حد من الوادي
09-08-2016, 04:28 PM
قناة عدن.. فصول من الغربة فمتى العودة ؟!
الاثنين 05 سبتمبر 2016 10:48 صباحاً
استطلاع / وديد ملطوف:
عودة قناة عدن للبث من عدن ومدينة التواهي الموقع الأصلي بعد أكثر من عام، حلم يظهر في الليل، وبمجرد بزوغ أشعة شمس الصباح يصبح في خبر كان.
ولكن جهودا كثيرة تبذل لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة تلمس على الأرض إلا أنها حتى اللحظة لم تبشرنا بالموعد بشكل دقيق، ولذلك نتساءل ويتساءل الكثيرون من أبناء عدن والجنوب ومن موظفي القناة: لماذا كل هذا التأخير والتأجيل غير المبرر.
وفي ظل غياب الإعلام الجنوبي وهجرة الإعلام الشرعي إلى الرياض يصبح من العبث بقاء قناة عدن مغردة خارج السرب، فالإعلام الحربي يجب أن يكون على الأرض حاضرا ويستوحي قوته من قوة المقاومة التي حررت الأرض من المليشيات الانقلابية وجابهت الإعلام الانقلابي بقوة.
ماذا يقول موظفو القناة عن هذا الوضع؟ وما هو رد مكتب وزير الإعلام؟.. هذا وأكثر نتطرق إليه في سياق الاستطلاع التالي.
علي تيسير، يتحدث بمرارة وحزن شديد عن عدم عودة القناة التي يعمل بها منذ أكثر من خمس سنوات.. تيسير الذي يعمل كفني للصوت في القناة يقول إن القناة كانت بالنسبة له كل شيء بحكم عمله فيها سنين طويلة، وكان أحد أفراد فريق الطوارئ الذي عمل بالحرب الأخيرة مع طاقم لا يتعدى خمسة عشر موظفا ليل نهار لإيصال الرسالة الإعلامية للمشاهد في كل مكان قبل سقوط القناة في بداية شهر مايو على يد الحوثيين وقوات صالح حيث اضطر للنزوح مع أسرته إلى منطقة أكثر أمانا كباقي زملائه.
تيسير اليوم وبعد ثمانية أشهر من التحرير تجده في ركن الحارة كل يوم مع بعض رفاقه، يتساءل متعجبا: لماذا إلى اللحظة لم يعد بث القناة من عدن، وماتزال تبث من الخارج في السعودية.
أكثر من 51 عاما من العطاء
تعد قناة عدن أول قناة عربية في الجزيرة والخليج والثانية على مستوى الوطن العربي، حيث تأسست في عام 1964م وعملت دون توقف لأكثر من 51 عاما.
تعرضت القناة للتهميش بعد عام 1990م أي بعد الوحدة، حيث غدت (القناة الثانية) في عدن، وظل هذا التهميش لها مستمرا بتغيير اسمها ثم جعلها قناة أرضية من عام 1994م إلى العام 2007م، حيث أطلق عليه حينا قناة (22 مايو) وحينا آخر قناة (يمانية).
أدرجت عام 2007م ضمن باقة القنوات اليمنية التي تبث من كنترول صنعاء (سبأ - الإيمان - يمانية - تلفزيون عدن) حيث ارتبطت بواسطة خط ميكرفون من عدن إلى صنعاء يتحكم به بأي لحظه من كنترول صنعاء، وأعيد تسميتها عام 2009م باسم قناة عدن الفضائية وظل البث مستمرا بتردد صنعاء حتى نشوب الأزمة السياسية قبيل الحرب الأخيرة (الحوثيين وصالح والحكومة الشرعية في عام 2015م).
بداية سقوط القناة وتردد جديد
في فبراير 2015م تم الاستيلاء على تردد قناة عدن من كنترول قناة اليمن وأغلقت القناة لمدة شهر تقريبا حتى صدرت تعليمات رئاسية بشراء تردد بث جديد للقناة للمرة الأولى وانفصال البث عن باقة قنوات اليمن، وظهرت قناة عدن بتردد جديد تحت اسم (عدن جديد) والتي ظهر فيها الرئيس هادي بعد عودته إلى عدن.
وفي بداية شهر مايو 2015م كان سقوط مدينة التواهي التي يقع فيها مبنى الإذاعة والتلفزيون ومنها تبث قناة عدن بيد الحوثيين وقوات صالح وتوقف بث القناة في 4 مايو 2015م بالتحديد وعاودت القناة البث من العاصمة السعودية الرياض في السابع من مايو ومن ثم جدة.
تخوف الشرعية من سياسة القناة في حال عودتها للداخل
عامر سلام، نائب مدير عام البرامج لشؤون الإعداد البرامجي في قناة عدن يقول: إن الشرعية متخوفة من مد التيارات الجنوبية وحراكها السلمي وتخشى من أن تلعب دورا مغايرا للشرعية.
وأضاف سلام: لذلك السبب فتحت قناة عدن الفضائية في المملكة العربية السعودية وحاليا من جدة مع العلم بأن قناة بنفس التسمية تبث من صنعاء بيد الحوثيين وصالح وكل منها تبث بنهج راعيها.
ولذلك ظلت قناة عدن الأصلية من عدن التواهي مغلقة حتى الآن.
عصابات في الخارج لكسب الوقت والمال
إحدى المذيعات في القناة تقول إن عدم عودة القناة إلى اللحظة ليس مرتبطا بالوضع الأمني في المحافظة وإنما هي عصابة (للسرقة والنهب) ومؤامرة كبيرة على القناة لكسب الوقت والريال السعودي تتبع قيادة القناة هناك، وبدعم من بعض رموز الدولة الكبار، وهو استمرار لمسلسل نهب دول التحالف أكبر قدر من الوقت.
وقفات احتجاجية متكررة ولكن دون جدوى
منذ تحرير محافظة عدن قبل أكثر من عام نفذ موظفون بالقناة مع بعض منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية أكثر من وقفة احتجاجية، مطالبين بعودة القناة إلى موقعها الأصلي بعدن ومباشرة الموظفين عملهم بالقناة ومحاسبة الفاسدين والذين قاموا بسرقة أجهزة ومعدات القناة، وحتى اليوم نفذت 5 وقفات احتجاجية أربع منها أمام مبنى القناة بالتواهي وواحدة أمام قصر المعاشيق في كريتر، حيث كان الرئيس مقيما هناك، وآخر وقفة كانت في منتصف أبريل 2016م مطالبين فيها بالتدخل من الرئيس هادي ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي للتوجيه بعودة بث القناة كما عادت صحيفة (14 أكتوبر) الحكومية بداية شهر أبريل 2016م بتوجيهات من المحافظ.
وإلى الآن كل تلك الوقفات لم تلق أي تجاوب، وعلى أمل أن يصدر قرار بالعودة قريبا.
القرار بيد الوزير
يرجع البعض عودة القناة إلى صدور قرار من الوزير، فيما تحدث فارس عبدالعزيز أنه بعث رسائل متعددة لإعادة البث من عدن، لكن أيا من تلك الرسائل التي تحدث عنها لم تظهر للعلن ولم يتبين محتواها، فيما أكدت مصادر في رئاسة الوزراء ومكتب الرئيس أنها كانت عبارة عن مطالب بتحسين ظروف الموظفين مالياً وفي السكن وغيره، فيما وصلت مطالب لمكتب علي محسن وبن دغر مؤخرا بنقل القناة من جدة إلى الرياض.
عدم وجود موازنة وقرار سياسي
بالتواصل مع مدير مكتب وزير الإعلام في الرياض صفوان سلطان وسؤاله عن السبب الحقيقي لعدم عودة القناة إلى عدن قال: شكلت لجنة مؤخرا من 5 من مدراء الإدارات العاملة في القناة يضاف إليها 2 من وزارة الإعلام و2 من السلطة المحلية، مهمة هذه اللجنة تجهيز خطة عملية مزمنة لإعادة القناة بشكل تدريجي إلي البث بشكل كامل من عدن وتجهيز الموازنات التقديرية اللازم توفيرها لتنفيذ هذه الخطة، وتكون هذه اللجنة هي المسيرة للعمل خلال هذه المرحلة التي تعتبر انتقالية إلي حين استكمال الهيكل الإداري للقناة بعد المشاورات مع القيادة العليا للدولة.
مكتبة وأرشيف قناة تاريخي
قناة عدن التي تعرضت لإهمال متعمد خلال الفترة الماضية جعلها عرضة لسرقة 80 بالمائة من الأجهزة والمعدات التي تقدر بملايين الدولارات، تحتوي على مكتبة وأرشيف يعتبر الأقدم على مستوى الوطن العربي معرضة ومهددة بالسرقة اليوم، كما سرقت الأجهزة والاستديوهات من قبل وأخرت من عودة القناة، كما اراد العابثون، فالهدف كان تأخير عودة القناة قدر المستطاع.
إذاً متى يتحول حلم عودة القناة إلى حقيقة، ومن الذي سينال شرف إعادتها إلى عدن، ومتى بالتحديد؟!.. هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة وأفعال مسئولي السلطة المحلية ووزارة الإعلام.
. نقلا عن المراسل
http://adengd.net/news/219253/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
الاثنين 05 سبتمبر 2016 10:48 صباحاً
استطلاع / وديد ملطوف:
عودة قناة عدن للبث من عدن ومدينة التواهي الموقع الأصلي بعد أكثر من عام، حلم يظهر في الليل، وبمجرد بزوغ أشعة شمس الصباح يصبح في خبر كان.
ولكن جهودا كثيرة تبذل لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة تلمس على الأرض إلا أنها حتى اللحظة لم تبشرنا بالموعد بشكل دقيق، ولذلك نتساءل ويتساءل الكثيرون من أبناء عدن والجنوب ومن موظفي القناة: لماذا كل هذا التأخير والتأجيل غير المبرر.
وفي ظل غياب الإعلام الجنوبي وهجرة الإعلام الشرعي إلى الرياض يصبح من العبث بقاء قناة عدن مغردة خارج السرب، فالإعلام الحربي يجب أن يكون على الأرض حاضرا ويستوحي قوته من قوة المقاومة التي حررت الأرض من المليشيات الانقلابية وجابهت الإعلام الانقلابي بقوة.
ماذا يقول موظفو القناة عن هذا الوضع؟ وما هو رد مكتب وزير الإعلام؟.. هذا وأكثر نتطرق إليه في سياق الاستطلاع التالي.
علي تيسير، يتحدث بمرارة وحزن شديد عن عدم عودة القناة التي يعمل بها منذ أكثر من خمس سنوات.. تيسير الذي يعمل كفني للصوت في القناة يقول إن القناة كانت بالنسبة له كل شيء بحكم عمله فيها سنين طويلة، وكان أحد أفراد فريق الطوارئ الذي عمل بالحرب الأخيرة مع طاقم لا يتعدى خمسة عشر موظفا ليل نهار لإيصال الرسالة الإعلامية للمشاهد في كل مكان قبل سقوط القناة في بداية شهر مايو على يد الحوثيين وقوات صالح حيث اضطر للنزوح مع أسرته إلى منطقة أكثر أمانا كباقي زملائه.
تيسير اليوم وبعد ثمانية أشهر من التحرير تجده في ركن الحارة كل يوم مع بعض رفاقه، يتساءل متعجبا: لماذا إلى اللحظة لم يعد بث القناة من عدن، وماتزال تبث من الخارج في السعودية.
أكثر من 51 عاما من العطاء
تعد قناة عدن أول قناة عربية في الجزيرة والخليج والثانية على مستوى الوطن العربي، حيث تأسست في عام 1964م وعملت دون توقف لأكثر من 51 عاما.
تعرضت القناة للتهميش بعد عام 1990م أي بعد الوحدة، حيث غدت (القناة الثانية) في عدن، وظل هذا التهميش لها مستمرا بتغيير اسمها ثم جعلها قناة أرضية من عام 1994م إلى العام 2007م، حيث أطلق عليه حينا قناة (22 مايو) وحينا آخر قناة (يمانية).
أدرجت عام 2007م ضمن باقة القنوات اليمنية التي تبث من كنترول صنعاء (سبأ - الإيمان - يمانية - تلفزيون عدن) حيث ارتبطت بواسطة خط ميكرفون من عدن إلى صنعاء يتحكم به بأي لحظه من كنترول صنعاء، وأعيد تسميتها عام 2009م باسم قناة عدن الفضائية وظل البث مستمرا بتردد صنعاء حتى نشوب الأزمة السياسية قبيل الحرب الأخيرة (الحوثيين وصالح والحكومة الشرعية في عام 2015م).
بداية سقوط القناة وتردد جديد
في فبراير 2015م تم الاستيلاء على تردد قناة عدن من كنترول قناة اليمن وأغلقت القناة لمدة شهر تقريبا حتى صدرت تعليمات رئاسية بشراء تردد بث جديد للقناة للمرة الأولى وانفصال البث عن باقة قنوات اليمن، وظهرت قناة عدن بتردد جديد تحت اسم (عدن جديد) والتي ظهر فيها الرئيس هادي بعد عودته إلى عدن.
وفي بداية شهر مايو 2015م كان سقوط مدينة التواهي التي يقع فيها مبنى الإذاعة والتلفزيون ومنها تبث قناة عدن بيد الحوثيين وقوات صالح وتوقف بث القناة في 4 مايو 2015م بالتحديد وعاودت القناة البث من العاصمة السعودية الرياض في السابع من مايو ومن ثم جدة.
تخوف الشرعية من سياسة القناة في حال عودتها للداخل
عامر سلام، نائب مدير عام البرامج لشؤون الإعداد البرامجي في قناة عدن يقول: إن الشرعية متخوفة من مد التيارات الجنوبية وحراكها السلمي وتخشى من أن تلعب دورا مغايرا للشرعية.
وأضاف سلام: لذلك السبب فتحت قناة عدن الفضائية في المملكة العربية السعودية وحاليا من جدة مع العلم بأن قناة بنفس التسمية تبث من صنعاء بيد الحوثيين وصالح وكل منها تبث بنهج راعيها.
ولذلك ظلت قناة عدن الأصلية من عدن التواهي مغلقة حتى الآن.
عصابات في الخارج لكسب الوقت والمال
إحدى المذيعات في القناة تقول إن عدم عودة القناة إلى اللحظة ليس مرتبطا بالوضع الأمني في المحافظة وإنما هي عصابة (للسرقة والنهب) ومؤامرة كبيرة على القناة لكسب الوقت والريال السعودي تتبع قيادة القناة هناك، وبدعم من بعض رموز الدولة الكبار، وهو استمرار لمسلسل نهب دول التحالف أكبر قدر من الوقت.
وقفات احتجاجية متكررة ولكن دون جدوى
منذ تحرير محافظة عدن قبل أكثر من عام نفذ موظفون بالقناة مع بعض منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية أكثر من وقفة احتجاجية، مطالبين بعودة القناة إلى موقعها الأصلي بعدن ومباشرة الموظفين عملهم بالقناة ومحاسبة الفاسدين والذين قاموا بسرقة أجهزة ومعدات القناة، وحتى اليوم نفذت 5 وقفات احتجاجية أربع منها أمام مبنى القناة بالتواهي وواحدة أمام قصر المعاشيق في كريتر، حيث كان الرئيس مقيما هناك، وآخر وقفة كانت في منتصف أبريل 2016م مطالبين فيها بالتدخل من الرئيس هادي ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي للتوجيه بعودة بث القناة كما عادت صحيفة (14 أكتوبر) الحكومية بداية شهر أبريل 2016م بتوجيهات من المحافظ.
وإلى الآن كل تلك الوقفات لم تلق أي تجاوب، وعلى أمل أن يصدر قرار بالعودة قريبا.
القرار بيد الوزير
يرجع البعض عودة القناة إلى صدور قرار من الوزير، فيما تحدث فارس عبدالعزيز أنه بعث رسائل متعددة لإعادة البث من عدن، لكن أيا من تلك الرسائل التي تحدث عنها لم تظهر للعلن ولم يتبين محتواها، فيما أكدت مصادر في رئاسة الوزراء ومكتب الرئيس أنها كانت عبارة عن مطالب بتحسين ظروف الموظفين مالياً وفي السكن وغيره، فيما وصلت مطالب لمكتب علي محسن وبن دغر مؤخرا بنقل القناة من جدة إلى الرياض.
عدم وجود موازنة وقرار سياسي
بالتواصل مع مدير مكتب وزير الإعلام في الرياض صفوان سلطان وسؤاله عن السبب الحقيقي لعدم عودة القناة إلى عدن قال: شكلت لجنة مؤخرا من 5 من مدراء الإدارات العاملة في القناة يضاف إليها 2 من وزارة الإعلام و2 من السلطة المحلية، مهمة هذه اللجنة تجهيز خطة عملية مزمنة لإعادة القناة بشكل تدريجي إلي البث بشكل كامل من عدن وتجهيز الموازنات التقديرية اللازم توفيرها لتنفيذ هذه الخطة، وتكون هذه اللجنة هي المسيرة للعمل خلال هذه المرحلة التي تعتبر انتقالية إلي حين استكمال الهيكل الإداري للقناة بعد المشاورات مع القيادة العليا للدولة.
مكتبة وأرشيف قناة تاريخي
قناة عدن التي تعرضت لإهمال متعمد خلال الفترة الماضية جعلها عرضة لسرقة 80 بالمائة من الأجهزة والمعدات التي تقدر بملايين الدولارات، تحتوي على مكتبة وأرشيف يعتبر الأقدم على مستوى الوطن العربي معرضة ومهددة بالسرقة اليوم، كما سرقت الأجهزة والاستديوهات من قبل وأخرت من عودة القناة، كما اراد العابثون، فالهدف كان تأخير عودة القناة قدر المستطاع.
إذاً متى يتحول حلم عودة القناة إلى حقيقة، ومن الذي سينال شرف إعادتها إلى عدن، ومتى بالتحديد؟!.. هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة وأفعال مسئولي السلطة المحلية ووزارة الإعلام.
. نقلا عن المراسل
http://adengd.net/news/219253/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}