المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنوب العربي تحليل : توجيهات هادي بخصوص مخالفي العمالة في الجنوب قد لا تنفذ


حد من الوادي
05-30-2016, 01:35 AM
تحليل : توجيهات هادي بخصوص مخالفي العمالة في الجنوب قد لا تنفذ


الأحد 29 مايو 2016 04:22 مساءً
القسم السياسي بصحيفة عدن الغد

اصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من منفاه الإجباري بالعاصمة السعودية الرياض توجيهات قضت بوقف عمليات ضبط لمخالفي إقامة في محافظات جنوبية أحدثت عمليات الضبط ردود أفعال واسعة النطاق خلال الأيام الماضية .

ورغم ان "هادي" اصدر توجيها وجهه إلى محافظي عدد من المحافظات بينها الضالع ولحج وعدن وقضى بوقف أي أعمال ترحيل لمخالفين إلا ان الأرجح ان هذا القرار لن يطبق كون ان هادي لايملك أي صلاحيات تجاه القوات الأمنية والعسكرية في هذه المحافظات .

قبل حوالي أسبوعين اصدر "هادي" توجيها مماثلا كتب مستشارو "هادي" هذا التوجيه مساء في حين كان يهم الرجل بتناول "وجبة العشاء" .

اطل الرجل من خلف نظارته على ماكتب وتمتم بلغة هادئة :" انشروه.

وصباحا في حين كانت قناة تلفزيونية عربية تبث الخبر كانت شاحنات صغيرة تقل العشرات من مخالفي الإقامة في عدن .

حتى الـ 23 من مارس 2015 كان "هادي" يقيم في القصر الرئاسي بمعاشيق ويصدر عدد من القرارات باعتباره رئيسا لليمن في حين كانت هنالك عدد من الوحدات العسكرية والأمنية بعدن التابعة للجيش اليمني السابق .

غادر هادي في الـ 26 من مارس 2015 هاربا إلى الرياض عقب تقدم قوات موالية للحوثيين وصالح صوب المدينة .

ومنذ ذلك الحين اندلعت الحرب وانتهت في الـ 17 من يوليو 2015 لتشكل واقعا سياسيا جديدا حيث تم تشكيل قوات أمنية وعسكرية جديدة .

فشلت إدارة "هادي" فعليا في توفير المخصصات المالية لهذه القوات التي تم تشكيلها ورويدا رويدا كانت هذه القوات تتشكل بعيدا عن حضور هادي أو قدرته على تسييرها .

تحولت قوة كبيرة من القوات التي قاتلت الحوثيين في عدن إلى مايشبه القوات النظامية ودعمت قوات التحالف العربي وعلى وجه التحديد الإمارات مسار هذه القوات .

ورغم ان هذه القوات حملت مسمى الجيش الوطني وقوات الأمن إلا أنها توجهت جنوبا حيث التزمت قياداتها بتأدية مناسك وطنية جنوبية بينها رفع علم الجنوب وارتداء زي امني وعسكري مخالف .

واجهت هذه القوات الكثير من المشاكل خلال عمليات تدريب ولاحقا لم تملك قياداتها قدرة توفير نفقات ورواتب المجندين ومنذ ذلك الحين ظلت إدارة هادي ترفض مد يد العون لهذه القوات سوى بالمال أو السلاح .

كان "هادي" يرتشف الشاي حينما رن هاتفه المحمول وهو يجلس إلى جانب عدد من مستشاريه وكان المتحدث مدير مكتبه في عدن .

اخبر "هادي" ليلتها ان قوات الأمن بدأت حملة لترحيل مخالفي الإقامة من المدينة هز رأسه وأنهى المكالمة سريعا .

التفت "هادي" إلى معاونيه وتحسس جبهته وقال بهدوء :" قالوا أنهم رحلوا الشماليين من عدن ..

صمت "هادي" ليدور نقاش طويل حول الواقعة انتهى باتخاذ "هادي" قرارا يقضي بذهابه إلى النوم .

منذ تحرير مدينة عدن ظل هادي بعيدا عن كل مايحدث في المدينة التي شهدت عشرات التفجيرات الانتحارية والاغتيالات .

يجلس" مروان عبدالخالق " وهو اسم مستعار لضابط في قوات الأمن التي شكلت في "عدن" مؤخرا خلف مكتبه في حين كانت نوافذ المكتب مشرعة وقد تصبب العرق من جبينه.

يخرج " عبدالخالق" علبة كبريت من جيبه ويشعل النار في سيجار صغيرة وينفث الدخان بعيدا ويقول:" انظر إلى العشرات من الجنود هنا لدينا .. لم يهتم لامرهم احد وهادي لايعرف عنهم شيء ..

يصمت قليلا:" كل الهاربين في الرياض لايعرفون عن مصير مئات الآلاف بعدن شيء .

كثيرون يشاطرون "عبدالخالق" هذه الآراء تعيش مدينة عدن الساحلية المعروفة بأجوائها الحارة أوضاع صعبة بسبب انقطاعات الكهرباء وانعدام الخدمات وصعوبة الحصول على المرتبات .

عقب تحرير مدينة شكلت قيادات محلية وحدات عسكرية من الجيش والأمن وتلقت تدريبات عسكرية لأشهر قبل ان تتخرج لاحقا .

هذه القوات باتت تخضع لنفوذ قيادات محلية ظهرت عقب الحرب وأخرى أقصيت خلال السنوات الماضية .

تبدو توجيهات "هادي" الأخيرة غير منطقية فالرجل لايعرف شيء عن قوام قوات الجيش والأمن التي

شكلت في عدن ولايعرف من هي قياداتها ولم تصرف قط إدارته "مليم"واحد دعما لهذه القوات .

ولذلك فان انعدام الرابط القانوني والإداري بين هذه القوات وبين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يمكن له ان يؤدي إلى عدم تنفيذ توجيهاته الأخيرة .

*من صالح ابو عوذل