المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دولة الجنوب العربي لا تسوية بدون الجنوب وقراري رقم: 924 ، 931 !!


حد من الوادي
11-02-2016, 03:17 PM
لا تسوية بدون الجنوب وقراري رقم: 924 ، 931 !!

وهيب الحاجب
الثلاثاء 2016-11-01 11:01:30 PM
.
عدن حرة


.
في اليمن لن تضعَ الحرب أوزارها مهما برزت هناك من توجهاتٍ جديدة في الموقف الدولي سعياً لإنهاء الصراع بأية نتيجة كانت ؛ إذ أن الصراع هنا لن ينتهيَ بناءً على رغبات الموقف الدولي أو الأطراف الأقليمية اللاعبة في الشأن اليمني وما يرتبط به من مخطط يطال المنطقة برمتها .
.
الأمم المتحدة التي عجزت عن تنفيذ قراراتها الخاصة باليمن بدءا بقراري 924 ، 931 الصادرة إبان حرب احتلال الجنوب العام 1994م وانتهاء بالقرار رقم 2216 الرافض لانقلاب الحوثيين والمخلوع صالح على الشرعية اليمنية .. هي ذاتها اليوم ستكون أعجز عن تنفيذ أي مشروع للتسوية السياسية أو حتى الحسم العسكري ؛ لما عُهد وعُرف عنها من تخلٍ وتنكر وتخاذل إزاء مرجعياتها الصادرة عن هيئاتها ، وما مبادرة ولد الشيخ الأخيرة إلا ضرب من أضرب هذا التوهان والسُكر والصَرَع الذي تعانيه الأمم المتحدة مع الحالة اليمنية ، فالصراع في اليمن هو إرث قديم وتراكم لجملة أزمات معقدة ساعدت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي على انتاجها وتغذتيتها منذ نحو ثلاثة عقود من الزمن ، وتحديدا منذ عقد الوحدة بين الدولتين وما تلاها من أزمة سياسية وحرب عسكرية وما أفرزته تلك الحرب من نتائج وتحالفات غير متكافئة أيدلوجيا وسياسيا وعقائديا ، فطبيعة الصراعات والأزمات الراهنة باليمن والجنوب أو بين الشمال والجنوب هي نتيجة ربما غير طبيعة لتلك التراكمات ، ولن يُكتب لأية تسوية النجاح ما لم تعُد إلى حلحلة كل تلك الأزمات المتراكمة وفي مقدمتها أزمة الوحدة وطبيعة العلاقة السياسية والجغرافية بين الشمال والجنوب وبمشاريع أممية جديدة أو بالعودة إلى قراراتها السابقة ذات الصلة .
.
مسألة الترقيعات واللعب بالقشور دون النظر إلى عمق الأزمة ومراجعة تاريخها أو الرضوخ للأمر الواقع ومراعاة مصالح الإقليم -السعودية تحديدا- على حساب عدالة التسوية في الداخل اليمني لن ينتج إلا مزيدا من التراكمات الخطيرة على أمن المنطقة ولن يأتي إلا بمزيز من الأزمات والتعقيدات حتى وإن تحولت مبادرة ولد الشيخ وإفادته المقدمة لمجلس الأمن إلى قرار أممي استطاع أن يقارب الأطراف المتناحرة في الشمال بحكومة توافقية أو تقسيم مرضٍ للسلطة بينهم .. إن تحقق ذلك -وهو مستبعد إلى حد ما- فستبقى الجنوب هي القضية المركزية الكبرى التي لم تتكرم مبادرات ولد الشيخ وقرارات منظمته حتى بمجرد ذكرها لأسباب ليس واردا أن يكون من بينها أن للجنوب شأنا خاصا أو رعايةً منفردة بقدر ما هو “استهبال” وتأجيل لأزمة ربما ستكون أم الأزمات وأخطرها في اليمن ، فكل الأطراف اليمنية بما فيها من شاركت في احتلال الجنوب عسكريا اعترفت وتقر بانتهاء الوحدة السياسية بين الطرفين وفقا لأدبيات الحوار الوطني اليمني الذي شاركت فيه القوى اليمنية كافة ، بيد أن الموقف الدولي وبعض دول الإقليم هي وحدها من لاتزال تشعر -عن بعد- بالوحدة اليمنية ، في موقف محير حتى لليمنيين الشماليين أنفسهم .
.
إذن الأمر يستوجب إعادة النظر في طبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب بناءً على قراري مجلس الأمن الصادرين في أثناء حرب احتلال الجنوب ، وبالتالي إدخال الجنوب ضمن تسوية سياسية شاملة لا تتجاوز تطلعات شعب الجنوب ومكوناته السياسية وفصائله المسلحة التي تؤكد على مضيها نحو استعادة الدولة وإن بخيار المقاومة المسلحة المشروعة وفقا للمواثيق الدولية الخاصة بحق تقرير المصير !!