بين تلك المادة الكيميائية وإفراز المخاط وربما السعال المرتبط بالمرض. ويسعى العقار لوقف هذه المادة الكيميائية وبالتالي الحد من أعراض الربو.

وقد استخدم علماء في بلجيكا وبريطانيا عقار دي ان كيه 333 في اختبارات اجريت على 19 رجلا يعانون من حالات بسيطة من الربو. ووجد العلماء ان العقار ساعد في الحد من ضيق الرئتين بشكل كبير. وقال الباحثون إن نتائجهم تظهر انه يتعين الان اجراء المزيد من الاختبارات على هذا العقار مع الاخذ في الاعتبار امكانية طرحه لمساعدة المرضى خلال الأعوام القليلة المقبلة.

كما يدرس باحثون من جامعة هال البريطانية العقار أيضا. وتقول البروفسورية آلين موريس، التي ترأس وحدة الاختبارات الإكلينيكية بالجامعة إن نتائج الاختبارات الاخيرة كانت مبشرة.

مرض معقد
غير أن البروفسور مارتن باتريدج كبير الاستشاريين الطبيين في الحملة القومية لمكافحة الربو قال لبي بي سي أونلاين "هناك مجموعة مختلفة من المواد الكيميائية التي تشترك في إحداث أعراض الربو"، وأضاف "في الوقت الحالي يبدو أن أفضل سبل التحكم في تلك المجموعة من المواد الكيميائية هي عن طريق تناول عقار مضاد للالتهاب عن طريق الاستنشاق".

وتابع "هذه طريقة فعالة جدا للسيطرة على الربو لكن هناك منذ فترة اهتمام كبير بتحديد كل مادة كيماوية مسببة للالتهاب او مكوناتها على حدة سعيا للسيطرة على أعراض الربو بفعالية أكثر".

وأضاف "المركب الجديد محاولة اخرى لعزل مادة كيميائية مسؤولة عن جزء من عملية الاصابة بالربو، وعرقلة عملها" وتابع "ما زال الوقت مبكرا لمعرفة مدى فعالية هذا العقار، غير أن هذا الأسلوب من العلاج ما زال بوجه عام اقل فعالية من استخدام وسائل العلاج المعتادة عن طريق الاستنشاق".

ولكنه أضاف "نرحب بجميع التطورات التي يمكن ان تساعد خمسة ملايين شخص يعانون من الربو في بريطانيا و300 مليون شخص يعانون منه في جميع أنحاء العالم".

الدكتور أحمد باذيب
06-24-2006, 01:13 AM
27/05/2006

مرض الربو كما يعلم القارئ مرض شائع جدا، وهناك الكثير من المرضى الذين يعانون منه. ونظام علاج الربو يخضع لمراجعة مستمرة من قبل المختصين. وهناك جهات علمية عالمية تضع ضوابط وطرق العلاج وتصدر هذه الضوابط بناء على أفضل الأدلة العلمية المتوفرة ويتم مراجعتها بصورة دورية كل سنة أو سنتين وتصدر الجهات الصحية في كثير من الدول إرشادات لعلاج الربو وهناك إرشادات سعودية يتم مراجعتها بصورة دورية. وعلاج الربو يعتمد في الأساس على خطين من العلاج:

موسعات الشعب وتستخدم كأدوية إسعافية ولمرضى الربو المتقطع والخط الثاني هو الأدوية الواقية التي تمنع حدوث الربو. والفكر خلف استخدام الأدوية الواقية هو تغير فهم آلية مرض الربو، حيث ينظر الاطباء للآن لمرض الربو على أنه التهاب يحدث في مجاري وقصبات الهواء ويحدث أعراض الربو. فآلية مرض الربو أكثر بكثير من مجرد انقباض العضلات في قصبات الهواء مما يحدث ضيق في مجرى التنفس. وتهدف الأدوية الواقية إلى وقف الإلتهاب في قصبات الهواء ويتم ذلك على عدة مستويات وبعدة أدوية فالستيرويدات (الكورتيزون) تعمل على مستوى معين لوقف الإلتهاب ومضادات الليوكوتر ايينز (سنجلويير) تعمل على مستوى آخر وهكذا تستمر محاولات الأطباء والباحثين للوصول إلى أدوية واقية جديدة. وبفضل الله فإن النسبة العظمى من مرضى الربو يستجيبون للأدوية الواقية المتمثلة في البخاخات الواقية، ولكن هناك نسبة أقل من المرضى تصل إلى 5٪ من مرضى الربو تستمر لديها الأعراض بالرغم من استخدام أعلى جرعات البخاخ الواقي وبعضهم يحتاج إلى حبوب الكورتيزون لمدة طويلة للسيطرة على المرض وأعراضه. وقد يحتاج هؤلاء المرضى إلى التنويم المتكرر في المستشفى أو الزيارات المتكررة قسم الطوارئ. لهذه الفئة من المرضى ظهر علاج جديد يعرف بمضادات غلوبلين E المناعي (مضادات lgE).

ولفهم آلية عمل هذا العلاج لابد من فهم آلية مرض الربو أو الحساسية التي تسبب الربو. فبصورة مبسطة جدا تمر حساسية الصدر (الربو) بثلاث مراحل، المرحلة الأولى مرحلة التحسس، حيث يتعرض الجهاز التنفسي لمادة مهيجة وتقوم الاجسام المضادة lgE بالتعرف على المهيج وتكون مركبا يلتصق بنوع من خلايا الدم البيضاء تعرف بخلايا ماصت. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي الاستجابة المبكرة، حيث تفرغ خلايا ماصت جميع محتوياتها نتيجة التصاقها بالاجسام المضادة lgE وهذه المحتويات تبدأ تفاعل الحساسية وتظهر أعراض المرض خلال دقائق ثم بعد ذلك تبدا المرحلة الثالثة وهي الإستجابة المتأخرة وتشارك فيها أنواع أخرى من الخلايا البيضاء ولا أريد في هذا السياق أن أعقد الأمر للقارئ، ولكني أحببت توضيح آلية المرض بصورة مبسطة حتى يتسنى للقارئ الكريم فهم طريقة عمل الدواء الجديد. فالدواء الجديد الذي يتم تناوله عن طريق الحقن مرة كل اسبوعين أو اربعة أسابيع يقوم بتكوين مركب مع الاجسام المضادة lgE ويمنع التصاقها بخلايا ماصت مما ينتج عنه توقف تفاعل الحساسية في مراحله المبكرة. وقد أظهرت الدراسات أن العلاج آمن الاستخدام ولا توجد آثار جانبية شديدة كما أن نسبة جيدة من المرضى يستجيبون له، ولكن بالطبع ليس كل المرضى. وقد إدارة الدواء والغذاء الأمريكية على استخدامه في علاج حالات الربو الشديدة، كما وضع ضمن الأدوية التي يمكن استخدامها في التوصيات العالمية الجديدة لعلاج حالات الربو الشديدة وحصل العلاج على موافقة للإستخدام في المملكة وتم تسجيله في وزارة الصحة في المملكة حديثا بناء على الأدلة العلمية المتوفرة التي أظهرت فعالية هذا العلاج. فقد أظهرت الدراسات أن العلاج الجديد كان فعالا مع المرضى المصابين بالربو الشديد من حيث تقليل عدد مرات الإصابة بنوبات شديدة من الربو وعدد مرات زيارة قسم الطوارئ والتحسن الكبير في وظائف الرئة عند المرضى الذين استخدموا العلاج الجديد كما حدث تحسن نوعي كبير في حياة المرضى ونقص كبير في الأعراض وفي استخدام حبوب الكورتيزون. والعلاج، كما ذكرت آنفا يستخدم لحالات الربو الشديدة وليس لكل مرضى الربو. والعلاج مصرح باستخدامه للكبار فقط ولم يحصل على موافقة باستخدامه للأطفال أو السيدات الحوامل. وتبقى نقطة مهمة قد تحد كثيرا من استخدام الدواء الجديد وهو التكلفة الباهظة لمثل هذا العلاج، ولكن بعض الدراسات الاقتصادية لجدوى مثل هذا العلاج أظهرت نتائج أولية بأن تكلفة استخدام العلاج أقل من التكلفة التي قد يتحملها النظام الصحي نتيجة عدم علاج المرضى بسبب حاجة المرض للتنويم في المستشفيات وللزيارات المتكررة للأطباء وأقسام الطوارئ.

أسأل الله أن يحفظنا وإياكم وأن يشفي كل مريض.