المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لم تتخلص دول التحالف من عفاش؟!


حد من الوادي
08-15-2016, 02:00 PM
الاثنين 15 أغسطس 2016 08:54 صباحاً

لماذا لم تتخلص دول التحالف من عفاش؟!

طه بافضل
صفحة الكاتب
المقاومة الجنوبية والتغيير المنتظر
بعد عودة الشرعية هل تظهر دولة صالح العميقة؟!
حضرموت .. حرب غير معلنة
ثبات المقاومة الجنوبية الرهان القادم
لماذا يخافون من “كابوس” الجنوب العربي؟


في عرف الحروب، منذ الأزمان السالفة المتعاقبة، وليس وليد اللحظة نهاية الحرب وهزيمة العدو، غالباً، تكون بقتل وتصفية قائد الجيش أو رئيس الدولة، ففي نهاية القائد والزعيم، نهاية الإلهام الذي يبثه في أفراد جيشه، الذين ماكانوا ليستمروا ويصمدوا في قتالهم لولا الحماسة التي يقذفها في قلوبهم، والعظمة التي زرعت في مخيلاتهم، بل وصلت أحياناً حد التأله والربوبية العظمى، فتنخلع نفوسهم وتتعاظم هممهم لأجل الدفاع عن كبيرهم وملهمهم.

العجيب عندما يتراءى للمتابع عدم قدرة دول التحالف العربي على التخلص من هذين الرأسين، وهي تحاول إعادة الشرعية إلى اليمن من مختطفيها الانقلابيين أتباع المخلوع علي صالح أو كما يسمى عفاش وعبدالملك الحوثي، هذا الخطأ في التقدير سيكلفها الثمن عظيماً وكبيراً، فهما ليس لديهما ما يخسرانه، فيمكنهما تطوير ألاعيبهما ومكرهما ودسائسهما للوصول إلى أبعد مدى يمكن تصوره، وهذا الكلام ليس تضخيماً لشأنهما، ولكنه واقع الحرب يفرض مثل هكذا توقعات، ويضع أمام المتابع والمحلل السياسي الكثير من التجليات التي يراها البعض صعبة الحدوث والتحقيق لكنها تحدث في لحظة مفاجأة، وما حدث في اليمن من تطور الإنقلابيين الحوثيين إلى حد وصولهم إلى قصر الرئاسة في صنعاء يجعل أي تطور غريب ممكن أن نتوقعه.

سقطت العراق في أيدي إيران والغرب، بمجرد هزيمة صدام والقبض عليه، وسقطت ليبيا «العظمى» بالتخلص من قائدها المدعي العظمة والزعامة، وسقطت إيران بعدما تم تهجير الشاه وهرب ابن علي من تونس فتغير النظام وانتعش الحراك السياسي الديمقراطي ولن تهنأ اليمن بأمن واستقرار إلا بالتخلص من بؤر القلق والإزعاج الجاثمة على صدرها عقوداً، وذلك بالتخلص من عفاش أبتداءً وهو المهم الأساس، ومن ثم سيتبعه مباشرة القبض أوالتخلص من الحوثي الذي لا يعد شيئاً من دون زعيمه وداعمه المخلوع علي صالح. ليس تضخيماً من شأن علي عبدالله صالح، لكن التاريخ يقف إلى جانبه، فقد كتب لنفسه خلال ثلاثة عقود سجلات من الأحداث والمشاهد التي تعد نقلة نوعية في حياة اليمنيين بالطبع هي سلبية وقاتمة لكنه يراها ناصعة البياض وإيجابية للغاية،

بالإضافة إلى عقليته التي استطاعت التغلب على جاره الجنوبي القوي والعنيف «الحزب الاشتراكي» الذي طالما كان يؤرق صنعاء بتوغلات جيشه إلى الداخل اليمني، لكنه استطاع بعد ترويضه إدخاله في جيبه بعد سنوات قلائل من توقيع منجز الوحدة اليمنية، إلى حد أصبح هذا «الإشتراكي» عبئاً على المعارضة لهشاشة مواقفه وصوريتها شأنه شأن حزب الإصلاح الذي هو الآخر استطاع علي عفاش بدهائه ومكره أن يجعله تابعاً له في مواجهة الاشتراكي تارة وتارة أخرى في مواجهة أي محاولة ستمس معبد الوحدة اليمنية وصنمها المبجل، ولو كان على حساب الإنسان اليمني المنهك والمنكوب، فأصبح في نظر حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) هو الرمز، وهو رجل المرحلة، وهو الوحيد الذي يستطيع أن يمر باليمن إلى بر الأمان؛ فتارة يقاتلون معه، وتارة ينتخبونه وتارة يتفرجون ولا يقاتلونه، حتى وهم يعلمون أنه رأس المصائب والنكبات، وأنه الناهب للثروات يكتفون بالعويل والصياح الطويل ويدعون عليه بالويل والثبور، وإذا جاءت اللحظة الحاسمة للتخلص منه يستسلمون لألاعيبه ودسائسه ومؤآمراته ويعطونه قارب النجاة لينجو هو ويهلكوا هم وشبابهم، يا لدهاء هذا العفاش العجيب!

حتى الحراك الجنوبي لم يسلم من ألاعيب عفاش الذي استطاع أن يخترق صفوفه ويزرع بينهم الشقاق والاختلاف والتقسيم ويؤجج بينهم ذكريات الماضي الأليم والتصفيات الدموية، والذكريات المشؤومة حين حكم الحزب الاشتراكي وانقسم إلى طغمة وزمرة، فضرب العفاش على هذا الوتر، وعزف سيمفونيات متقنة أطربت من يميل إليها ويحتاج للرقص عليها فيصل إلى حد النشوة فظهرت مكونات متصارعة ومتنازعة هم كل واحد منها الزعم أنها الممثل الشرعي لشعب الجنوب فضعفت القضية وكادت أن تموت حتى عادت للحياة مرة أخرى بحرب الحوثيين، وظهرت المقاومة الجنوبية وتكونت بوادر الجيش الجنوبي الذي يعول عليه أن يكون الحامي والمدافع لدولة الجنوب العربي المنتظرة. لقد قام بتغيير البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية في اليمن من أقصاه إلى أقصاه، تغييراً جذرياً يتماشى مع عقلية الحاكم الجاهل بأبجديات الحكم، فهو القروي البسيط الذي بالكاد يوقّع أو يفك الخط فهو إلى الأمية أقرب.

فهذه القبائل التي تعد اللوبي المؤثر في نظام الحكم تخلع من تشاء وتنصب من تريد، إذا اجتمعت وقررت كان لقرارتها التأثير الكبير على الواقع، وهي الملاذ لابنائها حينما تلوح نذر الخطر والتهديد فيأوي المواطن البسيط والمثقف والسياسي لقبيلته وشيخها فيستنجد بها ضد من يحاول أن يفتك به ويمسه بسوء، علي عفاش استطاع أن يهمش هذه القبائل ويضعف هيبتها وهيلمانها وسطوتها وتحايل عليها والتف حولها حتى صارت بين أصبعيه يحرك شيوخها كيفما شاء فشكل لها مجلسها وأشغلها بأنفسها وكسبها إلى صفه غالباً بالترغيب والإنفاق السخي الذي لا يحلم به أكبر شيوخها، ومن لم يستمله الكرم والجود استصرمته يد الاغتيال والتغييب! كما أنه استطاع أن يجعل نظام الحكم اليمني يعمل بوجهين؛ وجه جمهوري في الظاهر بسلطاته الثلاث، وأحزاب معارضة وحراك ديمقراطي وحرية الاعتراض والنقد،

ووجه ملكي في الباطن استحوذ على الثروة وإيرادات اليمن لصالح عائلته حتى قفزت لأرقام فلكية في المقابل إنحدار العملة، وإنهيار الاقتصاد، وخلق متكرر للأزمات وظهور لمعضلة التطرف الإرهاب، والعجيب أن هذا الرجل تجده في الظاهر رئيساً جمهورياً وفي قصره ملكاً مبجلاً مهاباً الويل كل الويل لمن لايخضع له ترغيباً أم ترهيباً! إن قدرة علي عبدالله صالح على إدارة المعركة ضد نائبه السابق الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، ومواجهته لمن أسدى المعروف المتتابع الجزيل له وهي المملكة العربية السعودية التي أنقذته وعالجته وأكرمته يدل على ما يحمله هذا الأخطبوط من اللؤم والمكر والخبث وربما الدهاء، وقد تعود عليه منذ زمن بعيد حيث التخلص من الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي وسلسلة طويلة ممن يراهم خطراً على طموحاته ومآربه ليتشبث أكثر بالسلطة والزعامة. فهل سحر علي عبدالله صالح دول التحالف والدول الكبرى حتى أوهمها أن بقاءه حل من الحلول السياسية التي يمكن العمل عليها في علاج معضلة اليمن؟ أم يكون الخنجر المسموم الذي إن استمر فقد ينحر المنطقة برمتها؟



اقرأ المزيد من عدن الغد

حد من الوادي
08-16-2016, 02:02 PM
الثلاثاء 16 أغسطس 2016 12:29 مساءً

معوقات عودة اليمن للاستقرار

أحمد عبده ناشر
صفحة الكاتب
مأساة اليمن أين الحل؟
اليمن وفتنة الإرهاب
اليمن.. الطريق إلى الحرب الأهلية
اليمن لعبة ورق دولية
اليمن الحقيقة والواقع المر


ما يجري حاليا في اليمن هو أمر داخلي أكثر من أي شيء آخر، وذلك من خلال متاجرة الساسة باستقرار البلاد وأمنها وسيادتها. كشفت الأحداث عدم وجود قيادات ذات مسؤولية وطنية في جميع الأطراف وللأسف إن الأطراف المعنية تريد أن تحقق إنجازا وفق حساباتها ومصالحها حتى لو احترقت اليمن، فالرئيس السابق مصر على الانتقام وكأن اليمن ملك شخصي له ولابنه وأسرته ولذا فإنه يرى أن ذلك حق له واليمن عبيد له وهي سلطة في صك له ولن يقبل بأقل من عودته للسلطة ولذا فهو سيحرق البلاد والعباد على خطى نيرون روما. والحوثيون ومن وراءهم من القيادات الشيعية تريد عودة الإمامة التي اعتبرت أن ما أخذ منها هو مسلوب لأن اليمن أرض لهم والناس خلقوا لهم عبيدًا وأن يعودوا عبيدا هم وما يملكون هي لهم، وهذه ثقافة تربوا عليها منذ جدهم الهادي ويعتقد خطأ بعض الناس أن هؤلاء تشيعوا حديثا ولكن هؤلاء منذ قرون هكذا وقد أحرقوا المدن والقرى وسفكوا الدماء، ولذا فإنهم يريدون تكرار مذابح ومجازر ولكن بدعم إيراني وإسرائيلي وبمباركة غربية لمصالح إستراتيجية.



والأحزاب كل له أجندته الشخصية وقادة القبائل للأسف اليمن أصبحت مصالح وللأسف فإن الشرعية وأغلبهم يعيش في بروج عاجية ولا يعنيهم أمر البلاد والدليل على ذلك أن نجد عناصر وصلت إلى موقع القرار ممن لا خيرة لهم وشباب مراهق ينظر إلى الآخرين بعين الاحتقار والسخرية بل بعين العنصرية التي تثقفوا بها ولذا نجد أن التعيينات والسلطة تقوم على المناطقية التي تضر باليمن والإعلام للأسف يقدم صورة باهتة ومائعة، لأن الإعلام المرئي الذي يشرف عليه يمنيون جزء من اللعبة اليمنية ويحرصون على أن يقدموا القضايا وفق أجندتهم الشخصية وكذلك المواقع وشبكات التواصل حقا إنها كارثة.



والحوثيون ليسوا بسوبر مان ولا عنتر بن شداد ولكن المقاومة ضعيفة لا تجد من يدعمها وكذلك المفاوضات في الكويت جزء من اللعبة وضياع الوقت وإعطاء الشرعية لعصابة. كيف يقبل الناس الحوار مع فئة لا أخلاق لها وأثناء المفاوضات تدمر وتحرق تعز وتهرب الأسلحة والوفد الحكومي أصبح في موقف محير كيف يقبل بالندية مع عصابات؟ فهل إيران مستعدة أن تتفاوض مع خصومها في بلوشستان والأهواز؟ وهل العبادي والمالكي مستعدان للتفاوض مع داعش وإنهاء مهزلة لتطويل الحرب وتدمير البلاد.



ثم إن هناك لعبة الانفصال التي يريد البيض وعلي ناصر وباغوم وغيرهم الوصول لأهدافهم وأطماعهم وخداع الناس بالأموال والشعارات لصرف النظر عن دور إيران وهؤلاء ورقة إيرانية وما جرى أخيرا من تغيير ديمغرافي في المناطق مثلما جرى في العراق وكذلك الوصول إلى تلال وجبال هيفان ومناطقها لتصبح الجنوب تحت سيطرتها والبحر الأحمر وهو ما يجهله الآخرون ويتغاضى عنه المسؤولون. استمرار طول الحرب يخدم مصالح الدول الغربية التي تستثمرها والأمم المتحدة التي تخدم مصالح الدول الكبرى، على العرب والتحالف أن يقرروا الحسم وطول الحرب يضر بالمنطقة وأمنها واستقرارها، ومن الخطأ أن نعتمد على المفاوضات، ومن الخطأ إعطاء هؤلاء فرصة التوسع، ومن الخطأ مناقشة أي قضية قبل تحرير البلاد وطرد إيران، الأمر ليس بالسهل ويجب المشاركة الجماعية ورفض الاقتصار، وأي تشتيت هو إضرار متعمد بالقضية وكذلك يجب أن تستنفر الطاقات والخبرات وعدم السماح باستمرار مهزلة المحللين الإعلاميين وحجب المعلومات لما يجري في ضواحي تعز والبيضاء وتهامة وتوعية الناس بالحقائق.



المرحلة تحتاج تجاوز كل الخلافات والعمل جماعيا وإيقاف من يحاولون أن يتاجروا بالحرب والكارثة لتحقيق مكاسب ومحاكمتهم وإيقاف ممارساتهم.



* نقلاً ع " الشرق "



اقرأ المزيد من عدن الغد