المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الارتزاق مع سبق التضليل والتكسب


حد من الوادي
08-28-2016, 12:19 AM
الارتزاق مع سبق التضليل والتكسب

27 - أغسطس - 2016 , السبت 06:19 مسائا (GMT)

لم يخجلوا أن حولوا الثورة الجنوبية ومقاومتها وقضيتها وتضحياتها الى مصدر رزق لهم ولأتباعهم وهم يتسولون باسمها على أبواب مكاتب قصر معاشيق وفنادق الرياض ودبي, بعد أن جعلوا من هذه الثورة وهذه التضحيات اشبه بشقة مفروشة للإيجار بالدراهم والريالات اليمنية والعربية. أو قل جعلوا منها عربة بطاط بالأجرة اليومية.

ولم يند لهم جبينا وقد باعوا واشتروا بدماء الشهداء والجرحى والأسرى، واصبحوا لا يخجلون من أي عبارة ومفردة يقولونها وهم يقعدون القرفصاء أمام المشتري والمانح والمعطي ويجثون تحت الطاولة للبحث عن فتات وعظام, فيما الكبار يجلسون حول الطاولة يرتبون شؤون مستقبل المنطقة ويتقاسمون حصصهم ومكاسبهم, إلا هذه البلاوي التي تسمي نفسها قيادات ونخب جنوبية.

لا يخجلون من أي شيء وقد تناسوا عمدا عبارات استعادة الدولة والاستقلال والتحرير, وهي الكلمات التي لاكتها ألسنتهم ليل نهار طيلة الفترات الماضية حتى كادت هذه العبارات أن تنفجر منهم غيضا وقرفاً.
أصبحت ألسنتهم اليوم لا تعرف غير عبارات تثير السخرية قبل الضحك,مثل:(( عاده مش وقته... لا تحرجونا مع التحالف... حبة حبة.. قد وعدنا الرئيس هادي ... قد سمعتم إيش قال الشليمي أن دول الخليج ما تفكر الآن بالجنوب... لو تكلمنا اليوم عن الجنوب بايفرح حزب الإصلاح ويستغلها المخلوع... وأي حديث اليوم عن الجنوب با نخسر الدعم الخليجي... مش ضامين أن الأباتشي ما تضربنا,عادها تدور بالجو..)).

لقد أصبح مجرد نطق كلمة الجنوب يعتبر شبهة وخطيئة ومجلبة لغضب المخرج والداعم الكبير,هكذا يعتقون .
لم يكتفوا بكل هذا التضليل والأكاذيب والمخادعة بل تجاسروا بكل صفاقة واتخذوا من جوع ووجع شباب الجنوب وسيلة أخرى للتكسب من خلال ما شرعوا به قبل يومين بفتح باب التسجيل لهؤلاء الضحايا الجدد ليسوقوهم كقطعان ماشية الى محرقة الموت على حدود الآخرين، بالجملة والتجزئة فيما الجزء الأعظم من أراضي الجنوب مازالت تحت الاحتلال اليمني بشقيه الشرعية والغير شرعي. فـــ((ياحراجاه يا رواجاه)), يتم هذا تحت غطاء مائع ومُذل أسمه( رد الجميل للسعودية وقضاء الدين الذي على الجنوب) , حتى السعودية نفسها لم تتحدث عن أن الجنوب لابد يرد لها الجميل على تحريره من الشماليين,بل لم تذكر شيء من هذا القبيل, فلم نسمع يوما ما عن ((تحرير كلع, والى آخر الشهر ويكون البراج)).

فهذا الأسلوب من البيع والشراء الذي نراه كأننا أمام نسخة مكررة من عبيد افريقية وهي تساق الى مزارع تكساس والجزر البريطانية. يا واهب مملكة العقل أغثنا من هذه الكائنات المسماة زوراً وعبثاً بقيادات الجنوب ونخبه, وهي تسترخص من قدرنا وتحط من رفعتنا أمام الشعوب والأمم.
اشعر بالأسى حتى الانسحاق وأنا أتصور أن هناك معسكرا على مدخل مدينة دار سعد بعدن يستقبل شبان جنوبيين يتم تسجيلهم كأضاحي لمهمة مخزية بجوار زريبة أضاحي العيد من كباش وبرابر, بجوارها تماماً.!

نخاسة ما بعدها نخاسة. ارتزاق ما بعده ارتزاق هذا الذي يمارسه هؤلاء المرتزقة بثوب الثوار, ويمتهنون تجارة الشباب بجلباب حافظي المعروف وراديّ الجميل. وكأننا أمام نسخة من شركة (بلاك ووتر) الدولية التي تأجر الجنود والمرتزقة بالعراق وأفغانستان وسورية وأمريكا اللاتينية وأفريقيا بالعملات المختلفة. وكأن (بوب دينار) عاد من جديد ليرضِــع الدينا ارتزاقا. (ولمن لا يعرف ممن هو (بوب دينار) بوسعه أن يبحث بشبكة الأنترنت ليعرف من هو وماذا أمتهن). ففلسفة الارتزاق واحدة.
فإن كانت المقولة العربية تقول (أختبر الذهب بالنار والمرأة بالذهب)), فلم يحتاج هؤلاء لأي اختبار لتسقط عنهم اقنعتهم أمام المال, وتتعرى مؤخراتهم أمام المناصب والهبات, فقد سقطوا من أول لقمة. فعلى الموائد تتساقط الذباب وتتهالك القطط.
سيتمادى هؤلاء النكرة بإهانة الشعب بالجنوب وسيمعنون بتأجير وتسخير العوام من البسطاء أن ظلت أفواه الأحرار مطبقة الشفاه, متجمدة ألسُن, خائفة متهيبة وجلة.

نعرف كثير من هؤلاء المتكسبين وبالأسم وكيف ومتى وأين باعوا واشتروا بالجنوب وكيف سمسروا بأوجاع أمهات الشهداء وارتزقوا على حساب أحلام وآمال شعب ثائر مكافح.باعوا بأبخس الاثمان وأحطها وامتصوا مقابلها البرتقالة حتى الجفاف. باعوا ببرميل ديزل ,وبمنصب وهمي وبكراتين فاصوليا ، ومخزن ذخيرة كلاشنكوف, وكيس دقيق. نعم نعرف كثير منهم ولم نكشف عن أسمائهم طيلة الفترات السابقة لعل وعسى ان يعودا الى رشدهم ويغادروا غيهم وشيطنتهم، وحرصا منّا على عدم توسعة خرق الخلافات على راتقها. ولكن بعد أن فاض الكيل وبلغت القلوب الحناجر من أفعالهم لم يعد الصمت إلا ضربا من المؤامرة ونوع من الرضاء عما يفعله هؤلاء الرعاع, وبعد أن رفضوا يعتدلوا أو يعتزلوا. وأصبح كشفها وبالاسم هو الذي سنشرع به في قادم الأيام إن شاء الله من خلال قائمة العار والارتزاق الجنوبية، بعد أن ننحّي الصداقة والرفقة جانباً.
فحين يصبح كل شيء للإيجار والارتزاق وتصبح مطالب شعب الجنوب التحررية مجرد ورقة ابتزاز لجلب العملات والفوز بالمناصب، يصبح معه الصمت عارٌ وخزي.

*حكمة:

احترس من الباب الذي يفتتح بعدة مفاتيح.
جميع الحقوق محفوظة لموقع الملعب 2013© تصميم و إستضافة MakeSolution.com