حد من الوادي
10-13-2016, 01:41 PM
ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963 م ، نمودح فريد في تاريخ شبه الجزيرة العربية
الخميس 13 أكتوبر 2016 12:21 صباحاً
منى هيثم
لا نبالغ ولا نزيف حقائق التاريخ ولا نقلل من ارث الآخرون حين نقول أن ثورة أكتوبر تعتبر نموذج فريد في شبة جزيرة العرب ذلك من حيث اتساع وتعدد فصائل الثورة و التفاف جميع فئات العشب حولها بل كانت ثورة أكتوبر تعتمد اعتماد كلي على الشعب.
ومن حيث تقدم مراحل النضال خاصة بعد أن أسست الجبهة القومية مع باقي فصائل الثورة ميثاق وطني عام 1965 م تضمن أسس و عهود وطموح الثورة حتى أنهم رسموا ملامح دولة ومجتمع الجنوب ما بعد التحرر من الاستعمار البريطاني و جنوب مابعد الجلاء ،
كما اعتمد النضال السلمي والكفاح المسلح لثورة 14 على المال الثوري غير المسيس وغير المشروط وكان يثم تجميعه من تبرعات الجماهير وكانت النساء المنخرطات في صفوف النضال التحرري يسهمن بهذا الدور في تجميع الأموال من الاهالي ورجال الأعمال والشركات لدعم الكفاح المسلح و احتياجات المقاومين ودعم أسر المقاومين و قد تركت المرأة الجنوبية بصمة بارزة في تاريخ النضال التحرري و المشاركة الوطنية عبر القطاع الشعبي والميداني ، كل هذه العوامل والظروف منحت ثورة 14 أكتوبر تجربة فريدة من نوعها ميزتها عن باقي ثورات أقطار شبه الجزيرة العربية حيث وكما قرأنا في تاريخ الثورات التي شهدتها شبه جزيرة العرب أن المملكة العربية السعودية تأسست عبر معارك خاضها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحدة أجزاء الجزيرة العربية من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها واتخذ من الرياض التي كانت تسمى في ذلك الوقت ب العارض عاصمة لدولته كان ذلك عام 1351 ه بعد استعادتها من ال رشيد أمراء حائل ثم بسط نفوذه على الحجاز ونجد وعسير وأسس المملكة العربية السعودية ..
وفي سلطنة عمان التي كانت ثورة ظفار قد قامت ضد سلطان سلطنة عمان سعيد تيمور بن سعيد التي كانت سلطنته واقعه تحت الحماية البريطانية وبعد التخلص من تيمور بن سعيد تخلصت عمان من الحماية البريطانية .
وفي اليمن رغم أن ثورة 26 سبتمبر في اليمن كانت ثورة نظمها تنظيم الضباط الأحرار ضد حكم الإمامة الكهنوتي إلا أنه لم تكن رقعة ثورة سبتمبر واسعة شعبيا ولم تحظى بالتفاف جماهير الشعب حولها كما كانت تعتمد ثورة 14 على الشعب بشكل رئيسي .
كل تلك القرأة المقتضبة عن ثورات اقطار شبه جزيرة العرب تبين الغارق بينها وبين ثورة 14 أكتوبر في الجنوب العربي التي جعلت منها ثورة فريدة النوع في شبه الجزيرة بداية من ظروف مراحل ثورة أكتوبر وأحداثها ونهاية بطبيعة العلاقة بين فصائل الثورة الاكتوبرية اذا ما نظرنا الى الارهاصات التي سبقت ثورة اكتوبر نجد ان مقاومة الاستعمار اخذت شكلين من المقاومة
الشكل الاولى هو المقاومة الفردية
والشكل الثاني هو الانتفاضات الشعبية المسلحة وبسبب عدم وجود الاداة السياسية ( الحامل السياسي) لم يكتب للانتفاضات الشعبية المسلحة التي شهداتها مناطق الجنوب من عام ٥٦ الى ٥٨ النجاح الى ان جاءت الجبهة القومية كاول اطار تنظيمي يجمع بين العمل السياسي والمسلح ،
و كانت منظمة التحرير تؤمن بالنضال السياسي وفي عام ٦٦ اقتنعت منظمة التحرير بالكفاح المسلح وبحجة أنها لا تملك جناح مسلح اتفقت مع المخابرات المصرية على دمج الفصيلين فثم اخد الجبهة من اسم القومية والتحرير من اسم منظمة التحرير وتم عملية الدمج القسري .
إذا نحن أمام نموذج ثوري متقاطع الأسباب بين سبب اهنية التوحد ضد المحتل من أجل تحرير الوطن وبين تداخل الخارج بين فصائل ثورة 14 أكتوبر والانابة .وما الت إليه من نتائج لاحقة هذه الانابة ..
إذا من خلال كل تلك المنعطفات التاريخية والتأثيرات الخارجية نستطيع القول ثانيا وثالثا وأخيرا أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر تاريخ فريد في شبه الجزيرة العربية وان مراحل ثورة 14 أكتوبر شكلت أسس بناء دولة ومجتمع وأحداث ثورة 14 أكتوبر حققت تحولات اجتماعية و سياسية و فكرية وقد تشارك في وضع الأسس وفي خلق الأحداث كل فرد من أبناء الجنوب على حد سوى امرأة ورجل على أرض الجنوب من المهرة إلى مضيق باب المندب وخاضوها في مسير النضال الوطني على الصعيد الميداني والسياسي السلمي والمسلح من عمر ثورة 14 أكتوبر .
لقد رسم الثوار والمقاوميين من سط ميادين الثورة أهدافهم ودونوها في ميثاق وطني نظم خطوات السير إلى الجلاء و حمل عهود الوفاء وتطلعات الغد و رسموا أماني الناس وحلمهم في دولة يتشاركون في بنائها ، في وطن تكون السيادة فيه لأبنائه يعيشون فيه و يبنون أحلامهم ويحققون طموحهم في ظل دولة تكفل لهم توفير كل الإمكانيات اللأزمة ..
دولة استماتوا في تحرير أرضها للعيش على أرض يزعون في حقولها تحت نور الشمس ويتعلمون في صروحها العلمية وينتجون في منشأتها الاقتصادية ينتخبون ممثليهم ونوابهم وحاكمهم كل ويستفتون على دستورها ، تلك الأسس وضعوها وشحدوا الهمم في دروب. النضال الشعبي والمسلح نساء ورجال حتى أشرقت شمس الجلاء وغادر المستعمر البريطاني وبعد رحيل المحتل البريطاني لم يشهد الجنوب تخبط ولا نكسة ولا تهاوي كما تعشم الاحتلال وعملاء الاحتلال البريطاني و يعود ذلك لتجهيز إعداد كل مايجب ان يعقب الاستقلال من خطوات مدروسة والاتفاق عليها في مرحلة الثورة ، فما أن أتى الاستقلال إلا ورأينا كل أبناء الجنوب يشمرون سواعدهم للعمل ولتطبيق عهود ميثاق فصائل التحرير الوطنية وترسيخ ركائز واقع مابعد الاستقلال وهو بناء دولة وإنسان ، دولة بنيت كل منظماتها ومظاهرها على يد محررين الارض وصناع النصر وأقاموا انجازات راسخة على الأرض .
إن هذا النموذج من الثورات لم يشهده أي قطر في شبه جزيرة العرب غير أرض الجنوب في ثورة 14 أكتوبر .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
الخميس 13 أكتوبر 2016 12:21 صباحاً
منى هيثم
لا نبالغ ولا نزيف حقائق التاريخ ولا نقلل من ارث الآخرون حين نقول أن ثورة أكتوبر تعتبر نموذج فريد في شبة جزيرة العرب ذلك من حيث اتساع وتعدد فصائل الثورة و التفاف جميع فئات العشب حولها بل كانت ثورة أكتوبر تعتمد اعتماد كلي على الشعب.
ومن حيث تقدم مراحل النضال خاصة بعد أن أسست الجبهة القومية مع باقي فصائل الثورة ميثاق وطني عام 1965 م تضمن أسس و عهود وطموح الثورة حتى أنهم رسموا ملامح دولة ومجتمع الجنوب ما بعد التحرر من الاستعمار البريطاني و جنوب مابعد الجلاء ،
كما اعتمد النضال السلمي والكفاح المسلح لثورة 14 على المال الثوري غير المسيس وغير المشروط وكان يثم تجميعه من تبرعات الجماهير وكانت النساء المنخرطات في صفوف النضال التحرري يسهمن بهذا الدور في تجميع الأموال من الاهالي ورجال الأعمال والشركات لدعم الكفاح المسلح و احتياجات المقاومين ودعم أسر المقاومين و قد تركت المرأة الجنوبية بصمة بارزة في تاريخ النضال التحرري و المشاركة الوطنية عبر القطاع الشعبي والميداني ، كل هذه العوامل والظروف منحت ثورة 14 أكتوبر تجربة فريدة من نوعها ميزتها عن باقي ثورات أقطار شبه الجزيرة العربية حيث وكما قرأنا في تاريخ الثورات التي شهدتها شبه جزيرة العرب أن المملكة العربية السعودية تأسست عبر معارك خاضها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحدة أجزاء الجزيرة العربية من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها واتخذ من الرياض التي كانت تسمى في ذلك الوقت ب العارض عاصمة لدولته كان ذلك عام 1351 ه بعد استعادتها من ال رشيد أمراء حائل ثم بسط نفوذه على الحجاز ونجد وعسير وأسس المملكة العربية السعودية ..
وفي سلطنة عمان التي كانت ثورة ظفار قد قامت ضد سلطان سلطنة عمان سعيد تيمور بن سعيد التي كانت سلطنته واقعه تحت الحماية البريطانية وبعد التخلص من تيمور بن سعيد تخلصت عمان من الحماية البريطانية .
وفي اليمن رغم أن ثورة 26 سبتمبر في اليمن كانت ثورة نظمها تنظيم الضباط الأحرار ضد حكم الإمامة الكهنوتي إلا أنه لم تكن رقعة ثورة سبتمبر واسعة شعبيا ولم تحظى بالتفاف جماهير الشعب حولها كما كانت تعتمد ثورة 14 على الشعب بشكل رئيسي .
كل تلك القرأة المقتضبة عن ثورات اقطار شبه جزيرة العرب تبين الغارق بينها وبين ثورة 14 أكتوبر في الجنوب العربي التي جعلت منها ثورة فريدة النوع في شبه الجزيرة بداية من ظروف مراحل ثورة أكتوبر وأحداثها ونهاية بطبيعة العلاقة بين فصائل الثورة الاكتوبرية اذا ما نظرنا الى الارهاصات التي سبقت ثورة اكتوبر نجد ان مقاومة الاستعمار اخذت شكلين من المقاومة
الشكل الاولى هو المقاومة الفردية
والشكل الثاني هو الانتفاضات الشعبية المسلحة وبسبب عدم وجود الاداة السياسية ( الحامل السياسي) لم يكتب للانتفاضات الشعبية المسلحة التي شهداتها مناطق الجنوب من عام ٥٦ الى ٥٨ النجاح الى ان جاءت الجبهة القومية كاول اطار تنظيمي يجمع بين العمل السياسي والمسلح ،
و كانت منظمة التحرير تؤمن بالنضال السياسي وفي عام ٦٦ اقتنعت منظمة التحرير بالكفاح المسلح وبحجة أنها لا تملك جناح مسلح اتفقت مع المخابرات المصرية على دمج الفصيلين فثم اخد الجبهة من اسم القومية والتحرير من اسم منظمة التحرير وتم عملية الدمج القسري .
إذا نحن أمام نموذج ثوري متقاطع الأسباب بين سبب اهنية التوحد ضد المحتل من أجل تحرير الوطن وبين تداخل الخارج بين فصائل ثورة 14 أكتوبر والانابة .وما الت إليه من نتائج لاحقة هذه الانابة ..
إذا من خلال كل تلك المنعطفات التاريخية والتأثيرات الخارجية نستطيع القول ثانيا وثالثا وأخيرا أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر تاريخ فريد في شبه الجزيرة العربية وان مراحل ثورة 14 أكتوبر شكلت أسس بناء دولة ومجتمع وأحداث ثورة 14 أكتوبر حققت تحولات اجتماعية و سياسية و فكرية وقد تشارك في وضع الأسس وفي خلق الأحداث كل فرد من أبناء الجنوب على حد سوى امرأة ورجل على أرض الجنوب من المهرة إلى مضيق باب المندب وخاضوها في مسير النضال الوطني على الصعيد الميداني والسياسي السلمي والمسلح من عمر ثورة 14 أكتوبر .
لقد رسم الثوار والمقاوميين من سط ميادين الثورة أهدافهم ودونوها في ميثاق وطني نظم خطوات السير إلى الجلاء و حمل عهود الوفاء وتطلعات الغد و رسموا أماني الناس وحلمهم في دولة يتشاركون في بنائها ، في وطن تكون السيادة فيه لأبنائه يعيشون فيه و يبنون أحلامهم ويحققون طموحهم في ظل دولة تكفل لهم توفير كل الإمكانيات اللأزمة ..
دولة استماتوا في تحرير أرضها للعيش على أرض يزعون في حقولها تحت نور الشمس ويتعلمون في صروحها العلمية وينتجون في منشأتها الاقتصادية ينتخبون ممثليهم ونوابهم وحاكمهم كل ويستفتون على دستورها ، تلك الأسس وضعوها وشحدوا الهمم في دروب. النضال الشعبي والمسلح نساء ورجال حتى أشرقت شمس الجلاء وغادر المستعمر البريطاني وبعد رحيل المحتل البريطاني لم يشهد الجنوب تخبط ولا نكسة ولا تهاوي كما تعشم الاحتلال وعملاء الاحتلال البريطاني و يعود ذلك لتجهيز إعداد كل مايجب ان يعقب الاستقلال من خطوات مدروسة والاتفاق عليها في مرحلة الثورة ، فما أن أتى الاستقلال إلا ورأينا كل أبناء الجنوب يشمرون سواعدهم للعمل ولتطبيق عهود ميثاق فصائل التحرير الوطنية وترسيخ ركائز واقع مابعد الاستقلال وهو بناء دولة وإنسان ، دولة بنيت كل منظماتها ومظاهرها على يد محررين الارض وصناع النصر وأقاموا انجازات راسخة على الأرض .
إن هذا النموذج من الثورات لم يشهده أي قطر في شبه جزيرة العرب غير أرض الجنوب في ثورة 14 أكتوبر .
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}