تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حضرموت والجنوب العربي إنشاء كيان سياسي جنوبي .. نبأ كاذب


حد من الوادي
10-01-2016, 12:30 AM
إنشاء كيان سياسي جنوبي .. نبأ كاذب


الجمعة 30 سبتمبر 2016 04:54 مساءً
عفيف السيد عبدالله


بصراحة، هذا الكيان السياسي الجنوبي المقترح ليس من عدن أو حضرموت أو المهرة في شيء. ومداره وغايته هو استمرار التمسك بتلابيب عدن والسعي لاحتواء موارد حضرموت، ويكاد أن يكون ذلك هو الرابطة الوحيدة المشتركة التي تجمع أصحابه.

وما نسمه كيان جنوبي ليست له هوية محددة اجتماعياً وحقوقياً وسياسياً وجغرافياً واقتصادياً، ولا يمثل أو يدل على شيء، وإنما هو مجرد مكون قبلي دون حس بمعنى الوطن والشعب، متناحر في داخله، وسيتحول حتما إلى منجم حروب أهلية كتلك التي لم تنقطع قط أثناء دولة الحزب الاشتراكي البوليسية الفاشلة التي لم تدم طويلا. ولا يوجد لهذا الكيان شاهد أو سند تاريخي، فلا دولة او كيانا أو قرينا أو شبيها له كان موجودا في الماضي، وإنما هو صنعة إنجليزيه، فقد حاولت بريطانيا خلال الثلاثينات والأربعينات تكوين إتحاد في الجنوب تابع لها وفشلت. ثم أعادت تأسيسه عام 1961 بإنشاء إتحاد الجنوب العربي وضم مستعمرة عدن إليه لكنه سرعان ما أضمحل وتلاشى وأختفى أثره تماما عام 1964 بعدما ألقي خليفة عبدالله حسن خليفة، من أبناء عدن، والعضو في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل FLOSY في يوم 10 ديسمبر 1963 قنبلة يدوية على مجموعة ضباط بريطانيين وآخرين اجتمعت في المطار لوداع المندوب السامي البريطاني والمستشار السابق لمحميات عدن الغربية سير كينيدي تريفاسكيس، Sir Kennedy Trevaskis والذي كان أحد المبادرين ومن وضع مخطط هذا الإتحاد الذي أستشرف منه أبناء عدن الحالة العامة المزرية التي ستؤول اليها مدينتهم اذا تحقق، فعارضته بشده منذ أيامه الأولى معظم أحزاب عدن ومنها الجمعية العدنية والإتحاد الشعبي الديمقراطي وحزب الشعب الإشتراكي وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي وحزب الأمه وحزب الإستقلال والحزب العربي الديمقراطي إضافة إلى مؤتمر عدن للنقابات (30 نقابة),


ولسنوات عدة سيرت ضده مظاهرات واحتجاجات ضخمة وإضرابات عمالية، فلم تكن لأبناء عدن رغبة في توحيد مدينتهم في ظل دولة أو إتحاد مفتعل من صنيعة بريطانيا لا يعبر عن مصالحهم, غير متجانس, ويهدد وجودهم. فليست لديهم بديل لمدينتهم ولا مكان آخر يذهبون إليه. ويناقض ما كان يحلمون به، ولم يزل، وهو استعادة عدن التاريخية، المدينة الميناء في وجود مدني متحضر، وأن يكون لهم نفوذهم الواسع والتأثير الكبير على شئون مدينتهم في جمهورية يمن ديمقراطي واحد.


أما الذين لم يكن لهم شرف البداية ولا شرف الغاية، وحولوا عدن من مدينة يتباهى بها التاريخ وتخرج من نواصيها تجارة عظيمة إلى خرابه وإلى أكثر مدن العالم هشاشة، لا يستحقون الوجود في شرف البيت العدني.




جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}