حد من الوادي
05-17-2016, 03:51 PM
الثلاثاء 17 مايو 2016 09:56 صباحاً
يا ما في الجراب يا حاوي!
د. بدر السعيدي
صفحة الكاتب
لا يصح إلاّ الصحيح
جامعة عدن مرة أُخرى
الكويت العيد الوطني 25 فبراير
ماذا بعد؟
الإمارات والجنوب.. تاريخ يعيد نفسه!
ذكرت في منشور سابق أن الاجراءات الأمنية الأخيرة ضد "الخلايا النائمة" و"القاعدة" في عدن ولحج وأبين وحضرموت ربما تكون قد اربكت مخططات نظام صنعاء (حكام ومعارضة) لشن حرب أخرى ضد الجنوب وإعادة احتلاله ثانية، ولهذا قامت قيامتهم ضد تلك الاجراءات. ولكن على المعنيين في الجنوب أن لا يركنوا إلى ما تحقق؛ فيا ما في جراب علي وإخوته وغير الأشقاء وأولاد عمومته واخواله في صنعاء وخارجها من مؤامرات ودسائس كانوا قد حبكوها معاً ويشرفون معاً أيضاً على تنفيذها، كلٌ بأسلوبه وقدراته.
وما دمنا بصدد الكلام عن "الخلايا النائمة"، فإنه يجب العلم بوجود خلايا أخرى ربما أخطر، بعضها "نائم" وبعضها "صاح" و"فاعل" وبعضها بين الحالين، لا هو بنائم ولا هو بصاحي على قول بلفقيه. فالخلايا الصاحية والفاعلة تتمثل في بقايا الدولة العميقة لنظام صنعاء بمختلف أطرافه؛ فالمعروف أن نظام صالح هو من صنع معظم قيادات فروع الوزارات والمؤسسات في الجنوب وأطلق أيديهم في الفساد والنهب والاختلاسات حتى أثروا، فأصبحوا بنعمته يحدثون، ولا يستطيعون الفكاك منه أو التخلي عنه، فهو صانعهم وولي نعمتهم الذي يدينون له بالولاء والطاعة، وهم على استعداد تام لعمل كل ما من شأنه أن يحميهم ويرضيه لأنهم يعرفون جيداً أن التغيير الذي استهدف سيدهم سيأتي عليهم، لذلك نجدهم يعملون بمختلف الطرق والوسائل وبكل ما تحت أيديهم من إمكانيات وسلطات وطوابير التابعين لمحاصرة هذا التغيير حماية لسيدهم وأنفسهم معاً.
إن محاصرة ومقاومة هذا التغيير تتم عبر القيام بأعمال وممارسات تستهدف الشعب كله من خلال محاربته في كل ما يتصل بحياته اليومية وجعله يعيش في دوامة أزمات لا تنقطع في كل شيء، في الغذاء والدواء والكهرباء والماء والوقود وخلاف ذلك. ففي الكهرباء، مثلاً، كانت الانقطاعات قبل شهرين أو ثلاثة لا تتعدى ساعة أو ساعتين في اليوم، مع أنها كانت تغطي أجزاء واسعة من محافظتي لحج وأبين ، وذلك بفضل المساعدات السخية لإمارات الخير. اليوم أصبحت الانقطاعات لا تقل في مجموعها عن 14 ساعة في اليوم، وربما أكثر في بعض المناطق، مع أن محافظة أبين قد حرمت من حصتها التي تصلها من عدن، ويعلم الله ماذا حل بلحج والضالع؛ أي أن خدمات الكهرباء قد تدنت إلى أقل من 40%. وكما في الكهرباء، هناك أزمات مستمرة في البترول والديزل وغاز الطبخ، على الرغم من توفرها وبكميات كبيرة ومجانية من المملكة والإمارات وغيرهما. إنهم يقتلون شعباً بكامله بالحر الشديد وأزمات المياه والمحروقات، ونار الأسعار وخلاف ذلك.
وإذا كانت السلطات الأمنية بصدد ملاحقة الخلايا النائمة من أصول "شمالية"، فإن هنالك خلايا نائمة من أصول "جنوبية" هي الأخطر باعتقادي، لأن عناصرها تعيش بيننا وتتنقل بأمان وحرية تامة، وتجلس في مجالس بعض القيادات المدنية والعسكرية، فتجمع الكثير من البيانات والمعلومات وتبعثها لأطراف نظام صالح، كما ترسم على ضوئها خطط تحركاتها اللاحقة. كما أظهرت الدلائل أن عناصر جنوبية، ربما تنتمي إلى هذه الخلايا، كانت وراء الكثير من أعمال القتل والتفجيرات والتقطعات التي شهدتها عدن خلال الفترات السابقة. إنها كما يسميها البعض جماعات "الدفع المسبق" التي تُوجه وتدار بالريموت كنترول.
وهناك توجس من موقف الجنوبيين المنتمين لحزبي المؤتمر والإصلاح، حيث لم تتخذ موقفاً محدداً فيما يتصل بالقضية الجنوبية بشكل خاص. ولأن الهدف من هذه الحرب هو الجنوب، فإنه يُخشى أن يُوظف منتسبو المؤتمر والإصلاح لخدمة مشاريع صنعاء تجاه الجنوب وتجاه شرعية هادي؛ فإذا كانت قيادات المؤتمر الجنوبية قد اتخذت قبيل الحرب موقفاً مؤيداً لهادي، إلاّ أن بعض تلك القيادات قد اتخذ موقفاً مغايراً بعد نشوب الحرب.
إن هذا ليس إلاّ غيض من فيض، فجراب صالح وجماعته فيه الكثير والكثير، فربما أن ما خفي هو أعظم مما نتكهنه، كما أنهم لا يجدون صعوبة أو حرجاً في خلق وسائل بديلة وأخرى جديدة.
وختاماً أود أن أشير إلى أن بعض تعيينات الرئيس هادي "غير الموفقة" قد أججت الوضع وأزمته أكثر، كما أفقدته تأييد فئات واسعة من الشعب.
اقرأ المزيد من عدن الغد
يا ما في الجراب يا حاوي!
د. بدر السعيدي
صفحة الكاتب
لا يصح إلاّ الصحيح
جامعة عدن مرة أُخرى
الكويت العيد الوطني 25 فبراير
ماذا بعد؟
الإمارات والجنوب.. تاريخ يعيد نفسه!
ذكرت في منشور سابق أن الاجراءات الأمنية الأخيرة ضد "الخلايا النائمة" و"القاعدة" في عدن ولحج وأبين وحضرموت ربما تكون قد اربكت مخططات نظام صنعاء (حكام ومعارضة) لشن حرب أخرى ضد الجنوب وإعادة احتلاله ثانية، ولهذا قامت قيامتهم ضد تلك الاجراءات. ولكن على المعنيين في الجنوب أن لا يركنوا إلى ما تحقق؛ فيا ما في جراب علي وإخوته وغير الأشقاء وأولاد عمومته واخواله في صنعاء وخارجها من مؤامرات ودسائس كانوا قد حبكوها معاً ويشرفون معاً أيضاً على تنفيذها، كلٌ بأسلوبه وقدراته.
وما دمنا بصدد الكلام عن "الخلايا النائمة"، فإنه يجب العلم بوجود خلايا أخرى ربما أخطر، بعضها "نائم" وبعضها "صاح" و"فاعل" وبعضها بين الحالين، لا هو بنائم ولا هو بصاحي على قول بلفقيه. فالخلايا الصاحية والفاعلة تتمثل في بقايا الدولة العميقة لنظام صنعاء بمختلف أطرافه؛ فالمعروف أن نظام صالح هو من صنع معظم قيادات فروع الوزارات والمؤسسات في الجنوب وأطلق أيديهم في الفساد والنهب والاختلاسات حتى أثروا، فأصبحوا بنعمته يحدثون، ولا يستطيعون الفكاك منه أو التخلي عنه، فهو صانعهم وولي نعمتهم الذي يدينون له بالولاء والطاعة، وهم على استعداد تام لعمل كل ما من شأنه أن يحميهم ويرضيه لأنهم يعرفون جيداً أن التغيير الذي استهدف سيدهم سيأتي عليهم، لذلك نجدهم يعملون بمختلف الطرق والوسائل وبكل ما تحت أيديهم من إمكانيات وسلطات وطوابير التابعين لمحاصرة هذا التغيير حماية لسيدهم وأنفسهم معاً.
إن محاصرة ومقاومة هذا التغيير تتم عبر القيام بأعمال وممارسات تستهدف الشعب كله من خلال محاربته في كل ما يتصل بحياته اليومية وجعله يعيش في دوامة أزمات لا تنقطع في كل شيء، في الغذاء والدواء والكهرباء والماء والوقود وخلاف ذلك. ففي الكهرباء، مثلاً، كانت الانقطاعات قبل شهرين أو ثلاثة لا تتعدى ساعة أو ساعتين في اليوم، مع أنها كانت تغطي أجزاء واسعة من محافظتي لحج وأبين ، وذلك بفضل المساعدات السخية لإمارات الخير. اليوم أصبحت الانقطاعات لا تقل في مجموعها عن 14 ساعة في اليوم، وربما أكثر في بعض المناطق، مع أن محافظة أبين قد حرمت من حصتها التي تصلها من عدن، ويعلم الله ماذا حل بلحج والضالع؛ أي أن خدمات الكهرباء قد تدنت إلى أقل من 40%. وكما في الكهرباء، هناك أزمات مستمرة في البترول والديزل وغاز الطبخ، على الرغم من توفرها وبكميات كبيرة ومجانية من المملكة والإمارات وغيرهما. إنهم يقتلون شعباً بكامله بالحر الشديد وأزمات المياه والمحروقات، ونار الأسعار وخلاف ذلك.
وإذا كانت السلطات الأمنية بصدد ملاحقة الخلايا النائمة من أصول "شمالية"، فإن هنالك خلايا نائمة من أصول "جنوبية" هي الأخطر باعتقادي، لأن عناصرها تعيش بيننا وتتنقل بأمان وحرية تامة، وتجلس في مجالس بعض القيادات المدنية والعسكرية، فتجمع الكثير من البيانات والمعلومات وتبعثها لأطراف نظام صالح، كما ترسم على ضوئها خطط تحركاتها اللاحقة. كما أظهرت الدلائل أن عناصر جنوبية، ربما تنتمي إلى هذه الخلايا، كانت وراء الكثير من أعمال القتل والتفجيرات والتقطعات التي شهدتها عدن خلال الفترات السابقة. إنها كما يسميها البعض جماعات "الدفع المسبق" التي تُوجه وتدار بالريموت كنترول.
وهناك توجس من موقف الجنوبيين المنتمين لحزبي المؤتمر والإصلاح، حيث لم تتخذ موقفاً محدداً فيما يتصل بالقضية الجنوبية بشكل خاص. ولأن الهدف من هذه الحرب هو الجنوب، فإنه يُخشى أن يُوظف منتسبو المؤتمر والإصلاح لخدمة مشاريع صنعاء تجاه الجنوب وتجاه شرعية هادي؛ فإذا كانت قيادات المؤتمر الجنوبية قد اتخذت قبيل الحرب موقفاً مؤيداً لهادي، إلاّ أن بعض تلك القيادات قد اتخذ موقفاً مغايراً بعد نشوب الحرب.
إن هذا ليس إلاّ غيض من فيض، فجراب صالح وجماعته فيه الكثير والكثير، فربما أن ما خفي هو أعظم مما نتكهنه، كما أنهم لا يجدون صعوبة أو حرجاً في خلق وسائل بديلة وأخرى جديدة.
وختاماً أود أن أشير إلى أن بعض تعيينات الرئيس هادي "غير الموفقة" قد أججت الوضع وأزمته أكثر، كما أفقدته تأييد فئات واسعة من الشعب.
اقرأ المزيد من عدن الغد