تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تدخل روسيا في اليمن ولعبة المصالح الدولية “تقرير”


حد من الوادي
08-25-2016, 12:30 AM
تدخل روسيا في اليمن ولعبة المصالح الدولية “تقرير”

unnamed (4)
((عدن حرة)) تقرير خاص
الأربعاء 2016-08-24 9:21:16 PM
.
بدأت الميليشيات الإنقلابية باليمن التلويح بتدخل روسي مرتقب في الأزمة القائمة منذ عامين ، عقب الدعوة التي وجهها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لدولة روسيا بإستخدام القواعد العسكرية باليمن بحجة محاربة الإرهاب .
.
وقال صالح في مقابلة تلفزيونية له مؤخراً في صنعاء أن المجلس السياسي الذي شكله التحالف الإنقلابي باليمن قبل أسابيع سيعمل مع روسيا في مكافحة الإرهاب ، معلنا السماح لروسيا بإستخدام كافة القواعد العسكرية باليمن لهذا الغرض.
.
وفيما قال محللون سياسيون أن المخلوع صالح بات يستخدم روسيا كفزاعة لترهيب خصومه من تدخل روسيا وشيك ، قال محللون اخرون أن روسيا تحاول جس نبض المجتمع الدولي من خلال حديث المخلوع الأخير ، مشيرين بأن إطالة أمد الحرب وعدم حسمها سريعاً ستكون عواقبها وخيمة .
.
وكان المخلوع صالح قال في حديث تلفزيوني مع قناة روسيا اليوم قبل أيام من صنعاء :”نحن على استعداد لتفعيل الاتفاقات مع روسيا الاتحادية في مكافحة الإرهاب. نحن نمد أيدينا ونقدم كافة التسهيلات في قواعدنا ومطاراتنا وفي موانينا ونحن جاهزون لتقديم كل التسهيلات لروسيا الاتحادية.”
.
ويبدي الكثير من اليمنيين في الداخل تخوفهم من عرقنة أو سورنة اليمن من خلال التدخل الروسي الذي لوحت به الميليشيات الإنقلابية مؤخراً ، لكنهم يؤكدون أن التنظيمات الإرهابية باليمن انحسرت كثيراً عقب الحملات العسكرية التي شنتها القوات اليمنية المسنودة بقوات التحالف العربي لاسيما عقب تطهير عدن ولحج وأبين وحضرموت .
.
وهو الأمر الذي يتنافى مع مزاعم الميليشيات الإنقلابية التي تزعم بإحتضان المحافظات المحررة باليمن الى تنظيمات إرهابية منها القاعدة وداعش .
.
وتدرك دول التحالف العربي بمدى أهمية الحفاظ على المحافظات المحررة باليمن من جماعات وتنظيمات متطرفة يؤكد الكثير من المحلليين انها تتبع أجهزة أمن المخلوع صالح بصنعاء ، قد تجد لها بيئة خصبة لإنتشارها ، ووسعت دول التحالف من عملياتها العسكرية لتطهير بعض البلدات المحررة في محافظات جنوبية باليمن ونجحت في تطهيرها مؤخراً .
.
لقاءات

وفي المملكة السعودية التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يوم الأحد الماضي سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في المملكة جول الأزمة اليمنية ، لاسيما الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الخارجية عادل الجبير في قصر السلام بمدينة جدة .
.
ولم يتم الكشف عن تفاصيل هذه اللقاءات التي عقدت ، لكن مصادر سياسية أكدت أن اللقاءات تركزت حول الملف اليمني وتأكيد روسياً على دعم الشرعية اليمنية بالبلاد .
.
وفي جدة أيضاً عقد المبعوت الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إجتماعاً مع بوغدانوف كرس لمناقشة الأزمة اليمنية وسبل تحقيق السلام ، في الوقت الذي يتوقع أن يعقد إجتماع خليجي غربي هام اليوم الأربعاء بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمناقشة الأزمة اليمنية .
.
سياسيون يرون أن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ طلب من نائب وزير الخارجية الروسي تدخل بلاده لإقناع الحوثيين وصالح لإستمرار المفاوضات والعودة الى طاولة الحوار .
.
في هذا الشأن قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للمخلوع صالح أحمد الحبيشي أن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، حذّر أثناء لقائه بوزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، في جدّة، من “مخاطر المراهنة على الحسم العسكري” حد قوله .
.
وأضاف أن أمريكا وبريطانيا ومن اسماهم بالداعمون الدوليون للعدوان السعودي أبلغوا السعودية بأن الحسم العسكري لا يكتمل بدون احتلال صنعاء ، على أن يكون الخسم قبل الساعة 12 منتصف يوم الثلاثاء أي قبل ساعات من عقد إجتماع مهم في جدة .
.
وتابع الحبيشي حديثه الذي نشره على صفحته في فيس بوك أن جون كيري ابلغ السعودية بأن التأخر في حسم معركة صنعاء سيُضعف صمود الموقف الأميركي أمام الضغوط الروسية والإيرانية”، مشيراً إلى أن “اعتراف إيران بالمجلس السياسي الأعلى في اليمن، كسلطة شرعية ودستورية، تمّ بضوء أخضر روسي، وينطوي على تحدّيات صعبة.
.
ومؤخراً سحب الولايات المتحدة الأمريكية عدد من مستشاريها العسكريين من المملكة السعودية المشاركين في عاصفة الحزم ، الأمر الذي قلل منه العسيري ووصفه بالإجراء الطبيعي الذي لن يؤثر بين علاقة البلدين .
.
من جانبه قال السفير البريطاني لدى اليمن إدموند براون أن المجلس السياسي الذي شكله الإنقلابيين مؤخراً هو علامة على سوء النية لدى الإنقلابيين لتقويض محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة ، مشيراً بأن الإنقلابيين لم يلتزموا بالقرارات الدولية الصادرة بشأن اليمن .
.
واضاف أن بريطانيا قلقه من تقارير أكدت نقل إيران لكميات كبيرة من الأسلحة الى اليمن ، مطالباً اياها بأن تكون جزءاً من الحل في البلاد .
.
وكانت إيران سمحت وللمرة الأولى الأسبوع الماضي لروسيا بإقلاع طائراتها من أراضيها لقصف جماعات مسلحة في سوريا.
.
كما تعتبر روسيا البلد الوحيد من الدول الكبرى بالعالم التي أبقت على دبلوماسي لها في اليمن أثناء الحرب الأخيرة التي استدعت الى تدخل دول التحالف العربي بقيادة السعودية عقب طلب رسمي من الرئيس عبدربه منصور هادي.
.
وسيلة ضغط

يقول المحلل السياسي اليمني منصور صالح في تصريح خاص لـ”عدن حرة”: “ان تأخر حسم المعركة لصالح الحكومة الشرعية ،سيؤدي إلى دخول لاعبين جدد على خط الأزمة وسيعقد بل وسيقلل من فرص حسمها ،وفي مقدمة هؤلاء اللاعبين جمهورية روسيا الاتحادية التي رغم تصريحاتها العلنية بدعم السلطات الشرعية إلا إن مواقفها على الواقع تؤكد مساندتها جماعة الحوثي وصالح سيما في داخل أروقة مجلس الأمن ومن ذلك تعطيل مندوبها لصدور بيان يدين إعلان المجلس السياسي لتحالف الانقلاب” .
.
واضاف: “ان روسيا ترى في حرب اليمن فرصة سانحة لها للتدخل واستخدامها وسيلة ضغط فاعلة ضد دول التحالف وتحديدا المملكة العربية السعودية لانتزاع تنازلات لمصلحة حربها في الملف السوري ،ولذلك فهي لن تتورع في التدخل في حرب اليمن في حال وجدت المبرر الذي يمكنها من خلاله التدخل وليس هناك مبرر اكبر من حرب الإرهاب” .
.
وأكد منصور ان إطالة أمد الحرب وهشاشة الدولة القائمة او التي ستقوم في اليمن في حال ان تم حسم المعركة لصالح أي طرف تحفز مطامع القوى العالمية الكبرى للحصول على موطئ قدم لها في هذه المنطقة الحساسة التي تسيطر على أهم المنافذ والمضائق التجارية في العالم ،في صورة تشبه إلى حد بعيد تقاسم أوربا لتركة الرجل المريض في تركيا في آخر ايام الدولة العثمانية.
.
وأختتم حديثه بالقول: “يضاف إلى كل ذلك حرص روسيا على تقديم نفسها كقوة عظمى ينبغي ان يكون لها دورها في رسم ملامح الشرق الأوسط والمنطقة العربية التي يبدو أنها تتشكل من جديد في أكثر من بلد واليمن احدها”.
.
ورقة ضغط

وفي الوقت الذي يرى بعض المحللين السياسيين أن دور روسيا في اليمن سيكون مثل تداخلاتها في سوريا والعراق ، يرى اخرون أن اليمن لن تكون على غرار سوريا والعراق لدى روسيا لاسيما في الوقت الحالي ، مشيرين بأن روسيا تستخدم اليمن كورقة ضغط فقط لبعض الأطراف الإقليمية والدولية .
.
يقول المتحدث الرسمي للمقاومة الشعبية الجنوبية علي شايف الحريري في حديث خص به “عدن حرة” أن روسيا : موقفها المعلن هو تأييد الشرعية باليمن لكنها تستخدم الانقلابيين كورقة ضغط بما يناسب مصالحها مع الدول الإقليمية والدولية التي دخلت مباشرة في الخط اليمني ونراها تتقلب بين إيران والسعودية حسبما تقتضيه مصلحتها وسبق وان عرقلت قرارات أممية ضد الانقلابيين.
.
وأضاف الحريري أن إطالة أمد الحرب في اليمن سوف يتيح المجال لتدخلات كثيرة وأهمها التدخل الروسي وستكون اليمن ملعب مفتوح لصراع المخابرات ولمن يريد التدخل أو اختبار أسلحته حال تضارب المصالح في بلدان غير اليمن التي باتت ساحة لتصفية حسابات .
.
وفي ختام حديثه أشار الحريري الى أنه يجب ان تكون في شمال اليمن مقاومة حقيقية توازي الدعم الذي يقدمه التحالف العربي ، وعلى اليمنيين ان يقفوا وقفة رجل واحد ضد التدخلات الإيرانية ويضعوا حداً لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح قبل ان تحدث تدخلات أخرى وهم فقط من سيدفعون الثمن .