حد من الوادي
07-07-2019, 05:23 PM
الحفاة الغزاة القادمون من أدغال التاريخ ينتشرون في شوارع عدن الحضارة والسلام
2019-07-07 16:51
الحفاة الغزاة القادمون من أدغال التاريخ ينتشرون في شوارع عدن الحضارة والسلام
شبوه برس - خاص - عدن
كيلا ننسى ( ١ )
في مثل هذا اليوم من العام ١٩٩٤م دشنت صنعاء ونظامها ومن على أرض الجنوب أبشع فترة احتلال في المنطقة بل هي في التاريخ وأكثرها تخلفاً .
كانت مساءات السابع من يوليو في ذلك العام ، أكثر ظلاماً وفيها وجد الجنوبيون ولأول مرة أنفسهم في مواجهة أصعب مرحلة قهر وانكسار وإذلال ، لم يكونوا ليستطيعوا حتى تصورها ، كيف لا وقد غدت في مسيرة أعمارهم قروناً من الشؤم لم تعشها أمةٌ من قبلهم .
لم يستوعب الناس في عدن ماكان يجري حولهم وهم يرون من شرفات منازلهم الغزاة الحفاة القادمون من أدغال التاريخ يجوبون شوارع المدينة الوادعة وبتساءلون ماذا حدث ، وكيف حدث ، ولماذا يحدث لهم كل هذا .
بكى رجالٌ لم يبكوا من قبل لشدة القهر ، وسار الشباب باتجاه منافذ الهروب نحو المجهول ، يترنحون وكأنهم سكارى وماهم سكارى وانما مقهورن لخذلان الأهل والجيران والعالم كله لهم .
عاش الناس صدمة غير متخيّلة وكانوا يمنّون النفس بأن مايرونه ليس سوى لحظة حلم أو كابوس أو مجرد مزحة سمجة من مخلوق ثقيل الدم ، لكنها كانت حقيقة ،وليست أي حقيقة .
لم يكن ٧ يوليو ٩٤ م يوماً عادياً في روزنامة الأيام ، بل كان يوما مشوّه الملامح ، وفيه بدت مناظر الغزاة الناهبون ، الطامعون ،القامعون القاتلون وهم يجوبون شوارع المدينة وينهبون محلاتها فاجعة .. مأساوية..مصيبة .. فاضحة .. كارثة .. زلزال بكل مالهذه الكلمات من معانٍ .
كان وسيظل ٧ يوليو يوما أسودا مشؤوما يكفي مجرد استذكار لحظاته لإثارة الضيق والهلع وكبت النفس واستعادة حالة القهر في قلب كل من عاش ذلك الألم والوجع وتلك الذكريات السود .
حمداً لله على نعمة الخروج من نفق هذا اليوم ، وملعون من الله وملائكته ومن الناس جميعاً من يجتهد لإعادتنا إليه .
#منصور_صالح
2019-07-07 16:51
الحفاة الغزاة القادمون من أدغال التاريخ ينتشرون في شوارع عدن الحضارة والسلام
شبوه برس - خاص - عدن
كيلا ننسى ( ١ )
في مثل هذا اليوم من العام ١٩٩٤م دشنت صنعاء ونظامها ومن على أرض الجنوب أبشع فترة احتلال في المنطقة بل هي في التاريخ وأكثرها تخلفاً .
كانت مساءات السابع من يوليو في ذلك العام ، أكثر ظلاماً وفيها وجد الجنوبيون ولأول مرة أنفسهم في مواجهة أصعب مرحلة قهر وانكسار وإذلال ، لم يكونوا ليستطيعوا حتى تصورها ، كيف لا وقد غدت في مسيرة أعمارهم قروناً من الشؤم لم تعشها أمةٌ من قبلهم .
لم يستوعب الناس في عدن ماكان يجري حولهم وهم يرون من شرفات منازلهم الغزاة الحفاة القادمون من أدغال التاريخ يجوبون شوارع المدينة الوادعة وبتساءلون ماذا حدث ، وكيف حدث ، ولماذا يحدث لهم كل هذا .
بكى رجالٌ لم يبكوا من قبل لشدة القهر ، وسار الشباب باتجاه منافذ الهروب نحو المجهول ، يترنحون وكأنهم سكارى وماهم سكارى وانما مقهورن لخذلان الأهل والجيران والعالم كله لهم .
عاش الناس صدمة غير متخيّلة وكانوا يمنّون النفس بأن مايرونه ليس سوى لحظة حلم أو كابوس أو مجرد مزحة سمجة من مخلوق ثقيل الدم ، لكنها كانت حقيقة ،وليست أي حقيقة .
لم يكن ٧ يوليو ٩٤ م يوماً عادياً في روزنامة الأيام ، بل كان يوما مشوّه الملامح ، وفيه بدت مناظر الغزاة الناهبون ، الطامعون ،القامعون القاتلون وهم يجوبون شوارع المدينة وينهبون محلاتها فاجعة .. مأساوية..مصيبة .. فاضحة .. كارثة .. زلزال بكل مالهذه الكلمات من معانٍ .
كان وسيظل ٧ يوليو يوما أسودا مشؤوما يكفي مجرد استذكار لحظاته لإثارة الضيق والهلع وكبت النفس واستعادة حالة القهر في قلب كل من عاش ذلك الألم والوجع وتلك الذكريات السود .
حمداً لله على نعمة الخروج من نفق هذا اليوم ، وملعون من الله وملائكته ومن الناس جميعاً من يجتهد لإعادتنا إليه .
#منصور_صالح