المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا فشلت الوحدة السلمية اليمنية ..؟؟!! دراسة لاسباب قيامها وانهيارها.


عامر عبدالوهاب
05-24-2006, 07:52 PM
بمناسبة الاحتفال بمرور 16 عاما على توحيد اليمن السلمي في 22 مايو عام 1990 م .نعيد ماكتبناهفي شهر يناير من هذا العام عنها وهي دراسة شبه شاملة لعملية توحيد اليمن وكيف انهارت تلك الوحدة السلمية عام 94 ..وصراحة ليس هنالك شيئا نقوله اكثر من هذه الدراسة ..اذا لم تستطيع قراة الدراسة مباشرة يمكنك خزنها في جهازك وقرأتها في الوقت المناسب
وشكرا للجميع.




لماذا فشلت الوحدة السلمية اليمنية ؟؟؟!!!

دراسة لعوامل قيامها واسباب انهيارها

كتبها:عبدالرحمن صالح حيدرة، جُبَن الضالع اليمن يناير 2006
مقدمة
هذه الدراسة مساهمة متواضعة مني في سبيل معرفة ضاهرة توحيد اليمن والتي تحققت عام 1990 ، هذه الوحدة التي قامت سلمية على العواطف وحسن النيات من البعض ، وعلى النوايا المبيتة والسئية عند البعض الاخر .والتي لم تضهر في حينها ولكن لم تمر اشهر على الوحدة الا وضهر كل طرف بوجهه الحقيقي والذي كان يخفيه تحت اقنعة مختلفة قبل الوحدة .ودراسة هذا الحدث وماتبعه من مشاكل وحرب عام 1994 ، ومشاكل ناتجة عن تلك الوحدة ،فيها فوائد للبعض ،وخسائر ومصائب للبعض الاخر ، يستحق من المثقفين والباحثين والدارسين دراسة هذه الامور كل من جهة اختصاصه او معرفته ، وهنالك الكثير الكثير الذي يمكن بحثه حول هذا الموضوع وغيره في اليمن .

وهذه الدراسة التي نقدمها للقراء عن اسباب فشل الوحدة اليمنية ، قسمناها الى عدة اجزاء بداء من مرحلة الدعوة لها والتي قسمناها الى ثلاث مراحل حتى تحقيقها ، ويتبعها مرحلة مابعد الوحدة السلمية ، وهي الوحدة القائمة بالحرب والتي لازلنا نعيشها حتى الان . اما الجزء الاخير فيشمل الاسباب التي نعتقد جازمين انها وراء فشل الوحدة السلمية .بداء من الارتجال في عملية التوحيد ،الى الخلاف السياسي ، الى اختلاف الجغرافيا ، والدين ، والعادات والتقاليد ..الخ .وحسبنا هنا اننا اجتهدنا بقدر مانستطيع وحسب المعلومات المتوفرة لدينا ، والمراجع التي اشرنا اليها في مكانها .في تفسير هذا الحدث وتتبع اسبابه ، والعوامل التي ادت اليه واثرت فيه وتحليلها واعادتها الى اصولها وجذورها باسلوب علمي تحليلي تاريخي .ومن نافلة القول اننا لاندعي الكمال اواننا كتبنا كل عن كل شيء ..!!بل هنالك الكثير الذي يمكن الكتابة عنه وتحليله عن الوحدة اليمنية قديما وحديثا .وندعوا قرائنا الكرام ان ينقدوا مايرونه يستحق النقد ،وأن يضيفوا او يصححوا اية معلومات كانت ناقصة ، وأن يوضحوا مايرونه لم يأخذ حقه من الأيضاح ، وان يحللوا مايرون انه لم يتم تحليله بشكل كاف او لم يحلل اصلا .ولهم الشكر مقدما .والله من وراء القصد .شهر يناير 2006 جبن الضالع اليمن .

المرحلة الأولى
مرحلة الدعوة والشعارات
جأت الدعوة الى الوحدة اليمنية بتأثير من انقلاب 23 يوليو 1952 في مصر الذي اطاح بالملكية ، وما طرحه الأنقلابيون هناك من شعارات ثورية وتحررية و قومية .وقد بدأت تلك الدعوة في الجنوب العربي من قبل حزب الشعب الأشتراكي العمالي .برئاسة عبدالله الأصنج .وفيما بعد نادى بها البعثيين ، والناصريين ، وغيرهم .
وبعد قيام حركة 26 سبتمبر العسكرية وألاطاحة بحكم الائمة ، كان توحيد اليمن واحد من اهداف هذه الحركة ،اذ ذكرت في احد اهدافها (تحقيق الوحدة الوطنية في اطار تحقيق الوحدة العربية الشاملة .يقصد بالوطنية هنا اليمنية .!)والتي وضعت لها ستة اهداف لتحقيقها .وقد كانت العواطف لا العقل والمنطق والتاريخ هي الباعث لتلك الدعوات ..!!وقد بقي موضوع توحيد اليمن في الستينيات في اطار الشعارات وكسب الراي العام .

بعد انقلاب 5 نوفمبر على السلال 1967 تغير النظام في الشمال بنسبة 90 درجة..!!وأنتقلت السلطة من يد العسكر الفقراء والبسطاء ، الى يد العسكر الذين ينتمون الى القبائل والى يد مشائخ القبائل ورجال الدين .وقد ادى هذا الانقلاب الى زيادة الخلاف والتوتر بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي .على الرغم ان الجبهة القومية التي استولت على السلطة في الجنوب العربي بعد الاستقلال ، قد دعمت الجمهوريين في الشمال بأرسال المئات من رجالها الى هناك للقتال معهم ضد القوات الملكية التي كانت تحاصر صنعاء وكادت تستولي عليها .وقد قام النظام الجديد في صنعاء بعد فك الحصار بطرد وملاحقة وقتل كل قوى اليسار الذين يتواجدون في الجيش والأمن في العام 1968 ومابعد .وقد نزح بسبب ذلك العنف المئات من المعارضين الشماليين الى اليمن الجنوبي .الذي وفر لهم المأوى .

المرحلة الثانية
الحروب وتوقيعات الوحدة ..!!

بعد استقلال الجنوب العربي نزح الألاف من سكانه الى اليمن الشمالي والى دول الخليج العربي ، وهؤلاء النازحون البعض منهم من المعارضين للنظام الذين كانوا في جبهة التحرير ومن السلاطين والمؤيدين لهم ومن رجال الاعمال ، ومن الراغبين في الهجرة الى الخارج بعد رحيل البريطانيين.وقد ذكرنا سابقا ان العلاقة كانت متوترة بين الجانبين ، بسبب اختلاف النظامين سياسيا وفكريا واختلاف تحالفاتهما الداخلية والخارجية .ولهذا فقد قام الشمال بدعم المعارضين لليمن الجنوبي والذين لجاؤا اليه بعد الاستقلال .وزودهم بالمال والسلاح وبدعم اقليمي من السعودية بقصد القيام بعمليات عسكرية لاسقاط النظام هناك.وقد قامت تلك المجاميع بمهاجمة المناطق الحدودية في مكيراس محافضة لحج ، وشبوة عام 1972.ولكن النظام في الجنوب كان مستعدا ولديه جيشا ومليشيات مدربة تدريبا جيدا ومعنوياتها عالية وموالية للنظام القائم ، فتم له القضاء على هذه المجاميع واجبارها على الانسحاب الى الشمال ، ومنهم من بقي في معسكرات اللاجئين ومنهم من هاجر الى دول الخليج او استوطن اليمن الشمالي .اما المعارضين في الشمال فقد قاموا بعمليات فدائية ضد الدولة في المناطق الوسطى وكانت تلك المناطق تحت نفوذهم ونفوذ السلطة ..!وقد ادت تلك الأعمال العسكرية بين الجانبين الى قيام حرب بين اليمن الشمالي والجنوبي في سبتمبرمن عام 1972.وبعد وساطات من الدول العربية وغيرها اوقفت تلك الحرب بعد اسابيع من قيامها .وانسحبت القوات الجنوبية من ارض الشمال .لان الجنوب ربح الحرب وخسرها الشمال .بسبب حسن تنظيم الدولة في الجنوب وولاء الجيش والمليشيات لها .انضر حول هذا الموضوع (الوحدة اليمنية والحرب الاهلية 94 في موقع الامير خالد بن سلطان
http://212.100.198.18/default.asp?id...Study_Home.htm
)

وبعد الحرب اجتمع رئيس وزراء اليمن الجنوبي علي ناصر محمد ورئيس وزراء اليمن الشمالي محسن العيني في القاهرة ، وبواسطة الجامعة العربية ، وقد وقع اتفاق لقيام الوحدة في 13 سبتمبر 1972 سمي اتفاق القاهرة .(انضر نص الاتفاقية في المرجع السابق )وبعد اجتماع القاهرة اجتمع الرئيس اليمني الجنوبي سالم ربيع علي ، والشمالي عبدالرحمن الارياني في طرابلس ليبيا في شهر نوفبمر ، وبأشراف العقيد معمر القذافي واصدرا الرئيسين بيانا سمي فيما بعد بيان طرابلس ، وفي هذا البيان تحديد لشكل الدولة التي يزمع اليمنيون تحقيقها .(انضر نص الاتفاق في المرجع السابق )
بعد ذلك الأتفاق ضلت العلاقة بين الجانبين متوترة ،وبقي كل طرف يدعم المعارضين للطرف الثاني .وعندما استولى ابراهيم الحمدي على السلطة في 13 من يونيو عام 1974 حصل تقارب بين الجانبين ولكنه اغتيل في عام 1977 قبل ما يحصل تقارب اكبر ، ويقال ان من اسباب اغتياله هو تقاربه مع اليمن الجنوبي.وأتى بعده الرئيس الغشمي والذي اغتيل بعد ستة اشهر من توليه السلطة .وقد اتهم اليمن الشمالي ، اليمن الجنوبي انه وراء مقتله حيث يدعي الشماليين ان الرئيس سالم ربيع علي ارسل رسول اليه ، و لا يذكرون اسم هذا الرسول .!وانه تم استبدال هذا الرسول في مطار عدن ،برسول من المعارضين لسالم ربيع وزود بمواد متفجرة .وان رسول سالم ربيع وضع بالسجن من قبل المنافسين له .!وهناك تساؤلات عن كيف تم تغيير الرسول بدون مايكون للشمال علم ولا للرئيس ربيع .وتساؤلات اخرى كثيرة تأتي الى الذهن عن ذلك الحادث ولكن هذا ليس موضوعنا ونعود للحديث عن مسار الوحدة .

هذا الحادث ادى او اتخذ ذريعة لتوتير الاجواء بين اليمن الشمالي والجنوبي .وقد قامت بينهما حرب قصيرة في فبراير عام 1979 وهزم الشمال في تلك الحرب على الرغم انه كان البادئ فيها ،حيث استطاع الجنوبيين ان يستولو على عدة مناطق منها البيضاء وقعطبة والوازعية وغيرها.وتدخلت الجامعة العربية وبعض الدول العربية وتم ايقاف الحرب .وبعد ذلك ذهب الرئيس اليمني الشمالي على صالح والرئيس اليمني الجنوبي عبدالفتاح اسماعيل الى الكويت وهناك وقعوا اتفاقية وحدة اخرى في 28 مارس 1979..!! تلك الاتفاقية جأت حسب وساطة دولة الكويت وبأشراف اميرها الحالي الشيخ جابر الاحمد الصباح .ولم يتم تطبيق ما اتفق عليه في الكويت والمقرر بستة اشهر يتم بعده قيام الوحدة اليمنية .وقد كان التوقيع يعكس الواقع على الارض ..!لأن الجنوب وقع تلك الأتفاقية من موقع قوة والشمال وقعها من موقع هزيمة وضعف .ولكنها كانت ضرورية له لكسب الوقت وبناء الذات .(المرجع السابق )
بعد الأتفاقية سار كل بلد في حاله وبقيت العلاقات بين الجانبين متوترة وضلى الشمال يدعم المعارضين للجنوب والجنوب يدعم المعارضين للشمال .حتى تم الأنقلاب على عبدالفتاح اسماعيل وجماعته عام 1980 ومجئ الرئيس على ناصر محمد .

بعد سيطرة على ناصر على السلطة قام بأبعاد كل الاشخاص الذين لهم صلة بعبدالفتاح اسماعيل وعنتر والمجذوب وركز السلطة بيده ويد اهل منطقته ابين وشبوة .ومما عمله هو التقارب مع الشمال على حساب المعارضين هناك .حيث تم ايقاف المساعدات التي كانت تأتي للجبهة الوطنية الديمقراطيةالمعارضة المسلحة في الشمال من الدول الأشتراكية وبعض الدول العربية واليمن الجنوبي.وكان هذا الموقف من علي ناصر مقابل ان الشمال سيقوم بالوقوف الى جانبه ضد معارضيه من اهل لحج والضالع ويافع .
وقد ادى هذا الاتفاق بين علي ناصر وعلي صالح والذي تم من خلال اجتماع في صنعاء في 13 يونيو عام 1980 خدمة كبيرة للشمال .حيث بقي اعضاء الجبهة بدون نصير وقام جهاز الامن الوطني بقيادة محمد خميس مع اعوانه من الناقمين على الجبهة بقتل واعتقال المئات منهم .(المرجع السابق)

وكان من ضمن اما اتفق عليه هو صياغة دستور لدولة الوحدة حسب ماهو مقرر في اتفاقياتها الثلاث ..!وضلت العلاقات حسنة بين الجانبين حتى عام 1986 حين انفجر الصراع بين جناح على ناصر وجناح عبدالفتاح اسماعيل وعلي عنتر .وحينها وقف الشمال مع علي ناصر ولكنه لم يستطيع ارسال قوات الى الجنوب لمساعدة علي ناصر، لأن الموقف لم يكن واضحا ولم يكن الشمال متأكدا من النجاح .وسبب اخر هو تحذير الاتحاد السوفيتي للشمال من مغبة التدخل عسكريا في شئون الجنوب ، لأن بينه وبين الجنوب معاهدة صداقة وتعاون .تكفل للجنوب الدفاع عنه من اي اعتداء خارجي .وقد رحل اصحاب علي ناصر بأتجاه الشمال بسبب خسرانهم للحرب.

المرحلة الثالثة
قيام الوحدة عام 1990
حرب يناير 1986 بين الفئات المتنافسة داخل الحزب الأشتراكي سببت ضعفا سياسيا واقتصاديا ومعنويا للحزب الاشتراكي ، واصبح الجنوبيين يشكون في قدراتهم على حكم انفسهم .!زائد انهيار الأتحاد السوفيتي الصديق والحليف الاستراتيجي لليمن الجنوبي.والذي كان يدعم الجنوب في كل المجالات .هذان الموقفان الصعبان الداخلي والخارجي كان يراقبهما الشمال عن كثب ، ويتحين الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واستراتيجية على حساب الجنوب .وقد عرض الشمال على الجنوب قيام وحدة بينهما عام 1988 ، ,وذلك حين زار الرئيس الجنوبي على سالم البيض صنعاء في مايو من تلك السنة .وقد قبل البيض المقترح الشمالي بالوحدة .وفي العام الذي تلاه في ال 30 من نوفمبر 1989اجتمع الرئيس صالح والبيض في عدن ووقعوا اتفاقية الوحدة والتي يفترض ان تتم بعد عام من توقيعها اي في الثلاثين من نوفمبر عام 1990.!وخلال تلك المدة يتم استكمال صياغة الدستور والتصويت عليه من (برلمانات البلدين )وأستكمال باقي الاتفاقيات والاجرأت .وايضا دمج الامن والجيش .!!وقد كان الشعب في اليمن الجنوبي متحمس للوحدة اكثر من قادته ، حيث حصل تردد بعد التوقيع على الوحدة عام 89 من قبل قادة الحزب بعدما سمعوا بداية فتاوي التكفير والحملة الاعلامية ضد الحزب الاشتراكي والجنوب ، وانا اذكر حديث لي مع سائق سيارة اجرة اوصلني الى حيث اعمل عندما كنت في قطر ، وهذا السائق من يافع ، الزمان كان على ما اذكر في شهر 12 89 او 1 1990 .وقد تكلمتنا عن الوحدة وقلت لهذا اليافعي المتحمس جدا والذي كان يكلمني وهو في حالة هياج وطرب غير طبيعيان ، وكأنما هو ذاهب يتزوج لأول مرة .ان الوحدة ستضر الجنوبيين في الوقت الحاضر من كل النواحي ، وان الشماليين قبائل محافضون و لا يحبون ولا يقدرون القوانيين ،وان الفوضى هي ديدنهم ،على الاقل في الوقت الحاضر والمستقبل المنضور .وان التعاون مع الشمال اوالكونفدرالية او الفدرالية افضل من الوحدة معه ، لانه لايورط الجنوب ، بل يحفظ له كيانه ، وفي نفس الوقت يمكنه الاستفادة من اي شيء مشترك مع الشمال .وهذا الكلام قلته لكثير من الجنوبيين الذين كنت اعمل معهم ، وكان موقفهم مثل موقف صاحب التاكسي .اللهم انه كان في حالة طرب وحبور عجيب..!!افقدته ملكة التمييز وهو واحد من الوف كانوا يفكرون نفس التفكير وهذا ماجعلني اذكره هنا .والعامة احيانا قد يخطئون في توقعاتهم ، بسبب قلة خبرتهم ومعرفتهم .

الفترة الانتقالية
وقد تم اعلان الوحدة قبل موعدها بستة اشهر ،وقد قيل حينها انهم فعلوا ذلك لاستباق اية عراقيل او مشاكل قد تقع اذا تم الأنتضار حتى ال 30 من نوفمبر 1990.!واتفق الجانبان على فترة انتقالية مدتها سنتين ونصف ، وخلال هذه المدة تبقى السلطة مناصفة بين الجانبين وبعد هذه الفترة تقام انتخابات ، ومن فاز بالعدد الاكثر من مقاعد مجلس النواب ، يشكل الحكومة ، وقد اتضح ان كل واحد دخل الوحدة وله اهداف يريد تحقيقها ، ولم يمر على عرس الوحدة بضعة اسابيع حتى قام رجال الدين الشماليين بتجديد حملة التكفير ضد الحزب الاشتراكي والجنويين وهاجموا الدستور لانه علماني حسب قولهم وان الاشتراكي حزب خارج عن الملة الاسلامية .وأنهم ملاحدة ..الخ ..!!وقد كهربت هذه الحملة الجو السياسي وشحنته بالتوتر .ولم يكن ذلك ممكننا بدون بمباركة ودعم حكومة الشمال برئاسة علي عبدالله صالح .هذه الحرب النفسية كانت على مايبدو ضرورية ولابد منها ومقدمة لما سيأتي بعدها ولأختبار مدى قوة الحزب الاشتراكي واين نقاط الضعف والقوة فيه .ولجعله ينشغل بأمنه وبالرد عليهم ، وتخفيض سقف مطالبه .وقد وجدت القوى المعادية للحزب الاشتراكي ان الحزب في موقف دفاعي واضعف من ان يقوم بأي رد فعل لما سينال كوادره من اغتيالات ،وتصفيات جسدية وبطريقة علنية في وقت لاحق.وكان الغرض من حرب التكفير ومن بعدها الاغتيالات هو على مابداء فيما بعد تحقيق مكاسب سياسية للشماليين ،واجبار الحزب الاشتراكي الشريك الثاني في الوحدة ، والجنوبيين على الخضوع للسلطة في الشمال وقبول الأمر الواقع ، وان ليس من حقهم ان يطالبوا بدولة قانون او نظام او بالمساواة او العدالة.لأن معنى ذلك هو سقوط النظام القائم في الشمال ومجيئ دولة الجنوب والحزب الاشتراكي وهذا مالايمكن قبوله ..!!وقد كانت الفترة الانتقالية فرصة للشمال لاختبار ميزان القوى ، والتي وجدها لصالحه من ناحية عسكرية ، وامنية ، وقد تم تتويجها بفوزه بمعضم المقاعد في مجلس النواب ، واصبحت له شرعية انتخابية بجانب الشرعية العسكرية ، والامنية .فوزه في الانتخابات جعله يتصرف بثقة ويصور نفسه انه محقق الوحدة وعليه حمايتها ..!!وقد كانت الفترة الانتقالية والانتخابات ضرورية للشمال من اجل اختبار موقف الاشتراكي ، وتجهيز نفسه للمعركة الفاصلة معه .ولم يتم خلال الفترة الانتقالية عمل اي شيئا يدعم الوحدة او الاندماج او المصالحة بين اليمنيين ،او تطبيق القانون والاستقادة مما كان في اليمن الجنوبي ومن وجود للنظام والقانون ، بل كانت فترة للعنف المنظم الموجه ضد احد الشركاء في الوحدة وللتأمر والاستعداد للأجهاز عليه .
وحيث ان الاغتيالات وحملة التكفير ضد الجنوب والفوز في الانتخابات لم تحقق ماكان يريد حكام الشمال من اخضاع تام لهم ، حيث بقي الكثير من قادة الحزب واليمن الجنوبي ضد كل ماجرى ، بل واعلنوا انهم يرغبون في العودة الى ماقبل الوحدة ، او اقامة وحدة على اساس فدرالي .حينها لم يعد امام قادة الشمال الا شن حرب شاملة ضد الجنوب تحت مسمى انهم انفصاليون ومتمردين ..!!وقد كان الشمال مستعدا لتلك الحرب منذ ان وقع الوحدة مع الجنوب ..وبدأت الحرب بين معسكرين للشمال والجنوب في عمران بشهر ابريل 1994 وانتشرت بعد ذلك الى كل مكان، وبعد 70 يوما توقفت بعدما دخلت القوات الشمالية عدن واحتلتها وسيطرت على باقي المناطق .وهذه الحرب وفرض الوحدة بالقوة كانت نتيجة طبيعية لماذا سنذكره من اسباب وخلفيات وجذور لها وللخلاف الدائم بين الشمال والجنوب .وبهذا الفصل تنتهي المرحة الثالثة وتدخل المرحلة الرابعة وهي مرحلة الوحدة بالقوة المسلحة .

الان سنناقش الاخطاء التي وقع فيها الوحدويون والتي ادت الى الحرب وتحول الوحدة السلمية الى وحدة بالقوة العسكرية .

الأسباب التي ادت الى فشل الوحدة السلمية
الاسباب السياسية
1.لقد قامت الدعوة الى الوحدة اليمنية مجاراة لما كان يقال في مصر وغيرها من دعوة للوحدة العربية وتاثرا بذلك الجو .ولم تكن الدعوة اليها نابعة من قناعة بها ومعرفة بشروطها ومتطلباتها ومعرفة بتاريخ اليمن السابق ، والذي قامت فيه عدة توحيدات من قبل كان مصيرها الفشل الذريع .في تاريخه الطويل قبل الاسلام وبعده .والسبب ان تلك التوحيدات كانت تقوم على القوة المسلحة والمسيطر يحكم حكما استبداديا مركزيا ، بدون مراعاة لمصالح الاهالي والاقيال والمشائخ في كل المناطق ، ولم يصل اليمنيين في تفكيرهم السياسي للاسف الى صيغة تحفظ للمركز ببعض السلطات، وللمناطق ببعض السلطات ،اي ان يكون الحكم مشتركا وليس لملك او امام واحد ..!بل ان هذا التفكير لم يصل بعد الى ان يعتنقه عددا كافيا من الناس حتى الان !!ولكن الواقع ومشاكله ربما ادى الى ذلك في وقت لاحق .

2.عدم البدء بخطوات التوحيد باالتعاون المشترك حتى تبنى الثقة ثم بالكونفدارلية مثلا، ثم التدرج قليلا قليلا حتى الوصول الى الفدرالية وتقف عن هذا الحد ، ولكنهم اخذوا بالوحدة الاندماجية ، والوحدة الاندماجية لاتصلح لليمن لاسباب كثيرة ،لانها قفز على الواقع الموضوعي وتعسف له ،و لانها قد جربت من قبل ولم تنجح .وهنالك امر اخر مهم هو عدم وجود ضمانات لطرفي الوحدة تعطيهم الأطمئنان ان حقوقهم مصانة .ويفترض ان تكون هنالك مواد بالدستور تعطي اي طرف الحق في فسخ الوحدة والعودة الى وضعه السابق بطريقة سلمية اذا راى ان الوحدة لم تحقق له اهدافه وامانية .وذلك حتى لايحصل استبدادا وتحكما من قبل الطرف القوي على الطرف الاضعف ، بجانب ضمانات اخرى ، تحقق العدل والمساواة بين الطرفين المتعاقدين .وهذا هو اصل التعاقد بين البشر والجماعات والامم والشعوب .اذ ان العقود يجب ان تحافظ على مصالح الطرفين المادية والمعنوية بغض النظر عن قوة هذا الطرف اوضعف ذاك.ومما هو جدير بالذكر ان المرحوم صالح السيلي وزير الداخلية في اليمن الجنوبي وقليل بجانبه وقت محادثات الوحدة كان قد تقدم باقتراح ان تقام وحدة كونفدرالية او فدرالية بين البلدين ، ولكن كلامه قوبل بالاستهجان والاستخفاف حينها في الجنوب من قبل اكثر اعضاء الحزب ، واتهم انه من التيار اليساري المغامر والمتطرف !!.(التاريخ والمنطق يقول لنا ان كثرة المؤيدين لشيء لايعني انهم على صواب ، بل قد يكون القليل هم على الصواب ..وهذا ما اثبتته الايام بعد اربع سنوات من قيام الوحدة ، اذ لو استماعوا الى السيلي وجماعته القليل لكان جنبوا اليمن الحرب والمشاكل .)

3.كان العداء هو الحالة السائدة والشيء الطبيعي بين اليمن الجنوبي والشمالي ، منذ انسحاب الاتراك من اليمن عام 1045 هجرية =1635 ميلادية .وكان سبب هذا العداء هو الغزو الامامي الزيدي لليمن الجنوبي ،ومحاولة السيطرة عليه وحكمه .وقد انتهت السيطرة الزيدية على اليمن الجنوبي ابتداء من عام 1090 هجرية في معضم المناطق ، وبعضها تأخر استقلالها قليلا حتى عام 1145 هجرية 1728 ميلادية مثل لحج وعدن .ولابد ان نذكر ان الحرب ضلت مستعرة بين الائمة وسلاطين الجنوب العربي والمشرق لمدة تزيد عن 100عام .وكانت الغلبة في الاخير للأهالي والسلاطين حيث استقلوا بمناطقهم .وحكموها بأنفسهم ، وبقيت تلك الكيانات حتى مجئ دولة الأمام يحي عام 1918 وانهائها سلطنة ال الرصاص في البيضاء وماحولها .وانسحاب البريطانيين من الجنوب العربي عام 1967 .
هذا العداء كان موجودا ايام السلاطين منذ 1635 وبقي متواصلا حتى 1967 واستمر بعد قيام الجمهورية العربية اليمنية عام 1962 وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عام 1967 بعد الاستقلال .وقد قامت بين اليمن الشمالي والجنوبي حربين عام 1972 و1979 ،ولم يحصل قط ان قامت علاقة طبيعية ، وحسن جوار بين الطرفين لا ايام السلاطين ولا ايام الجمهوريين ..!!
وقد كان سبب هذا الوضع المتوتر والعدائي هو وجود سلطنات ضعيفة في الجنوب ، تعطي الخصم الخارجي الرغبة في السيطرة عليها ، بسبب اختلاف هذه السلطنات فيما بينها وعدم وجود قائد واحد لها يوجهها الى الطريق الصحيح للدفاع عن نفسها ، وتطوير احوالها .وهذا الخصم هم ائمة الشمال الذين كانوا يرغبون في السيطرة على تلك المناطق لاسباب سياسية ودينية ، ومن بعدهم اتى الجمهوريين خلفاء دولة الائمة في الشمال ، واغلبهم يفكر بعقلية الائمة نفسها .هذا العداء والاختلاف بين الشمال والجنوب له جذوره في الجغرافيا والتاريخ والدين والعادات والتقاليد وسنذكر ذلك في بحث خاص .حالة العداء بين دولتين قد تمنعهما من اقامة علاقة طبيعية بينهما الا بعد حل المشاكل التي كانت سببا لحالة العداء او اقتناع الطرفين ان الافضل لهما هو التعاون ، وتطبيع العلاقات بينهما بغض النظر عن خصوصياتهما ..!وهذا ما لم يحدث بين اليمن الشمالي والجنوبي اذ ضلت حالة العداء والشك المتبادل هي السائدة بين الطرفين ، وقد استخدم الصراع المسلح للتعبير عن الرفض لوحدة الضم والالحاق ،وهذا ماعبر عنه كل سلاطين الجنوب بدون استثناء .اذ ان الغزو الأمامي الزيدي للجنوب ادى الى توحدهم ضده حتى تم طرده من بلادهم .وهذا التوحيد الذي تم بينهم كان سببه هو تشابه احوالهم ، ووحدة خصمهم .اذ انه اتى للسيطرة على بلادهم ، وعاملهم جميعا بنفس الطريقة .ولم يفكر السلاطين قط في انهم يوما ما سيتوحدون مع الشمال ، والسبب حالة العداء المستحكم بينهم وبين الائمة.برغم ورود بعض الاشارات للوحدة في كتاب (هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن للعبدلي والذي توفى عام 1943)والحزب الاشتراكي بسبب انه اعتنق فكرة الماركسية والتي تعتبر متقدمة على الواقع في اروبا فما بالنا باليمن ..!!وهي طوباوية بالاساس وكثيرا من افكارها غير واقعية وعنيفة .المهم ان الاشتراكي اعتبر توحيد اليمن ممكن ان يكون عملية سهلة وفكرة يمكن تطبيقها ، وما المانع من المغامرة في هذه المسئلة ، مثلما غامروا في تطبيق الاشتراكية .!!وهذا ماحصل عام 90 اذ اندفع اصحاب الحزب بنيات حسنة الى الوحدة ، ثم لم يعيشوا في ضل الوحدة الا بضعة اسابيع حتى اكتشفوا تعقيدات الواقع وبؤسه وخطاء توقعاتهم ..!!وانهم تورطوا بالوحدة وانها ستجلب لهم المشاكل اكثر مما تجلب لهم من الخير .بينما الشمال كان مؤمن بطريقة الائمة في الوحدة وبالافكار القبلية والقديمة في ادارة شئون البلاد ، ولم يكونوا ميالين الى المغامرات الفكرية ، او استخدام او اعتناق الجديد حتى لو كان مفيدا .وقد بقي الشمال مثلما كان منذ قرون لم يطراء على حياة الناس فيه اي تغيير يذكر .من هنا فقد كان اكثر ثباتا واعتبر مجيء الجنوبيين الى الوحدة فرصة له للسيطرة على اليمن كلها ، ولن يفقد الكثير ان هو دخل معهم في مشاكل او صراع ، اذ ان الصراع والمشاكل جزاء من واقعه ، وهو ليس مهتما بالبناء للبلاد حتى يخاف من التدمير والخراب في حالة الصراع ..!! بل هو مهتما بالسيطرة والهيمنة على المعارضين لسياسته .ولو كلفه ذلك ان يهدم البلاد ، اوجعلها في اخر قائمة الدول .والسبب لهذه السياسة والثقافة هو العزلة التي يعيشها المجتمع في مناطق شمال الشمال في اليمن ، والذي تنتمي اليه النخبة الحاكمة .هذه العزلة عمرها مئات السنينن ان لم نقل الوف .وقد تعززت بأراء الائمة والتي اعطتها قداسة حتى انها اصبحت جزاء من ثقافتهم ودينهم ،واصبح كل بعيد عن جبالهم ومضاربهم عدوا ، يجب الحذر منه ولا ينبغي التعاون معه او الاستفاده مما عنده ، او التعايش معه .!!وهذا مارأيناه في تعاملهم مع الاتراك حين اتوا لفتح بلادهم ، وكان يمكنهم الاستفادة من وجودهم ، افضل من حكم الائمة .ومع المصريين عندما اتو لمساعدتهم للتخلص من الحكم الأمامي .وهذه هي ثقافة الجماعات المنعزلة والمتخلفة انها تعمل للحفاظ على كل ما من شئنه ان يجعلها تعيش على عاداتها وتقاليدها .حتى لو كان اكثر هذا العادات والتقاليد والناس الذين تدافع عنهم في غير صالحها .والجاهل مثلما يقال عدو ماجهل .!!

وهنالك عامل مهم اخر وهو اختلاف الضروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية بين البلدين ، اذ ان الجنوب كان مختلفا عن الشمال ، وسنتناوله ذلك بالتفصيل ، ولكن بعد احتلال بريطانيا للجنوب ازداد هذا الاختلاف ، اذ ان الاستعمار جعل من عدن مدينة عصرية تقوم الحياة فيها على اساس القانون والنظام ، وانتهت فيها حياة العشائر والقبائل والقرية .ومن عاش في عدن كان يعتبر نفسه مواطنا وليس قبيليا ..!وقد تأثر اكثر سكان الجنوب العربي بذلك بسبب اقامة الكثير منهم في عدن ، وبسبب ان النظام بعد الاستقلال قد اخذ بذلك النظام وعممه على الارياف ، واصبح المواطن يعيش على قوانين ونظم حديثه برغم تخلف الواقع الاقتصادي والذي كان قائما على اساس الاشتراكية بعد الاستقلال وقبله على اساس الرأسمالية والاقتصاد البدائي .بينما الوضع في الشمال كانت تقوم فيه الحياة على اساس اعراف القبائل وعاداتها والقوانين حسب الشريعة الزيدية الاسلامية.والاقتصاد كان يقوم على اساس رأسمالي واقطاعي بدائي .وباالتأكيد الوضع كان مختلفا بنسبة 180 درجة تقريبا .!وهذا مما زاد الهوة والشقاق والنزاع بين البلدين .

اختلاف الجغرفيا .
للجغرافيا دور كبير في تكوين الافراد والجماعات والشعوب والامم والحضارات .والقصد بالجغرافيا هو الارض وتضاريسها سهول هضاب او جبال وخصوبتها ونسبة هطول الامطار فيها كثيرا ام قليلا .وهل الارض هذه زراعية ام رعوية ام صحرواية؟.وكيف يعيش الناس على الزراعة ام الرعي .؟ام صيد الاسماك ام كل ذلك.؟الجغرافيا بكل عواملها تؤثر تأثيرا مباشرا في سلوك الافراد وطريقة تعاملهم مع الضروف الطبيعية المحيطة بهم لان منها معاشهم وعصب حياتهم .ولهذا فساكن الجبال يكون مختلفا في بعض طباعه عن ساكن الهضاب والسهول والسواحل والعكس صحيح اي ان ساكن السهول يختلف عن ساكن الجبال الخ .هذا الاختلاف في المناخ يجعل ثقافة وحضارة ساكن الجبال تختلف عن ثقافة وحضارة صاحب السهول والسواحل بعض الشيئ .وهذا الاختلاف يتطور بحيث يؤدي الى الشقاقات والصراعات ..

ولهذا السبب فسكان الشمال الماسكين بالسلطة هم من سكان الجبال ، وهم يختلفون بالطبع عن سكان الجنوب والذين معضهم من سكان الهضاب والسهول والسواحل .وبسبب اختلاف الجغرافيا هنالك اختلاف في طبيعة النشاط الاقتصادي ، حيث سكان الجبال يعتمدون على الزراعة والرعي وتأجير انفسهم للحرب بجانب من يقدم لهم المال .بينما يعتمد سكان السواحل على صيد الاسماك والتجارة وقليلا منهم على الرعي .وهذا الاختلاف في طبيعة النشاط الاقتصادي والمناخ ادى بدوره الى اختلاف في منضومة القيم الفوقية مثل الاخلاق والجمال وقيم الخير والشر وماهو عملا وضيعا او سرقة في نضر اهل السواحل ، قد يكون عملا شريفا وشطارة عند الساكن في الجبال في مناطق شمال الشمال ..!!

اختلاف التاريخ

لاسباب جغرافية وسياسية لم تقم في تاريخ اليمن وحدة سياسية دائمة قط .بل ان تاريخ اليمن منذ 3000 عام هو تاريخ دول ودويلات تتعايش وتتصارع مع بعضها ،وقد قامت في اليمن الجنوبي قبل الاسلام عدة دول هي اوسان وقد بدأت في 700 قبل الميلاد وانتهت في القرن الأول الميلادي وكانت عاصمتها مرخة جنوب مأرب ، (المرجع الموسوعة اليمنية جزء 1 الطبعة الثانية ص 428 ).اما الدولة الثانية فكانت دولة قتبان وعاصمتها تمنع في بيحان وقد قامت في القرن الأول الميلادي وسقطت في القرن الثالث الميلادي.(المرجع السابق الجزء الثالث ص 2376 )اما دولة حضرموت فيقدر المؤرخون انها قامت في القرن الخامس قبل الميلاد وعاصمتها شبوة ، وقد سقطت عند غزو الحميريين لها بالقرن الرابع الميلادي .(المرجع السابق الجزء الثاني ص 1116)وقد كانت هذه الدول متواجدة مع ما يقابلها في الشمال من دولة معين وسباء ، وحمير ..الخ .!!
اما بعد الاسلام فقد كانت حضرموت تحكم بواسطة وال مستقل ويعين من دمشق او بغداد مباشرة وحضرموت تشمل المهرة وشبوة ، اما اليمن الجنوبي فكان يحكم بواسطة الوالي لمخلاف الجنَد (بلدة شمال تعز المدينة ب15 كيلو متر وفيه مسجد الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه ) وبعدما استقلت اليمن عن الخلافة العباسية في بغداد ، كان الشمال يحكم بواسطة ال يعفر الحواليين في كوكبان الى الغرب من صنعاء ،اما الجنوب فكان يحكمه بنو معن وهم من شبوة وكانو معينين من قبل بنو زياد والبعض يقول انهم معينين من قبل العباسيين ولكنه كان لهم شبه استقلال اما تهامة ومخلاف الجند فكان يحكمه بنو زياد من زبيد .
وفي التاريخ الذي تلاه توحدت اليمن تحت حكم بني الصليحي 444-569 لبعض الوقت .ثم عندما ضعفت تلك الوحدة .استقلت بعض المناطق مثل صعدة وما حولها كان يحكمها الائمة ، وبنو حاتم الهمدانيين حكموا صنعاء وماجاورها ، اما الجنوب فقد حكمه بنو زريع وحضرموت كانت تحكم من قبل حكام محليين من بني راشد .اما فترة حكم الائيوبيين والتي دامت من 569-626 فقد وحدوا الاجزاء الجنوبية منها وبقيت مناطق مثل صعدة وماجاورها تحت نفوذ الائمة ولم يسيطروا عليها الا بعض الأوقات .واتى بعدهم حكم بني رسول والذي دام 230 عاما من 626-858 هجرية ، وقد توحدت اليمن خلالها نسبيا حوالي مائة عام واكثر ثم من بعد عام 750 بدأت بعض المناطق تحكم بطريقة شبه كاملة من قبل المشائخ والائمة .واتت بعد بني رسول دولة بنو طاهر من عام 858-945 وقد توحدت اليمن في اول عهد الدولة الى حدود صنعاء ولم تصل صعدة ، وفي اخرها ايام الملك عامر عبدالوهاب .اما حضرموت فقد بدأت تستقل منذ 1500 ربما بالتوافق او التراضي الضمني مع بني طاهر .(انضر كتاب قرة العيون في اخبار اليمن الميمون تحقيق محمد بن علي الاكوع ط 1988 بيروت .وانضر حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية ص 38 تأليف محمد بن هاشم تريم للدراسات والنشر )وجاء الاتراك عام 1538 واحتلوا اليمن وضلت الحرب بينهم وبين الائمة في الشمال مستعرة حتى انسحبوا من اليمن عام 1635م.

اما في الجنوب فقد بدأت سلطة المشائخ (السلاطين فيما بعد)تقوى وتتعاضم منذ سقوط الدولة الطاهرية ، حيث اعتمد عليهم الاتراك في جباية الزكاة والضرائب من الاهالي مقابل مرتبات منهم زائد مايحصلون عليه من العائدات نفسها كنسبة مئوية .وقد نمت سلطة المشائخ حتى اصبح لكل منطقة شيخها الذي يحكمها برضاء الاهالي .وبعد انسحاب الاتراك من اليمن خلع كل شيخ منطقة على نفسه لقب سلطان .!ويعتبر عام 1538 هو الانفصال شبه الكامل بين الشمال والجنوب .والسبب ان الشمال لم يعد يحكم من قبل اهل السنة بل الاتراك والزيود فيما بعد.

وعندما غزاء الزيود اليمن الجنوبي ابتداء من عام 1045 هجرية 1635 ميلادية قاومهم سلاطين الجنوب والمشرق مقاومة عنيفة وشرسة ادت هذه المقاومة بعد سنين الى انسحاب جيوش الائمة من الجنوب والمشرق (=البيضاء وماحولها حتى شرق رداع )(انضر تفاصيل الغزو الزيدي في تاريخ اليمن 1045-1090 هجرية المسمى طبق الحلوى وصحائف المن والسلوى تأليف عبدالله الوزير تحقيق محمد عبدالرحيم جازم طبعة 1985 اصدار مركز الدراسات والبحوث اليمني ، وكتاب تاريخ اليمن عصر الاستقلال عن الحكم العثماني تأليف ابو طالب ، تحقيق محمد عبدالله الحبشي مطابع المفضل صنعاء ط 1990م .وكتاب الأمام المتوكل على الله اسماعيل ودوره في توحيد اليمن تأليف سلوى الغالبي الطبعة الاولى 1991.وكتاب هدية الزمن في اخبار ملوك لحج وعدن ص 146-147 ومابعدها .تأليف احمد بن فضل العبدلي المتوفي سنة 1362(=1943م )مكتبة الجيل الجديد ط 2004)وقد بقي الجنوب مستقلا عن السيطرة الأمامية الى ان اتى الاحتلال البريطاني لعدن عام 1839 وعمل معاهدات حماية مع سلاطين الجنوب .اعترفت بموجبها بريطانيا بالسلاطين مقابل اعتراف السلاطين بسيادة بريطانيا عليهم فيما يتعلق بالسياسة الخارجية .ويمكن القول ان شمال الشمال كان تحت نفوذ وحكم الائمة روحيا واحيانا سياسيا .بينما الجنوب حكمه ملوك وسلاطين ولا يعرف نظام الائمة . الحلقة السادسة

الاختلاف الديني والمذهبي

كان اليمنيين في القرون الثلاثة الأولى على مذهب اهل السنة ، والمذهب الشافعي بشكل خاص لان الأمام الشافعي اتى الى اليمن عام 169 هجرية ومنذ ذلك الوقت انتشر مذهبه في اليمن .وفي اواخر القرن الثالث الهجري دخلا الى اليمن مذهبا الاسماعيلية والزيدية الشيعيان .الاول عن طريق منصور بن حسن الحوشبي وعلي بن الفضل الحميري ، والثاني عن طريق الأمام الهادي يحي بن الحسين .مجئ هذا العقائد السياسية المغلفة بأسم الدين الى اليمن ادى الى صراعات سياسية ومذهبية كثيرة ، وسنركز في دراستنا هذه على الصراع بين الزيدية والشافعية ، لأن الاسماعيلية كدولة قد انتهت منذ وفاة الملكة سيدة بنت احمد الصليحي عام 532هجرية.(انضر كتاب قرة العيون لأبن الديبع ، تحقيق الاكوع طبع بيروت 1988 ص 131 ومابعدها )وقد بقيت الاسماعيلية عقيدة لبعض الناس يوجدون الان في حراز ويريم وصعدة ،وبعضهم ارتدوا عن دينهم تحت العنف الذي مورس ضدهم من قبل الائمة مثل الاسماعيليين الذين في كتاب والحقل من منطقة يريم وغيرها .

اما الزيدية فقد قام مؤسسها الأمام الهادي منذ ان وصل الى صعدة وسيطر عليها بالقيام بشن الحروب على الأمارات التي كانت تجاورها الى حدود صنعاء جنوبا .مثل بني الضحاك وال يعفر وغيرهم .وعمله هذا هو حسب تعاليم مذهبه ورغبة منه في نشره الى كل المناطق التي يستطيع الوصول اليها ،والذي يختلف عن مذهب اهل السنة في الاصول وبعض الفروع .وقد بدأت الزيدية بالانتشار من صعدة شمالا حتى وصلت الى ذمار جنوبا ، في القرن الذي تلاه .وكان سبب انتشارها هو هجرة مايسمون السادة او الاشراف من الزيدية الى تلك المناطق ودعوتهم لهذا المذهب والترويج له .
وقد ضلى نفوذ الائمة السياسي محصور في صعدة وماحولها بشكل اساسي ، اما المناطق الباقية فلم يصل اليها نفوذ الائمة السياسي الا بعد انسحاب الاتراك وتولي الائمة السلطة بعدهم وسطوع نجم الزيدية السياسية .منذ 1045 هجرية 1635م .(المرجع السابق ص 157 ومابعد )

والاختلاف الديني يأتي من عدة امور سنذكرها بالترتيب .

1.الزيدية تدعي ان السلطة يجب ان تكون لاهل البيت .لمن توفر فيه شروط الامامة ، والسنة يرون ان الأمة لها الحق في انتخاب (مبايعة )الحاكم ولا يشترط ان يكون من اهل البيت بل من عنده الكفائة .وهذا الاختلاف هو من اشد الاختلافات بين الجانبين ، ولا يمكن التوفيق مطلقا بينهما بسبب اختلاف المنطلقات والمبادئ والاسس .والتاريخ يدلنا على ان الشوافع حكمهم ملوك حسب الشريعة ، والزيود حكمهم ائمة من ال البيت من نسل الامام الهادي .(انضر كتاب الزيدية للدكتور احمد محمود صبحي ص 71 وما بعدها طبعة 1984 الزهراء للاعلام العربي .

2.الزيدية كفروا اهل السنة الشوافع وأستباحوا ارضهم واعتبروها بلاد مفتوحة يجب على اهلها دفع الخراج ..!عندما غزوها ابتداء من عام 1045 هجرية ، وعلى هذا الأساس يفترض ان يدفعوا الجزية او الخراج للزيود ، وهنالك فتوى للأمام اسماعيل بن القاسم وعنوانها (ارشاد السامع في جواز اخذ مال الشوافع ..!!)ولهذا الأمام اقوال وافعال اخرى منها ان اليمن بلاد كفر هم من فتحوها بسيوفهم ..!وقد فرض الائمة عبارة حي ((حي على خير العمل )) ومنعوا قرأة راتب الحداد حين غزو اليمن الجنوبي بهدف نشر مذهبهم ..(انضر كتاب حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية ص 100.تأليف محمد بن هاشم الطبعة الأولى 2002 الناشر تريم للدرسات والنشر )

3.يعتبر المذهب الشافعي مذهب روحي بالاساس ولا يتدخل في السلطة كثيرا او يكفر المخالفين له .ولم يحصل قط ان كفر علماء الدين الشوافع الزيدية او غيرهم مثل الاسماعيلية او اليهود او استباحوا دماء احد على اسس دينية ابدا ، لاحين كانو مسيطرين على السلطة السياسية في اليمن كلها وفي موقف قوي ، ولا حتى عندما غزاء الزيود بلادهم .!!والصوفية تيار اساسي عند الشافعية في اليمن .اما الزيدية فأول شيئا تهتم به هو السياسة والسلطة وهو اساس من اسسها وتقوم وتبقى عليه ،وترفض التصوف تماما .ونظام الأمامة او السلطة السياسية كان هو المحور الذي يدور حوله المذهب الزيدي .وبالتالي يمكن القول ان الزيدية مذهب سياسي بالاساس .

وتوجد اختلافات فقهية ودينية اخرى بين الزيدية والشافعية .ولكن الاهم هو ماذكرنا من ناحية الاختلاف السياسي والذي كان يؤدي الى الصراع.ويعتبر الاختلاف المذهبي ومايتبعه من الخلافات الاساسية بين الزيود والشوافع وقد ادى ذلك الخلاف الى صراعات كثيرة تناولنا بعضها في الحلقة الخامسة
الحلقة السابعة

اختلاف القيم والعادات والتقاليد والطباع والمزاج .

ماذكرناه سابقا من اختلاف في الجغرافيا ، والتاريخ ، والدين ، ضروري ان يتبعه اختلاف في العادات والتقاليد ،والطباع ، والمزاج ، ويمكن ذكر بعض الأختلافات في الاتي :.

1.الجنوبيين والشوافع عموما منفتحون واكثر قابلية للتفاعل مع المتغيرات والاستفادة منها وعندما يريدون عمل شيئا او يعتنقون فكرة او يتعاملون مع احد في الغالب لا يضهرون غير مايريدون .وقد رأينا كيف ان اعضاء الجبهة القومية اعتنقوا الفكر الأشتراكي والمختلف عن عادات ومعتقدات اليمنيين وجاهروا به لأنهم متفتحون ويرغبون في الاستفادة من افكار وعلوم العصر ، وليس عندهم عقدة من ذلك .اما الزيود فهم يتبعون عقيدة التقية الشيعية سواء كأفراد او دولة والتي تقضي ان يضهر الشخص عكس مايبطن اذا ما تطلب الامر ذلك ..!وهم محافضون كثيرا على ماوجدوا عليه ابائهم ، وهذا مارأيناه ونراه في سياساتهم وتعاملهم مع غيرهم .ولايحبون التغيير الا في القليل النادر ، وعندهم ارتياب وشك في الاخرين .وقلما تجد احد منهم يتعامل مع الاخرين بأنفتاح وثقة ، وهم ميالون الى العزلة والانطواء والتعصب والجمود .بل انها جزاء من عادتهم ومعتقداتهم .وهنالك اختلاف جوهري في طريقة الحكم بين الشمال والجنوب ومانشاهده من سياسات للنظام له علاقة بالقيم والتقاليد .ويقول الدكتور السيد مصطفى سالم في كتابه الفتح العثماني الاول لليمن الصفحة 29 الطبعة الخامسة طبع دار الامين للطباعة والنشر .(فالقبيلي يتصف بشدة حذره من كل ماهو اجنبي عن قبيلته ، وبتعصبه لجماعته ، وبتعلقه بعادات قبيلته وبتقاليدها وبعقائدها الخاصة وبخضوعه لرئيس قبيلته خضوعا شديدا .)ويضيف في نفس الصفحة ان (الجبلي عرف بالنحافة وكثرة الحركة وشدة الحيوية ، كما اتصف بالذكاء والحذر من الغرباء والشك فيهم .)

2.حدة المزاج والفضاضة نجدها عند سكان مناطق شمال الشمال ، بينما نجد الوداعة ولين الجانب عند سكان الجنوب .ولهذا نجد العنف القبلي والثأر والمشاكل والنزاعات منتشرة بين قبائل شمال وشرق اليمن اكثر بمرات عما هو موجود في حضرموت ومناطق الساحل وغيرها ،من مناطق الجنوب.الثأر والقيم القبلية التي تتبعها مثل الهجر والاعراف التي تحل محل القانون ،جزاء اساسيا من حياة الناس في الشمال ،بينما الناس في الجنوب في اكثر المحافضات ، ينبذون العنف ولايريدون الثأر ولا القيم القبلية الضارة .ويحبون الالتزام بالقانون والنظام .ويقول هارولد يعقوب مؤلف كتاب ملوك شبه الجزيرة العربية ترجمة احمد المضواحي نشر دار العودة بيروت الطبعة الثانية 1988
في الصفحة 97 عندما كان حاكما للضالع من 1903 -1907 انه قام بحل الكثير من قضايا الثأر بين القبائل وحسب طلبهم وقد كان يستعمل حسب قوله القرأن لاقناع الناس بما يراه صائبا.وهذا يدل على وعي الناس هناك ومرونتهم وقابليتهم للتحضر والتمدن ،وقبول الخير بغض النضر من اين اتى ومن هو فاعله .

3.اختلاف الازياء الناس في شمال الشمال يلبسون الزنان (=القمصان الطويلة او الثوب )ويحملون الجنابي والاسلحة النارية والعصي والفئوس ..الخ بينما الناس في الجنوب يلبسون القمصان القصيرة مع الفوط ، ولا احد يحمل السلاح لا الابيض ولا الناري الا في النادر.والنساء في الشمال يلبسن الشرشف الاسود ويغطين كامل اجسادهن في المدن .اما الارياف فيستخدمن النقاب او اللثام .ويقول الزيدية ان اللثام امر بأرتدائه امامهم الهادي عند مجيئه الى اليمن .بعكس الجنوب والتي كانت اغلب النسوة في المدن والارياف لا يغطين وجوههن .وقد يقول قائل هذه ازياء وما دخلها في الاختلاف بين الشمال والجنوب .؟؟!ونحن نقول له ان الازياء تعكس طريقة التفكير ونوع المعتقدات والحضارة وتأثيرها.

4.اختلاف اللهجة :هنالك اختلاف واسع في اللهجة وطريقة نطق الحروف بين اهل الجنوب واهل الشمال .وتعكس لهجة اهل الشمال طبائع سكانه .بينما تعكس لهجة اهل الجنوب طباعهم وتراثهم .واللهجة او اللغة يتبعها اختلاف في التفكير والنضرة الى الأمور ،ومن خلال حديث الانسان ولهجته تعرف تفكيره .لأن اللهجة لم تأت اعتباطا بل نتيجة تفاعل بين البيئة والتاريخ والانسان ناطقها.


خاتمة

لم يكن قصدنا من هذا الدراسة الا تبيان الحقائق للوضع في اليمن بموضوعية وبحياد ، حتى يعرف من يقراء هذه الدراسة بحقيقة الاوضاع فيه ، ومن كان عارفا فسيزيده ذلك معرفة ، والناس المثقفين في اليمن يفترض ان يكونوا على المام تام بتاريخهم وواقعهم ، وان يبحثوا بالطريقة العلمية الاستقرائية عن المشاكل التي تقع في واقعهم .وكل مشكلة لها اسباب ، ولا تأتي من فراغ .وأن لايعتمدوا على ماتقوله السلطة لان ماتقوله هو لخدمتها ولتبرير تسلطها .وليس بالضرورة ان يكون له علاقة بالواقع اصلا!
وماذكرناه من اختلافات السياسة والجغرافيا، والتاريخ ، والدين ،والعادات ، والتقاليد ، شيئا مؤكدا ان ينتج عنه اوضاعا مختلفة وثقافات متعددة ، وباالتالي مصالح ومتطلبات متناقضة ومضطربة .وكون الوحدة اليمنية في عام 1990 قامت على التسرع والارتجال والعشوائية ، وبحكم النزاع الدائم بين الشمال والجنوب ، وبين اليمن الاعلى والاسفل ، فقد فشلت هذه الوحدة ان تبقى بطريقة سلمية ، على الرغم انها تمت في القرن العشرين وبعددا من الاتفاقيات ومن خلال دستور ، واجراءت استمرت اكثر من 20 عاما .وقد عادت الوحدة الى نقطة الصفر عام 94 وذلك عندما قام الشمال القوي حينها بغزو الجنوب تحت مسمى الوحدة ، وقام الجنوب باعلان الاستقلال ، ووحدة 94 تعيدنا الى توحيدات مشابهة قامت في الماضي بالقوة المسلحة ..ولكنها فشلت بعد عدة سنين .مشكلة التوحيد بالقوة انه يقوم على غلبة طرف اقوى على طرف اضعف منه .وتكون المصالح والغنائم لصالح الطرف القوي .و هذه الوحدة تضل باقية ما بقيت الاوضاع التي اوجدتها قائمة!وعندما تتغير الاوضاع تنهار تلك الوحدة ، لأن الطرف المهزوم يضل يتحين الفرص المواتية للثأر والعودة الى وضعه السابق .!والطرف الاقوى لن يضل الى الابد قوي بل الظروف تتغير وتتبدل ولابد له من ضعف بعد قوة .وهنا مكمن الخطر على وحدة القوة ، انها لاتدوم الا بالقوة نفسها.وتاريخ اليمن وغيرها لا يدلنا على ان وحدة القوة هي التي يريدها اليمنيين لانها لن تدوم اولا .وثانيا لأنها لن تحقق لهم الخير الذي يريدونه .

مستقبل الوحدة واليمن .

ولا بد من كلمة عن المستقبل .الوحدة تمت بين اليمن الشمالي والجنوبي نتيجة لعددا من الاتفاقيات ومن خلال دستور وافق عليه البلدين .وبرغم ذلك فقد كان هنالك قصورا في الاتفاقيات ، واستعجالا في قيام الوحدة .وقد حصل ماهو معروف للجميع من اغتيالات لقادة الحزب الاشتراكي اليمني ، ومن ثم حرب شنت ضد الجنوب ، وتم على اثرها ابعاد الحزب الاشتراكي عن السلطة تماما ، مع ابعاد الالوف من الجنوبيين عن اعمالهم ، وقد تضرر اكثر الجنوبيين من الوحدة والحرب لان بلادهم كانت مسرحا لها ، وطرد قادة الحزب من بلادهم الى الخارج ، وبسبب اجرءات اتخذتها حكومة الشمال ولازالت ضد الحزب والجنوب .مثل مصادرة ممتلكات الحزب الاشتراكي ومقراته وامواله .وبسبب فقدان الجنوبيين للنظام والقانون ، والذي نتج عنه عودتهم الى عهود بائدة ،وبسبب ان الشمال قام بعمليات نهب وسلب للاموال العامة والخاصة .

لكل ماذكرنا سابقا من مشاكل جرت في الجنوب بسبب تلك الحرب ،فأنه يتوجب على السلطة في الشمال الأستجابة لدعوات المطالبين بتصحيح مسار الوحدة وتفعيل اتفاقياتها ، واعطاء كل ذي حق حقه بدون زيادة اونقصان .هذا اذا ارادت ان تستغل الفرصة التاريخية وتعود الى الصواب .ما لم فهذه الدعوة والفكرة النبيلة تحتاج الى اناس من الشعب يكونون على مستوى المسئولية من الشمال والجنوب ، ويطالبون بماذكرنا .ولكن عددهم الى الان في الجنوب قليلا وفي الشمال اقل من القليل والسبب الجهل وما يمكن تسميته بالعاطفة والغباء السياسي..!!وحتى يصير هذا العدد كثيرا حتى يسمع لهم ستضل مشكلة الجنوب قائمة وقد تؤدي اذا تجاهلت من قبل قادة الشمال وشعبه ، الى ان يصل اغلب الجنوبيين الى قناعة بعدم فائدة الوحدة تماما لا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل ،وبالتالي سيطلبون بالاستقلال ، وهذا مابداء يقوله البعض منهم ، وقد يتحقق الاستقال باسلوب الانتفاضة او حرب العصابات ، والذي قد يؤدي الى سقوط الدولة في الشمال اصلا وتشضيها .لهشاشتها وعدم احترامها من قبل الشعب ولأفتقادها الى الشرعية ، شرعية الانجاز واحترام القانون وتطبيقه ، والعمل على تنمية الاقتصاد .وقد تصبح اليمن الشمالي مثل الصومال ، اذ لو انهارت الدولة قد تحتاج الى سنين حتى تعود .اما الجنوبيين فسيعملون على استقلال بلادهم ، ويتركون الشمال وشأنه .وما هو مطلوب من اهل الشمال ان ينضرون الى ماحصل لسكان الجنوب وكأنه جرى لهم ويعملون بجانب الجنوبيين على انهائه تماما وبجدية ومسئولية وبسرعة قبل فوات الاوان .مالم يحدث ذلك وفي المستقبل القريب ،سيحصل ماقلناه في السطور السابقة والبيت الذي يبنى على اساس هش سينهار على ساكنيه جميعهم ..!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحياتي للجميع .اخوكم عبدالرحمن صالح حيدرة جبن الضالع .
‏08:26 ص ‏18/‏01/‏2006

سالم علي الجرو
05-24-2006, 09:03 PM
أقترح أن يكون العنوان: [ هذه اليمن ، فأين المسئولين؟ ] .
الوحدة لم تفشل ولكلّ حسابات . المسئولين ـ ويا للأسف ـ لم يكونوا في مستوى هذا الحدث العظيم ويا للأسف ألف ألف مرّة .
لما يستلم الجوهرة عابث توقع عبث لكن لا تتوقع تغيير الجوهرة . الجوهرة قد يلوّثها الوحل لكن تظل جوهرة .
الوحدة موضوع نقاش ، نعم ولكن الطرف الوحيد الذي يناقش هم أهل اليمن قاطبة وأجيالهم القادمة ، فابعدوا البلاد السعيدة عن سوق المزايدات .

حضرم بن هود
05-25-2006, 02:26 PM
كنت آمل النفس في بدايه قراتي للموضوع


كذلك للاستاذ القدير عامرعبدالوهاب
على الموضوع الذي فيه كثيرمن الحقائق وايضا بعض القصور يترك امرها لاهل الاختصاص
ولكن في الاخير موضوع يستحق التامل كثير لمافيه من التناقض الواضح بين الشعبين من عادات وتقاليد
تجعل الناضر لما وصلت له الامور على ارض الواقع يثبت فعلا ان يكون صعب التعايش
في ضل مذهبين وفكرين مختلفين احدهم يعتبر منتهجه فوق الكل وانه صاحب الفضل دون غيره
و يعتبرمادونه مجرد رعيه يجب عليهم السمع والطاعه
فان المعايش للوضع لايؤمن بدوامه
بل يتوقع زواله باسرع وقت
نعم تبقى الجوهره جوهره ولكن قد تسرق او تتلف مثل ماسرقت واتلفت الوحده اليمنيه من قبل الحكومه الشماليه

ابوبدر
05-25-2006, 07:31 PM
هناك خلل هناك تعثر لدولة الوحدة نعم واقع ملموس والحل المناسب هوالاعتراف بوجود هذا الخلل والتعثر ومن ثم الشروع بعملية الاصلاح نعم اصلاح مسار الوحدة هو الطب والدواء لديمومة الدولة الفتية والوصفة الطبية تقول عليكم بالجمهورية اليمنية الاتحادية فهى كفيلة بترميم كل ماتكسر
الفيدرالية وحدها تثبت العموميات وتحفظ الخصوصيات وتزيل كل الحساسيات والحزازات
دمتم ودام اليمن السعيد بكم

سالم علي الجرو
05-25-2006, 08:43 PM
كنت آمل النفس في بدايه قراتي للموضوع
كذلك للاستاذ القدير عامرعبدالوهاب
موضوع يستحق التامل كثير لمافيه من التناقض الواضح بين الشعبين من عادات وتقاليد
تجعل الناضر لما وصلت له الامور على ارض الواقع يثبت فعلا ان يكون صعب التعايش
في ضل مذهبين وفكرين مختلفين احدهم يعتبر منتهجه فوق الكل وانه صاحب الفضل دون غيره
و يعتبرمادونه مجرد رعيه يجب عليهم السمع والطاعه
فان المعايش للوضع لايؤمن بدوامه
بل يتوقع زواله باسرع وقت
نعم تبقى الجوهره جوهره ولكن قد تسرق او تتلف مثل ماسرقت واتلفت الوحده اليمنيه من قبل الحكومه الشماليه
[ التناقض الواضح بين الشعبين من عادات وتقاليد ]
[صعب التعايش في ظلّ مذهبين وفكرين مختلفين ]
الحوارات جيّدة ، واحترام الرّأي والرّاي الآخر ظاهرة حضارية ، إلاّ أن الإستهزاء بعقول الآخرين..... [ أتركه للآخرين ] .

الزامكي
05-26-2006, 06:18 AM
اولا هذا الموضوع من الفضل المواضيع التي قراتها في هذا الموقع ثانيا شاكر للاخ عامر عبدالوهاب على كرمه بان يخص موقعكم بموضوع ذات حساسيه عالية جدا اشتهرت كل المواقع اليمنيه بسببه....... سادلي بدلوي بسرعة عاليه كسرعة البرق بسبب الوقت لم يسعفني ان اخوض في موضوع بهذه الاهميه العالية و الحساسيه المفرطة......... لاشك ان موضوع كهذا معقد جدا و شائك جدا و هناك خطر من الذين يبسطون القضايا العالقة اليوم ولهذا يخطى الزملاء الذين يعتقدون ان ازمة اليمن تكمن في النظام و ان استبداله باخر يعني حل المشكلة وان تبادل الحكم بين المعارضة الشماليه والسلطة هي المخرج من ازمة النظام ولكن الحقيقة ان الازمة اعقد بكثير من التبادل السلمي لسلطة لان الازمة الحقيقية هي ازمة ثقة بين دولتين كانتا قائمتين في الشمال والجنوب و الهوه النفسيه التي خلقتها المعاضة الشماليه قبل السلطة في نفوس وعقول الجنوبيين في حربها الاخير و وصلت الثارها السيئة الى الصغير والكبير ان الازمة هي ازمة العقل لان حصار السبعين لازال مستمرا في الواقع الجنوبي و هو حصار تمارسة القوى التقليديه بامتدادها و سياجها الايدلوجي و معها باشكال مختلفة قوى المعارضة الشماليه و التي تسعى الاخيرة الى التسلح بايدلوجيا مغايرة من دون ان تنجح في امتلاكها , و للاسف كل اطراف الصراع في اليمن تعمل على احتوى و تضييق الهوه على القوى الجنوبيه من خلال العب الثنائي ولهذا لم تفلت السلطة والمعارضة الشماليه من ازمتها الا عندما تعترف بجوهر الازمة و الجلوس حولها لان التغيير الذي تنشده معارضة الشمال لسلطة لم يتم بتغيير الاشخاص نهما كان دورهم و انما التغيير ينبغي ان يتم من خلال الاعترف بالمشكله القائمة بين الجنوب والشمال من خلال السكلوجيه السياسيه التي يتمتع بها اطراف الصراع وقناعتي بان التغيير ينبغي ان يبدا بتغيير نمط التفكير السائد تجاه الجنوبيين و ان يراجعون ماقاموا به منذ الاحتلال الى اليوم و لهذا لست ازعم هنا قدرتي على وضع تصور بمفردي ولكن اسمح لنفسي بحق الاجتهاد في شان يخص وطني الجنوبي و ان اطره للحوار و لهذا يعني ان جميع النتائج التي جنتها دولة الجنوب من حرب الستين يوما هي نتائج باطله و علينا ان نعمل على نفيها و دحضها مهما حاول بعض المستفيدين منها اجبارنا القبول بها........ اخير الوقت يضايقني لهذا اقول كلمتي الاخير بان نشوة الانتصار الوهمي على الجنوب ستنتهي بالفشل طالما نحمل قضيه انسانيه واخلاقيه تجاه شعبنا الجنوبي لكم تحياتي

شاهين الجنوب
05-26-2006, 02:51 PM
يا اخي العزيز فشلت الوحدة اليمنيه فشلاً ذريعاً لأن قيامها على اساس باطل وما بنيا على باطل فهو باطل مع الأسف الشديد الذي وقع على الوحدة ما هم الا شله مرتزقه من الحزب الأشتراكي ولم ياخذو رأي شعبهم في الجنوب لقد اغروهم الشماليين بالفلل والسيارات الضخمه وباعو شعب بأكمله مقابل تلك الأغراءات

سالم علي الجرو
05-26-2006, 03:15 PM
يا اخي العزيز فشلت الوحدة اليمنيه فشلاً ذريعاً لأن قيامها على اساس باطل وما بنيا على باطل فهو باطل مع الأسف الشديد الذي وقع على الوحدة ما هم الا شله مرتزقه من الحزب الأشتراكي ولم ياخذو رأي شعبهم في الجنوب لقد اغروهم الشماليين بالفلل والسيارات الضخمه وباعو شعب بأكمله مقابل تلك الأغراءات
الوحدة لها لون واحد ، وهي كيان ، لا يقوم على باطل وإنما يديره ويحكمه باطل . فأنت محق إذا قاومت الباطل ، وظالم إذا وقفت ضد الكيان . الباطل في أشخاص فقاومهم ، والكيان: تاريخ وجغرافيا وهوية ومصير ، والكيان ملك لأمة أو شعب ، في عهدتنا جميعا .
شكرا يا شاهين .

عامر عبدالوهاب
05-27-2006, 05:07 PM
أقترح أن يكون العنوان: [ هذه اليمن ، فأين المسئولين؟ ] .
الوحدة لم تفشل ولكلّ حسابات . المسئولين ـ ويا للأسف ـ لم يكونوا في مستوى هذا الحدث العظيم ويا للأسف ألف ألف مرّة .
لما يستلم الجوهرة عابث توقع عبث لكن لا تتوقع تغيير الجوهرة . الجوهرة قد يلوّثها الوحل لكن تظل جوهرة .
الوحدة موضوع نقاش ، نعم ولكن الطرف الوحيد الذي يناقش هم أهل اليمن قاطبة وأجيالهم القادمة ، فابعدوا البلاد السعيدة عن سوق المزايدات .

العزيز سالم الجرو
الوحدة السلمية التي قامت عام 90 فشلت عام 94.لقد حصلت عمليتان في الفترة من 90 الى 7-7- 94 .
فالوحدة الاولى سبقها حوارات ونقاشات وحروب ودستور واتفاقيات الخ.وتم التوحيد عام 90 .وقد كان الناس يأملون خيرا من الوحدة ، وانها ستجلب لهم الخير.. والعواطف جرفتهم لتأييد املا وحلما وفكرة تدغدغ عواطفهم وقلوبهم منذ 40 عاما اي منذ الخمسينيات.
وقد اسس الطرف الاقوى وحدة قامت على القوة ومعمدة بالدم كما يقول ، وهذه الوحدة تشبه 5 محاولات توحيد سابقة كان مصيرها الفشل .وليس هنا مجل عرضها .في هذه الرد.

ولكن العواطف والاحلام شيئ والواقع شيئا اخر ، واي بناء يقوم على اساس واهي سيكون معرض للانيهار في اي وقت.المهم عزيزي سالم الخطاء ليس في الافراد الذين حققوا هذا التوحيد فحسب بل في طريقة اتمام الوحدة نفسها ، في المبادئ الطرائق الاسس التي قامت عليها .وانا اقول لك انه حتى لوذهب النظام القائم الان واتى نظام اخر غيره ستضل المشاكل هي نفس المشاكل تقريبا..!! ويفترض في اي توحيد ان يقوم على ارداة الشعب وبرضاه ويكون عارف ماهو مقبل عليه، وتكون هنالك اليات لحل اي خلاف، ويبداء هذا التوحيد بالامور البسيطة ثم يتدرج الى اعلى حتى يصل الى صيغة لاتلغي اي كيان ..ولكن ماحصل في توحيد اليمن انهم قفزوا لعمل السقف قبلما يبنون الاساس الصحيح والقوي للبناء الذي يريدون اقامته.والغو الكيان الذي كان يحمي كل طرف .!

ارجوا منك ان تعيد قرأة البحث مرة اخرى وفيه الجواب على اسئلتك ويعطيك العافية وشكرا على تعقيبك .

عامر عبدالوهاب
05-27-2006, 05:14 PM
كنت آمل النفس في بدايه قراتي للموضوع


كذلك للاستاذ القدير عامرعبدالوهاب
على الموضوع الذي فيه كثيرمن الحقائق وايضا بعض القصور يترك امرها لاهل الاختصاص
ولكن في الاخير موضوع يستحق التامل كثير لمافيه من التناقض الواضح بين الشعبين من عادات وتقاليد
تجعل الناضر لما وصلت له الامور على ارض الواقع يثبت فعلا ان يكون صعب التعايش
في ضل مذهبين وفكرين مختلفين احدهم يعتبر منتهجه فوق الكل وانه صاحب الفضل دون غيره
و يعتبرمادونه مجرد رعيه يجب عليهم السمع والطاعه
فان المعايش للوضع لايؤمن بدوامه
بل يتوقع زواله باسرع وقت
نعم تبقى الجوهره جوهره ولكن قد تسرق او تتلف مثل ماسرقت واتلفت الوحده اليمنيه من قبل الحكومه الشماليه

نعم اخي حضرموت بن هود
هذا بحث او مقال تحليلي مختصر لعملية توحيد اليمن ، ولو اراد اي كاتب تناول الموضوع بتفاصيله لاحتاج الى تأليف كتب مطولة .وهذه مساهمة بسيطة والموضوع يحتاج الى عشرات الدرسات والابحاث لاجلاء غموضه وتحليله وتفسيره وانشاء الله نرى ذلك قريبا.وقد تناولنا في هذا البحث قصة الوحدة منذ بدايتها كدعوة الى قيامها كحقيقة وانتهاء تلك الوحدة السلمية بالحرب ،واسباب ذلك ، واعادة توحيد اليمن بالحرب والجيوش والعساكر من قبل الطرف القوي.

نعم توجد اختلافات بين الشمال والجنوب مرتبطة بالجغرافيا والتاريخ والدين ...وهو مالم تراعه اتفاقيات الوحدة ولا حتى وثيقة العهد والاتفاق ..وهو مايجعل طرف يحكم وطرف محكوم ..وهو وضع غير طبيعي ولا بد له من زوال بألتأكيد والمسئلة مسئلة وقت. شكرا على تعقيبك

راعي الذاهبه
05-27-2006, 06:13 PM
.وقد كان الناس يأملون خيرا من الوحدة ، وانها ستجلب لهم الخير.. والعواطف جرفتهم لتأييد املا وحلما وفكرة تدغدغ عواطفهم وقلوبهم منذ 40 عاما اي منذ الخمسينيات.
وقد اسس الطرف الاقوى وحدة قامت على القوة ومعمدة بالدم كما يقول ، .

اولا شكرا للاخ عبدالرحمن صالح على هذا البحث والطرح والرؤياء السليمة وان اختلفنا في بعض
اطروحاته فلا ننسى بأنه بذل جهد يشكر عليه ويعتبر بحثه هذا مرجع لكل باحث عن الحقيقة في
هذا الخصوص /

نقدر لك ذلك ونشكرك جزيل الشكر ونحمد الله ان منٌ علينا بكتاب امثالكم هنا بالسقيفة /
بالنسبة للوحده نحن كشعب فرحنا بها لحد لايتصوره احد كوننا اعتبرناها المنقذ للشعبين معا ولاكن
للاسف (بغيته عون طلع لي فرعون) بمعنى الكلمة /
الوحده تعمدت بالدم وهذه الكلمة الشهيرة للاسف للشيخ الفاضل عبدالمجيد الزنداني بكلمة ((شي سال دم؟؟؟)) وقبل ذلك فعلا كانت فتاوي وتشكيل ليس في اعضاء او منسوبي الحزب الاشتراكي بل في شعب الجنوب قاطبة اللي بالداخل والخارج وهذا ماكنا نلمسه ونتقبله بروح وطنية وبروح الواثق من نفسه ولكن كانت كلمات نابية تحز في انفسنا واليوم نرى العكس فان روح الاسلام في الجنوب وليس في الشمال !!!

اهلنا في الجنوب اليوم بكل اطيافهم سيقبلون بكل من يطالب بحقوقهم خارجيا او داخليا ويظهر قضيتهم
وعلينا ان نقف مع من يطالب بحقوقنا في المساواة واول طلب هو المساواة في المواطنة ومطالبنا
كثيرة //
جزاء الله خير كل الجزاء كاتب البحث هذا وهو قلم مجتهد وتعتبر خطوه ليس من السهولة ان نستهين
بها بل علينا نشرها كونه صوت جنوبي ينادي بحقنا و ابرز للجميع حقائق للتاريخ ومن التاريخ نفسه
اذا لم نؤيده فاقل شي علينا ان نصمت ولانشكك في بعضنا البعض // ولكل مجتهد نصيب///

عامر عبدالوهاب
05-27-2006, 06:18 PM
هناك خلل هناك تعثر لدولة الوحدة نعم واقع ملموس والحل المناسب هوالاعتراف بوجود هذا الخلل والتعثر ومن ثم الشروع بعملية الاصلاح نعم اصلاح مسار الوحدة هو الطب والدواء لديمومة الدولة الفتية والوصفة الطبية تقول عليكم بالجمهورية اليمنية الاتحادية فهى كفيلة بترميم كل ماتكسر
الفيدرالية وحدها تثبت العموميات وتحفظ الخصوصيات وتزيل كل الحساسيات والحزازات
دمتم ودام اليمن السعيد بكم


نعم اخي العزيز ابو بدر
اتفق معك تماما ان الحل هو اقامة نظام حكم ديمقراطي اتحادي (=فدرالي) باقاليم مثلما هو موجود في اكثر من دول العالم ، وهذا النظام في اعتقادي سيحل مشكلة تاريخية عانت منها اليمن ولازالت الا وهي الاستبداد والمركزية ، والحروب التي كان تحصل بين الدولة المركزية والقبائل والمناطق سببها المركزية..

وقد كتبت دراسة حول هذا الموضوع في شهر يونيو من العام الماضي مطالبا بالفدرالية وانها هي الحل لمشاكل اليمن ..شكرا لك .

سالم علي الجرو
05-27-2006, 06:19 PM
العزيز سالم الجرو
الوحدة السلمية التي قامت عام 90 فشلت عام 94.لقد حصلت عمليتان في الفترة من 90 الى 7-7- 94 .
فالوحدة الاولى سبقها حوارات ونقاشات وحروب ودستور واتفاقيات الخ.وتم التوحيد عام 90 .وقد كان الناس يأملون خيرا من الوحدة ، وانها ستجلب لهم الخير.. والعواطف جرفتهم لتأييد املا وحلما وفكرة تدغدغ عواطفهم وقلوبهم منذ 40 عاما اي منذ الخمسينيات.
وقد اسس الطرف الاقوى وحدة قامت على القوة ومعمدة بالدم كما يقول ، وهذه الوحدة تشبه 5 محاولات توحيد سابقة كان مصيرها الفشل .وليس هنا مجل عرضها .في هذه الرد.

ولكن العواطف والاحلام شيئ والواقع شيئا اخر ، واي بناء يقوم على اساس واهي سيكون معرض للانيهار في اي وقت.المهم عزيزي سالم الخطاء ليس في الافراد الذين حققوا هذا التوحيد فحسب بل في طريقة اتمام الوحدة نفسها ، في المبادئ الطرائق الاسس التي قامت عليها .وانا اقول لك انه حتى لوذهب النظام القائم الان واتى نظام اخر غيره ستضل المشاكل هي نفس المشاكل تقريبا..!! ويفترض في اي توحيد ان يقوم على ارداة الشعب وبرضاه ويكون عارف ماهو مقبل عليه، وتكون هنالك اليات لحل اي خلاف، ويبداء هذا التوحيد بالامور البسيطة ثم يتدرج الى اعلى حتى يصل الى صيغة لاتلغي اي كيان ..ولكن ماحصل في توحيد اليمن انهم قفزوا لعمل السقف قبلما يبنون الاساس الصحيح والقوي للبناء الذي يريدون اقامته.والغو الكيان الذي كان يحمي كل طرف .!

ارجوا منك ان تعيد قرأة البحث مرة اخرى وفيه الجواب على اسئلتك ويعطيك العافية وشكرا على تعقيبك .
المكرم عامر عبد الوهّاب
أشكرك كثيرا...
يجب أن نصطحب التاريخ في حوارنا هذا .
لم نقرأ قط في التاريخ أن شعبا أو أمّة اختارت أن تنقسم عل نفسها ، غير أننا قرأنا عن سياسيين قسّموا الأمم وفرّقوا بين الشعوب . دعك من هذا ، فقد لا توافقني وأنا أحترم رأيك .
قلت أنت:[ تمّ التوحيد عام 90 وكان الناس يأملون خيرا ]
واضح ـ سيّدي ـ أن آمال الناس تحطّمت وينبغي أن نجاهد لأجل تحقيق الآمال . هذا هو المسار الطّبيعي للجهاد ، وإن صمّمت على فكّ عرى الوحدة بحجة تحقيق آمال الناس ، فأودّ هنا ـ شاكرا فضلك ـ أن تقنع التاريخ عن هكذا سلوك .
تحدثت عن العواطف التي كانت الدافع القوي نحو الوحدة ، وهذا صحيح فكلّ شيء يخضع لحسابات مادية وسياسية إلا احتضان الأمّ لأبنائها فإنه يخضع للعاطفة الصّرفة ، وبعيدا عن لغة العواطف ، أيروق لك بعد أربعين عاما من الجهاد الذي كلّفنا دماء لتحقيق الوحدة اليمنية أن نأتي اليوم لننسف هذه الجهود الجبّارة؟
لقد ذهبت يا أخي الكريم إلى تباين عوامل جغرافية وسياسية ومذهبية وشيء من هذا . الحقيقة أنك أنت الذي تقرأ مثل هذا وتكتبه ، أمّا الشّعب فلا ، وأعطيك دليلا:
إنّك لو بحثت في وثائق سفر المهاجرين المسنين من أيّام نظام المحميّات لوجدت أن كثيرين منهم يحملون جوازات المملكة المتوكلة اليمنية ، صادرة من صنعاء ، فأيّ جغرافيا أو سياسة تتحدثون عنها.
قلت: إنّ تغيير النّظام لا يغيّر شيئا . أنت أيضا محق ، ونحن سيّدي لا نرى في تغيير النظام تعديل سحري على أرض الواقع . نحن نطالب بتغيير الأدبيات القائمة على التّحزب وحكم الهوى ومنافع أخرى ، ليس هذا مجالها . ‘إننا تألمنا في السّابق من الحزب الإشتراكي ، واليوم نتألّم له كيف يا أخي الكريم؟ . سندع الكثير ليس هنا مجاله، لنتحدث عن الحق التاريخي لهذا الحزب ولرموزه في تحقيق الوحدة اليمنية ، أرأيت أن في الأدبيّات بعض من قصور وعيوب؟ .
طلبت منّي العود إلى قراءة معمقة لما كتبتم ، وأودّ هنا أن أكون صادقا معك وصريح: أيّ فكرة أو موضوع أو جهد يسعى إلى نسف وحدة أيّ أرض ، فالعبد لله يرفض ، وعندما تكون هذه الأرض اليمن ، فالرفض مع المقاومة أيضا ، وآمل أن لا يزعجك هذا.
نعايش قهر من سلوك بعض المسئولين في دولة الوحدة كما يسمونها ، لكننا سنجاهد في اتجاهين:
الأول: بكلّ ما أوتينا من قوّة للحفاظ على الوحدة .
الثاني: بكلّ ما أوتينا من قوة الكلمة لمقاومة من تسبب في قهرنا وذلّنا أحيانا .
عفوا أخي عامر عبدالوهّاب

عامر عبدالوهاب
05-27-2006, 06:21 PM
اولا هذا الموضوع من الفضل المواضيع التي قراتها في هذا الموقع ثانيا شاكر للاخ عامر عبدالوهاب على كرمه بان يخص موقعكم بموضوع ذات حساسيه عالية جدا اشتهرت كل المواقع اليمنيه بسببه....... سادلي بدلوي بسرعة عاليه كسرعة البرق بسبب الوقت لم يسعفني ان اخوض في موضوع بهذه الاهميه العالية و الحساسيه المفرطة......... لاشك ان موضوع كهذا معقد جدا و شائك جدا و هناك خطر من الذين يبسطون القضايا العالقة اليوم ولهذا يخطى الزملاء الذين يعتقدون ان ازمة اليمن تكمن في النظام و ان استبداله باخر يعني حل المشكلة وان تبادل الحكم بين المعارضة الشماليه والسلطة هي المخرج من ازمة النظام ولكن الحقيقة ان الازمة اعقد بكثير من التبادل السلمي لسلطة لان الازمة الحقيقية هي ازمة ثقة بين دولتين كانتا قائمتين في الشمال والجنوب و الهوه النفسيه التي خلقتها المعاضة الشماليه قبل السلطة في نفوس وعقول الجنوبيين في حربها الاخير و وصلت الثارها السيئة الى الصغير والكبير ان الازمة هي ازمة العقل لان حصار السبعين لازال مستمرا في الواقع الجنوبي و هو حصار تمارسة القوى التقليديه بامتدادها و سياجها الايدلوجي و معها باشكال مختلفة قوى المعارضة الشماليه و التي تسعى الاخيرة الى التسلح بايدلوجيا مغايرة من دون ان تنجح في امتلاكها , و للاسف كل اطراف الصراع في اليمن تعمل على احتوى و تضييق الهوه على القوى الجنوبيه من خلال العب الثنائي ولهذا لم تفلت السلطة والمعارضة الشماليه من ازمتها الا عندما تعترف بجوهر الازمة و الجلوس حولها لان التغيير الذي تنشده معارضة الشمال لسلطة لم يتم بتغيير الاشخاص نهما كان دورهم و انما التغيير ينبغي ان يتم من خلال الاعترف بالمشكله القائمة بين الجنوب والشمال من خلال السكلوجيه السياسيه التي يتمتع بها اطراف الصراع وقناعتي بان التغيير ينبغي ان يبدا بتغيير نمط التفكير السائد تجاه الجنوبيين و ان يراجعون ماقاموا به منذ الاحتلال الى اليوم و لهذا لست ازعم هنا قدرتي على وضع تصور بمفردي ولكن اسمح لنفسي بحق الاجتهاد في شان يخص وطني الجنوبي و ان اطره للحوار و لهذا يعني ان جميع النتائج التي جنتها دولة الجنوب من حرب الستين يوما هي نتائج باطله و علينا ان نعمل على نفيها و دحضها مهما حاول بعض المستفيدين منها اجبارنا القبول بها........ اخير الوقت يضايقني لهذا اقول كلمتي الاخير بان نشوة الانتصار الوهمي على الجنوب ستنتهي بالفشل طالما نحمل قضيه انسانيه واخلاقيه تجاه شعبنا الجنوبي لكم تحياتي

الاخ الزامكي
شكرا على اضافتك للموضوع ورفدك له بمساهمتك الرائعة .
اتفق معك ان المشكلة في اليمن اكثر بكثير من تغيير نظام واستبداله باخر..لقد كان الجمهوريون يقولون ان استبدال النظام الامامي بالنظام الجمهوري سيحل مشاكل اليمن ، وفي الجنوب كان الرفاق يقولون ان تحقيق الاستقلال وانسحاب بريطانيا وانهاء حكم السلاطين سيجلب دولة التقدم والازدهار والرفاهية ..وهذه كلها مبالغات من اناس وصلوا الى السلطة ولم يكن عندهم النظج الفكري والعقلي ولا الخبرة العلمية والعملية ،حتى يميزو بين الشعارات والوعود السياسية وبين الواقع الموضوعي ..لقد فقد اليمن الشمالي بعض المميزات التي كانت موجودة ايام الائمة وهي توفر الامن والعدل القضائي كان الناس يبقون يتنازعون لمدة شهرين الى ثلاثة في المحاكم حتى الاستئناف..! واي حكم يصدر ينفذ ..اما الان قد يحتاج الامر الى عشرون او اربعون سنة منازعة على عدة شكل في جربة او مجرد شريعة من شخص يريد تركيع خصمه وبهدلته.!! والاحكام لا تنفذ..!

كذلك الامر في الجنوب العربي حيث الرفاق عملوا 4 خطايا كبيرة وتوجد خطايا اخرى ولكن هذه اهمها :1 .الصراعات والعنف فيما بينهم وبين خصومهم السياسيين 2.التأميم لما هو ضروري وغير ضروري وماهو صغير وكبير..كل شيئ تحت سيطرة الدولة .3 الغاء الديمقراطية والحزبية والحريات التي كانت موجودة في الجنوب العربي والتي كانت ثمرة من ثمار الاحتلال البريطاني والحداثة التي اتت معه ،واستبدالها بالحزب الواحد والراي الواحد ..الخ
4. الدخول في وحدة مع طرف كان خصما لمئات السنين بدون روية ولا تدرج ولا ضمانات وبتسرع وبدون تعقل ..والذي ادى في الاخير الى مايعانيه الان الجنوب وسيعانيه شعبه في المستقبل.ويعتبر ذلك نتيجة طبيعية للخطايا الثلاث الاولى .والخطاء الاخير يعتبر من اكبر واشد الاخطاء فداحة .

وقد قامت الجمهورية في الشمال ، وتولى السلطة عددا من الزعماء لكن التخلف باق والظلم اشد من ذي قبل ، هذا ان لم نقل ان الجمهورية قامت بتنمية التخلف والفوضى ..الخ وسبب ذلك هو تخلف الشعب وبساطة او سذاجة طموحاته واضطرابها.والامر متعلق بمستوى تطور اليمن الحضاري وبطريقة تفكير شعبه وطموحه واماله وليس بتغيير هذا المسئول او ذاك .

خطاء المعارضة في الشمال انها لم تتبنى قضية الجنوب في خطابها والتي كانت نتيجة لحرب 94 وتجعل منها احد قضاياها حتى يثق شعب الجنوب العربي فيها ، ويكون تصحيح ما حصل من مشاكل ، لكنها تبنت خطاب السلطة وايدتها في حرب 94 ولازالت الى الان وان يكن باستحياء ، وهي نظرة قاصرة لمشكلة خطيرة وخطاء كبير جدا ارتكب في وقت قد العالم تغير وحرية الانسان وكرامته وحقوقه اصحبت الشغل الشاغل للاحزاب والمنظمات في جميع انحاء العالم ، وليس لخدمة مستبد او طامح في جاه او مال من هنا او هناك.
المراقب المحايد قد يعذر النظام من ناحية سياسية انه لم يعترف بمشكلة الجنوب كونه من صنعها ، لكن موقف المعارضة يدل على الغباء السياسي واستهبال الناس والضعف الفكري والاستراتيجي في موقفها .ويدل ايضاء على سؤ النية ان لم يكن ماذكرنا سابقا.وان المعارضة لاتنضر الى المواطنين على انهم سواسية بل ان فيهم سيدا من منطقة وعبدا من منطقة اخرى..!! وهذا ما لايمكن قبوله من شعب الجنوب العربي.

مواقفهم هذه تدل على عجز وارتباك واضطراب وهو انعكاس لمستوى التطور الحضاري الذي وصلوا اليه ومرتبط بتاريخهم، وهذا هو السبب الذي يجعلهم يتشبثون بالوحدة كما هي ولتضل احوال اليمن هكذا حتى بعد مائة عام او حتى يوم القيامة.!! والبعض منهم يقول المساواة في الظلم عدل ..!! خاصة كتاب من بعض مناطق اليمن الاسفل ..اي انه يجب ظلم ابناء الجنوب العربي ..حتى يتعمم الظلم على الناس كلهم وخاصة (الشوافع) وهذا من اخطاء معارضة الشمال ..انها لاتنظر الى الجنوب انه كان دولة ذات سيادة وشعبه حر ودافع عن نفسه ضد الاحتلال الزيدي في القرن السابع والثامن عشر الميلادي، وانه قاوم الاحتلال البريطاني حتى حصل استقلاله وان من حقه ان يعيش حر وانههم اتوا الى الوحدة كانداد وشركاء وليس تابعين لاحد ..لكن العبد لايريد الحرية لاحد بل يريد ان يبقى الناس مثله عبيدا.

وفكرة المعارضة في الشمال هو ان يقوم رموز الجنوب والمعارضين فيه بالمبادرة في مقاومة النظام وهم سيتبعونهم ..!!، حتى يتم اخذ حقوق الناس ، او قل انهم يريدون ان يكون الجنوبيين رأس حربة وهم من بعدهم ، وبعدما يقضى الغرض ويسقط النظام او تقر حقوق الناس ، ساعتها قد يقع مثلما وقع عام 94 او مثلما حصل لاهل اليمن الاسفل عام 1968 حين لم يعد اهل صنعاء بحاجة لهم فقاموا بتصفيتهم جسديا ووضيفيا وسياسيا..!!

والمراقب يتعجب من انتضارهم للجنوبيين وعددهم يفوقهم بخمس الى ست مرات ولكنها العقدة اليزينة والسلالية..!!وافساد فطرة الناس وتفكيرهم ،ونظرتهم للحياة بافكار الائمة المتخلفة.

الامور تحتاج الى تفكير وتدبر عميق لكل ملابساتها والاعتبار بالتاريخ وعدم تكرار الاخطاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عامر عبدالوهاب
05-27-2006, 06:27 PM
يا اخي العزيز فشلت الوحدة اليمنيه فشلاً ذريعاً لأن قيامها على اساس باطل وما بنيا على باطل فهو باطل مع الأسف الشديد الذي وقع على الوحدة ما هم الا شله مرتزقه من الحزب الأشتراكي ولم ياخذو رأي شعبهم في الجنوب لقد اغروهم الشماليين بالفلل والسيارات الضخمه وباعو شعب بأكمله مقابل تلك الأغراءات


الاخ شاهين الجنوب
الرفاق كانو ينضرون الى الوحدة نظرة عاطفية في اغلبها ، ولم تكن عندهم لاخلفية ولا تصور واضح عما سيجري بعد قيامها، والبناء مثلما قلت كان يقول على اساس هش ، لذا انهار على ساكنيه ، وهذا متوقع لمن كان يراقب العملية وينضر اليها نظرة نقدية وعقلية.وطبعا الرفاق الان تغيرت نظرتهم مع شعب الجنوب العربي ، لانهم رأو امور لم تكن لهم في بال ..والشمال معروف انه مقيد بأرث الائمة وكل سياسته تجاه الجنوب العربي والمناطق الشافعية تنطلق من هذا الارث .شكرا لك وبارك الله فيك.

مسكين متغرب
05-29-2006, 01:04 PM
نحن يأخوان كما الي يدور في حلقه مغلقه او كما الي ينفخ في قربه مقطوعه
في اعتقداي وليس انا فقط بل السواد الاعظم من ابنا الشعب جنوبه وشماله
ان الوحده حدث تاريخي نبيل وسوف ينصف التاريخ من قام بهذه العمل امثال
الرئيس علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح وكون الاول تنازل عن مصالحه
لتمام المشروع ولكي لانظلم الرجل كما يردد بعض اخواننا في الجنوب انه
رمى الشعب في وحده غير متكافئه هذا كلام غير صحيح فارجل اقدم على هذه الخطوه
بعد ابرام عدة اتفاقات تضمن للشعب في الجنوب حقوقه الا ان سؤ النيه كانت
مبيته لدى الطرف الثاني عندما رائ الاول مندفع نحو الوحده بكل ثقه وعاطفه
اخويه وفي اعتقاده انها فعلا وحده بين بلدين في الاصل هي بلد واحد
الا انه تفاجاء في صنعاء بل خباثه وابتلاع الجنوب ارض وانسان وبدئت التصفيه الجسديه
للشريك الطيب الذي دخل لهذه الوحده بنيه سليمه وكان عايش في حلم وردي
لاان ايادي الشر والعبث لعبت دورها بزرع الفتنه وكون الشريك الاول بداء فعلا
بتنفيذ اتفاقات الوحده وتفكيك بعض اجهزته لدمجها في جهاز واحد بقي الشريك
الثاني بكل اجهزته قائمه كون ان النيه عنده مبيته للحرب الى ان بانت الصوره
بوضوح تام خيوط العبه فحاول الطرف الاول انقاذ مايمكن انقاذه من هذا المشروع
الرائع والكبير فابداء بطرق السلميه واختار هذا الطريق لكي يعود الطرف الثاني
عن نواياه الخبيثه وعندما شعر الطرف الثاني بأاحراج من طريقه الطرف الاول
في التعامل الراقي والعقلاني في ادارة الازمه لم يجد له خيار اخر الا استخدام
القوه فاشن حرب واسعه علي كل الجبهات لتكون الوحده بالقوه وكانت تلك النتائج
للحرب في 94و احصل للطرف الاثاني مااراد 00000000000
وبداء بتوريث المناصب للعائله اولا وللقبيله ثانيا وللاتباع ومن مشى على
دربهم فلا تتوقعون انه هناك ديمقراطيه ولا عداله ولامساواه ابدا ابدا دام نتائج الحرب
هي ما يذكرونا بها في كل مناسبه ومحفل ويبقى الامام ومن بعدي اسمه احمد

عامر عبدالوهاب
05-30-2006, 08:45 AM
اولا شكرا للاخ عبدالرحمن صالح على هذا البحث والطرح والرؤياء السليمة وان اختلفنا في بعض
اطروحاته فلا ننسى بأنه بذل جهد يشكر عليه ويعتبر بحثه هذا مرجع لكل باحث عن الحقيقة في
هذا الخصوص /

نقدر لك ذلك ونشكرك جزيل الشكر ونحمد الله ان منٌ علينا بكتاب امثالكم هنا بالسقيفة /
بالنسبة للوحده نحن كشعب فرحنا بها لحد لايتصوره احد كوننا اعتبرناها المنقذ للشعبين معا ولاكن
للاسف (بغيته عون طلع لي فرعون) بمعنى الكلمة /
الوحده تعمدت بالدم وهذه الكلمة الشهيرة للاسف للشيخ الفاضل عبدالمجيد الزنداني بكلمة ((شي سال دم؟؟؟)) وقبل ذلك فعلا كانت فتاوي وتشكيل ليس في اعضاء او منسوبي الحزب الاشتراكي بل في شعب الجنوب قاطبة اللي بالداخل والخارج وهذا ماكنا نلمسه ونتقبله بروح وطنية وبروح الواثق من نفسه ولكن كانت كلمات نابية تحز في انفسنا واليوم نرى العكس فان روح الاسلام في الجنوب وليس في الشمال !!!

اهلنا في الجنوب اليوم بكل اطيافهم سيقبلون بكل من يطالب بحقوقهم خارجيا او داخليا ويظهر قضيتهم
وعلينا ان نقف مع من يطالب بحقوقنا في المساواة واول طلب هو المساواة في المواطنة ومطالبنا
كثيرة //
جزاء الله خير كل الجزاء كاتب البحث هذا وهو قلم مجتهد وتعتبر خطوه ليس من السهولة ان نستهين
بها بل علينا نشرها كونه صوت جنوبي ينادي بحقنا و ابرز للجميع حقائق للتاريخ ومن التاريخ نفسه
اذا لم نؤيده فاقل شي علينا ان نصمت ولانشكك في بعضنا البعض // ولكل مجتهد نصيب///


العزيز راعي الذاهبة
نعم الجنوبيين كانو صادقين وجادين عندما دخلوا الوحدة ،وقد شغلتهم كثيرا منذ اواسط الخمسينيات، واول من دعاء الى اقامة وحدة بين اليمن والجنوب العربي ، كان جنوبيا من عدن هو عبدالله الاصنج (وقد جاء ذلك في دراسة قرأتها للمؤرخ الكبير الراحل سلطان ناجي بعنوان (نشؤ الدعوة الى الوحدة اليمنية ) وقد نشرت في مجلة الباحث العربي الفصلية والعدد ليس لدي حاليا او اني اذكر رقمه او تاريخه بالضبط .ولكن اعتقد ان تلك الدراسة كانت عام في اواسط الثمانينيات(=1985) من القرن الماضي).وكان تفكيرالجنوبيين في الغالب قائم على عددا من الافتراضات النظرية ويمكن ذكر الاتي :

1.ان الوحدة فيها الخير لجميع فئات الشعب شمالا وجنوبا ، وان فيها قوة لليمن كلها.
2. الوحدة ستنهي حالة العداء والحرب بين النظامين وسيعيش الناس في امن وامان ، وسيتم تحويل ماكان يصرف على بعضا من الجيش والامن والمخابرات ، للتنمية الاقتصادية، والاجتماعية..الخ. وسيتم تسريح جزاء منهم لعدم الحاجة اليهم ..
4.الوحدة سترفع من مستوى الشعب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا،وستحل مشكلة البطالة والتخلف ..الخ
5.الوحدة ستجعل من اليمن قوة اقليمية لها مكانتها الدولية.وستكون الجنوب كيانا قويا بوحدتها مع الشمال.
6.الوحدة ستوفر للشعب الحرية والديمقراطية والعدالة القضائية والاجتماعية والطمأنينة والسكينة...الخ.

وهنالك امال واحلام اخرى كان الناس يتوقعونها من دولة الوحدة ، لكن الاحوال لم تسير حسب ماكان الناس يتوقعون حتى اكثرهم تشاؤما ..بل سارت في اتجاه معاكس لذلك ..والسبب الواقع الموضوعي وهو وجود التخلف في اليمن ،هذا سبب والسبب الثاني هو عدم جدية الطرف الاخر وعدم ايمانه بوحدة الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة والتكافؤ ، بل هو يرى الوحدة على اساس انها ضم لمحافضات جديدة فيها ثروات يمكن الاستفادة منها الى جانب ماهو موجود من محافظات من قبل ..! وهو يعامل محافضات الجنوب العربي مثلما كان يعامل محافضات اليمن الاسفل(=اب وتعز) وتهامة على اساس انها محافضات خراج ،واهلها رعية مهمتم خدمة المحاربين المسيطرين على السلطة، وليس لاهلها حق في حكم انفسهم او المشاركة في السلطة الا كواجهة. وهو لايهتم بتطوير او تغيير احوال اليمن الى الافظل وهذا لم يكن هدفا من اهدافه ، بل هدفه البقاء في السلطة والهيمنة على مقدرات البلاد واستخدامها بالطريقة التي تحلو له .ومن عمره مثلا 25 عاما وليكن من مواليد 1980 يدرك ان اليمن لاتتقدم مطلقا الى الامام بل تسير الى الخلف في معظم المجالات ..لان الحكام غير مهتمين بأداء واجبهم بالطريقة الصحيحة لخدمة الشعب ، بل هم يعتبرون انفسهم سادة اتوا بسيوفهم لحكم هذا الشعب والذي يشبه الثعابين..!! ويساعدهم على الحكم بالطريقة هذه وجود تخلف تاريخي شامل وعميق في المناطق التي يتكئون عليها للبقاء في السلطة ،وبسبب ذلك التخلف فأهالي تلك المناطق يدافعون عن هذا النظام بكل مايستطيعون ،ولا يعتبرون ذلك خطاء ، والسبب انهم يضعون الاعتبارات والمصالح الطائفية والمناطقية والقبلية، قبل المصالح الوطنية ، ويعتبرون تأييدهم لاهل مناطقهم او مذهبهم عملا ((وطنيا)) او صائبا..!! وهذا مايزيد من تعقيد الوضع ومن صعوبة التغيير.

ابناء الجنوب العربي بداؤ الان يعرفون ويدركون الواقع القائم ويتعاملون معه بالطريقة الملائمة له ..والنظرة العاطفية التي كانت تغلب على تفكيرهم بدأت تتلاشى ،ان لم نقل تختفي ، وبدلا من ذلك التفكير الان الناس يطالبون بحكم اتحادي على الاقل ،والبعض يطالب بالاستقلال وغيرهم يطالبون بدولة القانون والنظام ، وكل له انصاره .والذي اتوقعه في المستقبل ان يزاد المطالبين بالحكم الاتحادي والاستقلال .والمصالحة بين الجنوبيين والتي بدأت منذ شهر يناير في عدن وهذا الشهر في الضالع ، هي البداية لمسيرة قافلة المصالحة والتضامن ، وهي تعكس ما سيكون عليه ابناء الجنوب العربي في المستقبل .واذا حصل الاتحاد والتضامن بين ابناء الجنوب العربي، سيحقق لهم ذلك فوائد لاحصر لها ، اذ انهم يستطيعون المطالبة باعادة تصحيح مسار الوحدة ، واقامة نظام حكم فدرالي ، مالم يكن ذلك ممكنا سيطالبون بالاستقلال ..وسينجحون في الحالين ..والاتحاد هو الخطوة الاولى لتحقيق الاهداف والغايات .

شكرا لك اخي الكريم على ثنائك لي ونحن نقدم مانستطيع من اجل اهلنا في اليمن ونقول الحق مااستطعنا الى ذلك سبيلا ، وهو واجب علينا ،وهو قليل بالمقارنة مع مايقوم به بعض الاخوة المجاهدون في كل مكان ..شكرا على التعقيب وبارك الله فيك .

عامر عبدالوهاب
05-30-2006, 09:18 AM
المكرم عامر عبد الوهّاب
أشكرك كثيرا...
يجب أن نصطحب التاريخ في حوارنا هذا .
لم نقرأ قط في التاريخ أن شعبا أو أمّة اختارت أن تنقسم عل نفسها ، غير أننا قرأنا عن سياسيين قسّموا الأمم وفرّقوا بين الشعوب . دعك من هذا ، فقد لا توافقني وأنا أحترم رأيك .
قلت أنت:[ تمّ التوحيد عام 90 وكان الناس يأملون خيرا ]
واضح ـ سيّدي ـ أن آمال الناس تحطّمت وينبغي أن نجاهد لأجل تحقيق الآمال . هذا هو المسار الطّبيعي للجهاد ، وإن صمّمت على فكّ عرى الوحدة بحجة تحقيق آمال الناس ، فأودّ هنا ـ شاكرا فضلك ـ أن تقنع التاريخ عن هكذا سلوك .
تحدثت عن العواطف التي كانت الدافع القوي نحو الوحدة ، وهذا صحيح فكلّ شيء يخضع لحسابات مادية وسياسية إلا احتضان الأمّ لأبنائها فإنه يخضع للعاطفة الصّرفة ، وبعيدا عن لغة العواطف ، أيروق لك بعد أربعين عاما من الجهاد الذي كلّفنا دماء لتحقيق الوحدة اليمنية أن نأتي اليوم لننسف هذه الجهود الجبّارة؟
لقد ذهبت يا أخي الكريم إلى تباين عوامل جغرافية وسياسية ومذهبية وشيء من هذا . الحقيقة أنك أنت الذي تقرأ مثل هذا وتكتبه ، أمّا الشّعب فلا ، وأعطيك دليلا:
إنّك لو بحثت في وثائق سفر المهاجرين المسنين من أيّام نظام المحميّات لوجدت أن كثيرين منهم يحملون جوازات المملكة المتوكلة اليمنية ، صادرة من صنعاء ، فأيّ جغرافيا أو سياسة تتحدثون عنها.
قلت: إنّ تغيير النّظام لا يغيّر شيئا . أنت أيضا محق ، ونحن سيّدي لا نرى في تغيير النظام تعديل سحري على أرض الواقع . نحن نطالب بتغيير الأدبيات القائمة على التّحزب وحكم الهوى ومنافع أخرى ، ليس هذا مجالها . ‘إننا تألمنا في السّابق من الحزب الإشتراكي ، واليوم نتألّم له كيف يا أخي الكريم؟ . سندع الكثير ليس هنا مجاله، لنتحدث عن الحق التاريخي لهذا الحزب ولرموزه في تحقيق الوحدة اليمنية ، أرأيت أن في الأدبيّات بعض من قصور وعيوب؟ .
طلبت منّي العود إلى قراءة معمقة لما كتبتم ، وأودّ هنا أن أكون صادقا معك وصريح: أيّ فكرة أو موضوع أو جهد يسعى إلى نسف وحدة أيّ أرض ، فالعبد لله يرفض ، وعندما تكون هذه الأرض اليمن ، فالرفض مع المقاومة أيضا ، وآمل أن لا يزعجك هذا.
نعايش قهر من سلوك بعض المسئولين في دولة الوحدة كما يسمونها ، لكننا سنجاهد في اتجاهين:
الأول: بكلّ ما أوتينا من قوّة للحفاظ على الوحدة .
الثاني: بكلّ ما أوتينا من قوة الكلمة لمقاومة من تسبب في قهرنا وذلّنا أحيانا .
عفوا أخي عامر عبدالوهّاب




اخي الكريم سالم
نعم توجد امم انقسمت على نفسها انظر الى الهند وروسيا، ويوغسلافيا ، وتشيكسلوفاكيا ، وغيرها.الانقسام يأتي من عوامل كثيرة ليس من اللغة والدين والعادات والتقاليد فحسب ، بل توجد احيانا اسبابا اقتصادية وسياسية تجعل من جماعة ما تطالب بالاستقلال .انظر مثلا الى جمهورية الجبل الاسود ، والتي هي جزاء من صربيا وسكانها يتكلمون اللغة الصربية ،ودينهم واحد هو الارثوذكسي ،(=احد المذاهب المسيحية الكبرى)واصلهم صرب ومن الشعوب السلافية،ولكن لاسباب اقتصادية وسياسية فقد طلبوا الاستقلال عن صربيا وعددهم حوالي 600 مائة الف بينما صربيا حوالي 8 ملايين ..لقد تركوا الدولة الكبيرة صربيا واختاروا الاستقلال والعيش بعدد قليل متطور ومزدهر افظل من كثرة فقيرة ..وهنالك حالات اخرى ايضاء.

طول وقت الجهاد وكثرة المجاهدين ليس دليل صحة لفكرة او عقيدة ما ..!! لان صحة الافكار والمعتقدات السياسية هو في قدرتها على تغيير الواقع الى الافضل ..وهذا مالم يحصل من بعد الوحدة ..والتاريخ لايقاس بمقدماته بل بنتائجه ..مثلا المؤرخين يتفقون ان الغزو الفرنسي لمصر جلب لها الحضارة والمدنية ويلخصونه المسئلة ان ذلك الغزو خيره اكثر من شره..!! برغم انه كان غزوا غرضه الاحتلال والاستعمار.وقس على هذا كثير من الحوادث التاريخية ، والتي بعضها ابتداء بمقدمات صحيحة نظريا ، وانتهاء بنتائج فاشلة عمليا، وبعضها مثل المثال الذي ذكرنا عن مصر ابتداء بمقدمات خاطئة نضريا ، وانتهاء بنتائج عملية مفيدة .

الاختلافات بين الجماعات والشعوب اساسها هو جغرافي وتاريخي وديني ، وهذه العوامل تكون ثابتة ، وانا لم اخترع تلك الاختلافات ولكني فسرتها اعتمادا على حوادث تاريخية معروفة وموثقة واعتمادا على الواقع الراهن.ولو لم تكن تلك الاختلافات موجودة لرأينا الوضع مختلف جدا.ماالذي يفسر لنا مثلا تشبث اهل شمال الشمال بالوحدة ..؟؟ الا لانهم هم المسيطرون على السلطة ولهم مصالح مادية ومعنوية من وراء ذلك ..ولو لم تكن لهم مصالح اكثر من الخسائر لما ترددوا ساعة في التخلي عن الوحدة ، وتاريخهم يدلنا على انهم قاوموا كل الدول التي حاولت توحيد اليمن في الالف العام الماضية من ال الصليحي ، الى بنو ايوب ،ورسول وطاهر.وكانو انفصاليين بالمعنى الدقيق للكلمة ، ولكن عندما دار الزمان دورته واصبحت السلطة والقوة بيدهم اصبحوا هم ((الوحدويون ))وهم من يريد الوحدة ويسعى لها لان فيها مصالح جمة لهم ، ولايمكن بناء او بقاء دولة لهم بدونها .!واليمن توحدت في السابق 5 مرات في الاف العام الماضية وفشلت كل تلك التوحيدات والسبب انها قامت على القوة والمركزية، والوحدة القائمة وحدة 94 قائمة على القوة ايضا وربما يكون مصيرها مثل مصير سابقاتها .وقد ارتكبت جرائم باسمها لم يحصل في السابق ان جرى مثلها.

انا لست ضد الوحدة او الانفصال ..!! انا درست ضاهرة الوحدة وقصتها منذ الخمسينيات الى الان ..وقد اوضحت بطريقة تحليلية في ختام الدراسة وقلت ان الوحدة يمكن ان تبقى ، ولكنها تحتاج الى اناس مقتنعون بها ، وبمقوماتها واولهم اهل الشمال،(=شمال الشمال وهم الذين بيدهم السلطة) لان نضرتهم الى الوحدة حتى الان تنطلق من نضرة امامية قديمة مفادها ان ماعدا الزيود يجب ان يخضعوا للزيود ..!!
ويجب استخدام كل الوسائل والكذب والدعاية والعنف لتحقيق هذا الغرض.وللعلم الزيود مثلهم مثل الشيعة عندهم عقيدة التقية والتي تقوم على اساس انه يجب الاخذ بموقفين موقف امام الناس والراي العام الخارجي وهو فقط لكسب التعاطف والمواقف ، وموقف اخر هو مايقتنعون به وهو خدمة مصالهم الذاتية حتى لوادى ذلك الى تدمير المعبد بمن فيه،وانضر الى مايقوله النظام في اليمن والى مايفعله تدرك هذه الحقيقة .

هذا الفهم يتصادم مع امور كثيرة منها حقوق الاخرين وهم الاغلبية ،ويتصادم مع دولة القانون والنظام لانه يقوم على التمييز والعصبية الطائفية والقبلية،ويتصادم مع ما اتفق عليه بين ابناء الشمال والجنوب ومع الدولة العصرية والتي تقوم على المساواة بين الناس بغض النظر عن خلفياتهم .
الواقع ان اليمنيين فشلوا فعلا في ثوراتهم وفي ماقامو به من اعمال ومن ضمنها الوحدة،وهو يدل على تعقيدات الواقع الموضوعي(الطبيعة، الاقتصاد القائم ،الفقر، التخلف، الواقع القائم، زائد العامل الذاتي اي تفكير الناس والذي هو اسير الواقع المتخلف عند الغالبية منهم) وفكرتك ان نناضل 40 عاما اخرى من اجل الحفاظ على الوحدة فكرة طيبة ولكن هل يوجد اناس مؤمنون بها في الجهة الاخرى ..؟؟؟ وهل الوحدة التي في ذهن زيد هي نفسها التي في ذهن عمرو..؟؟ الشيء المؤكد والتي تشير اليه الدلائل ان الوحدة المتصورة في ذهن صاحب حضرموت غير الوحدة التي يتصورها صاحب صنعاء او صعدة ، لان كل واحد ينطلق من مصالح وتصورات قَبْلية معينة .واذا كان الامر يتطلب منا نظال من اجل الوحدة لاربعين عاما طيب كم سيبقى لنا من الوقت للقيام بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية ..؟؟!!

الامر يحتاج الى نقاش نضري وتاريخي معمق لمعنى الوحدة ، وماهي فوائدها وهل الفوائد تفوق الخسائر..؟؟ ام الخسائر اكثر ..؟؟وكيف يمكن بقاء الوحدة القائمة او تصحيحها ..؟؟اذا كان ذلك ممكنا ..واعتقد انه بسبب انعدام الحريات لمناقشة موضوع مثل هذا بطريقة حرة وصريحة واخراج مافي القلوب سيضل الالتباس حول هذا الموضوع لوقت طويل ..ليس عند العامة من الناس ولكن عند المثقفين ايضا..!

شكرا على تعقيبك والذي طرح اسئلة مهمة جدا اعطت تفاعلا وحيوية للموضوع ، وارجوا مواصلة الحوار بهذه الطريقة الممتازة دمت لي .

عامر عبدالوهاب
05-31-2006, 08:24 AM
نحن يأخوان كما الي يدور في حلقه مغلقه او كما الي ينفخ في قربه مقطوعه
في اعتقداي وليس انا فقط بل السواد الاعظم من ابنا الشعب جنوبه وشماله
ان الوحده حدث تاريخي نبيل وسوف ينصف التاريخ من قام بهذه العمل امثال
الرئيس علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح وكون الاول تنازل عن مصالحه
لتمام المشروع ولكي لانظلم الرجل كما يردد بعض اخواننا في الجنوب انه
رمى الشعب في وحده غير متكافئه هذا كلام غير صحيح فارجل اقدم على هذه الخطوه
بعد ابرام عدة اتفاقات تضمن للشعب في الجنوب حقوقه الا ان سؤ النيه كانت
مبيته لدى الطرف الثاني عندما رائ الاول مندفع نحو الوحده بكل ثقه وعاطفه
اخويه وفي اعتقاده انها فعلا وحده بين بلدين في الاصل هي بلد واحد
الا انه تفاجاء في صنعاء بل خباثه وابتلاع الجنوب ارض وانسان وبدئت التصفيه الجسديه
للشريك الطيب الذي دخل لهذه الوحده بنيه سليمه وكان عايش في حلم وردي
لاان ايادي الشر والعبث لعبت دورها بزرع الفتنه وكون الشريك الاول بداء فعلا
بتنفيذ اتفاقات الوحده وتفكيك بعض اجهزته لدمجها في جهاز واحد بقي الشريك
الثاني بكل اجهزته قائمه كون ان النيه عنده مبيته للحرب الى ان بانت الصوره
بوضوح تام خيوط العبه فحاول الطرف الاول انقاذ مايمكن انقاذه من هذا المشروع
الرائع والكبير فابداء بطرق السلميه واختار هذا الطريق لكي يعود الطرف الثاني
عن نواياه الخبيثه وعندما شعر الطرف الثاني بأاحراج من طريقه الطرف الاول
في التعامل الراقي والعقلاني في ادارة الازمه لم يجد له خيار اخر الا استخدام
القوه فاشن حرب واسعه علي كل الجبهات لتكون الوحده بالقوه وكانت تلك النتائج
للحرب في 94و احصل للطرف الاثاني مااراد 00000000000
وبداء بتوريث المناصب للعائله اولا وللقبيله ثانيا وللاتباع ومن مشى على
دربهم فلا تتوقعون انه هناك ديمقراطيه ولا عداله ولامساواه ابدا ابدا دام نتائج الحرب
هي ما يذكرونا بها في كل مناسبه ومحفل ويبقى الامام ومن بعدي اسمه احمد


الاخ الكريم مسكين متغرب
لقد اضفت الى الموضوع معلومات مفيدة ، نعم الرئيس اليمني الجنوبي علي سالم البيض وزملائه في الحزب اتوا الى الوحدة بنية صادقة ، وكان يحدوهم الامل ان الطرف الاخر سيبادلهم نفس الشعور،وان لم يكن ذلك ممكنا منه سيكون من شعب الشمال والذي عانى ويعاني من الفوضى وانعدام الامن والعدل القضائي والاجتماعي.

لكن ذلك لم يحصل،وحدث العكس اذ ان الطرف الاخر دخل الوحدة ونيته
كيف يستحوذ على السلطة كلها ويبعد الحزب الاشتراكي كفكرة وكيان من
السلطة ، ويستولى على اراضي الجنوب وثرواته ويتصرف به وبها كما يشاء،
وما عمله مستوحى من توحيدات سابقة جرت في اليمن خلال الالفين العام الماضية.
والخطاء يؤدي الى اخطاء طبعا.
الاغتيالات بينت الوجه الحقيقي للشمال ونياته التي كان يخفيها تحت شعارات الوحدة، ولما لم تحقق الاغتيالات هدفها في اخضاع الجنوبيين ، كان لابد من شن حرب حتى يتحقق هذا الغرض.وللعلم الحرب لازالت مستمرة حتى الان باشكال كثيرة ضد الجنوب
، ولعل تسريح الناس من اعمالهم ومحاربتهم في معيشتهم ومصادرة اراضيهم، ومنعهم من العودة للعمل في الجيش والشرطة لمن كانو عسكريين ..وغيرها وغيرها يؤكد ذلك.

الشعب الشمالي كان موقفه سلبي لانه لم يتعود على الحرية والديمقراطية،حتى تكون له مواقف مناوئة للنظام، وفوق هذا فهو منقسم بين زيود وشوافع، وقبائل ومناطق زراعية،والنظام قد ضلل الناس انه يدافع عن الوحدة وصدقه البعض منهم، بل انهم توقعوا ان تتحسن الاحوال بعد انتهاء غبار المعارك وان تقام دولة القانون والنظام، ومن يراجع تصريحات المسئولين في تلك الايام سيدرك ذلك.ولكن فاقد الشئ لايعطيه ومن لهم بالسلطة 30 عاما ..انى لهم ان يصلحوا بعد كل تلك المدة..؟؟! لكن عامة الناس تنقصهم المعلومات الدقيقة والقدرة على تحليل اتجاهات الامور والاعيب السياسة. وبعض من مناطق اليمن تمنوا ان يحصل للجنوب ماهو حاصل لهم..!! حتى تكون هنالك عدالة حسب زعمهم على اساس ان المساواة في الظلم عدل..!! تصور الى اي حد وصل تفكير الناس.
الجنوبيين حاولوا اصلاح ماحصل من اخطاء في الفترة الانتقالية وذلك بتبني خطة الاصلاح الشامل الذي طرحها الرئيس علي سالم البيض والتي اصبحت فيما بعد وثيقة العهد والاتفاق ..وسجلوا نقاطا معنوية وتاريخية .ولكن الطرف الاخر قد كان مستعدا للحرب،والتي بدأها منذ قيام الوحدة ، واراد استكمال استراتيجيته في السيطرة على الجنوب، وكانت حرب 94 .

ومما لاشك فيه ان علي سالم البيض هو الرجل الوحدوي الاول في اليمن، وان الشعب الجنوبي هو الشعب الوحدوي والذي قدم التنازلات لتحقيق الوحدة..هذا من حيث المبداء والاخلاق وللحقيقة وللتاريخ.
ولكن السياسة لايجب ولا ينبغي ان تُسَير بالعواطف وحسن النية، اذ ان ذلك قد يقود الى كوراث مثل التي حصلت، والصح هو استخدام العقل والمنطق والواقع والاعتماد على التاريخ وحوادثه وعدم الاندفاع ابدا والعمل خطوة خطوة وبنَفَس طويل حتى يصل الانسان الى غرضه.ويكفي ان ننضر ماجرى لاهل الجنوب حكاما وشعبا وارضا.من قبل (اخوانهم ) اهل الشمال والسبب الاندفاع والتسرع .اي ان الجنوبيين يتحملونه جزاء من مسئولية ماجرى ، والمسئولية الاكبر يتحملها الشمال .

ورُبْ ضارة نافعة ..وسيطرة الشمال على الجنوب في اعتقادي سيؤدي في الاخير الى توحده ونهوضه افضل من ذي قبل ،وبالتالي يأخذ الشعب هناك حقوقه، ويقيم الوحدة التي يراد لها ان تكون، او ان يستقل ويقيم دولته الحرة ، وتاريخ الجنوب العربي يدلنا على ذلك.ومناهضة الوضع القائم لم تتوقف منذ حرب 94 ،وهي الان تتسارع اكثر من ذي قبل ..والسبب فساد وتخلف وكذب وضلال من يدعون انهم وحدويون.

دمت لي وبارك الله فيك وشكرا على رفدك الموضوع بتعقيبك القيم والهام.