الجنوب العربي ؟ الموت من أجل الوظيفة

[حد من الوادي]

الموت من أجل الوظيفة


الأربعاء 31 أغسطس 2016 11:51 صباحاً
عصام خليدي


عصية .. موجعة .. مضنية .. صعبة الكلمات والخوض والحديث في هذا المقام بين دهاليز وأروقة معترك السياسة وقذارتها وأوساخها وعفونتها المـقـرفــة التي ترمي بظلالها السوداوية القاتمة على كل أرجاء الوطن ..
صدمت وأنا أقرأ حادث التفجير الإرهابي الذي طال فلذات أكبادنا أبنائنا المتأهبين للتجنيد وأصداء الجـريـمة البشعة الشنعاء المـــدويــة التي تــديـــنها وتستنكرها كل الشرائـــع والأديان في كل بــقاع الأرض قــاطبة والتي طالت واستهدفت تجمع للشباب الباحثين عن ( الوظيفة ) كانوا يبتغون تسجيل أسمائهم في قوائم التجنيد وقد أدى هذا الحادث الإجرامي البشع واللاانساني إلى إستشهاد (60) من هؤلاء الشباب وأصيب بجروح بالغة أكثر من (100) من زملائهم الذين كانوا متواجدين في لحظة وقوع الحادث المروع المفجع الذي أبكى مدينة عدن عن بكرة أبيها والجنوب بشكل عام ..

أبنــائنا وشــبابنا يدفعون حيـاتهم ضريبة وثمنـاً باهضـاً مقابل متطلبات إحتياجات الحياة وفي البحـث الدؤوب عن ( الوظيفة ) تحت شدة وطاة الفقر والمعانات والظروف المادية القاسية .. مأساة مؤلمة دراماتيكية دامية تــثيــر مشاعر الغضب والقهر والمرارة وتستفز الضمير النابض الحي ..

أسئلة كثيرة تراودني وتبحث عن إجابات شافية ووافية لكل هذه الأحداث الجسام التي نمر بها في هذه الفترة الزمنية الصعبة الحرجة رغم الجهود الأمنية التي تبذل ولا ينكرها أحد ..؟!
ما يحدث من عبث وفوضى وإهمال ولأمبالاة بأرواح وحياة شبابنا وأبنائنا الثروة الحقيقية للوطن أمر في غاية الخطورة ويجب الوقوف أمامه ملياً وبشكل جدي حاسم؟! ... لماذا لا يتم تجنيد الشباب في معسكرات بحماية أمنية خارج المدينة ... كيف تم الاختراق ونفذت العملية بهذا الشكل العبثي اللامعقول ..؟!

نرجو إعادة النظر في آلية الإجراءات الأمنية في مواقع تجمع تسجيل قوائم المجندين من شبابنا بما يحفظ سلامة أرواحهم وحياتهم .
ولا نامت أعين الجبناء مصاصي الدماء أعداء الحياة قتلة الشباب أغلى وأعــز ما نملك في هذا الوطن إنهم فلذات أكبادنا (مستقبل الغد صناع الحياة ) ...
فهل نستفيد ونتعلم من هذه الكارثة التي زلزلت كيان الأمة وأبكت بدموع من حريق ونار مآقي وقلوب أمهات وأهالي الشهداء بل والوطن بأسره ..
جديراً بالإشارة إنه قد حدثت تفجيرات سبقت هذا الحادث الأخير ومشابهة له ولم نأخذها بعين الحذر والإعتبار ...

فهل نستفيد ونتعظ ونحافظ على وحدة تماسك الصفوف العسكرية والإلتفاف حول قيادتنا السياسية ونحرص على أرواح أبنائنا وشبابنا من هذا ( الطوفان ) القاتل المميت ..
أتمنى أن يحدث ذلك في قادم الأيام فمعركتنا مع الإرهاب وأعداء الحياة لا زالت قائمة مستمرة ...
و مدينة عدن مشهوداً لها عبر الأزمنة والعصور خصوصيتها وفرادتها وقدرتها الفائقة على التعايش بين كل الأديان والثقافات ودورها الريادي الفكري في تنامي الوعي الانساني المعرفي التنويري تحت مظلة الأمن والأمان والسكينة والإستقرار .
تغمد الله شهداء الوطن الأبطال بواسع رحمته وعفوه ورضوانه وأسكنهم جنان الخلد وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

http://www.adengd.net/news/218656/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}