المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حضرموت والجنوب العربي الحرب في المناطق المحررة (1)


حد من الوادي
07-01-2016, 01:15 AM
الخميس 30 يونيو 2016 04:40 صباحاً

الحرب في المناطق المحررة (1)

امين قنان
صفحة الكاتب
جمهورية أم بي سي !
"تحرير" و "احتلالات" !
الدبيس والعشيرة الإعلامية
قضية بلا أنياب
تعديل مسار أم تعديل العملية


توفر الإجراءات الأخيرة التي قامت بها قوات الإمارات العربية المتحدة بترك مهمتها في تولي حراسة قصر معاشيق بدلالاته الرمزية الواسعة في اثبات تباعد المسافات في الرؤى مع صانعي القرار في معاشيق ؛ يوفر فرصة ذهبية ومساحة للمناورة السياسية لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن كانت حبيسة النظرة التقليدية التي تكونت بعد معركة تحرير عدن في أنها شريك اساسي في صناعة الإتجاهات السياسية في توجهات قصر معاشيق في مختلف مناحي الإدارة والحكم .

فالامارات تعمدت النزول من شجرة الحكم في عدن بما كان يفرضه عليها هذا الوضع من تحمل عبء الجهات الحاكمة باحتمال الضغط واستعمال أقصى درجات ضبط النفس والبقاء في حيز ردة الفعال وترك المبادأة والتعود على استقبال الضربة الاولى في ظل ظروف أمنية يغلب فيها سياق استهداف أجهزة فرض النظام ، وفي بيئة عداء وتحريض تستهدف جميع المتعاونين مع جهود الامارات العربية المتحدة في تثبيت عوامل الاستقرار في محافظات الجنوب المحررة .

فالامارات ترمي بكل ثقلها السياسي والأمني والعسكري في المحافظات المحررة وتنزل إلى المعترك الشرس وتضع ساقيها في حلبة الصراع العميق الذي يعتمل بداخله كل المؤامرات التي يمارسها المستفيدون من زعزعة الأمن والاستقرار في مدينة عدن .
ويرى البعض أن الإمارات العربية المتحدة قد تخففت قصدا من احمالها السياسية والأخلاقية بهذا الاجراء الاخير لكي تستوفي شروط مجاراة المؤامرات البدائية الدنيئة التي تمارس ضد الاستقرار في محافظات الجنوب المحررة .

وهكذا ستصبح القبضة الإماراتية في تعادل مع تحولات سرعات المؤامرات على عدن و ستكون قبضتها على محيط هذه الأعمال الدنيئة مهيمنة عليها مثل مخلب القط ؛ وهنا تنتقل الحرب الإمارتية في اليمن من رتبة استعمال الأسلحة الثقيلة إلى رتبة استخدام المتوسطة والخفيفة ؛ ستتم المقاربة الإماراتية الجديدة في صورة مطاردة بوليسية لكل النوايا التي تكيد لجهود تثبيت الاستقرار في المحافظات الجنوبية المحررة .


- استراتيجية إماراتية جديدة :

ان اهم أهداف السياسة الإماراتية في اليمن تبدلت انطلاقا من تاريخ تغريدات الوزير الاماراتي أنور قرقاش لترسم أهدافا علنية مفادها التركيز على تثبيت الاستقرار في المحافظات المحررة .
حيث أفاد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إن الحرب في اليمن انتهت بالنسبة لقوات بلاده التي تشارك في العملية العسكرية هناك .
وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي عقد في أبوظبي :
نرصد الترتيبات السياسية ودورنا الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة .
وأكد قرقاش أن التدخل العسكري أنجز كل المطلوب وبقي الانفراج السياسي وهو ما يقع على عاتق اليمنيين أنفسهم .
ونقل الحساب الرسمي لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على موقع “تويتر” هذه التصريحات.
والحقيقة أن الاستقرار المقصود في تغريدات أنور قرقاش بحسب مراقبين تعني تصويب مسار المقاربة الإماراتية لإدارة المناطق المحررة في اليمن لتلتحم بالخطوط العامة للسياسة الإماراتية التي تعادي تيار الإخوان المسلمين الدولي .
حيث يرى محللون أن السياسية الإمارتية الثابتة التي تصنف تنظيم الإخوان المسلمين الدولي بأنه خطر وجودي على دول الخليج العربي إنطلاقا من تقييمها الخاص لدور الإخوان المسلمين في زلزال الربيع العربي الذي أضعف منظومة الردع العربي وادخل الدول التي تمثل عمقا في استراتيجية الخليج العربي الدفاعية على غرار جمهورية مصر العربية وتونس في فوضى عارمة ، هي الاولوية التي نهضت لتوها في مصفوفة المعالجة الإماراتية لموضوع الإدارة المتبعة في المناطق المحررة .
ويرى آخرون أن تصريحات الوزير أنور قرقاش والتي خففت من حدة التخلي عن شراكة القوات الامارتية في حرب التحالف العربي المستمرة في اليمن لم تكن إلا مداراة سياسية هدفها إخفاء ما بين السطور وتغليف الاولوية الجديدة والهدف المستجد في حرب الإمارات العربية المتحدة داخل حدود المحافظات وبعيدا عن خطوط التماس هو هدف منع إقامة الدويلة الإخوانية في قلب اليمن .

- الدويلة الإخوانية في اليمن :

بين سطور الحرب وأهدافها ومجرياتها ومستجداتها هناك حرب خاصة يشنها حزب التجمع اليمني للإصلاح ؛ الحرب التي تستهدف إقامة دويلة إخوانية في اليمن ؛ دويلة بحدود في العمق اليمني يستفيد من الحاضنة الإخوانية الشعبية التي تغلب على طبيعة المحافظات المرشحة لتكوين الاقليم الجفرافي للدويلة المنشودة .
ويتقاطع المشروع الإخواني في اليمن مع السياسة السعودية في مشترك المناطق التي مولتها السعودية على مدى عقود واتخذت فيها ولاءات واسعة وجندت لاجلها مشائخ وقبائل لم يكن من قبيل الصدفة أن يكونوا من أبرز الوجوه القبلية التي تدين بالولاء للحزب الذي يمثل الإسلام السياسي في اليمن .
في محافظتي الجوف ومارب حيث يقبع نصف الحلم الإخواني في إقامة دويلة حزب الإصلاح تتفق النوايا بين المملكة العربية السعودية والإخوان المسلمين في إقامة عازل مذهبي وسياسي يحمي حدود من الملكة من غوائل المد الشيعي وعلى بعد كيلومترات شاسعة في داخل العمق اليمن .
ومع ذلك تتسع شهية الإصلاح لوضع دائرة جغرافية واسعة تتموضع عليها الدويلة المخطط لها بإضافة محافظتي تعز والبيضاء إلى حدود الدويلة الوليدة التي ستنطلق من محافظتي مأرب والجوف .
ولكي يكون الحلم الإخواني قابل للعيش ويملك مقومات حياة بيئية تمنح هذا الإقليم منافذ على البحر وإمكانيات دولية تجعله حلقة في تواصل العالم الإخواني الممتد من الدوحة إلى إسطنبول فإن المخططين لهذا المشروع يفاضلون في الاختيارات المرشحة لتحديد ميناء الدويلة المخترعة بين خياري المكلا وميناء علي بمحافظة شبوة الجنوبية .
لقد كانت محافظة حضرموت موضع اطماع الإصلاح منذ أن دلف إلى الائتلاف الحاكم في اليمن في العام 1990م تمثل حضرموت خزانا تصويتيا ثابتا لحزب التجمع اليمني للاصلاح منذ الإعلان عن تأسيس فرع الحزب هناك في 15 مارس 1991م .
ففي ابريل 1993م شارك الإصلاح بحضرموت في أول انتخابات نيابية جرت في ظل تقاسم بين المؤتمر والاشتراكي ؛ وعلى الرغم من استحواذ الحزب الاشتراكي اليمني على كل مقاعد المحافظات الجنوبية في انتخابات 1993م ؛ إلا أن مرشحي حزب التجمع اليمني للإصلاح قد احتلوا المراكز الثانية في جميع دوائر محافظة حضرموت التي اقفلت لصالح مرشحي الحزب الاشتراكي اليمني .
بل ان إخوان اليمن قد استطاعوا كسر القاعدة بتفويز المرشح المدعوم منهم في الدائرة (157 ) التي فاز فيها المرشح المستقل المدعوم من الاصلاح فيصل عثمان بن شملان .
وحصل التجمع اليمني للاصلاح على اغلبية مقاعدة محافظة حضرموت في انتخابات ابريل 1997م ، فحصل
على عدد تسعة مقاعد بمجلس النواب من مجموع سبعة عشر مقعداً .
وفي اول انتخابات للمجالس المحلية والتي اجريت في فبراير 2001م ، استحوذ مرشحوا الإصلاح على مقاعد المجالس المحلية المخصصة لتسع مديريات منها كبريات مدن الساحل : المكلا ، سيؤن ، تريم ، غيل باوزير ، الشحر ، الديس الشرقية
، الريدة وقصيعر ، رخية ، وادي العين وحوره ؛ بنسبة تصويت ضخمة وصلت الى 30% من أصوات الناخبين .
وقد عنونت احدى الصحف المحلية حينها وفي عددها الصادر في 28 فبراير 2001م بعنوان كبير (( فوز ساحق
للإصلاح في مدن حضرموت الكبرى وأغلبية للمؤتمر في المناطق البدوية والصحراء )) .

وفي الانتخابات النيابية الثانية 27
ابريل 2003م وعلى الرغم من التراجع المخيف لمقاعد التجمع اليمني للإصلاح في برلمان 2003م في مختلف محافظات الجمهورية إلا أن الإصلاح قد سجل تراجعا طفيفا فقط في دوائر محافظة حضرموت حيث فاز بخمسة مقاعد من اصل تسعة كان يسيطر عليها قبل انتخابات 2003م .

وفي الانتخابات المحلية الثانية التي أجريت في 23 سبتمبر 2006م والمتزامنة مع الانتخابات الرئاسية الثانية حصل اللقاء المشترك الذي يتزعمه حزب الاصلاح الاخواني على
أغلبية المجالس المحلية في مديريات المكلا ، سيؤن ، غيل باوزير ، تريم ، القطن .

وهكذا يتبين لنا كيف ورث الإصلاح تركة الحزب الاشتراكي اليمني في حضرموت منذ انتخابات 1997م وكيف يخطط اليوم وعبر أدواته العتيدة في المحافظة التي تتجسد في شراكة عقود من التهيئة لتجذير وجود الحزب في واقع المحافظة وبمساعدة وجوه قدمها الإصلاح للسياسة العامة في اليمن على أنها وجوه مؤثرة في صناعة قرار الإصلاح أمثال البرلمانيين صالح باتيس وعبدالرحمن بافضل ؛ وكيف يستعمل الحزب الهيئات والجمعيات الخيرية بالشراكة مع " السرورية " التي تمثل حسب مراقبين جناحا قطبيا يمثل اتجاهات سيد قطب الإخوانية ويرتهن في النهاية لمشيئة الجماعة التي تستعملهم في الصراعات المصيرية المتصلة بجدلية الوصول الى السلطة ، الإصلاح يستعمل كل هذه الممكنات الحيوية لكي يرث تركة المؤتمر الشعبي العام فيها ويصبح الرقم الصعب في مصير المحافظة التي تعمل أدوات الإخوان المسلمين في اليمن على جعلها المحافظة الخامسة التي تبنى عليها مداميك الدويلة الإخوانية في اليمن .
ولأن الغاية تبرر الوسيلة ويجري أسلمة جميع الذرائع المفضية إلى التمكين في عرف الإخوان المسلمين فيما يختص بفلسفتهم في الحاكمية والوصول إلى السلطة فإن حزب التجمع اليمني للإصلاح لا يجد غضاضة في إن يضع ارتفاق مع مشروع تنظيم القاعدة في اليمن ويتشارك التفاهمات بخصوص تسليم المكلا لتنظيم أنصار الشريعة في أبريل من العام المنصرم .
وإلى ذلك قال مسئول اماراتي بارز بان القوات التي حررت المكلا مؤخرا عثر على ادلة قاطعة بوجود تنسيق وتعاون بين تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح في المكلا وذلك في أول كشف من نوعه .

وقال انور قرقاش وهو وزير الدولة للشئون الخارجية في تغريدة له على موقع تويتر " في المكلا وجدنا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين والقاعدة، قناعتنا واضحة بشأن تحالف الإنتهازية و الإرهاب .

وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن “الأدلة التي وجدناها في اليمن حول التنسيق بين الإخوان والقاعدة دامغة، لعله إرث سيد قطب التكفيري من جهة وتاريخ من الانتهازية السياسية الموثقة”.
وفي شبوة قالت مصادر مقربة من مشايخ وشخصيات كبيرة في شبوة ان حزب الاصلاح يعرقل قرار تعيين محافظ جديد لمحافظة شبوة خلفا للمحافظ النسي الذي يرقد في احد المستشفيات السعودية منذ اسابيع على اثر مرض الم به.
واضافت المصادر ان اجماع بين مشايخ وشخصيات كبيرة في شبوة وقادة في الجيش والمقاومة على تعيين الاستاذ أحمد حامد لملس محافظا جديدا لشبوة الا ان قيادات اصلاحية في الحكومة تعرقل ذلك القرار .
واشارت المصادر الى ان رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر ابدى موافقته على ذلك الاجماع وان القرار كان على وشك الصدور لولا ضغوطات يمارسها حزب الاصلاح بهدف اقناع رئيس الجمهورية بتعيين محافظا لشبوة من الشخصيات المحسوبة على حزب الإصلاح .
وقد رشحت في بعض التقارير الأسم الذي يرشحه الاصلاح ويجري ضغوطات ماراثونية في الرياض لأجل فرضه في محافظة شبوة وهو محمد صالح السليماني ؛ ويعد التجمع اليمني للإصلاح المستحوذ على اتجاهات الحكم في سلطة الشرعية وهو رفيق الدرب لحقبة الرئيس هادي منذ أن استنفر قواعده الشعبية لكي تثبت الرئيس في انتخابات ابريل 2012م يعد وجهة النظر الممثلة في دهاليز حكومة الرياض ويملك اسبقية السعي المكثف في ترشيحات الأسماء المرشحة لتولي منصب محافظ محافظة شبوة الشاغر نسبيا حتى الساعة .
فالاصلاح يعمل على خيارين بخصوص اختيار ميناء الدويلة الإخوانية التي يتناسب مع ميولها الوحدوية أن تقتطع جزءا من جغرافية الجنوب لكي تضرب عصفورين بحجر فتقيم عازلا حقيقيا بين رقعة الحلم الجنوبي الممتد على ترابط جغرافي يصل العاصمة عدن بالمكلا .
المخطط الاخواني لاقامة دويلتهم الخاصة على جغرافيا الحقوق التاريخية المشروعة للجنوبيين يستهدف فيما يستهدفه خنق احلام الجنوبيين وهو يسير وفق خطتين اصلاحيتين تستبدل حضرموت بشبوة أن أخفقت الخطة الاساس في إحدى مراحلها المبرمجة للتنفيذ .

- الإمارات العربية المتحدة تخنق الحلم الإخواني في شرنقته :

في الحادي عشر من شهر أبريل 2016م اعلن مصدر محلي في محافظة مأرب شرق صنعاء ، أن الإمارات العربية المتحدة سحبت أكثر من 80 % من قواتها المتواجدة في معسكر التداوين بين محافظتي مأرب والجوف شمال اليمن .
واوضح المصدر حسبما أورده موقع "سبوتنيك"، أن الإمارات سحبت معظم قواتها المتواجدة في معسكر التداوين منذ حوالي 4 أيام ولم يتبق سوى 15 إلى 20 % من إجمالي قواتها التي كانت مشاركة ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية.

وأضاف المصدر، أن الإمارات سحبت 3 منصات إطلاق صواريخ "باتريوت" ولم يبق سوى منصة واحدة تم الإبقاء عليها بعد مفاوضات بين قبائل مارب الموالين لهادي والقوات الإماراتية، كما سحبت عشرات المدافع والعربات العسكرية والمدرعات ومئات الجنود .

كما أشار المصدر ، إلى أن طائرات عمودية شاركت في نقل بعض العربات والجنود، في حين غادرت بقية القوات باتجاه منفذ الوديعة الحدودي السعودي، عبر خط صافر .

وقال المصدر، "إن السعودية وعدت بسد الفراغ الذي ستتركه القوات الإماراتية المغادرة" .
والحقيقة أن الإمارات العربية المتحدة قد أدركت سريعا أن قواتها في مأرب باتت تحمي الحلم الذي حاربت وجوده في مناطق مختلفة من أقطار الوطن العربي ؛ فقواتها مب معسكر تداوين تؤسس لقيام الدويلة الإخوانية في اليمن ؛ وتعمل عرباتها المسلحة وخصوصا منصات صواريخ الباتريوت على حضانة الطفيل الإخواني الذي يدب إلى السطح برعاية السلطات المحلية في محافظة مأرب التي يقف على رأسها أبرز شخصيات الإصلاح في المحافظة الشيخ سلطان العرادة .
لذلك كان مقنعا أن تقوم الإمارات العربية المتحدة بكشف غطاء الدويلة المخطط لها وتحرير سمائها من وسائل الدفاع الجوي التي حرست منذ أشهر مقدرات قيام الكيان الأشد كراهة لنظام الحكم في أبوظبي .
ومنذ قيام الإمارات العربية المتحدة بسحب منصات الباتريوت من محافظة مأرب أصبحت جميع القوات التي ترتكز عليها طموحات الإصلاح في تثبيت حلم الدويلة تتلقى بشكل دائم هجمات صاروخية مؤلمة تنفذها القوات المسيطرة على محافظة صنعاء بصواريخ باليستية بعيدة المدى .
ويبدو أن الوعود السعودية بتوفير منصات بديلة عن تلك التي سحبها الجيش الإماراتي تظل مجرد وعود ويصعب الوفاء بها نظرا لما تكابده المملكة من هجمات صاروخية على مدنها المنتشرة في الحد الجنوبي المتاخم لسيطرة الحوثيين ؛ كما أن القيود التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام أسلحتها المباعة لدول الخليج العربي قد تعقد إجراءات نقل منصات الصواريخ السعودية إلى محافظة مأرب ؛ ويسود الإعتقاد لدى المراقبين بأن التوجهات في السياسة الأمريكية إزاء اليمن متهمة بالميل إلى جانب الحوثيين ، وهو اعتقاد أن صدق فإنه سيضع عراقيل أخرى على أي نوايا سعودية لتحييد القدرات العسكرية الصاروخية للفصيل الذي يصنف بأنه مقرب لوجهة النظر الأمريكية بخصوص أزمة اليمن .

وفي تعز كشفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية عن أسباب تأخر التحالف العربي في تحرير مدينة تعز اليمنية من الحوثيين وأتباع على عبدالله صالح، وذلك يرجع لوجود انقسامات وخلافات داخل التحالف حول عملية التحرير وتسليح بعض الفئات المعارضة للحوثيين .
وذكرت أن المرتفعات الجبلية وضواحي المدينة يسيطر عليها الحوثيون ، في حين أن مركز المدينة يسيطر عليه مقاتلون يقودهم زعيم إحدى القبائل المرتبطة بالتجمع اليمني للإصلاح الموالي للحكومة الشرعية .
واعتبرت أن السبب في استمرار الأزمة بتعز يعود إلى الانقسام داخل التحالف السعودي الذي يضم عدة دول، فالإمارات ومصر تعارضان تسليح التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمين والذي ينتمي إليه زعيم المقاومة في المدينة "حمود المخلافي" .

واطل على الجميع الدكتور خالد محفوظ بحاح نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء السابق والذي يعبر حسب مراقبين عن وجهة النظر الإماراتية ، اطل من شاشة البي بي سي في لقاء أجراه مع القناة في مطلع شهر يونيو 2016م لينفي اي مسئولية له او دولة الامارات عن استمرار الحصار على مدينة تعز متهما مكونات سياسية لم يسمها بتحمل تبعات ما يحصل في المدينة المحاصرة .
واكد بحاح ان تعز كانت في اولوية حكومته والتحالف لولا انانية بعض المكونات السياسية التي عبثت بملف تعز .
واشار بحاح الى ان فصائل في مقاومة تعز في اشارة منه الى حركة الاخوان المسلمين او كما يعرف حزب الاصلاح في اليمن استلمت اكثر من 300 مليون ريال سعودي دون تقديم ما يستحق , مضيفا ان الضجة الاعلامية كبيرة في تعز إلا ان الفعل قليل .
ياتي هذا الخروج الإعلامي المهم لهذا المسئول اليمني الكبير المحسوب على أبوظبي لكي يقيم الدليل لأول مرة على أن تأخير الحسم في محافظة تعز هو واجهة لاختلاف سياسي عميق بين الإصلاح والامارات العربية المتحدة .
وهنا يتفق الجميع بأن التجمع اليمني للإصلاح يريد أن يزج بقوات الإمارات العربية في هدف مزدوج في حرب لا يؤدي فيها المطلوب توفيرا لمقدراته العسكرية والأمنية حتى لا تنهك قبل أن تؤسس للدويلة التي ينتظر أن تمتد إلى تعز بمجرد أن تتحرر المحافظة من قبضة المليشيات المتحالفة مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
ومن جهة يطمع الإصلاح في استنزاف قوات الإمارات العربية المتحدة في حرب جبلية وبحاضنة شعبية ؛ غير صديقة ؛ تضمر حقدا للدولة الخليجية التي تقدم صورتها لقواعد الإصلاح الشعبية على أنها الدولة التي هزت عرش الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية .
وفي محافظة البيضاء تبدو التحركات الإماراتية العسكرية غير متحمسة بالمرة لتجاوز عقبة ثرة والدخول في حدود محافظة البيضاء لتحرير المحافظة المهيئة لأن تكون كانتونا في الدويلة الإخوانية الموعودة ؛ وإلى الآن تبدو الخطط العسكرية الإماراتية في مهمة دفاعية صرفة تقتصر على حماية خاصرة الجنوب في مرتفعات لودر لاجل تأمين حدود محافظة أبين من مخاطر اقتحام ألوية الحرس الجمهوري المرابطة في البيضاء وتكرار سيناريو الهجوم الذي شنه لواء المجد على أبين وانقلبت به موازين القوى التي كانت تميل للمقاومة الجنوبية في مختلف مناطق عدن ؛ الاستراتيجية الإماراتية واضحة في عدم الرغبة في أحداث أي تغيير على شكل الحرب في محافظة البيضاء التي للمناسبة يرأسها محافظ محسوب على حزب الإصلاح .
وفي حضرموت قامت القوات الإماراتية بتحرير مدينة المكلا من العناصر التي تصفها السياسة الإعلامية القريبة من أبوظبي على أنها أدوات حزب التجمع اليمني للإصلاح لتنفيذ أجندته الخاصة في المحافظة .
وتتعرض المقدرات التنظيمية للحزب ويتعرض كوادره هناك إلى حملات اعتقال واسعة تنفذها قوات النخبة الحضرمية التي يدعي البعض أنها تتبع التوجهات الإماراتية في المحافظة .
ويتهم محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك بأنه موالي لابوظبي ، ومؤخرا وقع هذا الأخير على قرار ملزم يجرم التنافس الحزبي بالمحافظة وفسره البعض بأنه استهداف مبطن لنشاط حزب الاصلاح في المحافظة .

ويرى محللون أن الإمارات العربية المتحدة قد ودعت سياسة التفرج على جهود الإخوان المسلمين المقوضة لاستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة انطلاقا من اليمن .
وهي تحاول على محاور مختلفة أن تخنق المؤامرة الإصلاحية التي أرادت أن تبرم مشروعا عدائيا في ضوضاء الحرب اليمنية التي اخفت إلى حين حقيقة المشروع الإخواني الذي أفلح في التقدم خطوات صوب الواقعية والتحقق .
وتحاول الإمارات العربية المتحدة على مستوى الحرب الشاملة مع جيش الانقلابيين أن تصل الى هدفها في إضعاف قدرات الإخوان المسلمين العسكرية في محافظات تعز ومأرب والبيضاء .
وعلى المستوى الأمني تجتهد الإمارات العربية المتحدة وعبر التحالف الوثيق مع قيادات السلطات المحلية والامنية والعسكرية في تكسير أصابع المناوشات الإصلاحية التي تحاول ترسيم حدود الدويلة المخترعة في محافظة حضرموت .
كما تعمل وفق استراتيجية أمنية عميقة وعبر تحالفها المعلن مع قوى الحراك الجنوبي الشعبي في محافظة عدن لكي تستاصل الخلايا الإخوانية المتقدمة إلى محافظة عدن لارباك المشهد الأمني فيها وتصويره اعلاميا على أنه فشل لقدرات الردع الأمني والعسكري الإماراتي الاستراتيجية على مستوى الخارج خدمة لحرب التنظيم الإخوان الدولي الشاملة على دولة الإمارات العربية المتحدة .

غير أن السؤال الملح الذي يكرر نفسه مع كل فقرة من فقرات تحليل ملامح الصراع بين الطرفين يتحصل في التساؤل عن وجود واجندة المملكة العربية السعودية الراعية الأولى لحرب عاصفة الحزم ودورها في تحولات هذا الصراع سلبا أو إيجابا لصالح هذا الطرف او ذاك مع العلم أن هذه الحرب تهدد بشكل كبير مستقبل حرب العاصفة التي تحرص المملكة على نجاحها الان ؛ واكثر من اي وقت مضى ؛ ومهما تكلفتها من ثمن .

يتبع ؛؛؛

* ناشط سياسي و وحقوقي



اقرأ المزيد من عدن الغد