المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دولة الجنوب العربي هل ما زال لدى هادي متسع من الوقت؟


حد من الوادي
11-02-2016, 03:15 PM
هل ما زال لدى هادي متسع من الوقت؟


الأربعاء 02 نوفمبر 2016 10:56 صباحاً
د. حسين لقور




عندما اعترضت على طريقة تعامل حكومة هادي مع مبادرة السلام ليس من باب أنني مقتنع بها أو أرى فيها مخرجا للأزمة في حكم صنعاء إنما تحفظت على الاسلوب الذي ردت به الحكومة على هذه المبادرة كون أنه في العمل السياسي وفي العلاقات الدولية التي لا تستخدم كلمة (لا ) أو Нет بالروسية التي كانت تستخدمها كثيرا الدبلوماسية السوفيتية الا فيما ندر وتتبعها بكلمة (لكن) أي ابقاء الباب موارب لأي نقاش.



اقول هذا و أنا اعرف إن الحوثة والمخلوع لا يمكن أبدا الوثوق فيهم أو أن يكونوا شركاء في مستقبل هذا الاقليم لانهم فعلا لا يبحثون عن حل حقيقي و لا يريدونه ولا يحترمون توقيعاتهم و يؤمنون بان الحكم يجب ان لا يكون خارج الهضبة الزيدية المقدسة و يرون في باقي اليمنيين مجرد تابعين لا يحق لهم حتى الانين من الظلم فكيف لهم ان يكونوا رعاة سلم وتنمية.



لقد سمح لهم ضعف الاداء للشرعية أن يجيدوا التلاعب بالمندوبين الدوليين وحتى بالدبلوماسيين الغربيين واستطاعوا ان يفرضوا أنفسهم كطرف أصيل في تحديد مستقبل الحكم في صنعاء بعد ان تم تحديدهم كطرف انقلابي ضد شرعية ( القرارات الدولية 2201 ,2216) أما كيف حصل هذا فذلك هو بسبب ضعف أداء الشرعية السياسي والدبلوماسي و عجزها عن الاستفادة من كل الدعم المالي والعسكري والسياسي وتسخيره في سبيل الخلاص من الانقلابيين.



إنني اشك اليوم في أن يقبل الحوثيين والمخلوع حتى تقاسم السلطة في صنعاء بعد ان استباحوا الدولة وحولوها الى مؤسسات تابعة و خالصة لهم من دون الاخرين ومستعدين للتضحية بالاف المواطنين اما بالموت جوعا كما ما يحصل اليوم في تهامة او الزج بهم و بأطفالهم في معارك لكي يبقوا حالة الحرب كونم لا يجيدون البناء.



ليس هناك امام الشرعية الكثير والمزيد من الوقت لكي تناور وتهرب من خسارة كبيرة قادمة في معركتها فهي قد اعطيت الوقت والوسائل السياسية والعسكرية والمادية الكافية لكي تستعيد شرعيتها لكن سوء ادراتها واطراف تحالفها الذين لم يكونوا صادقين في معركتهم مع الحوثي والمخلوع واستطاعوا أن يخدعوا التحالف ويماطلون حتى أوصلوا الوضع الى ما هو عليه اليوم من ضعف سياسي وعسكري يحتم عليها ان تتصرف بطريقة مغايرة, أي أن على الشرعية الاسراع في الاستفادة من الوقت القصير المتبقي معها فهي سيكون امامها حالة بيات شتوي في الامم المتحدة والولايات المتحدة بسبب الادارات الجديدة في كلاهما وهو ما قد يسمح للشرعية أن تتخذ إجراءات سياسية وعسكرية جريئة ربما تعيد لها شئ من أوراق الضغط ومنها :



اولاً أن تطلب من جميع وحدات الجيش المتواجدة في العبر و حضرموت التوجه الى خطوط التماس مباشرة في ميدي والجوف وتعزيز جبهة مأرب وتشديد الضغط على على صنعاء فليست صنعاء عصية إن وجدت الإرادة والإدارة .

ثانياً التخلص من العناصر التي ثبت و تثبت يوميا ممارساتهم انهم خدموا المخلوع خلال هذا الازمة

ثالثا اختيار طاقم من المخلصين والكفاءات و ترك التوازنات التي أتت باناس اخلاصهم للمخلوع اكثر من ولاءهم للشرعية وتشكيل حكومة حرب مصغرة وابعاد الوزراء المرتبطين بها لاجل رواتبهم وبدلات سفرهم فقط.

رابعا العمل مع الجنوبيين لتشكيل سلطة حقيقية في الجنوب وبناء مؤسسات دولة بما فيها جيش وقوات أمن و إدارة الجنوب بحكومة محلية برئيس اقليم وكبير وزراء يديرون الامور في الجنوب حتى تأتي الحلول السياسية الشاملة والتي من ضمنها مستقبل الجنوب بعيدا حكم صنعاء.



*- حسين لقور بن عيدان - أكاديمي وباحث سياسي


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}