حد من الوادي
09-18-2016, 12:37 AM
ماذا يريد الجنوبيون ؟
السبت 17 سبتمبر 2016 10:23 مساءً
كتب / السفير نبيل خالد ميسري
حينما نتطلع إلى ما يريده الجنوبيون من خلال الوسائل المتاحة نجدهم كأي شعب يطمح للحياة الكريمة التى تحقق العدل للجميع من خلال القانون والنظام في دولة مدنية فيدرالية حديثة. وهو حق مشروع بعد مراحل من الحرمان الطويل.
والجنوبيون،مواطنو المحافظات الست المعروفة حتى إعلان الوحدة في 22 مايو 1990، هم الأدوات الفاعلة وهم المناضلون في كل المراحل لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل بالحياة الكريمة التى تحقق العدل للجميع. بمعنى التساوي بالحقوق والواجبات من خلال القوانين والأنظمة المدروسة من قبل ممثليهم الحقيقيين.ولا يمكن الوصول لذلك إلا متى ما أقمنا الدولة المدنية الفيدرالية الحديثة التى تمثل الوسيلة المثلى لتحقيق تلك الغاية النبيلة.
لهذا علينا فرز الهدف والوسيلة والادوات وترتيبها حيث لا يمكن قيام الدولة المنشودة كوسيلة ثابتة دون أن ننظر اولا للأدوات وتحديد أهدافها ومهامها بل وعلاقاتها البينية بدرجة رئيسة ومع الآخر ونقصد هنا إخوتنا في الشمال أو الإقليم وكذلك مع بقية دول العالم.
والصورة الحالية للجنوبيين تؤكد انهم متقاربون نحو الهدف لكنهم متفرقين بادواتهم المتعددة. لهذا علينا محاولة القراءة للصورة في إطارها الشامل والبحث عن إيجاد القواسم المشتركة بين الجماعات بمسمياتهم المختلفة وغاياتها المتباينة، والتى يمكن الاتفاق عليها، وعدم السير على نفس الطرق الضبابية أو المغلقة التى جربناها مرارا وتكرارا دون أن نصل للنتيجة المطلوبة خاصة وأن البيئة أصبحت الآن ملائمة أفضل من أي وقت مضى.
لهذا فالطريق الجديد الذي نقترحه سيكون واضح المعالم لا يهتم بأطراف معينة أو يهمل أطراف أخرى كما جرت العادة. فالتركيز سيتم على كل المحافظات الست لضمان مشاركة الجميع من الأجيال العمرية المعروفة..الكبار والوسط والشباب من الجنسين وفقا للالية المتفق عليها.
ولتوضيح الاتجاة المنشود.. هناك اربعة تيارات (ادوات) لها اتجاهاتها المعروفة والمجربة والمصنفة وفقا للقضية الجنوبية وتتلخص في :-
1- تيار اتجاهاته تؤيد استعادة الدولة الجنوبية اولا.
2- تيار اتجاهاته تؤيد فكرة الفدرالية الثنائية المزمنة (اقليمين) وحق تقرير المصير.
3- تيار اتجاهاته برجماتية سياسية تتعامل مع مشاريع سياسية مختلفة وتتفاعل مع توجهات الإقليم والدولي .
4- تيار اتجاهاته تؤيد دولتين مدنيتين جديدتين بنظام كونفدرالي بأعلى مراحل التنسيق والتعاون.
ولتسهيل الاختيار لابد من الاتفاق اولا ان الهدف العام في هذه المرحلة هو الوصول للدولة المدنية الفدرالية الجنوبية الحديثة مباشرة او على مرحله وهي في ذات الوقت الوسيلة لتحقيق الغاية الاستراتيجية المحددة ببناء مجتمع مدني حديث وتحقيق الحياة الكريمة والديمقراطية والعدل للجميع.
ولأجل الوصول لذلك لابد من إيجاد الإطار(الاداة) الجنوبي والمؤقت للاتجاهات الاربعة أعلاه – أي أن تكون صلاحيته مؤقتة زمنياً للمرحلتين الحالية والإنتقالية وذلك لغرض التنسيق والتعاون وليس الاندماج أو التوحد خاصة بعد تجربة مريرة عاناها الجنوبيون في مراحل سابقة. وهذا الإطار يمكن أن يكون جبهة واسعة ركائزها التيارات الاربعة المبينة أعلاه.
والجبهة الواسعة هي الأداة التى تتشكل من مواطني كل محافظة بشكل مستقل وتضم مختلف انتماءاتهم سواء كانوا مقاومة أو حراك أو مكونات سياسية أو اجتماعية وتتمحور في الاتجاهات المصنفة اعلاه وتختار ممثليها للاطار الجنوبي الاتحادي الأعلى وفقا للالية المتفق عليها.
وهذه الجبهة الرباعية المتكاملة تضع أهداف استراتيجية مشتركة متفق عليها وكذا تقر برامج تكتيكية مرحلية لكل منها بمعنى تتكامل في الهدف النهائي وتختلف في الوسائل لكنها تظل على درجة كبيرة من التنسيق والقدرة على تبادل الأدوار والعمل بصورة ديناميكية تمكنها من لعب أوراق سياسية مختلفة تسخرها لتحقيق الهدف السامي المتمثل بالدولة الجنوبية المدنية الفدرالية وتحقيقها بصورة مباشرة أو وفق الية مدروسة إذا حصل هناك اتفاق مع المجتمع الإقليمي والدولي وفق ضمانات حقيقية.
وبهذا يمكن للجنوبيين إنهاء الصورة النمطية التى لحقت بهم خلال السنوات الماضية والتى ساهمت بتعطيل قيام الحامل الشرعي للقضية الجنوبية أمام المجتمعين الإقليمي والدولي وهو ما حقق لنظام صنعاء مبتغاه.
دعوتنا للكل دون استثناء للتفكير بطريقة عملية على ذلك النحو الذي سيبعدنا من حالات اليأس والتمزق ويفتح الأفق فيما بيننا كجنوبيين للتفكير العميق وتعبيد الطريق الآمن والشفاف لتكون خطوة إلى الأمام. وان وجدنا أفضل منها لا يعيب أن ناخدها طالما تخدمنا جميعا وتخدم قضيتنا العادلة.
ويمكن لهذا الاطار ان يُؤسَس كاداة مستقبلية لأحزاب رئيسة ولا يلغى المكونات الراغبة في استقلاليتها بل يكون رديف مؤسسي ينشأ من القاعدة الشعبية ويتدرج الى الاعلى خاصة خلال المرحلتين الحالية والانتقالية ويمكن الاستغناء عنه اذا حقق اي مكون اخر احلام الجنوبيين بوقت اقصر.
بالطبع لكل فكرة أو مبادرة نواقص وهناك حاجة إلى تفاعل النخب الجنوبية المختلفة لاثرائها. فالهدف الأول والأخير ليس فرض فكرة ولكن لتحريك المياه الراكدة خاصة تحفيز الجنوبيين من أجل تغيير طريقة تفكيرهم في هذه المرحلة الخطرة وتوجيههم لإنتاج أفكار خلاقة تجمع الكل في إطار تنسيقي فاعل لمواجهة استحقاقات مرحلية استراتيجية والخروج من حالة الركون إلى الانتظار السلبي والدوران حول الذات.فالجنوب لو استمر بهذا الحال ستتقاذفه أمواج خارج إرادته.
ان نجاح هذه الفكرة التي تخلق المشاركة الواسعة لمواطني الست المحافظات بمديرياتها ومراكزها وبأجيالها العمرية الثلاثة من الجنسين ووفقا للاتجاهات الاربعة لاشك انه سينعكس إيجابا وبنفس الالية عند رسم الدولة المنشودة ويسمح للجميع وضع المصالح المختلفة ضمن المصلحة الجنوبية الشاملة وبالتالي يطمئن الجميع لمستقبل مناطقهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم.
كما أن السعى لقيام الدولة المنشودة في الجنوب ستخلق الحافز لاخوتنا في الشمال للسير والإصرار نحو بناء دولتهم المدنية الحديثة مما سيساعد لصياغة شكل أفضل لنظام كونفدرالي متدرج ومدروس ومستفتى عليه من مواطنى كل طرف عاجلا أو آجلا .وكذلك سيسهم في البحث عن إطار كونفدرالي أوسع مع دولة أو دول المنطقة وفقا للمصالح المشتركة.
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ( الرعد:11 صدق الله العظيم.
السفير نبيل خالد ميسري (أعدت قبل دعوة الأخ محافظ عدن لتشكيل كيان سياسي جنوبي /وتمثل مشروع آلية لدعوته).
اغسطس 2016
http://adengd.net/news/220755/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
السبت 17 سبتمبر 2016 10:23 مساءً
كتب / السفير نبيل خالد ميسري
حينما نتطلع إلى ما يريده الجنوبيون من خلال الوسائل المتاحة نجدهم كأي شعب يطمح للحياة الكريمة التى تحقق العدل للجميع من خلال القانون والنظام في دولة مدنية فيدرالية حديثة. وهو حق مشروع بعد مراحل من الحرمان الطويل.
والجنوبيون،مواطنو المحافظات الست المعروفة حتى إعلان الوحدة في 22 مايو 1990، هم الأدوات الفاعلة وهم المناضلون في كل المراحل لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل بالحياة الكريمة التى تحقق العدل للجميع. بمعنى التساوي بالحقوق والواجبات من خلال القوانين والأنظمة المدروسة من قبل ممثليهم الحقيقيين.ولا يمكن الوصول لذلك إلا متى ما أقمنا الدولة المدنية الفيدرالية الحديثة التى تمثل الوسيلة المثلى لتحقيق تلك الغاية النبيلة.
لهذا علينا فرز الهدف والوسيلة والادوات وترتيبها حيث لا يمكن قيام الدولة المنشودة كوسيلة ثابتة دون أن ننظر اولا للأدوات وتحديد أهدافها ومهامها بل وعلاقاتها البينية بدرجة رئيسة ومع الآخر ونقصد هنا إخوتنا في الشمال أو الإقليم وكذلك مع بقية دول العالم.
والصورة الحالية للجنوبيين تؤكد انهم متقاربون نحو الهدف لكنهم متفرقين بادواتهم المتعددة. لهذا علينا محاولة القراءة للصورة في إطارها الشامل والبحث عن إيجاد القواسم المشتركة بين الجماعات بمسمياتهم المختلفة وغاياتها المتباينة، والتى يمكن الاتفاق عليها، وعدم السير على نفس الطرق الضبابية أو المغلقة التى جربناها مرارا وتكرارا دون أن نصل للنتيجة المطلوبة خاصة وأن البيئة أصبحت الآن ملائمة أفضل من أي وقت مضى.
لهذا فالطريق الجديد الذي نقترحه سيكون واضح المعالم لا يهتم بأطراف معينة أو يهمل أطراف أخرى كما جرت العادة. فالتركيز سيتم على كل المحافظات الست لضمان مشاركة الجميع من الأجيال العمرية المعروفة..الكبار والوسط والشباب من الجنسين وفقا للالية المتفق عليها.
ولتوضيح الاتجاة المنشود.. هناك اربعة تيارات (ادوات) لها اتجاهاتها المعروفة والمجربة والمصنفة وفقا للقضية الجنوبية وتتلخص في :-
1- تيار اتجاهاته تؤيد استعادة الدولة الجنوبية اولا.
2- تيار اتجاهاته تؤيد فكرة الفدرالية الثنائية المزمنة (اقليمين) وحق تقرير المصير.
3- تيار اتجاهاته برجماتية سياسية تتعامل مع مشاريع سياسية مختلفة وتتفاعل مع توجهات الإقليم والدولي .
4- تيار اتجاهاته تؤيد دولتين مدنيتين جديدتين بنظام كونفدرالي بأعلى مراحل التنسيق والتعاون.
ولتسهيل الاختيار لابد من الاتفاق اولا ان الهدف العام في هذه المرحلة هو الوصول للدولة المدنية الفدرالية الجنوبية الحديثة مباشرة او على مرحله وهي في ذات الوقت الوسيلة لتحقيق الغاية الاستراتيجية المحددة ببناء مجتمع مدني حديث وتحقيق الحياة الكريمة والديمقراطية والعدل للجميع.
ولأجل الوصول لذلك لابد من إيجاد الإطار(الاداة) الجنوبي والمؤقت للاتجاهات الاربعة أعلاه – أي أن تكون صلاحيته مؤقتة زمنياً للمرحلتين الحالية والإنتقالية وذلك لغرض التنسيق والتعاون وليس الاندماج أو التوحد خاصة بعد تجربة مريرة عاناها الجنوبيون في مراحل سابقة. وهذا الإطار يمكن أن يكون جبهة واسعة ركائزها التيارات الاربعة المبينة أعلاه.
والجبهة الواسعة هي الأداة التى تتشكل من مواطني كل محافظة بشكل مستقل وتضم مختلف انتماءاتهم سواء كانوا مقاومة أو حراك أو مكونات سياسية أو اجتماعية وتتمحور في الاتجاهات المصنفة اعلاه وتختار ممثليها للاطار الجنوبي الاتحادي الأعلى وفقا للالية المتفق عليها.
وهذه الجبهة الرباعية المتكاملة تضع أهداف استراتيجية مشتركة متفق عليها وكذا تقر برامج تكتيكية مرحلية لكل منها بمعنى تتكامل في الهدف النهائي وتختلف في الوسائل لكنها تظل على درجة كبيرة من التنسيق والقدرة على تبادل الأدوار والعمل بصورة ديناميكية تمكنها من لعب أوراق سياسية مختلفة تسخرها لتحقيق الهدف السامي المتمثل بالدولة الجنوبية المدنية الفدرالية وتحقيقها بصورة مباشرة أو وفق الية مدروسة إذا حصل هناك اتفاق مع المجتمع الإقليمي والدولي وفق ضمانات حقيقية.
وبهذا يمكن للجنوبيين إنهاء الصورة النمطية التى لحقت بهم خلال السنوات الماضية والتى ساهمت بتعطيل قيام الحامل الشرعي للقضية الجنوبية أمام المجتمعين الإقليمي والدولي وهو ما حقق لنظام صنعاء مبتغاه.
دعوتنا للكل دون استثناء للتفكير بطريقة عملية على ذلك النحو الذي سيبعدنا من حالات اليأس والتمزق ويفتح الأفق فيما بيننا كجنوبيين للتفكير العميق وتعبيد الطريق الآمن والشفاف لتكون خطوة إلى الأمام. وان وجدنا أفضل منها لا يعيب أن ناخدها طالما تخدمنا جميعا وتخدم قضيتنا العادلة.
ويمكن لهذا الاطار ان يُؤسَس كاداة مستقبلية لأحزاب رئيسة ولا يلغى المكونات الراغبة في استقلاليتها بل يكون رديف مؤسسي ينشأ من القاعدة الشعبية ويتدرج الى الاعلى خاصة خلال المرحلتين الحالية والانتقالية ويمكن الاستغناء عنه اذا حقق اي مكون اخر احلام الجنوبيين بوقت اقصر.
بالطبع لكل فكرة أو مبادرة نواقص وهناك حاجة إلى تفاعل النخب الجنوبية المختلفة لاثرائها. فالهدف الأول والأخير ليس فرض فكرة ولكن لتحريك المياه الراكدة خاصة تحفيز الجنوبيين من أجل تغيير طريقة تفكيرهم في هذه المرحلة الخطرة وتوجيههم لإنتاج أفكار خلاقة تجمع الكل في إطار تنسيقي فاعل لمواجهة استحقاقات مرحلية استراتيجية والخروج من حالة الركون إلى الانتظار السلبي والدوران حول الذات.فالجنوب لو استمر بهذا الحال ستتقاذفه أمواج خارج إرادته.
ان نجاح هذه الفكرة التي تخلق المشاركة الواسعة لمواطني الست المحافظات بمديرياتها ومراكزها وبأجيالها العمرية الثلاثة من الجنسين ووفقا للاتجاهات الاربعة لاشك انه سينعكس إيجابا وبنفس الالية عند رسم الدولة المنشودة ويسمح للجميع وضع المصالح المختلفة ضمن المصلحة الجنوبية الشاملة وبالتالي يطمئن الجميع لمستقبل مناطقهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم.
كما أن السعى لقيام الدولة المنشودة في الجنوب ستخلق الحافز لاخوتنا في الشمال للسير والإصرار نحو بناء دولتهم المدنية الحديثة مما سيساعد لصياغة شكل أفضل لنظام كونفدرالي متدرج ومدروس ومستفتى عليه من مواطنى كل طرف عاجلا أو آجلا .وكذلك سيسهم في البحث عن إطار كونفدرالي أوسع مع دولة أو دول المنطقة وفقا للمصالح المشتركة.
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ( الرعد:11 صدق الله العظيم.
السفير نبيل خالد ميسري (أعدت قبل دعوة الأخ محافظ عدن لتشكيل كيان سياسي جنوبي /وتمثل مشروع آلية لدعوته).
اغسطس 2016
http://adengd.net/news/220755/
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}