حد من الوادي
06-23-2016, 01:37 AM
الخميس 23 يونيو 2016 12:04 صباحاً
النظام الساقط
عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
الاحتراق الذاتي
الشعب يمنح الشرعية وينتزعها
أبريل 2016 مليونية الاستعداد لمعركة الحسم!
التحالف لن يغطي شمس الجنوب بغربال
أردنا حرية القول فخسرنا حرية البول
كل حزب -أو جماعة أو قبيلة- يصل إلى السلطة يضع الخطوط العريضة لنظام حكمه ؛ وهذه الخطوط العريضة تكون معبرة عن ثقافته ويوسم بها "فقد يكون نظام اشتراكي أو رأسمالي أو إسلامي وسطي أو سلفي.... إلخ"
وخلف هذه الخطوط العريضة يصطف المؤمنون بها ، لأنهم يعتقدون أنَّها الطريقة التي تجسد معتقداتهم وتضمن مصالحهم ، ومعهم يقف عوام الناس الذي لايحملون أي توجه أو ثقافة سياسية ؛ وهذا الاصطفاف الشعبي يمنح النظام هويته .
وعندما ينجح هذا النظام يعم نجاحه على الشعب بصفة عامة (المنتمون لهذه الهوية والمعارضون لها) . . . وإذا فشل فينعكس فشله عليه وعلى مناصريه فقط ؛ حتى لو سقط "النظام" تبقى الدولة لأن هناك حزب أو جماعة أو قبيلة بهوية جديدة تخلفه في السلطة .
وعليه فالخطورة على الدولة لاتأتي من النظام محدد الهوية بل من النظام معدوم الهوية ؛ فهناك كثير من الأنظمة تتقمص كل الهويات بهدف البقاء في السلطة . . . فالقائمون على هذا النظام يعتقدون أنهم بتعدد الهوية سيحتشد الشعب بكامله خلفهم ، ويستطيعون التحكم والسيطرة على كل التوجهات الشعبية .
وهذا غير صحيح . فالجماهير لاتصطف خلف نظام بل تصطف خلف مصالحها ؛ ومصالحها تظهر من خلال أداء النظام ومايقدمه لهم من خدمات وتطوير في حياتهم .
وفي أغلب الأحيان يصطف خلف "النظام الكوكتيل" الإنتهازيون ولصوص الثورات وتجار الحروب (وهو يقبل ويرحب بهم) . . . ونظام صنعاء الذي بناه الرئيس صالح عينة للنظام الكوكتيل الذي نتحدث عنه .
ومع مرور الوقت وتشعب الفساد وتعمق الفشل يصبح هذا النظام في حكم العصابة الغاصبة للسلطة ... وسقوطها مسألة وقت لأنه حمل في داخله عوامل الفشل والسقوط .
وهنا يكمن الفرق "آلية السقوط" بين النظام محدد الهوية والنظام الكوكتيل ؛ فهذا النظام فشله ليس خطراً على نفسه كما في المحدد الهوية بل على الدولة بكاملها ؛ فسقوطه يعني سقوط الدولة في أغلب الأحيان .
ويبدأ ظهور عوامل السقوط منذ اليوم الأول ؛ فقياداته يرفعون شعارات متعددة ، تحمل توجهات متعددة ؛ ومن بين هذه الشعارات والتوجهات مايكون مرفوض شعبياً . . . وحتى لو لم يفهم الشعب المعنى الخفي للشعارات من أول وهلة ، لكنَّه مع الوقت يكتشفها تدريجياً ؛ ويكتشف تعارضها مع توجهاته وإرادته .
والتدرج في المعرفة الشعبية يخلق الانقسام المجتمعي بين مؤيدين غير فاهمين للخفايا ومعارضين فاهمين لها . . . وتحدث القطبية بين صقور الفساد في النظام ، وتحدث أيضاً بين النخب الفكرية التقليدية القائدة للمجتمع .
ويعتزل الساحة السياسية الكثير من ذوي العقول والرأي والدراية ؛ لأنَّ الاصطفاف في هذا النوع من الانقسامات يعتبر خيانة للشعب ولإرادته في الحرية والتنمية .
ويستمر الانقسام ، وتعجز كل المعالجات الترقيعية ، حتى يسقط النظام .
وسقوط النظام سيكون مرحلة تأسيسية لانقسام كلي في النظام والمجتمع ، انقسامات متعددة ومختلفة "أفقية وعمودية" ... وتتوسع الانقسامات حتى تخلق هوة داخل المجتمع . تعجز النخب الفكرية والتقليدية القائدة عن سبر هذه الهوة وتفشل في لملمة صفوف الشعب في الوقت المناسب .
وهنا قد يسأل القارئ سؤال مهم ؛ هل نظام السلطة الشرعية في اليمن اليوم نظام محدد الهوية أم كوكتيل...؟
في رأيي ؛ هو نظام لم تظهر هويته ولاخطوطه العريضة ، ولذلك فهو في حكم نظام كوكتيل أسوء من النظام الذي بناه الرئيس صالح سابقاً .
على أن الشعوب العريقة تستطيع إعادة بناء نفسها من جديد ؛ فعراقة الشعوب تكمن في قدرتها على تجاوز الكوارث الكبيرة ؛ وتظهر عظمة الشعوب من خلال قدرتها على التعلم من الكوارث التي مرت بها خلال مسيرة حياتها .
اقرأ المزيد من عدن الغد
النظام الساقط
عبد السلام بن عاطف جابر
صفحة الكاتب
الاحتراق الذاتي
الشعب يمنح الشرعية وينتزعها
أبريل 2016 مليونية الاستعداد لمعركة الحسم!
التحالف لن يغطي شمس الجنوب بغربال
أردنا حرية القول فخسرنا حرية البول
كل حزب -أو جماعة أو قبيلة- يصل إلى السلطة يضع الخطوط العريضة لنظام حكمه ؛ وهذه الخطوط العريضة تكون معبرة عن ثقافته ويوسم بها "فقد يكون نظام اشتراكي أو رأسمالي أو إسلامي وسطي أو سلفي.... إلخ"
وخلف هذه الخطوط العريضة يصطف المؤمنون بها ، لأنهم يعتقدون أنَّها الطريقة التي تجسد معتقداتهم وتضمن مصالحهم ، ومعهم يقف عوام الناس الذي لايحملون أي توجه أو ثقافة سياسية ؛ وهذا الاصطفاف الشعبي يمنح النظام هويته .
وعندما ينجح هذا النظام يعم نجاحه على الشعب بصفة عامة (المنتمون لهذه الهوية والمعارضون لها) . . . وإذا فشل فينعكس فشله عليه وعلى مناصريه فقط ؛ حتى لو سقط "النظام" تبقى الدولة لأن هناك حزب أو جماعة أو قبيلة بهوية جديدة تخلفه في السلطة .
وعليه فالخطورة على الدولة لاتأتي من النظام محدد الهوية بل من النظام معدوم الهوية ؛ فهناك كثير من الأنظمة تتقمص كل الهويات بهدف البقاء في السلطة . . . فالقائمون على هذا النظام يعتقدون أنهم بتعدد الهوية سيحتشد الشعب بكامله خلفهم ، ويستطيعون التحكم والسيطرة على كل التوجهات الشعبية .
وهذا غير صحيح . فالجماهير لاتصطف خلف نظام بل تصطف خلف مصالحها ؛ ومصالحها تظهر من خلال أداء النظام ومايقدمه لهم من خدمات وتطوير في حياتهم .
وفي أغلب الأحيان يصطف خلف "النظام الكوكتيل" الإنتهازيون ولصوص الثورات وتجار الحروب (وهو يقبل ويرحب بهم) . . . ونظام صنعاء الذي بناه الرئيس صالح عينة للنظام الكوكتيل الذي نتحدث عنه .
ومع مرور الوقت وتشعب الفساد وتعمق الفشل يصبح هذا النظام في حكم العصابة الغاصبة للسلطة ... وسقوطها مسألة وقت لأنه حمل في داخله عوامل الفشل والسقوط .
وهنا يكمن الفرق "آلية السقوط" بين النظام محدد الهوية والنظام الكوكتيل ؛ فهذا النظام فشله ليس خطراً على نفسه كما في المحدد الهوية بل على الدولة بكاملها ؛ فسقوطه يعني سقوط الدولة في أغلب الأحيان .
ويبدأ ظهور عوامل السقوط منذ اليوم الأول ؛ فقياداته يرفعون شعارات متعددة ، تحمل توجهات متعددة ؛ ومن بين هذه الشعارات والتوجهات مايكون مرفوض شعبياً . . . وحتى لو لم يفهم الشعب المعنى الخفي للشعارات من أول وهلة ، لكنَّه مع الوقت يكتشفها تدريجياً ؛ ويكتشف تعارضها مع توجهاته وإرادته .
والتدرج في المعرفة الشعبية يخلق الانقسام المجتمعي بين مؤيدين غير فاهمين للخفايا ومعارضين فاهمين لها . . . وتحدث القطبية بين صقور الفساد في النظام ، وتحدث أيضاً بين النخب الفكرية التقليدية القائدة للمجتمع .
ويعتزل الساحة السياسية الكثير من ذوي العقول والرأي والدراية ؛ لأنَّ الاصطفاف في هذا النوع من الانقسامات يعتبر خيانة للشعب ولإرادته في الحرية والتنمية .
ويستمر الانقسام ، وتعجز كل المعالجات الترقيعية ، حتى يسقط النظام .
وسقوط النظام سيكون مرحلة تأسيسية لانقسام كلي في النظام والمجتمع ، انقسامات متعددة ومختلفة "أفقية وعمودية" ... وتتوسع الانقسامات حتى تخلق هوة داخل المجتمع . تعجز النخب الفكرية والتقليدية القائدة عن سبر هذه الهوة وتفشل في لملمة صفوف الشعب في الوقت المناسب .
وهنا قد يسأل القارئ سؤال مهم ؛ هل نظام السلطة الشرعية في اليمن اليوم نظام محدد الهوية أم كوكتيل...؟
في رأيي ؛ هو نظام لم تظهر هويته ولاخطوطه العريضة ، ولذلك فهو في حكم نظام كوكتيل أسوء من النظام الذي بناه الرئيس صالح سابقاً .
على أن الشعوب العريقة تستطيع إعادة بناء نفسها من جديد ؛ فعراقة الشعوب تكمن في قدرتها على تجاوز الكوارث الكبيرة ؛ وتظهر عظمة الشعوب من خلال قدرتها على التعلم من الكوارث التي مرت بها خلال مسيرة حياتها .
اقرأ المزيد من عدن الغد