حد من الوادي
05-29-2016, 12:19 AM
السبت 28 مايو 2016 07:02 مساءً
عنصرية سلطة الجنوب ستسقط القضية الجنوبية
علي البخيتي
صفحة الكاتب
(في الكويت ) الكل يكذب على الكل !
قصص مرعبة: كيف أهينت المرأة اليمنية في عهد فاشية الحوثي
حكايات من الإرهاب الحوثي.... قصة من أرحب
الناطق باسم (القرآن الناطق) يطلب من (قرن الشيطان) احتواء الحوثيين -
الى الحوثيين: تصالحوا مع الناس قبل فوات الأوان
القضية الجنوبية في خطر، مثلها مثل قضية صعدة، يكمن الخطر في أن حامل القضية يشوهها عبر ممارسات عنصرية مناطقية وإجراءات قمعية تعسفية توجه ضد بسطاء من الشماليين لا ناقة لهم ولا جمل فيما ارتكب بحق الجنوب على مدى عقود من الوحدة بيد شماليين وجنوبيين في نفس الوقت.
جنى الحوثيون على قضية صعدة، وحولوها من مظلومية الى ظلم يمارس على بقية أفراد الشعب في المحافظات التي تحت سيطرتهم، فخسروا كل التعاطف الذي كانوا يحضون به كحامل للقضية، وحتى القضية نفسها خسرت بريقها ولم يعد أحد يتحدث عنها كمظلومية، بل على العكس بدأ الكثيرون يرددون أن نظام صالح كان يدرك مخاطر الحركة الحوثية لذلك حربه عليها كانت مُحقة، والأيام أثبتت ذلك بحسب راي هؤلاء، مع اعتراضهم على المظالم التي ارتكبت خلالها، الا أنهم جزموا على عدالة وضرورة الحرب في حينها.
القضية الجنوبية بدأت تخسر بريقها في الشمال، بفعل الإجراءات التعسفية العنصرية التي ارتكبت من البعض عقب اخراج الحوثيين من المحافظات الجنوبية، لكن الخسارة الأهم حدثت خلال هذا الشهر، لأن عمليات التنكيل والترحيل نُفذت من السلطات الرسمية في عدن ومناطق جنوبية أخرى، تلك الثقافة العنصرية اذا ما استمرت وكانت هي المحرك للسلطة هناك فإنها ستتوسع ومن ثم ستصل الى عُمق الجنوب نفسه، واحتمال انفجار صراعات مشابه لأحداث يناير 86 في بعدها الاجتماعي واردة جداً في ضل هكذا ثقافة عنصرية مناطقية، وستخسر القضية الجنوبية بريقها داخل الجنوب نفسه، وسيترحم الناس على أيام نظام صالح بكل مساوئه.
عندما بدأ الحديث عن الترحيل دافعنا عن السلطة في عدن ممثلة في عيدروس الزبيدي وشلال شايع، فقد صدقنا بياناتهم التي قالت أن ما قاموا به إجراءات أمنية تستهدف كل من لا يحمل بطاقة، لكن الأيام الأخيرة ومقاطع الفيديو ووصول الكثير من المرحلين الى مناطقهم وهم يحملون بطائقهم الشخصية كشفت أن هناك عملية ترحيل منهجية للشماليين من البسطاء والعمال والباعة المتجولين على أسس عنصرية مناطقية لا علاقة لها بالبطاقة الشخصية على الإطلاق، وأن القائمين عليها يخجلون من الاعتراف بها لعلمهم أن ما يقومون به جريمة وعيب في حق مواطنين لا ذنب لهم.
مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع لعملية ترحيل لمجموعة على قاطرة وأظهر جانباً من التعامل معهم أوضح لنا أخلاق الجهة التي تنفذ العملية وأسلوبها في التعامل مع مواطنين عزل أبرياء لا حول لهم ولا قوة، كانوا يتعرضون لكلام جارح وعنصري ويقادون كالخراف ويتم السخرية منهم بألفاظ عنصرية أثناء نزولهم من القاطرة، ذلك المقطع كشف لنا عن حملة ترحيل عنصرية مناطقية، مع اذلال واهانة الى أبعد حد للمستهدفين منها، يسخرون منهم، يضحكون عليهم، يوجهون لهم عبارات اهانة وتحقير وعنصرية، اذهبوا حرروا تعز، وغيرها من الكلمات، أحدهم نزل من القاطرة وفي يده سيكل صغير اشتراه لطفلة، وهم يسخرون منه قائلين: سيكل مفخخ.
تلك الأخلاق لن تبني دولة في الجنوب، ذلك الانحطاط لن يحقق أهداف القضية الجنوبية، تلك العنصرية ستمتد وتتوسع حتى تسحق مداميك المكونات المجتمعية داخل الجنوب نفسه، فالعنصرية داء من الصعب التحكم فيه، ومن يتابع مقطع الفيديو سيعرف أن تلك العينات لن تتردد عن تكرار نفس الممارسات على أبناء أي منطقة أو محافظة جنوبية أذا ما تم توجيهها بذلك.
الحوثيون انتصروا عسكرياً لكنهم سقطوا أخلاقياً، لذلك سقطوا من نظر الناس وتلاشت شعبيتهم في الكثير من المحافظات الشمالية، بما في ذلك صعدة نفسها، ولو سُمح للناس التعبير عن وجهة نظرهم بعيداً عن سطوة الحوثيين الأمنية لعرف الحوثيون أن الغالبية العظمى حتى من أبناء محافظة صعدة أصبحت ضدهم وتمقتهم، نفس الأمر سينطبق على القضية الجنوبية والحامل لها والمزايدين باسمها، والأيام القادمة ستثبت ذلك.
ليس لنا اعتراض على حق الإخوة في الجنوب في تقرير مصيرهم، وإذا ما قررت الغالبية الساحقة ذلك سنبارك لهم فك الارتباط، وسأكون أول من يزور عدن كسائح وبجواز سفر، لكن القضية الجنوبية وعدالتها لا تبرر تلك الممارسات العنصرية تجاه البسطاء، ولن نقبل بذلك من أي جهة أو شخصية، وسنمارس حقنا في النقد، ولن ترهبنا الأصوات التي تربط بين تلك الممارسات والقضية الجنوبية، لأن من يمارسون تلك التصرفات الرعناء العنصرية ومن يبررون لها ومن يدارونها بأعذار واهية لا يمكن أن يكونوا حاملاً لقضية عادلة ومحقة كالقضية الجنوبية.
اقرأ المزيد من عدن الغد
عنصرية سلطة الجنوب ستسقط القضية الجنوبية
علي البخيتي
صفحة الكاتب
(في الكويت ) الكل يكذب على الكل !
قصص مرعبة: كيف أهينت المرأة اليمنية في عهد فاشية الحوثي
حكايات من الإرهاب الحوثي.... قصة من أرحب
الناطق باسم (القرآن الناطق) يطلب من (قرن الشيطان) احتواء الحوثيين -
الى الحوثيين: تصالحوا مع الناس قبل فوات الأوان
القضية الجنوبية في خطر، مثلها مثل قضية صعدة، يكمن الخطر في أن حامل القضية يشوهها عبر ممارسات عنصرية مناطقية وإجراءات قمعية تعسفية توجه ضد بسطاء من الشماليين لا ناقة لهم ولا جمل فيما ارتكب بحق الجنوب على مدى عقود من الوحدة بيد شماليين وجنوبيين في نفس الوقت.
جنى الحوثيون على قضية صعدة، وحولوها من مظلومية الى ظلم يمارس على بقية أفراد الشعب في المحافظات التي تحت سيطرتهم، فخسروا كل التعاطف الذي كانوا يحضون به كحامل للقضية، وحتى القضية نفسها خسرت بريقها ولم يعد أحد يتحدث عنها كمظلومية، بل على العكس بدأ الكثيرون يرددون أن نظام صالح كان يدرك مخاطر الحركة الحوثية لذلك حربه عليها كانت مُحقة، والأيام أثبتت ذلك بحسب راي هؤلاء، مع اعتراضهم على المظالم التي ارتكبت خلالها، الا أنهم جزموا على عدالة وضرورة الحرب في حينها.
القضية الجنوبية بدأت تخسر بريقها في الشمال، بفعل الإجراءات التعسفية العنصرية التي ارتكبت من البعض عقب اخراج الحوثيين من المحافظات الجنوبية، لكن الخسارة الأهم حدثت خلال هذا الشهر، لأن عمليات التنكيل والترحيل نُفذت من السلطات الرسمية في عدن ومناطق جنوبية أخرى، تلك الثقافة العنصرية اذا ما استمرت وكانت هي المحرك للسلطة هناك فإنها ستتوسع ومن ثم ستصل الى عُمق الجنوب نفسه، واحتمال انفجار صراعات مشابه لأحداث يناير 86 في بعدها الاجتماعي واردة جداً في ضل هكذا ثقافة عنصرية مناطقية، وستخسر القضية الجنوبية بريقها داخل الجنوب نفسه، وسيترحم الناس على أيام نظام صالح بكل مساوئه.
عندما بدأ الحديث عن الترحيل دافعنا عن السلطة في عدن ممثلة في عيدروس الزبيدي وشلال شايع، فقد صدقنا بياناتهم التي قالت أن ما قاموا به إجراءات أمنية تستهدف كل من لا يحمل بطاقة، لكن الأيام الأخيرة ومقاطع الفيديو ووصول الكثير من المرحلين الى مناطقهم وهم يحملون بطائقهم الشخصية كشفت أن هناك عملية ترحيل منهجية للشماليين من البسطاء والعمال والباعة المتجولين على أسس عنصرية مناطقية لا علاقة لها بالبطاقة الشخصية على الإطلاق، وأن القائمين عليها يخجلون من الاعتراف بها لعلمهم أن ما يقومون به جريمة وعيب في حق مواطنين لا ذنب لهم.
مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع لعملية ترحيل لمجموعة على قاطرة وأظهر جانباً من التعامل معهم أوضح لنا أخلاق الجهة التي تنفذ العملية وأسلوبها في التعامل مع مواطنين عزل أبرياء لا حول لهم ولا قوة، كانوا يتعرضون لكلام جارح وعنصري ويقادون كالخراف ويتم السخرية منهم بألفاظ عنصرية أثناء نزولهم من القاطرة، ذلك المقطع كشف لنا عن حملة ترحيل عنصرية مناطقية، مع اذلال واهانة الى أبعد حد للمستهدفين منها، يسخرون منهم، يضحكون عليهم، يوجهون لهم عبارات اهانة وتحقير وعنصرية، اذهبوا حرروا تعز، وغيرها من الكلمات، أحدهم نزل من القاطرة وفي يده سيكل صغير اشتراه لطفلة، وهم يسخرون منه قائلين: سيكل مفخخ.
تلك الأخلاق لن تبني دولة في الجنوب، ذلك الانحطاط لن يحقق أهداف القضية الجنوبية، تلك العنصرية ستمتد وتتوسع حتى تسحق مداميك المكونات المجتمعية داخل الجنوب نفسه، فالعنصرية داء من الصعب التحكم فيه، ومن يتابع مقطع الفيديو سيعرف أن تلك العينات لن تتردد عن تكرار نفس الممارسات على أبناء أي منطقة أو محافظة جنوبية أذا ما تم توجيهها بذلك.
الحوثيون انتصروا عسكرياً لكنهم سقطوا أخلاقياً، لذلك سقطوا من نظر الناس وتلاشت شعبيتهم في الكثير من المحافظات الشمالية، بما في ذلك صعدة نفسها، ولو سُمح للناس التعبير عن وجهة نظرهم بعيداً عن سطوة الحوثيين الأمنية لعرف الحوثيون أن الغالبية العظمى حتى من أبناء محافظة صعدة أصبحت ضدهم وتمقتهم، نفس الأمر سينطبق على القضية الجنوبية والحامل لها والمزايدين باسمها، والأيام القادمة ستثبت ذلك.
ليس لنا اعتراض على حق الإخوة في الجنوب في تقرير مصيرهم، وإذا ما قررت الغالبية الساحقة ذلك سنبارك لهم فك الارتباط، وسأكون أول من يزور عدن كسائح وبجواز سفر، لكن القضية الجنوبية وعدالتها لا تبرر تلك الممارسات العنصرية تجاه البسطاء، ولن نقبل بذلك من أي جهة أو شخصية، وسنمارس حقنا في النقد، ولن ترهبنا الأصوات التي تربط بين تلك الممارسات والقضية الجنوبية، لأن من يمارسون تلك التصرفات الرعناء العنصرية ومن يبررون لها ومن يدارونها بأعذار واهية لا يمكن أن يكونوا حاملاً لقضية عادلة ومحقة كالقضية الجنوبية.
اقرأ المزيد من عدن الغد