المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاج بالصدمة.. وانفجار البركان السعودي


حد من الوادي
04-09-2018, 02:11 PM
المكلا اليوم - الصفحة الرئيسية (http://www.mukallatoday.com)

العلاج بالصدمة.. وانفجار البركان السعودي


ياسر عبدالله بن دحيم

(ثم أخيراً .... انفجر البركان الافريقي) تحت هذا العنوان كتب الأستاذ/ أحمد عوض باوزير افتتاحية العدد 236 من صحيفة الطليعة الحضرمية الصادرة في 30 يناير 1964م الموضوع الذي كتبه باوزير شبيه في أسبابه وتداعياته بما يحدث للمغتربين الحضارم في السعودية هذه الأيام. المقال كان كتب في الستينيات كان يتحدث عن ما حدث للمهاجرين الحضارم من نكبة في بعض دول إفريقيا والاعتداء عليهم ونهب أموالهم وطردهم من هذه البلدان ويرى الأستاذ/ باوزير أن (ما حدث كان متوقعاً رغم مرارته وإيلامه والذين كانوا في شك من ذلك إنما جاهلون بحقائق التاريخ وتقلبات أحداثه) فما حدث في أفريقيا في ستينات القرن الماضي وما يحدث اليوم في السعودية من سن قوانين تجبر المهاجرين على العودة إلى بلدانهم رغماً عنهم كلها أمور متوقعة لمن يقرأ في سجل التاريخ بإمعان فالأحداث تتكرر حين تتوفر أسبابها.

ويرجع باوزير سبب مأساة الحضرمي في مهاجره إلى (نماء الروح الوطنية المتطرفة في تلك الأقطار) فمهما كانت السنوات التي قضاها هؤلاء المهاجرون الحضارم في تلك البلاد والخدمات التي قدموها والتضحيات التي بذلوها بكل إخلاص وتفانٍ فالعصبية الوطنية تنظر لهؤلاء على أنهم غرباء (استأثروا بخيراته ونعموا بثرواته) وهي دعاوى تتكرر في كثير من البلاد التي توجد فيها جاليات مهاجرة بأعدادٍ كبيرة يتفوق فيها المهاجرون على أصحاب الأرض يذكي ذلك الشعور عوامل متعددة وما يحدث للمهاجرين في نظر باوزير إنما هو (تعبير لمشاعر الحقد وعقد النقص التي كانت مختزنة في نفوس الوطنيين)!.

إن هذه (المأساة التي حلّت بإخواننا الحضارم لا ينبغي أن تنسينا واجباتنا الوطنية والقومية تجاههم إنهم أعزاء علينا بل هم قطعة منا يصيبنا ما يصيبهم ويؤلمنا ما يؤلمهم) نداء أطلقه باوزير في السابق للتخفيف من هذه المأساة وطالب في ختام مقاله حكومتي حضرموت الكثيرية والقعيطية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث للحضارم في إفريقيا وإذا كان هذا نداء باوزير لأصحاب القرار في تلك الفترة فإن هذا النداء يتكرر اليوم بصورة أخرى فالسلطة المحلية اليوم اليوم معنية باتخاذ خطوات عملية استباقية لاستقبال عشرات الآلاف من الحضارم الذين سيعودون لوطنهم على مدى السنوات القليلة القادمة إثر البركان الذي انفجر آسيويا هذه المرة بالصدمة السعودية التي أصابت المهاجرين هناك فلم يعد بمقدور أكثر المغتربين العيش في ظل حمم القوانيين المتتالية التي سلطت عليهم.

هذه الهجرة العكسية للمغتربين بأعدادٍ كبيرة ستشكل بلا شك ضغطاً كبيراً على الحياة العامة وإن لم يتم التعامل معها بشكل جدي بالاستعداد المبكر لها فإنها ستصبح أزمة جديدة تضاف إلى الأزمات الموجودة في بلدٍ أنهكته الأزمات فلابد من وضع الحلول المناسبة للتخفيف من وطأتها على المغتربين أنفسهم أولاً وعلى البلاد بشكل عام ثانياً فالبنية التحتية ضعيفة وهشة والطرقات تعاني من ازدحامٍ شديد والمدارس ممتلئة عن آخرها والكهرباء تلفظ أنفاسها الأخيرة وبيوت الإيجار في ندرة والأراضي أسعارها خيالية والأعمال شحيحة ونسب البطالة مرتفعة وقد بدأت مقدمات هذه العودة تلقي بظلالها.

والسؤال: ماذا نحن فاعلون لتخفيف المعاناة عن إخواننا المغتربين الحضارم حتى لا تشكل عودتهم أزمة جديدة تزيد الوضع الراهن تعقيداً؟.