تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شريحة الأخدام في اليمن (( الحرافيش ))


ابن حضرموت
01-04-2003, 12:00 PM
مئات آلاف الأشخاص رجالاً ونساءً وشيوخاً يشكلون ما يعرف بشريحة الأخدام في اليمن. تتضارب الروايات حول أصول هذه الشريحة من الناس، كما تتضارب حول حقيقة تسميتها بهذا الاسم الذي يبدو أنه يشير للوهلة الأولى حسب قاموس اللغة إلى أدنى درجات السلم الاجتماعي، كما يشير إلى معانٍ طبقية تتحدث في باطنها عن دونيةٍ وتمييزٍ اجتماعي، لكن البعض يرى فيه غير ذلك، إذ يعيد التسمية إلى معانٍ دينية، أو أصول تتعلق بالاحترام والتبجيل.

على أي حال يعيش الأخدام في اليمن منذ زمنٍ طويل حياة من العزلة والبؤس وسط نقص شديد في مقومات الحياة الأساسية والخدمات، لكن واقع الحال يتحدث عن خطوات أولية اتخذتها الحكومة اليمنية، قد تكون بداية لتحسين أوضاع هؤلاء المواطنين الذين يعربون عن الأمل في مستقبل أفضل، كما يتحدثون عن مظالم كثيرة، ولعل المشكلة الرئيسية تكمن في دمج هؤلاء في المجتمع اليمني الذي لا يزال ينأى بنفسه عنهم، أو ينأى بهم عنه، وبهذا الشأن يسأل كثيرون عن دور الأحزاب والهيئات والبرامج التنموية في اليمن. تقرير مراد هاشم.


تريزا امين

تقرير/مراد هاشم: الأخدام من أكبر الفئات والجماعات المهمشة في اليمن، يقدر عددهم بأكثر من ربع مليون شخص يعيشون في تجمعات معزولة في ضواحي القرى والمدن على امتداد مساحة اليمن. البعض ينسبون الأخدام إلى القرن الإفريقي بسبب سمرة بشرتهم، لكن أغلب المؤرخين يرجعونهم إلى أصول عربية يمنية، وبسبب الحروب والصراعات التي شهدتها اليمن قديماً، قُذِف بهم إلى أدنى السلم الاجتماعي.

أحمد مقبل الشلالي (باحث ووزير يمني سابق): الأخدام -على سبيل المثال- أستطيع أن أشير إلى أنهم واحدة من التسميات التي بقيت من الخدمة، التي هي بالآخر لها علاقة بخدمة المعابد المقدسة القديمة، و.. واسم الخادم.. خادم هو له علاقة باسم السيد، حتى إنه ذهب في.. في الأثر العربي الآن أنه "خادم القوم سيدهم"، وإذا هذا الاسم نفسه خادم عُكس فهو يعني سادم، سادم معناها سيد، لكن الملكية فيما بعد كانت السبب أساسي -كما بأعتقد- في التمايز بين هذه الفئات، فمن يملك مستواه أكثر، ولكن من لا يملك مستواه أقل، إضافة إلى الثقافة التي سادت ثقافة الاستعلاء.

مراد هاشم: التهميش والتمييز الذي مورس على هذه الفئة فرض على أفرادها مزاولة مهن محتقرة، مثلما فرض عليهم عزلة اجتماعية لا تزال قائمة حتى الآن.

د.فؤاد الصلاحي (أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء): عدم الاعتراف الاجتماعي في هذه الفئة في المجتمع اليمني أدى إلى إعادة إنتاج هذه الجماعة لنشاطاتها وثقافتها، ومن ثم استمرارها في حلقة مفرغة غير قادرة على الاستفادة من المتغيرات الاقتصادية الحديثة والاجتماعية، وهي في هذا الصدد أصبحت مجال للاستبعاد والتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، علاوة على أنها تعاني من أزمات سيكولوجية نتيجةً لهذه النظرة الدونية من المجتمع.

المجتمع اليمني الريفي والحضري يحتقر هذه الجماعات، ولا يريد لها أن تندمج في إطار بنيته الاجتماعية، فكثيراً من الأنشطة الاقتصادية الحديثة والوظائف الرسمية تستبعد هذه الفئات من بنيتها، وأكثر مجال في هذا الصدد أن الدولة لم تستطع أن تدمج هذه الجماعات بقوة القانون في البنية التعليم الرسمية.. في النظام التعليمي، في البنى الوظيفية الحديثة.

مراد هاشم: أينما ذهبت في اليمن تجد في ضواحي القرى والمدن وأحياناً في قلبها أحياء الأخدام، هذا الحي يتوسط مدينة الحوطة في محافظة لحج وقد بُني ككثير من أحياء الأخدام في مجرى السيل، لذلك يقض موسم الأمطار مضاجع ساكنيه كل عام.

مواطنة يمنية من فئة الأخدام: مطر (روحنا)، مطر فوقنا، ما نرى ها البيوت تمتلي، ما (....) يقوموا (....)، الآن الأمطار راح (....) بيوتنا يشيلوا هذه البيوت ويبنوا لنا بيوت في الخارج.

مراد هاشم: الحي يكتظ بعشرات الأكواخ المبنية من الطين وباستثناء مياه الشرب والكهرباء يفتقر الحي إلى الخدمات الأساسية، فلا مدارس ولا وحدات صحية ولا أسواق، وشوارع الحي أزقة ضيقة مليئة بالقمامة والمجاري.

قايد سعيد (من وجهاء الحي): المديرية مش معانا، نقسم البيوت، الأعمال ناقصة علينا يقولوا هادولا ناس أخدام..

سيدة يمنية من فئة الأخدام: إحنا كلنا إحنا أصحاب هذه.. نحنا ما نقدر ندفع..

مواطن يمني من فئة الأخدام: يعني توجد هنا بعضهم حالتهم فقيرة وما يقدروش يعني يجدوا لقمة العيش إلا بصعوبة، مثل المواطنين اللي (...) والطلبة اللي يدرسوا، ما يحصلوش يعني العناية الكاملة من قبل الأسر، لأنهم ما عندهم الإمكانيات يعني والقدرة على.. وفيه بعض الشباب يعني درسوا لما الثانوية وما قدروش حتى يواصلوا لأن يروحوا يدرسوا معاهد أو شيء يقول لك ما فيش منهم فلوس ومش قادر، يضغط على الطالب يقعد..

مراد هاشم: لهذه الأسباب يعزف غالبية أبناء هذه الفئة عن الدراسة، الأمر الذي يكرس واقعها الراهن، فيصبح فقرها إرثاً وبؤسها إرثاً.

محمد علي محسن (مدير مديرية الحوطة): هذه الشريحة من.. من المجتمع قلما يصعد منها ومن أبنائها إلى مستويات متطورة من التعليم، فبالتعليم وبتحسين ظروفها المعيشية ممكن تتغير وجهة نظر المجتمع نحوها وأيضاً وجهة نظرها هي نفسها نحو المجتمع، ووجهة نظر نفسها أيضاً نحو نفسها.

مراد هاشم: حالة اضطراب شديدة يعيشها الأخدام بسبب عزلتهم الاجتماعية التي تجعل علاقاتهم بالآخرين تنحصر في الغالب في علاقة الخادم بالمخدوم في حين أن مجمل الصلات والأواصر الاجتماعية كالزواج والجوار والصداقة تكاد تكون محصورة بين أفراد فئتهم والمصنفين بدورهم في طبقات.

في رقصهم يضربون الأرض بقوة بأقدامهم وكأنهم يؤكدون وجودهم عليها لا أسفلها، وفي قمة فرحهم يتبا رزون بعنف لينتشوا بالألم وكأنهم يهونون على أنفسهم آلام واقعهم.

قبل عقدين من الزمن كان حي الأخدام هذا في أطراف مدينة تعز قبل أن يتجاوزه العمران، كل شيء تغير في المدينة وبقي الحي على حاله، حتى محاولات نقله إلى مكان آخر باءت بالفشل، السكان متماسكون ويرفضون مثل أقرانههم في المناطق الأخرى التخلي عن أرض تملكها الدولة وبسطوا عليها بوضع اليد، هذا التمسك تُوج بانتظامهم في جمعيات مهنية للدفاع عن مصالحهم.

نجيب عبده علي (مجلس تنسيق الجميعات): مجلس التنسيق يضم عدة جمعيات اللي هي (نسقت) الجمعيات اللي هي تمثلان الفئة، فكان تأسيس.. تأسيس المجلس هذا على أساس من الجمعيات تقوم بعمل مشترك وتقدم خدمات للفئة هذه بشكل جماعي، وإضافة إلى ذلك إنه نطالب الجهات الرسمية والحكومية لتقديم خدمات لهذه الفئة المحرومة.

مراد هاشم: والمؤكد أن الفقر والجوع والتشرد يسفر عن انحرافات سلوكية وقيمية واجتماعية تتجاوز تأثيراتها الفئة ذاتها إلى المحيط الاجتماعي بمجمله.

هناك في المقابل من يرى أن ثمة خطوات قطعت في طريق الألف ميل من أجل انتشال هذه الفئة من واقعها الحالي.

مدينة الأمل هو الاسم الذي أطلق على هذا الحي الذي يضم 86 وحدة سكنية بنيت حديثاً لإيواء نحو 300 شخص من الأخدام المتضررين من السيول والفيضانات وذلك ضمن مشروعات مشابهة تُنفذ في تعز وستُنفَّذ في محافظات أخرى.

نجيب الحميري (مدير الإنشاءات في محافظة تعز): الهدف الاجتماعي هو أنه أولاً تعويد الشريحة هذه من المجتمع على أن يختلطوا بالمجتمع، تعويدهم على أن يسكنوا في مباني يستطيعون مستقبلاً استقطاع جزء من مرتباتهم ودفعها إلى.. كسكن، إدخالهم في المجتمع عن طريق إعطاءهم الرعاية الصحية كاملة وإشراك جزء من هذه الشريحة إشراكها في المجتمع وتعليمهم على الحفاظ على المباني.

مراد هاشم: الجهات التي تقف وراء إنشاء مدينة الأمل وهي محافظة تعز ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان وإحدى المنظمات الدولية تدرك أن مسألة دمج الأخدام في المجتمع أعقد من أن يحققها مجرد مشروع سكني، لكن ما يثير التفاؤل أن قطاعاً ممن تعملوا من أبناء هذه الفئة يدركون أن المسؤولية في ذلك مشتركة.

عبد الغني عقلان (طالب في كلية التجارة - من أبناء فئة الأخدام اليمنيين): الخطأ مشترك من الفئة المهمشة ومن المجتمع، نظرة المجتمع الدونوية وشعور الفئات بالقصور يعني وأن هادوم الناس فعلاً وصلوا إلى درجة الإيمان والاعتراف بأنهم فعلاً هم ما يسمى بأخدام وإلى آخره..

تريزا أمين (مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان): نحنا الفئة المستهدفة أتمنى أن نحاسب نفسنا قبل أن ننظر إلى المجتمع بالعطف أو الشيء هذا، فأنا أتمنى من جميع من يسمعني من أي فئة كانت أن يعمل لنفسه قبل أن يعمل للآخرين، يبني نفسه البناء الصحيح وبعد ذلك يبدأ يطلب من المجتمع أن يكمل له.

مراد هاشم: غير أن تخليص هذه الفئة من الإحساس بدونيتها يتطلب بذل جهود من قبل منظمات المجتمع المدني في إطار الفئة والمجتمع على حد سواء.

عز الدين سعيد أحمد (رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان): ليس هناك تمييز قانوني أو تمييز إداري ضد هؤلاء، وليس هناك أي تمييز على صعيد العلاقات العامة والعملية، ولكن على الصعيد الثقافي والصعيد الاجتماعي هناك إقصاء حقيقي في عدم التعامل مع فئة من فئات المجتمع اليمني، وتتضارب الروايات حول هذا الموضوع، ولكن الحقيقة الواقعة والمؤلمة إنهم يعيشون نوع من نقص حاد في الخدمات، ونقص حاد في مسألة الاندماج داخل المجتمع، مع نوع من الإقصاء في أن يكون لهم دور حقيقي في بناء هذا الوطن وبناء المجتمع، والمشكلة هي مشكلة ثقافية، مشكلة ثقافية قائمة على أن الجهات الرسمية لم تتخذ قرار سياسي صارم في مسألة ضرورة دمج هؤلاء بنوع من الجدية والعمل المتواصل والدؤوب ولم أيضاً يتحمل المثقف اليمني ومؤسسات المجتمع المدني كأحزاب سياسية ونقابات ومنظمات دورها الفاعل في أن يُزال هذا الضيم الاجتماعي وهذا التمييز، وهذه الرؤية الثقافية القاصرة.

مراد هاشم: مشاركة أفراد الفئة في الحياة العامة والسياسية محدودة حالياً، لكنها تتسع تدريجياً بخاصة مع إدراك الأحزاب لأهمية أصواتهم الانتخابية.

محمد القيرعي (منظمة الأحرار السود التي يتم تأسيسها حديثاً): الأحزاب السياسية أنا لقيت أنه برامج نصوص البرامج تكتظ بالنصوص الداعية، إلا أنه الدور معطل والنصوص معطلة، ما فيه أي حزب البتة فيه.. فيه تمثيل مركزي بالنسبة لفئة الأخدام أو في تبنيه لمرشحيه من الأخدام، إلى آخره.

مراد هاشم: أوضاع الأخدام الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تشهد تغيرات ملموسة، وإن كانت بطيئة منذ قيام الثورة وتحقق الاستقلال، إذ أدت الهجرة والتعليم على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى حراك مهني مكَّن بعض أفراد الفئة من العمل كمعلمين أو جنود أو موظفين.

عبد الله قاسم (مدير بلدية سابق): بعد الاستقلال أعتقد إن بالذات المحافظات الجنوبية 67 حتى ها اللحظة بدأت الحاجة تتطور أكثر فأكثر، ووجد بعض الناس اللي بهاي الشريحة إنه مثلاً يتعلموا كانوا هو بصراحة بفضل التعليمات اللي كانت موجودة، البعض يقول.. ولم يقتنع كان في التعليم، والبعض كان مع..، لكن الحالة تطورت tvhأفرأااااالآن بدأت نجيب تعليم الآن، عندنا نحن في الحي السكني فيه تقرير يقول اكتراث الطلبة، فيه اكتراث البنات مع (...) أيضاً موجودة وبتطرق، إذا.. انصهار الناس بالأعمال في داخل المرافق الحكومية، التقارير تقول إنهم.. الموظفين دوائر حكومية، والبعض منهم يشارك بالمؤسسات العسكرية.

مراد هاشم: هذا الحي بمديرية دار سعد بمحافظة عدن جنوب اليمن، لم يعد حيًّا للأخدام فقط، بل أيضاً لفقراء من جميع شرائح المجتمع.

عبد الله لصمع (مدير مديرية دار سعد - عدن): خطة الدولة: أولاً قبل كل شيء على أساس إنه إطلاق -أول وقبل يعني- مظلة الضمان الاجتماعي، صندوق الرعاية الاجتماعية في.. في حدود اللي يتحصلوا الآن على الإعانة حوالي 3250، إضافة إلى ذلك إنه البرنامج تنمية.. برنامج تنمية المجتمعات بدأ يغطي أغلب المديرية، وعندنا حوالي 4 جمعيات خيرية تنموية على مستوى المديرية، أول ما بدأت مديرية.. جمعية وديان.

حامد الشاطري (جمعية وديان - عدن): جمعيتنا تأسست في أبريل 2000، وحظيت بدعم لتمويل عدد من المشاريع من برنامج تنمية المجتمعات المحلية، أبرز نشاطاتنا في هذا الجانب تتمثل في تنفيذ عدد من أو إيجاد عدد من المشاريع التنموية الاستثمارية لعدد من الأفراد.

مراد هاشم: الظروف المعيشية لغالبية سكان الحي تبدو أفضل من نظرائهم في مناطق عديدة في البلاد لتوفر بعض الخدمات الأساسية وبعض فرص العمل.

هائل صالح (من وجهاء الحي): قمنا بمشروع خدماتي لهذه المنطقة، يتكون من 553 أسرة، كانت محرومة من خدمات الكهرباء، وبدأنا الآن في المشروع، وقد سُجِّلت ملفاتهم، وقامت الهيئة الإدارية بالتنسيق مع المؤسسة.. مع رئيس المؤسسة المحلية للكهرباء وبالتخفيض وبالتقسيط، والآن المشروع جاري، ونقوم الآن بالإعداد لمشروع خدمات إدخال المجاري لهذه المنطقة المحرومة، كما تفضلت قيادة المديرية بالتنسيق من أجل الخدمات والعمل لأبناء هذه المنطقة المحرومين من العمل، وقد قام تسجيل عدد 360 شخص للعمل في إطار المديرية.

مراد هاشم: الجيل الجديد من أبناء هذه الفئة يبدو أكثر تفاؤلاً، وأشد رغبة في الاندماج بمحيطه الاجتماعي، بعضهم يراهن على تحسين وضعه المعيشي والاجتماعي بالعمل، والبعض الآخر بالتعليم.

أحد أبناء طائفة الأخدام في اليمن: إن شاء الله أكون إن شاء الله مدرس، إن شاء الله.

مراد هاشم: ليش مدرس؟

أحد أبناء طائفة الأخدام في اليمن: مدرس أو طبيب أو أي حاجة يعني.

مراد هاشم: من الحضيض من قاع المجتمع تنهض هذه الفئة تنفض عن نفسها خبث السنين لتبدأ مسيرة الألف ميل لنيل مزيد من حقوقها الآدمية والإنسانية في طريق لا شك أنه لا يزال طويلاً جداً.

الخليفي الهلالي
10-08-2012, 11:18 PM
موضوع مهم عن شريحة كبيره من المجتمع في اليمن
كما أنهم عماد القوى العامله في مجال الصحه البيئه

فلهم ولكم التحيه؛؛؛؛؛