حد من الوادي
08-22-2016, 12:38 AM
* بين شرعية الدولة وشرعية الأمر الواقع.. - أين يقف المجتمع الدولي؟
الأحد 21 أغسطس 2016 04:40 مساءً
عبدالجبار ثابت الشهابي
واضح جدا أن المجتمع الدولي يظل على الدوام، انطلاقا من صلب بنيته الفكرية العقائدية الماسونية المادية، وفي كل الحالات.. يظل رهنا، بل مشدودا إلى صارية الأمر الواقع، وزاوية لا مخرج منها دون الخوف مما بعدها من المنزلقات .. هذا فيما لو لم تتوفر لديه عزيمة مسبقة ليتحول هو إلى صانع ممول للحدث، أو القضية المعينة في هذا الصعيد الدولي، أو ذاك، وهذا لا يكون كثيرا، وإن أصدر قرارات مجيرة على البند السابع كما هو حاصل حاليا في بلادنا.
ففي القضية اليمنية، ظهر بجلاء بين نقيضين متنافرين : فهو أمام شيء محبوب، أو مشروع مرغوب.. هذا المحبوب يتمثل بمشروع الدولة الاثني عشرية الصفوية الشيعية في إطار الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، ومشروع التقاسم الجديد بمقتضاه لبلدان الجزيرة العربية والخليج والشام، وما فيه من طمس للهوية العربية الإسلامية السنية عموما في هذه المنطقة التي يجري العمل ببطء وروية لاجتثاثها لتعزيز الوجود الصهيوني، وتمكينه في الأخير من السيطرة على المنطقة برمتها عبر مراحل من العمل السياسي، والعسكري، والإعلامي .
أما النقيض الثاني، فهو أن هذاالمحبوب جاء فوضويا إن صح التعبير، أي على أبراج الدبابات، ومضادا لإرادة 25 مليون مواطن يمني كانوا قد أعطوا أصواتهم للرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة المرحلة الانتقالية، ومضادا فوق ذلك لمخرجات الحوار الوطني الديمقراطي الذي دام قرابة العام، وشارك فيه الجميع، بمن فيهم الانقلابيون (الحوثي وصالح) ناسفا بذلك أصلا يصر هذا المجتمع على ترسيخه وتكريسه نظريا وعمليا على مستوى المعمورة وخصوصا في البلدان المسلمة.. ألا وهو مبدأ الديمقراطية.
وفي هذه الدوامة، لا عجب أن نرى المندوب الأممي ولد الشيخ يهرق ماء وجهه لدى الانقلابيين وحليفهم صالح للخروج بهم ومعهم إلى شيء يمثل أخف الضرر مع المحافظة قدر المستطاع على الإناء دون كسر، وبوضوح : تكريس الانقلاب كهوى اول تحت مظلة إجراءات ما يسمونه بشرعية الأمر الواقع المتواصلة حاليا بالمجلس السياسي وما بعده من الاجراءات القادمة، ثم نراه بعد ذلك يصر على أن المجتمع الدولي لا يقر بشيء من اجراءات الانقلاب، مثله مثل الموقف الروسي، وأنه مع الشرعية، مع أن اجتماع إقرار المجلس السياسي الانقلابي قد شهد حضور ممثلي الأمم الثتحدة في صنعاء والقنصل الروسي، وكأن المسألة (قبيلة) وجبر خاطر، أو لعب أطفال .
وإذا كانت الحكومة الشرعية قد صحت مؤخرا، وهي لا تصحو إلا نادرا.. نقول: إذا كانت قد شعرت بالحر وهي تحس بالبساط ينسحب من تحت أقدامها بعنف وعلى أكثر من صعيد، فإن أحكم ما فعلته من الحكمة في هذه الهجمة، أن انتقلت من موقع المتلقي للطمات والصفعات ، إلى موقع المقاومة، ورد الأذى على الأقل بتفعيل العمليات الحربية في مختلف جبهات القتال إن لم يكن اشعالها كرد فعل دفاعي وهو ما كان مطلوبا على الدوام لكسر شرعية اللاشرعية (شرعية الأمر الواقع) بما يعنيه ذلك من ادراك، وإن جاء متأخرا.
ويبقى في الأخير أن نحذر من التوقف عن هذا الفعل الدفاعي المتواضع، أو أن تتحول العملية برمتها تحت أي ضغوطات إلى زوبعة في فنجان..بل ينبغي ان تكلل بانتصارات ثابتة في تعز، وبيحان، وصنعاء، والجيوب المتبقية في مأرب، وفي غيرها من جبهات القتال، لأن مستقبل اليمن كله اليوم مرهون بقدر لازم من الصلابة في المواقف والأفعال، والخروج من دوامة الإملاءات، والانخراط في مجرى إرادة قوية لإنهاء هذا الانقلاب، والعودة باليمن حرة عربية مسلمة، أبية، حارسة لمصالحها، وللأمن والاستقرار الدوليين .. تعمل مع جيرانها الأوفياء بوفاء، وترد الجميل للأصدقاء، وتحمي مصلحة الجميع دون استثناء .
http://www.adengd.net/news/217351/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
الأحد 21 أغسطس 2016 04:40 مساءً
عبدالجبار ثابت الشهابي
واضح جدا أن المجتمع الدولي يظل على الدوام، انطلاقا من صلب بنيته الفكرية العقائدية الماسونية المادية، وفي كل الحالات.. يظل رهنا، بل مشدودا إلى صارية الأمر الواقع، وزاوية لا مخرج منها دون الخوف مما بعدها من المنزلقات .. هذا فيما لو لم تتوفر لديه عزيمة مسبقة ليتحول هو إلى صانع ممول للحدث، أو القضية المعينة في هذا الصعيد الدولي، أو ذاك، وهذا لا يكون كثيرا، وإن أصدر قرارات مجيرة على البند السابع كما هو حاصل حاليا في بلادنا.
ففي القضية اليمنية، ظهر بجلاء بين نقيضين متنافرين : فهو أمام شيء محبوب، أو مشروع مرغوب.. هذا المحبوب يتمثل بمشروع الدولة الاثني عشرية الصفوية الشيعية في إطار الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، ومشروع التقاسم الجديد بمقتضاه لبلدان الجزيرة العربية والخليج والشام، وما فيه من طمس للهوية العربية الإسلامية السنية عموما في هذه المنطقة التي يجري العمل ببطء وروية لاجتثاثها لتعزيز الوجود الصهيوني، وتمكينه في الأخير من السيطرة على المنطقة برمتها عبر مراحل من العمل السياسي، والعسكري، والإعلامي .
أما النقيض الثاني، فهو أن هذاالمحبوب جاء فوضويا إن صح التعبير، أي على أبراج الدبابات، ومضادا لإرادة 25 مليون مواطن يمني كانوا قد أعطوا أصواتهم للرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة المرحلة الانتقالية، ومضادا فوق ذلك لمخرجات الحوار الوطني الديمقراطي الذي دام قرابة العام، وشارك فيه الجميع، بمن فيهم الانقلابيون (الحوثي وصالح) ناسفا بذلك أصلا يصر هذا المجتمع على ترسيخه وتكريسه نظريا وعمليا على مستوى المعمورة وخصوصا في البلدان المسلمة.. ألا وهو مبدأ الديمقراطية.
وفي هذه الدوامة، لا عجب أن نرى المندوب الأممي ولد الشيخ يهرق ماء وجهه لدى الانقلابيين وحليفهم صالح للخروج بهم ومعهم إلى شيء يمثل أخف الضرر مع المحافظة قدر المستطاع على الإناء دون كسر، وبوضوح : تكريس الانقلاب كهوى اول تحت مظلة إجراءات ما يسمونه بشرعية الأمر الواقع المتواصلة حاليا بالمجلس السياسي وما بعده من الاجراءات القادمة، ثم نراه بعد ذلك يصر على أن المجتمع الدولي لا يقر بشيء من اجراءات الانقلاب، مثله مثل الموقف الروسي، وأنه مع الشرعية، مع أن اجتماع إقرار المجلس السياسي الانقلابي قد شهد حضور ممثلي الأمم الثتحدة في صنعاء والقنصل الروسي، وكأن المسألة (قبيلة) وجبر خاطر، أو لعب أطفال .
وإذا كانت الحكومة الشرعية قد صحت مؤخرا، وهي لا تصحو إلا نادرا.. نقول: إذا كانت قد شعرت بالحر وهي تحس بالبساط ينسحب من تحت أقدامها بعنف وعلى أكثر من صعيد، فإن أحكم ما فعلته من الحكمة في هذه الهجمة، أن انتقلت من موقع المتلقي للطمات والصفعات ، إلى موقع المقاومة، ورد الأذى على الأقل بتفعيل العمليات الحربية في مختلف جبهات القتال إن لم يكن اشعالها كرد فعل دفاعي وهو ما كان مطلوبا على الدوام لكسر شرعية اللاشرعية (شرعية الأمر الواقع) بما يعنيه ذلك من ادراك، وإن جاء متأخرا.
ويبقى في الأخير أن نحذر من التوقف عن هذا الفعل الدفاعي المتواضع، أو أن تتحول العملية برمتها تحت أي ضغوطات إلى زوبعة في فنجان..بل ينبغي ان تكلل بانتصارات ثابتة في تعز، وبيحان، وصنعاء، والجيوب المتبقية في مأرب، وفي غيرها من جبهات القتال، لأن مستقبل اليمن كله اليوم مرهون بقدر لازم من الصلابة في المواقف والأفعال، والخروج من دوامة الإملاءات، والانخراط في مجرى إرادة قوية لإنهاء هذا الانقلاب، والعودة باليمن حرة عربية مسلمة، أبية، حارسة لمصالحها، وللأمن والاستقرار الدوليين .. تعمل مع جيرانها الأوفياء بوفاء، وترد الجميل للأصدقاء، وتحمي مصلحة الجميع دون استثناء .
http://www.adengd.net/news/217351/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}