حد من الوادي
05-31-2016, 12:53 AM
الاثنين 30 مايو 2016 06:03 مساءً
نعمان والمشكلة كلها
عبده النقيب
صفحة الكاتب
ما أًخذ بالآر بي جي و الجمجمة لن يعود بالفيسبوك و"الهنجمة"
اللازم والوجوب فيما علينا فعله في مسيرة استقلال الجنوب
الثورة العوراء!
ازمة الثورة في الجنوب والخروج من المأزق
من صحن الجن الى شعب الجن (تبرطع) ياحمود (تبرطع)
كتب السياسي والقيادي الاشتراكي المخضرم سفير صنعاء لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان مقاله الموسوم ب " جذر المشكلة" تحدث فيه عن الواقع القائم في اليمن والجنوب العربي باحثا عن جذرا للمشكلة التي يرى في حلها عبر الاعتراف بان الشعب هو صاحب أي قرار مصيري..
استهل ياسين مقالته في توصيف اسباب نشوء الدولة نظريا بشكل رائع على انها نتاج عملية اتحاد او تفكك لأسباب ودواعي كثيرة وفضل النموذج الذي ينشأ بالتراضي والتوافق أي كان ذلك وحدة او تفكيك.
عرض الدكتور نعمان هذه المقدمة النظرية بشكل موضوعي سليم لكن ما ان بدأ يقرا الواقع اليمني والجنوبي حتى اضاع البوصلة تحت تأثير ما استقر في وعيه المثقل بالايدلوجية الشمولية لأربعة عقود تلك التي بدأت بالدعوة لاتحاد عمال العالم وانتهت بالريادة في تشكيل الجمعيات القروية والتمنطق بخنجر القبيلة اليمنية "الجنبية" والتحالف مع الارهابين المتأسلمين للجماعة وابناءها فجانب نعمان الصواب في توصيف المشكلة التي نحن بصدد الكتابة عنها وبالطبع لم يقدم حلول موضوعية تتسق مع المقدمة النظرية السليمة.
قد تبدو الفكرة سليمة للكثيرين عندما أشار الدكتور نعمان الى ان جذر المشكلة هو في ان "النخب السياسية والعسكرية والثقافية عزلت الناس وتحولت الى وصي عليها في كل القرارات", لكن الحقيقة ان هذا هو ظاهر المشكلة وليس جذرها .. النخب هي نتاج لواقع موضوعي سياسي واجتماعي وثقافي اشمل. لا يمكن القياس على هذه الفكرة التي اختزل فيها المشكلة السيد نعمان فلو سلمنا بهذا فإن النخب السياسية والعسكرية والثقافية في صنعاء التي حكمت اليمن منذ الاطاحة بالإمام لا ترتبط بمحيطها القبلي وسنقع في خطأ واضح.
من البديهي ان يتم الحديث عن الترابط العضوي بين النخبة والمحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ولا يجب ان تفوت مثل هذه البديهية النظرية لشخص في مكانة نعمان. أثبتت الحرب بالملوس وقبلها صراعات 2011 م التي سماها ثوره ان الحاضنة الاجتماعية لهذه النخب كبيرة وعميقة وواسعة واصعب من ان نفصلها عن بعضها حتى وان جيشنا عليها الى جانب التحالف العربي تحالف دولي كما فعلوا في افغانستان.
فشل التحالف العربي في اليمن يقابله فشل التحالف الدولي في افغانستان في محاولة استبدال النخب السياسية والعسكرية والثقافية بأخرى وهو امر فيه من التسطيح والجهل ما يكفي للسقوط المريع لعمليات كبرى كالتي جرت في كابول وتجري في صنعاء.
لابأس ان يعترف ويقر نعمان بالخطأ الفادح الذي ارتكبته النخب الحاكمة في الجنوب باعتباره كان الرجل الثاني فيها كرئيسا للوزراء وعضوا في الكتب السياسي للحزب الاشتراكي أعلى هيئة سلطة حاكمة حينها مع استبعادي لأي دور لمجلس الشعب باعتبار جميع من فيه هم من قيادة الحزب الذين يأتمرون من الحزب وليس من الشعب مما يجعل من وجود هذا المجلس مجرد ديكور لا اقل ولا اكثر وهو ما اثبتته وحدة 1990م. هذا الاعتراف يحسب للسيد نعمان لكنه ايضا اخطأ في تحميل وزر جريمة عام 1990م لهذه النخب فقط في محاولة منه للهروب من البحث عن الجذر الحقيقي للمشكلة بل والمشكلة كلها.
عند بحثنا في تفاصيل قرار الوحدة في مايو 1990 والتي اتخذ فعلا من قبل النخبة دون العودة حتى للحزب وهيئاته ممثلة بمؤتمره العام ولا اريد ان اشطح واقول العودة للشعب, ايضا يبرز لدينا السؤال البديهي هو لما ذا لم يقاوم الشعب الجنوبي ومؤسسات المجتمع المدني وقواعد الحزب وغيرها من المؤسسات الحكومية ذلك العبث النخبوي وما نراه اليوم جريمة تاريخية.. سأردفه بسؤال آخر : هل تستطيع النخب السياسية والعسكرية والثقافية الجنوبية اليوم مصادرة قرار شعب الجنوب العربي كما فعل نعمان وصحبه في عام 1990م؟!
بالطبع الاجابة على السؤال الثاني بالنفي وان حاولت فعل ذلك فهي ستخلق الفتنه وستدفع ثمنها ليس الا .. واردفه بإجابة اخرى ايضا ان النخبة الجنوبية الموجودة اليوم هي نخبتين : احدهما التي ينتمي إليها نعمان وهي متقهقرة مندحرة وتمثل بقايا النظام الشمولي الجنوبي واخرى فتيه صاعدة قوية صنعها نضال سياسي وثقافي وتوعي وتضحيات جسام لمرحلة بدأت منذ بعيد اعلان الوحدة مباشرة ومازالت مستمرة وتمثلها طليعة المقاومة الجنوبية وحراكها السياسي.. مرحلة تتسم بإيقاظ واستعادة الوعي الوطني الجنوبي كمحور رئيس لكل الاشكال النضالية الاخرى عسكريا وثقافيا واقتصاديا. بالطبع هذا الاستنتاج يقودنا الى النظر في النخبة الجنوبية التي كانت قائمة عام 1990م والتي تعيش اليوم حالة تقهقر حاضرة بإرثها الثقيل كمخلفات وركام يجب ازالته لبناء الحدائق والجسور بدلا عنه.
النخبة التي كانت قائمة حينها في عام 1990م وصاحبة الجريمة التاريخية هي حصيلة عمل سياسي وثقافي وتوعوي وتآمري لمرحلة امتدت منذ عام 1963 وانقضت في عام 1990م بقطف الحصاد المر.. من يجرؤ اليوم من النخب الجنوبية ان يدافع عن الوحدة اليمنية!! ومثلها في عام 1990م من يجرؤ من النخب الجنوبية ان يقف ضد الوحدة. لقد كانت النخب في عام 1990م مشبعة بثقافة الوحدة, وكانت الوحدة احد اركان دين الحزب العقائدي والشمولي.. وكان الشعب مغيبا ومغمورا ومخدرا بوعي زائف صنعته النخب على مدى ثلاثة عقود ولو قيض له ان يستفتي حينها لصوت بالإجماع على الوحدة.. هنا يكمن جذر المشكلة فلا يمكن فصل النخبة عن حاضنتها الاجتماعية وواقعها الثقافي والنفسي وارثها التاريخي.
وقوع السيد نعمان في هذا الخطأ النظري لا اظنه سهوا بل اخاله متعمدا لأنه يريد ان يهرب من مناقشة جذر المشكلة فعلا.. واذا كان هذا الخطأ ربما يقود الى جدل لدى البعض فإن خطؤه الجسيم الثاني الذي اورده في هذه المقالة لا يمكن ان يبرءه من تهمة الاستمرار في ممارسة الخطأ والجريمة التي قادت الى الكارثة الراهنة .
استهل السيد نعمان مقاله بالحديث النظري عن قيام الدولة عبر التوحيد والتفكيك وهو امر مسلم به وفي استعراضه لما رافق الوحدة اليمنية من خطأ ومآلات فإنه هرب من مناقشة المشكلة نفسها ..هذه المشكلة او الخطأ الذي قاد الجنوب الى ثورة شاملة تخللتها حربيين شاملتين مستعرتين ومازالت تداعيات الجريمة مستمرة, وذهب بعيدا للحديث عن ما سماها بثورة 2011م في صنعاء.. اليس من الطبيعي عندما نتحدث عن وحدة فشلت وخطا ارتكب في اعلان هذه الوحدة ان نشير لطرفي الوحدة نفسها .. لماذا حاول نعمان الغاء طرف الوحدة الجنوبي وإنكار وجود الصراع الجنوبي اليمني وذهب للحديث عن الصراع بين اطراف السلطة الحاكمة في صنعاء لأنه بكل بساطة ينكر أي خصوصية للجنوب ويراه جزء من اليمن وهو يلتقي بهذا مع فكر الائمة وهنا جذر المشكلة الذي ادى الى فشل الوحدة.
ماهي علاقة الصراع المستعر بين عائلة الاحمر وعائلة عفاش بمشكلة الوحدة.. بالقطع لا توجد أي علاقة فحشرها في هذا المجال هي مغالطة غير مبررة.. لن اخوض في ما جرى في 2011م فذلك معلوم ويمكن اختزاله ب صراع بين طرفي العصابة الحاكمة على الغنيمة ومن يسموهم بشباب الثورة هم مجرد وقود ليس الا. لكن ان نناقش خطأ الوحدة ولا نناقش طرفيها.. ان نناقش صراع العصابة على الغنيمة ونسميها ثورة ولانناقش ثورة شعب الجنوب العربي الممتدة لربع قرن كنتيجة طبيعة لجريمة ارتكبت ضده باسم الوحدة يجعل نعمان في موقع من ينكر حقيقة وجود شعب في الجنوب ويرفض الاعتراف بالذنب الذي شارك فيه وفي موقع من يصر على الاستمرار في خطؤه.
هكذا بدأ ياسين مقاله منظرا كبيرا وما ان دلف في مناقشة الواقع اليمني والجنوبي حتى تدحرج مباشرة الى قعر الفكر العصبوي الضيق, الى مصاف جمعيات القبّيطة و دبع وذبحان التي نشأت في عدن للعمال الوافدين الى مصافي الزيت والميناء الدولي في عدن عند منتصف القرن الماضي.
عجبي ان نعمان يرى بان ما تقوم به سلطات الثورة الفتية في الجنوب العربي في محاولة لتضميد الجراح الغائرة التي سببها الاحتلال اليمني وقبائل اليمن واحزاب اليمن مجرد عمل عشوائي يستهدف تمزيق التلاحم والتماسك بين عدن وتعز واظنه يومئ الى ترحيل السلطات الامنية في عدن لفرق الموت التي تعبث بالسكينة في عدن والقادمة من تعز.
اخطأت ايضا وايضا عزيزي السيد نعمان ف تعز لم تعد عاصمة الثقافة كما بشرت لها, بل هي حضنا تتقاسمه وتتعايش فيه بقايا الائمة وادعياء الحق الالهي في السلطة مع الارهابيين المتأسلمين – طرفان اجتمعا على مؤامرة ابادة شعب الجنوب وعدن بالذات وعلى طعن الامة العربية في خاصرتها فعن أي تماسك تتحدث وعن أي مخارج "فانتازية" تراها حلا لكارثة شاركت في صنعها بامتياز.
هل ستنكر الحرب المستعرة على الشريط الحدودي الممتد من اقصى الشرق الى اقصى الغرب للجنوب العربي , وهل ثورة الجنوب وعشرات الالا ف من الشهداء الجنوبين والقتلى من الغزاة اليمنيين في مدن وقرى الجنوب من الغرب الى الشرق هي مجرد صراع بين عائلتي الاحمر وعفاش او مجرد انقلاب الحوثيين على مخرجات الحوار اليمني كما تظن.
وهل سنذكرك بتاريخ الجنوب العربي بسلطناته ومشيخاته كيف حاول ان يبني دولة عصرية مدنية دون صراعات قبلية وقروية كما تحذر منها اليوم لولا العبث الذي فعله به صراع الرفاق على الكراسي. وهل انعتاق الجنوب من نير وربقة شعب يكن له الحقد والكراهية ويراهم مجرد هنود وصومال هو عبث وعمل عشوائي. ولماذا تتناقض مع ما بشرت به في مقدمة مقالك بالحرية كي تخفي القناع بان "وسائل نشوء الدولة المعاصرة يقررها الناس وفقا لما تستقر عليه مصالحهم".
اجزم عزيزي نعمان بانك لن تقدر على إدراك الحقيقة وستظل هائما في وادي الضباب ولن تنتصر لوطنك وأهلك حتى في مثل محنتهم هذه.
اقرأ المزيد من عدن الغد
-----------------------
وهناماكتبة الاشتراكي اليمني نعمان على الرابط http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=158097
نعمان والمشكلة كلها
عبده النقيب
صفحة الكاتب
ما أًخذ بالآر بي جي و الجمجمة لن يعود بالفيسبوك و"الهنجمة"
اللازم والوجوب فيما علينا فعله في مسيرة استقلال الجنوب
الثورة العوراء!
ازمة الثورة في الجنوب والخروج من المأزق
من صحن الجن الى شعب الجن (تبرطع) ياحمود (تبرطع)
كتب السياسي والقيادي الاشتراكي المخضرم سفير صنعاء لدى بريطانيا الدكتور ياسين سعيد نعمان مقاله الموسوم ب " جذر المشكلة" تحدث فيه عن الواقع القائم في اليمن والجنوب العربي باحثا عن جذرا للمشكلة التي يرى في حلها عبر الاعتراف بان الشعب هو صاحب أي قرار مصيري..
استهل ياسين مقالته في توصيف اسباب نشوء الدولة نظريا بشكل رائع على انها نتاج عملية اتحاد او تفكك لأسباب ودواعي كثيرة وفضل النموذج الذي ينشأ بالتراضي والتوافق أي كان ذلك وحدة او تفكيك.
عرض الدكتور نعمان هذه المقدمة النظرية بشكل موضوعي سليم لكن ما ان بدأ يقرا الواقع اليمني والجنوبي حتى اضاع البوصلة تحت تأثير ما استقر في وعيه المثقل بالايدلوجية الشمولية لأربعة عقود تلك التي بدأت بالدعوة لاتحاد عمال العالم وانتهت بالريادة في تشكيل الجمعيات القروية والتمنطق بخنجر القبيلة اليمنية "الجنبية" والتحالف مع الارهابين المتأسلمين للجماعة وابناءها فجانب نعمان الصواب في توصيف المشكلة التي نحن بصدد الكتابة عنها وبالطبع لم يقدم حلول موضوعية تتسق مع المقدمة النظرية السليمة.
قد تبدو الفكرة سليمة للكثيرين عندما أشار الدكتور نعمان الى ان جذر المشكلة هو في ان "النخب السياسية والعسكرية والثقافية عزلت الناس وتحولت الى وصي عليها في كل القرارات", لكن الحقيقة ان هذا هو ظاهر المشكلة وليس جذرها .. النخب هي نتاج لواقع موضوعي سياسي واجتماعي وثقافي اشمل. لا يمكن القياس على هذه الفكرة التي اختزل فيها المشكلة السيد نعمان فلو سلمنا بهذا فإن النخب السياسية والعسكرية والثقافية في صنعاء التي حكمت اليمن منذ الاطاحة بالإمام لا ترتبط بمحيطها القبلي وسنقع في خطأ واضح.
من البديهي ان يتم الحديث عن الترابط العضوي بين النخبة والمحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ولا يجب ان تفوت مثل هذه البديهية النظرية لشخص في مكانة نعمان. أثبتت الحرب بالملوس وقبلها صراعات 2011 م التي سماها ثوره ان الحاضنة الاجتماعية لهذه النخب كبيرة وعميقة وواسعة واصعب من ان نفصلها عن بعضها حتى وان جيشنا عليها الى جانب التحالف العربي تحالف دولي كما فعلوا في افغانستان.
فشل التحالف العربي في اليمن يقابله فشل التحالف الدولي في افغانستان في محاولة استبدال النخب السياسية والعسكرية والثقافية بأخرى وهو امر فيه من التسطيح والجهل ما يكفي للسقوط المريع لعمليات كبرى كالتي جرت في كابول وتجري في صنعاء.
لابأس ان يعترف ويقر نعمان بالخطأ الفادح الذي ارتكبته النخب الحاكمة في الجنوب باعتباره كان الرجل الثاني فيها كرئيسا للوزراء وعضوا في الكتب السياسي للحزب الاشتراكي أعلى هيئة سلطة حاكمة حينها مع استبعادي لأي دور لمجلس الشعب باعتبار جميع من فيه هم من قيادة الحزب الذين يأتمرون من الحزب وليس من الشعب مما يجعل من وجود هذا المجلس مجرد ديكور لا اقل ولا اكثر وهو ما اثبتته وحدة 1990م. هذا الاعتراف يحسب للسيد نعمان لكنه ايضا اخطأ في تحميل وزر جريمة عام 1990م لهذه النخب فقط في محاولة منه للهروب من البحث عن الجذر الحقيقي للمشكلة بل والمشكلة كلها.
عند بحثنا في تفاصيل قرار الوحدة في مايو 1990 والتي اتخذ فعلا من قبل النخبة دون العودة حتى للحزب وهيئاته ممثلة بمؤتمره العام ولا اريد ان اشطح واقول العودة للشعب, ايضا يبرز لدينا السؤال البديهي هو لما ذا لم يقاوم الشعب الجنوبي ومؤسسات المجتمع المدني وقواعد الحزب وغيرها من المؤسسات الحكومية ذلك العبث النخبوي وما نراه اليوم جريمة تاريخية.. سأردفه بسؤال آخر : هل تستطيع النخب السياسية والعسكرية والثقافية الجنوبية اليوم مصادرة قرار شعب الجنوب العربي كما فعل نعمان وصحبه في عام 1990م؟!
بالطبع الاجابة على السؤال الثاني بالنفي وان حاولت فعل ذلك فهي ستخلق الفتنه وستدفع ثمنها ليس الا .. واردفه بإجابة اخرى ايضا ان النخبة الجنوبية الموجودة اليوم هي نخبتين : احدهما التي ينتمي إليها نعمان وهي متقهقرة مندحرة وتمثل بقايا النظام الشمولي الجنوبي واخرى فتيه صاعدة قوية صنعها نضال سياسي وثقافي وتوعي وتضحيات جسام لمرحلة بدأت منذ بعيد اعلان الوحدة مباشرة ومازالت مستمرة وتمثلها طليعة المقاومة الجنوبية وحراكها السياسي.. مرحلة تتسم بإيقاظ واستعادة الوعي الوطني الجنوبي كمحور رئيس لكل الاشكال النضالية الاخرى عسكريا وثقافيا واقتصاديا. بالطبع هذا الاستنتاج يقودنا الى النظر في النخبة الجنوبية التي كانت قائمة عام 1990م والتي تعيش اليوم حالة تقهقر حاضرة بإرثها الثقيل كمخلفات وركام يجب ازالته لبناء الحدائق والجسور بدلا عنه.
النخبة التي كانت قائمة حينها في عام 1990م وصاحبة الجريمة التاريخية هي حصيلة عمل سياسي وثقافي وتوعوي وتآمري لمرحلة امتدت منذ عام 1963 وانقضت في عام 1990م بقطف الحصاد المر.. من يجرؤ اليوم من النخب الجنوبية ان يدافع عن الوحدة اليمنية!! ومثلها في عام 1990م من يجرؤ من النخب الجنوبية ان يقف ضد الوحدة. لقد كانت النخب في عام 1990م مشبعة بثقافة الوحدة, وكانت الوحدة احد اركان دين الحزب العقائدي والشمولي.. وكان الشعب مغيبا ومغمورا ومخدرا بوعي زائف صنعته النخب على مدى ثلاثة عقود ولو قيض له ان يستفتي حينها لصوت بالإجماع على الوحدة.. هنا يكمن جذر المشكلة فلا يمكن فصل النخبة عن حاضنتها الاجتماعية وواقعها الثقافي والنفسي وارثها التاريخي.
وقوع السيد نعمان في هذا الخطأ النظري لا اظنه سهوا بل اخاله متعمدا لأنه يريد ان يهرب من مناقشة جذر المشكلة فعلا.. واذا كان هذا الخطأ ربما يقود الى جدل لدى البعض فإن خطؤه الجسيم الثاني الذي اورده في هذه المقالة لا يمكن ان يبرءه من تهمة الاستمرار في ممارسة الخطأ والجريمة التي قادت الى الكارثة الراهنة .
استهل السيد نعمان مقاله بالحديث النظري عن قيام الدولة عبر التوحيد والتفكيك وهو امر مسلم به وفي استعراضه لما رافق الوحدة اليمنية من خطأ ومآلات فإنه هرب من مناقشة المشكلة نفسها ..هذه المشكلة او الخطأ الذي قاد الجنوب الى ثورة شاملة تخللتها حربيين شاملتين مستعرتين ومازالت تداعيات الجريمة مستمرة, وذهب بعيدا للحديث عن ما سماها بثورة 2011م في صنعاء.. اليس من الطبيعي عندما نتحدث عن وحدة فشلت وخطا ارتكب في اعلان هذه الوحدة ان نشير لطرفي الوحدة نفسها .. لماذا حاول نعمان الغاء طرف الوحدة الجنوبي وإنكار وجود الصراع الجنوبي اليمني وذهب للحديث عن الصراع بين اطراف السلطة الحاكمة في صنعاء لأنه بكل بساطة ينكر أي خصوصية للجنوب ويراه جزء من اليمن وهو يلتقي بهذا مع فكر الائمة وهنا جذر المشكلة الذي ادى الى فشل الوحدة.
ماهي علاقة الصراع المستعر بين عائلة الاحمر وعائلة عفاش بمشكلة الوحدة.. بالقطع لا توجد أي علاقة فحشرها في هذا المجال هي مغالطة غير مبررة.. لن اخوض في ما جرى في 2011م فذلك معلوم ويمكن اختزاله ب صراع بين طرفي العصابة الحاكمة على الغنيمة ومن يسموهم بشباب الثورة هم مجرد وقود ليس الا. لكن ان نناقش خطأ الوحدة ولا نناقش طرفيها.. ان نناقش صراع العصابة على الغنيمة ونسميها ثورة ولانناقش ثورة شعب الجنوب العربي الممتدة لربع قرن كنتيجة طبيعة لجريمة ارتكبت ضده باسم الوحدة يجعل نعمان في موقع من ينكر حقيقة وجود شعب في الجنوب ويرفض الاعتراف بالذنب الذي شارك فيه وفي موقع من يصر على الاستمرار في خطؤه.
هكذا بدأ ياسين مقاله منظرا كبيرا وما ان دلف في مناقشة الواقع اليمني والجنوبي حتى تدحرج مباشرة الى قعر الفكر العصبوي الضيق, الى مصاف جمعيات القبّيطة و دبع وذبحان التي نشأت في عدن للعمال الوافدين الى مصافي الزيت والميناء الدولي في عدن عند منتصف القرن الماضي.
عجبي ان نعمان يرى بان ما تقوم به سلطات الثورة الفتية في الجنوب العربي في محاولة لتضميد الجراح الغائرة التي سببها الاحتلال اليمني وقبائل اليمن واحزاب اليمن مجرد عمل عشوائي يستهدف تمزيق التلاحم والتماسك بين عدن وتعز واظنه يومئ الى ترحيل السلطات الامنية في عدن لفرق الموت التي تعبث بالسكينة في عدن والقادمة من تعز.
اخطأت ايضا وايضا عزيزي السيد نعمان ف تعز لم تعد عاصمة الثقافة كما بشرت لها, بل هي حضنا تتقاسمه وتتعايش فيه بقايا الائمة وادعياء الحق الالهي في السلطة مع الارهابيين المتأسلمين – طرفان اجتمعا على مؤامرة ابادة شعب الجنوب وعدن بالذات وعلى طعن الامة العربية في خاصرتها فعن أي تماسك تتحدث وعن أي مخارج "فانتازية" تراها حلا لكارثة شاركت في صنعها بامتياز.
هل ستنكر الحرب المستعرة على الشريط الحدودي الممتد من اقصى الشرق الى اقصى الغرب للجنوب العربي , وهل ثورة الجنوب وعشرات الالا ف من الشهداء الجنوبين والقتلى من الغزاة اليمنيين في مدن وقرى الجنوب من الغرب الى الشرق هي مجرد صراع بين عائلتي الاحمر وعفاش او مجرد انقلاب الحوثيين على مخرجات الحوار اليمني كما تظن.
وهل سنذكرك بتاريخ الجنوب العربي بسلطناته ومشيخاته كيف حاول ان يبني دولة عصرية مدنية دون صراعات قبلية وقروية كما تحذر منها اليوم لولا العبث الذي فعله به صراع الرفاق على الكراسي. وهل انعتاق الجنوب من نير وربقة شعب يكن له الحقد والكراهية ويراهم مجرد هنود وصومال هو عبث وعمل عشوائي. ولماذا تتناقض مع ما بشرت به في مقدمة مقالك بالحرية كي تخفي القناع بان "وسائل نشوء الدولة المعاصرة يقررها الناس وفقا لما تستقر عليه مصالحهم".
اجزم عزيزي نعمان بانك لن تقدر على إدراك الحقيقة وستظل هائما في وادي الضباب ولن تنتصر لوطنك وأهلك حتى في مثل محنتهم هذه.
اقرأ المزيد من عدن الغد
-----------------------
وهناماكتبة الاشتراكي اليمني نعمان على الرابط http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=158097