المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل وتعليق على حادث قتل (اللغلغي) صاحب اب من قبل 20 مسلحا من اهل سنحان..!!


عامر عبدالوهاب
05-25-2006, 05:31 PM
‎05:13 م ‎25/‎05/‎2006
اللغلغي الذي قتله 20 شخصا من سنحان.
سبب الحادثة ان احد الاشخاص من اهل سنحان ذهب الى شارع 45 (=45 متر عرض الطريق)وسط صنعاء لشراء مكنسة من سوق حراج يوجدهناك على تقاطع شارع تعز، ودخل احد الدكاكين المملوكة لشخص من جبل حبيش محافظة اب، وعندما كانو يتساومون على سعرها تلفظ عليه السنحاني بقوله ((يالغلغي)) وهذه الكلمة تطلق على اهل اب وتعز من اليمن من قبل اهل المناطق الزيدية استهزاء واحتقارا.ولايعرف ماالذي عمله الحبيشي للسنحاني ربما انه رد عليه بكلام مثل الذي قاله له.وقام السنحاني بالذهاب الى اصحابه وعاد ومعه 20 شخصا مسلحا ربما يكون بعضهم من العساكر وقام جانب منهم باغلاق المنطقة حتى لاياتي احد وجانب ذهبوا (لتأديب) صاحب جبل حبيش محمد محمود الحامدي وضربوه حتى اسقط ارضا ثم اطلقوا عليه الرصاص. هذا الحادث وقع يوم الاربعاء الماضي 17 مايو 2006.

وهذا الحادث لم يأت من فراغ بل له خلفياته السياسية والاجتماعية والتاريخية، ان سيطرة الزيود على اب بعد انسحاب الاتراك منها عام 1045 هجرية جعلتهم يرسلون اليها المستوطنون من المناطق الشمالية ويحكمونها حكما عسكريا صارما واول من حكمها بعد تلك الفترة هو اسماعيل بن القاسم واولاده من بعده (اصبح امام فيما بعد) هؤلاء المستوطنون تم ارسالهم الى هناك من اجل السيطرة البشرية عليها لخصوبتها وبسبب طبيعة اهلها الميالة الى المسالمة .وقد حاول المتصوف المعروف الشهيد سعيد العنسي عام 1253 هجرية طرد هولاء المستوطنون من اب لكن عدم التخطيط السليم لثورته وتاسيسها لتكون ثورة مستمرة حتى لو قتل هو او غيره من قادتها جعلها تفشل، اذ ان الثورات احيانا تحتاج الى اجيال حتى تحقق اهدافها.وقد تم القاء القبض عليه ثم اعدامه في اب من قبل الامام المتوكل احمد.عام 1256 هجرية.
وقد تم اعادة المستوطنون الذين تم ابعادهم عن اب الى اماكنهم والتي بسطوا عليها بالقوة ، ويشاهد من يذهب الى هناك قرى لاناس من خولان ، ومن حاشد ، وبكيل، وغيرها، وعندما سئلنا كيف تملك هؤلاء هذه الاراضي قالو بسطوا عليها بسط.بالقوة والدولة بجانبهم.!!(مثلما يجري الان في اليمن الجنوبي)
وقد ضلى اهل اب يتعرضون للاضطهاد المستمر حتى اتى الحكم التركي لليمن وخف ذلك الاظطهاد وحاول المشائخ هناك السيطرة على الامور وقاوموا دولة الامام يحي حين غزت مناطقهم وسطر بعضهم اروع البطولات مثل الشيخ الجسور عبدالعزيز الحداد من جبل حبيش والذي لم يقتل الا بعد ان تم هدم البيت الذي كان فيه بالمدفعية وقد قتل لوحده 60 شخصا من عسكر الامام يحي عام 1920 بلاضافة الى مئات الجرحى.لكن تلك المقاومة لم تدم الا ايام بعدها تم السيطرة على مناطق اب وحبيش ، وعاد الظلم مثلما كان ايام الائمة المتقدمين، وتواصل الاستيطان مرة اخرى من قبل طامحين جدد .وبعض المشائخ الان في منطقة اب خاصة حبيش والعدين وبعدان ليسوا من اهل اب بل من بقايا العسكر والمستوطنين من الزيدية.مثل دماج، وابو اصبع، وابو حليقة وغيرهم الشخص الذي سمعنا انه سيتم تحكيمه من اجل حل القضية هذه.

وقد وصل الامر ببعض الناس هناك الى ان ينسبون انفسهم انهم من مناطق شمالية، لانهم يعتقدون بقوة اهل مناطق الشمال وذكائهم ،وهذا طبعا وهم ولكن المغلوب مولع بتقليد الغالب حتى في نسبه ..!! وهو يدل على الحالة التي وصلو اليها.وكل الذين كانوا بالسلطة هناك منذ مئات السنين كانو من اهل المناطق الشمالية، وهذا ماجعل الاهالي هناك في وضع نفسي وفكري غير سوي، بل انهم في حالة ذل .وهذا مايستغله اهل مناطق الشمال بمزيد من الاذلال وقد اطلقو عليهم اسم ((اللغالغة)) تحقيرا واستهزاء بهم .والسلطة تعين من تشاء هناك وله ان يقود الناس وينهبم كما يريد.ويوجد احرار هناك بالتأكيد لكن عددهم قليل جدا.وهذا هو السبب لوجود شعبية لرجال الدين مثل الزنداني وبن لادن والاحزاب الاسلامية هناك والذي هو احد المستوطنين.لان الناس يبحثون عن عدالة لازالت موجودة في مواعظ رجال الدين اما الواقع فلا وجود لها.!!
وبسبب الاذلال الذي يعانون منه هناك فالبعض منهم يرى في اناس مثل بن لادن مثال للشخص المنقذ لهم ..وهو وهم لكنهم متعلقون به..وهذا هو السبب الذي جعل احدهم وهو مدير مديرية في اب الى اهداء بنته لبن لادن وارسالها مع اخوها الى افغانستان.لانهم يحبون الابطال ويبحثون عن واحد..!!

لقد طولنا في شرح الاوضاع وهذا ضروري لفهم خلفية الحادث ، وخلفية (اللغلغة)..!!

والان سنطرح بعض الاستنتاجات لفوائد واضرار الحادث على الشعب
فوائد الحادث للشعب
1.من فوائده انه سيضهر النظام على حقيقته القبلية والعسكرية والطائفية التي يحاول اخفائها تحت مسمى الوطنية والوحدة وغيرها.ويضهره على انه عاجز عن حفظ النظام ولو في الحد الادنى منه.
2.هذا الحادث سيغير تفكير بعضا ممن لازال في عقولهم وهم بتحسن الاوضاع تحت قيادة هذا النظام ،ويجعلهم يصحون او يغيرون من نظرتهم الايجابية اليه.
3.المناطق التي يسمى اهلها ((لغالغة) ربما هذا الحادث يجعل بعضا منهم يصحى ويعرف انه لاقيمة لهم عند هذا النظام القبلي والطائفي المتخلف.وان الافضل لهم هو البحث عن حلول اخرى غير مايروج لها النظام ، وعليهم ان يتضامنوا مع بعضهم البعض، ويعملون بطريقة صحيحة وسليمة من اجل مصلحتهم ، وان خدمتهم للنظام لم تجعل منهم مواطنين متساويين مع اهل مناطق شمال الشمال.

هذا الحادث ليس الاول فقد سبقه حادث وقع في الثمانينيات حين دهف (=دفع) احد الاطباء وهو من تعز رجلا من سنحان في صنعاء عندما كانو يتزاحمون في طابور بالمستشفى.وقامت القيامة بسبب ذلك ولم تقعد ولم يكن هنالك بد من حكم قبلي ، وقد حكموا على الطبيب بهجر(=قربان) رأس بقر وقام الطبيب وهجر(ارضا) صاحب سنحان..!!وقد قام الطبيب التعزي وهاجر الى تعز وفتح له عيادة هناك ، ابتعادا من اي احتكاك او اشكال مع اهل سنحان، ولكن ذلك لم يشفي غل اهل سنحان وقام ولد السنحاني وهو ظابط برتبة رائد بالذهاب الى عيادة الطبيب في تعز وقام بقتل الطبيب هنالك داخل عيادته..!!! وفي بلاده.!!
وسمعنا انه اعدم ولكن هذا الخبر ليس مؤكدا.

والحادث الثاني وقع عام 92 او 93 لست متأكد من ذلك .هذا الحادث وقع في شارع الزبيري وذلك حينما حاول عسكري من شرعب ايقاف سيارة ظابط يلبس لبس مدني من سنحان ويدعى فلان الجاكي (نسبة الى قرية بهذا الاسم) وزاد الكلام بينه وبين السنحاني وكان يقف في الجهة اليمنى للسائق ،واتى الظابط الذي يعمل مع الشرعبي في الجولة وقال للسنحاني لماذا لا يلتزم بالوقوف وقال له هل تعرف من انا..؟؟!! قال لا واطلق عليه النار وارداه قتيلا وقد وقعت بسبب تلك الحادثة مضاهرات قتل على اثرها عشرات المتضاهرين.وقد حكم على السنحاني بالسجن 3 سنوات ووزارة الداخلية تدفع دية الظابط صاحب خبان.!! وانتهت القضية.

وهنالك حوادث اخرى ونكتفي بهذا .

والخلاصة ان الخطاء من الجانبين الدولة والمواطنين فالدولة يجب عليها تطبيق القانون على الجميع ، ولايجب ان يطبق على اناس واناس لا وعلى مناطق واخرى لا.هذا غير مقبول.والدولة هي المخولة دستوريا وقانونيا بتطبيق القانون،ولو طبق القانون لكان كل شيئ على مايرام.

اما خطاء المواطنين فيتمثل في سكوتهم وقبولهم للظلم ..!! وهذا اكبر خطاء اضرهم في الماضي والحاضر وسيضرهم في المستقبل، يجب على الناس العمل على تطبيق القانون واحترامه، وان احد انتهكه يتم الوقوف في وجهه .والدولة الفاسدة لايجب تأييدها مطلقا لافي انتخابات ولا غيرها.ويجب ان يكون لكل انسان دور يقوم به ويؤديه.والناس عندما يقبلون بالظلم تحصل مثل هذا الحوادث المزعجة،واسواء منها .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عامر عبدالوهاب
05-25-2006, 05:33 PM
وهذا هو الخبر لمن لم يقراه بعد حسب ماجاء في صحيفة الناس وموقعها على الانترنت.


http://www.nasspress.com/news.asp?n_no=2139&sss


طالبوا بقتلة الحامدي.. عصابة من سنحان تزهق روح تاجر من حبيش امام أولاده بسبب مكنسة

17/5/2006

ناس برس - خاص


"الموت.. أو دم الحامدي" شعار رفعه مشائخ وأعيان وتجار أبناء مديرية حبيش بمحافظة إب أمام وزارة الداخلية للمطالبة بدم محمد حمود الحامدي الذي لقي مصرعه الأحد الماضي على يد عصابة تزيد على 20 شخصاً في جولة 45 مقر عمل الشهيد في شارع تعز.

والقصة أن عصابة من منطقة "سنحان" جاءوا مدججين بمختلف الأسلحة إلى حراج 45 مقر عمل الشهيد وقاموا فور وصولهم بالانتشار في أرجاء الحراج انتشاراً عسكرياً محكماً وأغلقوا أبواب الحراج لمنع حركة الدخول والخروج ثم قامت فرقة منهم بتهديد المتواجدين داخل الحراج ومحاصرتهم وفرقة أخرى توجهت إلى محل الشهيد حيث كان متواجداً به مع أبنائه الصغار.

وقامت تلك العصابة بضرب الحامدي مع أبنائه ولم يكفهم ذلك بل قاموا بإطلاق أعيرة نارية على رأسه وأردوه قتيلاً أمام أبنائه الذين لم يفعلوا شيئاً سوى أنهم جثوا على جثة أبيهم الهامدة وانسحبت بعدها العصابة من المكان بواسطة سيارتين حبة لم يتسن لمن حضر معرفتها، والأخرى هايلوكس نقل تحمل لوحة معدنية برقم [2-5616].

بعد الحادثة مباشرة اجتمع مواطنو الضحيةمن ابناء منطقة حبيش وتوافدوا من مناطق أعمالهم في العاصمة إلى قسم 45 للمطالبة بإلقاء القبض على العصابة، وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على الحادث لم تقم جهات الاختصاص بإلقا القبض على الجناة رغم تحديد مكان إقامتهم وأسمائهم.

وقرر أبناء مديرية حبيش وأهالي الحامدي التوجه إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية "لإلقاء القبض على الجناة وعدم المماطلة وتمييع القضية مخافة الفتنية التي بدأت أولى ملامحها بهذه الجريمة المنظمة التي إن لم توأد في مهدها فإن العواقب ستكون وخيمة".

أبناء المديرية اجتمعوا اليوم أمام وزارة الداخلية بالعشرات مطالبين برأس الجاني أو إثارتها حتى يأخذوا بدم الحامدي، مؤكدين أنهم لن يبرحوا أماكنهم حتى يأخذوا بدم صاحبهم.

وتشير المعلومات أن السبب وراء مقتل الحامدي قيام القاتل بشراء مكنسة كهربائية منه وعندما لم تعجبه قال للحامدي "يا لغلغي" والتحدث إليه بكلام مناطقي، وهو ما حدا بالحامدي إلى تأديبه بطريقة مهذبة وهو ما استفز صاحب "سنحان" وجعله يقوم بالذهاب إلى قبيلته ليأتي بتلك العصابة التي نفذت تلك الجريمة.

وسيقوم أبناء مديرية حبيش بتنظيم فعالية احتجاجية صباح غداً الأربعاء لعرض قضيتهم على الرأي العام حتى يتم تنفيذ مطالبهم من قبل الجهات المختصة ممثلة بوزارة الداخلية التي لم تقدم شيئاً حتى الآن وبعد مرور ثلاثة أيام للحادثة.

ابوعقيل
05-25-2006, 07:48 PM
الله يرحمه
لودامت لغيرك ماوصلت لك
والعبره في اهل تكريت امس حكام واليوم في السجون

عامر عبدالوهاب
05-26-2006, 09:37 PM
الله يرحمه
لودامت لغيرك ماوصلت لك
والعبره في اهل تكريت امس حكام واليوم في السجون

نعم الانسان العاقل يعتبر بغيره ( ومثلما يقول المثل اوربما الحميد ابن منصور اللهم اجعل لي عبرة ولا تجعلني عبرة) ماحصل لصدام واهل تكريت ومن والهم من مشاكل الان يفترض ان يعتبر منها من يحكمون اليمن الان ، واعتقد انهم يعملون اسواء مما كان اصحاب صدام يعملوا ، صدام كان السفهاء من اولاده وبعض اقربائه المقربين جدا .
والسيد المسيح قال مثلما تدين تدان ..وسنرى ماذا سيفعل النظام حول هذه القضية والتي تعتبر فضيحة من العيار الثقيل له وهي تحد لسياسته واخلاقه ...وفي العرف القبلي ليس من حق اثنين ان يضربون شخصا واحد بالايادي..!! فما بالنا عندما يكونو عشرين ..؟؟!انه لامر عجيب فعلا ولا علاقة له بقيم القبائل الاصيلة، والتي تدين في معضهما التعصب الاعمى مثل هذا .

انها امور لاعلاقة لها بقيم القبائل الصحيحة بل لها علاقة بعمل العصابات الهمجية والمافوية .شكرا لك .

النحوي
05-26-2006, 10:53 PM
يارب سنحان سلفنا رتب =
لمايرضى ربناعلى حضرموت

عامر عبدالوهاب
05-27-2006, 08:55 PM
يارب سنحان سلفنا رتب =
لمايرضى ربناعلى حضرموت

العزيز النحوي
هل تريد ان تصبح مثل اهل سنحان ..؟؟ او واحد منهم ..؟؟ برتبة عسكرية حتى تقوم بانتهاك حق الاخرين. اعتقد ان هذا لا يرضيك ..
انا ناقشتك وكأنما الامر صحيح بينما هو من باب السخرية من الواقع القائم والذي هو سيئ بالفعل.لك تحياتي.

راعي الذاهبه
05-27-2006, 09:16 PM
يعتزم أبناء منطقة حبيش بمحافظة إب تنفيذ اعتصام أمام دار رئاسة الجمهورية، بعد انقضاء المهلة المحددة لتسليم قتلة فقيدهم محمد الحامدي، المحتمين بوجاهات من منطقة سنحان مسقط رأس رئيس الجمهورية.


وعلمت "الشورى نت" ان احتماعا عقد اليوم بصنعاء وضم جمعا من اسرة القتيل الى مدى وابناء منطقته حبيش، لتدارس الخطوات اللاحقة بعد نفاد المهلة التي انتهت يوم أمس لتسليم الجناة الى الشرطة بعد تعهد قبيلة مديرية سنحان بايصالهم.


وقال فهد الحامدي إنهم ينتظرون ردا أخيرا اليوم بعد تدخل أحد مشائح منطقة حبيش عبدالله ابو حليقة مؤكدا بأن عدم تسليم الجناة سيدفع الى ما قال إنه خيار آخير وهو الاعتصام امام دار رئاسة الجمهورية للمطالبة بتطبيق الشرع والقانون.


وكان علي مقصع خال رئيس الجمهورية اوفد وسطاء لحل المشكلة قبليا. وقد سلم عدد من وجهاء منطقة سنحان وبلاد الروس وبني بهلول وخولان ثماني قطع أسلحة "كلاشنكوف" مطلع الاسبوع الماضي في مسعى لحل قبلي رفض فكرته الأهالي، ليلتزم مشائخ تلك المناطق بعدها بتسليم الجناة الذين يحتمون بهم للشرطة وهو ما لم يتحقق.


وجدد أهالي الضحية الذي قتلته مجموعة من المسلحين المنتمين الى منطقة سنحان قبل اكثر من اسبوع في متجره الصغير بحراج شارع 45 بأمانة العاصمة أمام طفليه زكريا 8سنوات ويوسف 13سنة رفضهم لأي حل قبلي.


وقال الحامدي إنهم لن يقبلوا بأي حل بعيدا عن القانون لينال الجناة جزاءهم العادل وفقا للشرع.


واشتكى الحامدي مما قال إنها مماطلة نيابة جنوب غرب العاصمة في تكليف الطبيب الشرعي بالكشف على جثة القتيل وإعداد تقرير عن الجريمة، وكذا تساهل الأجهزة الأمنية في التعامل مع الحادثة، رغم صدور أمر قبض قهري بحق الجناة.


وقال إن فهد إن النيابة بررت المماطلة في إعداد التقرير بأن القضية منظورة لدى المحكمين وهو ما ينفيه.


وأكد بأن السلطة الأمنية المختصة في منطقة العمري لم تحرك ساكنا إزاء أمر بإلقاء قبض قهري على الجناة، قال إنه صدر إليها الأربعاء الماضي ووضعته في الادراج.

عامر عبدالوهاب
05-30-2006, 02:24 PM
شكرا على نقل الخبر اخي راعي الذاهبة

ولي تعليق على كلمة خال الرئيس والتي تأتي في كتابات بعض الاخوة الكتاب وفي الاخبار مثل هذا الخبر ، لقد كنا نسمع ان محمد احمد اسماعيل هو خال الرئيس..!! وكنا نسمع ان مهدي مقولة خال الرئيس ايضا ...!! والان يقولون ان علي مقصع وهو من شيوخ اهل سنحان خال الرئيس .!ّ!

الرئيس له ام واحدة فحسب ويفترض ان واحد منهم هو خاله فعلا ، ويفترض ايضا ان يكون اكبر من الرئيس سنا كلنا اخوالنا اكبر منا سنا..!! انا في ضني ان لا احد من هؤلاء يقرب له اصلا لا من ناحية المخولة ولا غيرها ...وكلما في الامر انهم من سنحان ، وهم يضيفون القاب القرابة لاضفاء الهيبة على شخصياتهم ولتمرير بعض طلباتهم .

النحوي
05-30-2006, 04:51 PM
الاخ عامر اعتقد انك مافهمت قصدي وهو ان اهل سنحان استولوا على كل المناصب القيادية المدنية والعسكرية
وعلى كلاهذه الابيات لشاعر من رداع هذاللعلم

فؤاد ناصر البداي
06-10-2006, 07:03 AM
الشكر الجزيل لإدارة المنتدى

فؤاد ناصر البداي
06-10-2006, 07:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أود أن أعبر عن الشكر الجزيل لكل صوت يهتف بتحقيق العدالة وينادي بتحقيق المساواة وإقامة المؤسسات وتطبيق سيادة القانون على كامل الوطن الحبيب اليمن السعيد الذي نفخر بتاريخه الحضاري الوحدوي والإسلامي المشرق ونسعد دائما بذكر أمجاد آبائنا وأجدادنا القدامى الذين خلدوا لنا هذا الإرث الغالي. وأنتقل إلى موضوع المقال الذي كتبه الأخ عامر عبد الوهاب المتعلق بمقتل الحامدي رحمه الله وأقول أنني قد استبشرت باسمه وحسبت أنه سوف يوظف مقاله للدعوة إلى عمارة الأرض التي استخلفنا الله تعالى عليها لعمارتها ، بالدعوة إلى تحقيق العدل، وتحكيم شريعة الله، ومن ذلك الانتصار للمظلوم الذي قتل؛ غير أني وجدته قد دس السم في العسل، وخلط الحق بالباطل. ففي الوقت الذي انتقد فيه ما اعتبره التمييز المناطقي في هذه القضية، ونحن معه في هذا ونؤكد تأييدنا له بل ونعتبر أن أي تهاون من قبل أجهزة السلطة في تحقيق العدل والمساواة وضمان حرية الناس وتطبيق القوانين بشكل متساوي بين الناس، يعد جريمة لا يمكن تبريرها. وجدنا صاحب المقال يروج للمناطقية والطائفية ويعتبر أبناء اليمن القادمين إلى محافظة إب اليمنية بأنهم مستوطنون وكأنهم من يهود روسيا أو الفلاشاء أو إشكناز أو غير ذلك، وهي دعوا لا يؤيدها شرع ولا يقبلها عرف أو ضمير، وحتى الوقائع التاريخية التي استند إليها صاحب المقال وحاول توظيفها بالطريقة التي أراد؛ تفتقر إلى الحجة المنطقية في مثل هذه القضية التي تحيط بها ظروف محلية وإقليمية ودولية تؤكد جميعها بأن لا يمكن أن يهنأ اليمنيون بالأمن والاستقرار فضلا عن التقدم والازدهار إلا بزيادة فرص تلاحم أبناء الشعب اليمني كافة بمختلف شرائحه وأطيافه السياسية والمذهبية وتعميق وحدة الجبهة الداخلية لهذا الشعب. وهو الأمر الذي يجعلنا نسعى إلى البحث عن الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف الوطني والديني والحضاري، وأهمها في اعتقادي تفعيل دور المؤسسات الرسمية والغير رسمية في الاستجابة للمطالب المشروعة لأبناء الشعب وتطبيق سيادة القانون بالنسبة للمؤسسات الرسمية، وكذا التعبير عن مطالب الجماهير والعمل على تحقيقها بالنسبة للمؤسسات الغير رسمية وفي مقدمتها الأحزاب والنقابات والمنظمات الأهلية، وهو ما كنت أنتظر من صاحب المقال كما فعل كثيرون من الغيورين (ومازلت احسبه منهم) على هذا البلد الغالي الذي يستحق منا الكثير للتضحية من أجله ولملمة جراحه لا محاولة تعميقها وتلويثها. كما أنه لم يعد بالإمكان في هذا العصر أن يتطلع أبناء ذمار أن يعتبروا أبناء تعز مثلاً مستوطنون ويسعون إلى طردهم أو العكس، وهل يقبل صاحب المقال أن يُنظر إلى الحامدي الذي نسعى اليوم جميعاً للانتصار لقضيته والاقتصاص من قتلته ومعاقبة من تستر عليهم، على أنه مستوطن في صنعاء!
وأعجب عندما يتحدث صاحب المقال في آخر حديثه عن الفوائد من مقتل الحامدي بشكل يوحي بأن همه الأساسي البرهنة على أن النظام الحاكم ليس أكثر من مجرد نظام متخلف وقبيلي في حين أن المفروض أن يتوجه المقال إلى البحث عن فرص تفعيل القوانين والبحث عن السبل الكفيلة بالضغط على السلطات الرسمية لتنفيذ القانون في حق القتله وإصلاح الاعوجاج الذي يعتري بعض أجهزة السلطة، ثم أني أعتقد أن الأخ كاتب المقال قد اعتبر أن التخلف والقبيلة وجهان لعملة واحدة وفي الحقيقة هذا إجحاف كبير جداً في حق هذه المؤسسة (مؤسسة القبيلة) الاجتماعية، فإن كنا نقر بأنها تتسم بالكثير من السلبيات التي يمكن تجاوزها بتفعيل قوانين الدولة وأجهزتها الرسمية، فإن هناك قيم اجتماعية ودينية عريقة حافظت عليها القبيلة لا ينكرها كل عاقل منصف وكثير من الكتب تشيد بدور القبيلة في ذلك ودورها الفاعل في النضال السياسي ضد الاستبداد وضد المحتلين، ويمكنني أن أحيل القارئ إلى أحد هذه الكتب وهو في الأصل رسالة ماجستير بعنوان "الدور السياسي للقبيلة في اليمن" للدكتور محمد الظاهري، ففيه بعض ما يمكن أن يضيف للأخ عامر بعض ما يمكن أن يساعده رؤية هذه المؤسسة من منظور متوازن بشكل يجعله في مقالاته المستقبلية يبحث عن سبل الاستفادة من هذه المؤسسة العامة والنصح بتطويرها والمحافظة عليها ضمن القانون الذي يحقق المساواة والعدل في المعاملة.
وفي آخر حديثي أود أن أذكر الأخ عامر أن المظاهرات التي ذكرها ضد القاتل الجاكي وراح ضحيتها العديد من المواطنين قد قامت بالأساس في أمانة العصمة وجغرافياً تدخل ضمن المحافظة التي ينتمي إليها الجاكي والمواطنون الذي قضوا في المظاهرات كانوا من أبناء اليمن المخلصين المطالبين بتطبيق القانون والاقتصاص من الجاني وكانوا من أبناء اليمن من شماله وجنوبه ومن شرقه وغربه.
وأخيراً نضم ندائنا إلى كل باحث عن العدالة على أرض السعيدة بالاستمرار في المطالبة عبر كل الوسائل المتاحة بالاقتصاص من قتلة الحامدي، والمساعدة في تشكيل لجنة من المحامين لمتابعة القضية، كما نأمل من أحزاب المعارضة أن تعمل بكل طاقتها على أن تضل هذا القضية قضية الرأي العام وأن توجه الضغوط التي تنتج عن هذه التغطية من قبل الرأي العام باتجاه تطبيق القانون من أجل تفعيل القانون نفسه وتفعيل المؤسسات الرسمية ضمن حدود القانون والدستور من جهة، وتوعيه الشارع اليمني وتثقيفه بالطرق الحضارية لنيل حقوقه وكيفية ربط هذه القضية وغيرها بتوجهات الناخبين في الانتخابات العامة من جهة أخرى، وذلك حتى يتشكل رأي عام واعي وضاغط باتجاه التغيير المنشود، واستسمح القارئ العزيز العذر عن الإطالة أو التقصير أو سوء التقدير إن حصل.

عامر عبدالوهاب
06-11-2006, 03:06 PM
الاخ الكريم فوأد ناصر البداي

اشكرك جزيل الشكر اولا انك قرأت ما كتبت وثانيا انك تعشمت كتابة تعقيب اكيد انه اخذ منك وقتا وجهدا.وهذا يعتبر انجازا في حد ذاته اذ اننا نكتب ومن يقراء اقل من القليل .!لأن بعض من شباب اليمن للأسف منشغلون بسفاسف الأمور مثل الدردشة وساحات التسلية والوله، وهذه الاهتمامات تصلح لشعوب قد انجزت وبنت نفسها منذ اجيال اما نحن ما احوجنا الى الوعي الاولي بحقوقنا ومناقشتها والاستفادة مما وفرته لنا التكنلوجيا من فرص للحوار والكتابة والمناقشة تقريبا لاي شيء ،وماذا يجب علينا عمله، لأن مستقبلنا ومستقبل ابنائنا سيعتمد على ما يمكننا فعله الان ، ما لم نعمل شيئا مهما الان بالتأكيد سنعاني نحن وأبنائنا واحفادنا .

ما جرى لهذا اللغلغي صاحب إب قد ذكرته في الموضوع ولا داعي للتكرار، وهو من ابشع الحوادث من حيث تنفيذه ونتائجه ونواياه ..الخ.ولكن .وانت طرحت بعض التساؤلات واليك جوابها وبأختصار لاني لو شرحت كل شيئ ربما احتاج الى كتاب.

ماذا يعني الاستيطان..؟؟
عندما تترك جماعة ما وطنها وتتنقل الى منطقة اخرى، بقصد جعله وطنا بديلا،وتستخدم القوة المسلحة،والعنف لاغتصاب اراضي غيرها، وطرد اهلها او جزاء منهم يعتبر ذلك استيطانا .وقد عمل الاستعمار الداخلي والخارجي في بلدان كثيرة على تشجيع هذه النوع من الاسيتطان.وفي الفقرات التالية تناولا لبعض من مضاهر الاستيطان.

هناك نوعين من الاستيطان
النوع الاول:
المرتبط بالاستعمار، مثلما هو جار الان في فلسطين، وجنوب افريقيا وغيرها.وما كان موجود ايام الاستعمار البريطاني والفرنسي للعالم ووجود مستوطنين بيض اتوا بتشجيع ودعم من الاستعمار، لاجل ان يخدموا مصالحهم وقد ولاهم المناصب واعطاهم اراضي الاهالي، ومصير هؤلاء المستوطنون في الدول التي استقلت كان الانسحاب والترحيل بعد الاستقلال مثلما حصل في الجزائر وغيرها ،والبعض بقي ولكنه خاضعا لسياسة الاغلبية.مثلما نشاهد ما يجري في زيمبابوي حيث قام زعيمها
روبرت موجابي بأعادة توزيع اراضي استصلحها بيض لصالح مواطنين سود.


النوع الثاني:
وهو هجرة جماعات من الناس الى مناطق اخرى لاسباب اقتصادية،ولهم عصبية قبلية او طائفية واستيطانهم لأماكن اخرى بالقوة، حيث يقومون بالاستيلاء على بعض مناطق اهل البلاد الاصليين بالغصب ويشاركونهم السكنى ، وذلك بأقامة مستوطنات خاصة بهم قرى مثلا ،وقد يسيطرون على حصون وقلاع تلك البلاد ،وقد تكون هذه القوة عصبيتهم القبلية المكتسبة او بمساعدة دولة لهم، وهذا النوع من الاستيطان هو ما نشاهده في اليمن الاسفل من عتمة شمالا الى جبل صبر جنوبا، وهو متداخل ايضا مع المثال السابق، حيث ان من استوطنوا تلك المناطق هم من خارجها واتوا في ضل سيطرة الدولة الزيدية على اليمن، ابتداء من عام 1045 هجرية 1635 م وذلك بعد انسحاب الاتراك من اليمن ،واستخدامها لهولاء الوافدين كجنود، ومساعدتهم على الاستيطان هو لخدمة مصالحها بضمان عدم استقلال هذه المناطق او حكمها من قبل غيرهم، سواء كانوا من اهل البلاد او من عصبية اخرى،حيث يصبح بقاء هؤلاء المستوطنون مرتبط بها، اي ان يكون ولائهم لها مقابل انها تقوم بحمايتهم ودعمهم وذلك بأن يعملوا معها كجنود لهم مرتبات شهرية، بالأضافة الى المزايا الاخرى من تمليكهم لاراضي غيرهم .


الهجرة او الانتقال
هذه النوع موجود في اليمن وغيرها وهو مايسمى نقيلة او نقائل من الانتقال،وهو ان يقوم شخص او اشخاص او عوائل بكاملها بالانتقال من مكانهم الاصلي الى مكان اخر لاسباب اقتصادية او امنية ،وغالبا ما تكون اسباب الهجرة هذه اقتصادية.مثلا قد ينتقل شخص ما من البيضاء او اشخاص او عوائل بكاملها الى ابين للعمل في الزراعة او التجارة او ماشابه ذلك، المهم انه يوجد ما يجذبهم الى تلك المنطقة وعندما يصلون الى تلك المنطقة يتخذون منها وطن وبصورة دائمة.
ما يميز هذه الهحرة او الاستيطان انه لايقوم بالقوة ابدا، ولا يقوم على اغتصاب اراضي اهل البلاد الاصليين ، بل ان هؤلاء المهاجرين يأتون ليعيشوا مثلهم مثل اهل البلاد الاصليين، وقد يكون استيطانهم احيانا في امكان خالية غير مستوطنة بعد، او يشاركون اهل البلاد في سكناهم وعيشهم ويبدأون حياتهم كأجراء ثم يتملكون مثلهم مثل اصحاب البلاد.

هذا الانتقال او الاستيطان موجود بكثرة في اليمن والعالم ، وعندنا في جبن يوجد مئات من مهاجرين اتو من يافع منذ 50-80 عاما، وهم يعيشون مثل باقي اهل البلاد ولا يميزون انفسهم بشيء .( ويوجد غيرهم من يافع موجودون في جُبن منذ مئات السنين ولهم اطيان وممتلكات..الخ)


ثورة اهل اب على المستوطنون من اهل برط وبكيل عام 1256

قلنا ان المستوطنون من المناطق الشمالية الزيدية قد استوطنوا اب منذ مجيئ الدولة الزيدية لاسباب اقتصادية وسياسية وسكانية وطائفية، وكان استيطانهم لحاجتهم لمناطق خصبة كثيرة الامطار يستطيعون العيش فيها، ولتشجيع الدولة لهم والوقوف بجانبهم،ولوجود العصبية القبلية عندهم ، وضعفها عند اهل اب.وزاد استيطانهم لإب منذ 1230 هجرية وما بعد، اذ انتقل منهم الكثير للبقاء الدائم هناك، وبسبب ضعف الدولة فهم لم يكتفوا بالاستيطان في حق غيرهم، بل قاموا بتشكيل ما يمكن تسميته بالدولة داخل الدولة، حيث استولو على الحصون والمعاقل وفرضوا الضرائب على الرعية اهل البلاد الاصليين.وقد جاء في كتاب حوليات يمانية تحقيق عبدالله الحبشي ((وكان اليمن (يقصد بلاد اب )قد اشتعل بنار بكيل ، وتغلبوا عليها جيلا بعد جيل،وترفعوا في الحصون والمعاقل، وضربوا الخراج على الجاهل و العاقل، وكان هذا الفقيه يواعد الرعية الى جمعة رجب بالفرج، ونفي بكيل من اليمن بلا مشقة ولا حرج)(المصدر السابق ص 97)

ضهور الفقيه سعيد وبداية الثورة

وهذا ما ادى الى اثارة الاهالي، وجعلهم يتحينون الفرصة للثورة عليهم،لانهم اقاموا عليهم دولة وفرضوا عليهم الجزية اوالضرائب الباهضة بدون حق ابدا،اللهم وجود عصبية عندهم ،والتي لايحكمها الا مزاج من يأخذها، وقد وصل هذا التأثير الى مثقفيهم وعلماء الدين منهم ، ومنهم الفقيه سعيد بن صالح العنسي، والذي كان احد المتصوفين الكبار في ذلك الوقت،وكان يقيم في جبل حبيش بقرية الدنوة، وقد قام بأدراة تلك المناطق وحكمها بطريقة عادلة وحسب الشريعة الاسلامية، وسك العملة بأسمه..الخ منذ عام 1253.وفي عام 1256 قام اهالي اب بطرد اهل بكيل وبرط من الحصون التي استولوا عليها، وتم للشيخ سعيد واتباعه السيطرة على تلك الحصون، وحكم اب وماجاورها حتى شرعب.ويضيف المؤرخ في نفس الصفحة((وليس لهم باعث على ارتكاب هذا الخطر الا اخراج بكيل، وهو أجل ارب لهم ووطر،(=اهم هدف وغاية لهم ) وكان تحريك هذه الاسباب من رب الارباب، فإن القصة لها أعجب بكثرة العدة والعدد والمدة والمدد، ودعاء اليمن الى طاعته والمسارعة الى اجابة دعوته، فما اتقوا سلطانه، ولكن خشيوا برهانه،فنزلوا على حكمه، وهو الذل والمهانة، وفرغوا المعاقل، فأخربت،(يقصد اهل بكيل) وبذلوا ما أخذوه ظلما على الرعايا فأنتهبت، وفي قريب شهر هدم نحو ثلاث مائة حصن من حصونهم، وغنم مافيها من نفيس اموالهم، وأمرهم بالارتحال على الفور، فأرتحلوا بالرغم من الكور الى الحور، وحينئذ ملأها خيلا ورجلا،ونفر بهم خفافا وثقالا))
وكان يلقب نفسه باللإمام القحطاني لتمييز نفسه عن الإمام الهاشمي في صنعاء.

هذا الوضع اثار الزيدية في صنعاء والتي تعتمد دولتهم في بقائها على موارد تلك المناطق ، وقاموا بحرب وحشية ضد الفقيه واتباعه، وبسبب حسن التنظيم عند امام صنعاء الهادي احمد،وكثرة الجيوش التي معه من قبائل بكيل وحاشد وغيرهم ، وحيث اباح لهم النهب والسلب والقتل ، وفقدان الترتيب والتنظيم ومعرفة السياسية والاعيبها عند الفقيه سعيد واتباعه فقد هزم الاخير، وتم قتله وصلبه في اب.وقد تم اعادة هؤلاء المستوطنون بعد ذلك ولكن لم يعد لهم سيطرة مثل ذي قبل.والاحتلال التركي الثاني اتى بعد تلك الحادثة بوقت قصير.
(عن ثورة الفقيه سعيد انظر حوليات يمانية المؤلف مجهول تحقيق عبدالله الحبشي،الناشر دار الحكمة اليمانية طبعة 1991 ص 95-102 على الرغم ان المؤلف متحيز بشكل صارخ الى الائمة ولكن لايوجد الى الان مصدرا اخر مكتوب لما جرى هناك غير هذا)

ومن يذهب الى اب ويدور في مناطقها وقراها عندما يسئل لمن تلك القرية يقولون له لاناس من بكيل ، ولمن تلك القرية يقولون لاناس من حاشد، ولمن تلك القرية يقولون لأناس من اهل برط..! ويوجد الكثير من القرى هناك والتي يستوطنها اولائك وعندما تسألهم عن الطريقة التي اتوا بها ومن ملكهم تلك القرى والاراضي الزراعية يقولون الدولة.!

الامام يحي وعساكره واستيطان إب مرة اخرى
واخر المستوطنين الذين اتوا الى اب هم من اتى مع دولة الإمام يحي بن حميد الدين من بعد عام 1920، ومنهم على سبيل المثال بني الزنداني في بيت الصائدي من الشعر، وغيرهم وقد اتوا عساكر وفاتحين وتم تمليكهم اراضي غيرهم مثلما حصل مع سابقيهم الذين اتوا مع الائمة الأولين.وانا اعرف اناس من بقايا عسكر الائمة موجودون عندنا في جُبن ويستلمون معاشات لاجدادهم الذين اتوا مع الإمام يحي في العشرينيات من القرن الماضي..!! وقد مات اولائك في الثلاثينيات من ذلك القرن اي منذ 76 عاما،وكل ذلك من اجل دعمهم للبقاء في جُبن وتسهيل مهمتهم في السيطرة والهيمنة.ومعروف ان الزيود يستخدمون التقية في تعاملاتهم مع الاخرين، وهم لايضهرون شيئا يعرضهم للقيل والقال.ويضلون يكتمون مثل هذه الامور فيما بين بعضهم البعض.

تشبيهك للحامد انه مستوطن لصنعاء تشبيه غير صحيح البتة، هذا مهاجر ومستضعف وإلا لم تم قتله امام ابنائه واهل منطقته،وهو لم يستولى او يتم تسليمه اراضي غيره للاستيطان عليها..!!

وهناك استيطان قائم الان في اليمن الجنوبي ولو حصلنا فرصة سنقوم بالكتابة عنه.

القبيلة والنظام
في تعقيبك ما يوحي انك ترى ان النظام شيئ والقبيلة شيئا اخر،وأن لا علاقة بينهما.! وانا اقول لك ان النظام في اليمن عسكري،وقبلي ،وطائفي، فالعسكر هم الذين يسيطرون على السلطة فيه، وقبلي لأنهم وضعوا رجال القبائل من اقربائهم وأهل عشائرهم قادة للجيش ولكل مفاصل الدولة ، من دون القبائل الاخرى،وطائفي لان طائفة الزيدية هي من يحكم اليمن لوحدها وهي صاحبة النفوذ والقول الفصل ،والشوافع ليسوا اكثر من موضفين عندهم ، ومن انكر ذلك مصيره القتل او النفي او الاقالة من منصبه او التهميش لوضعه، والسلطة بيدهم بنسبة 90% ومن يعينونه فهو موضف لديهم .وقد رأينا في الفقرات السابقة كيف قامت قيامتهم ان فقيها اعلن نفسه امام في بلاده (بلاد اللغالغة) لأنهم في نظر اهل مناطق شمال الشمال لاحق لهم لاديني او دنيوي في حكم انفسهم، دعك من ان يحكموا غيرهم..!

قبائل اليمن وانواعها
المشكلة البعض في اليمن يخلط مابين القبائل ولا يميز في ما بينها،وانت لم تذكر اي قبائل تقصد؟؟ حيث توجد قبائل زيدية وقبائل شافعية وقبائل زراعية وقبائل رعوية، وقبائل تسكن الجبال وقبائل تسكن السهول، ولكل منها تقاليده وقيمه واخلاقه وتاريخه الذي يلتقي مع قبائل اخرى في اشياء ويختلف في اشياء أخرى.
ولو كانت القبائل نوعا واحدا ولها نفس المصالح لشاهدناها تقف يدا واحدة ضد الخطاء،ولكن ذلك لم يحصل اذ ماهو خاطئا عند القبيلة هذه تعتبره القبيلة الاخرى صوابا.وأنضر الى حادثة الحامدي صاحب اب وكيف تنضراليها قبائل حبيش وإب، وكيف تنضر اليها قبائل سنحان وحاشد ..!؟

وعلى اية حال القبائل كونها جماعات فهي تتفاضل بقيمها واخلاقها وطريقة حياتها وطموحاتها.اما أن ياتي شخص ويقول قبائل يافع مثل قبائل حاشد او ان قيمهما واحدة فهذا ما لايؤيده لا الواقع ولا التاريخ.والقبائل مثل الافراد يحكم عليها بقدرتها على حسن استخدام ما لديها من نفوذ وقدرة على عمل شيئا مفيدا لها ولغيرها، او بالعكس.ولا يجب الخلط بين قدرة القبائل على الدخول في حروب مقابل المال او للدفاع عما تراه مصالحا لها،وبين قدرة هذه القبيلة او تلك على استخدام عصبيتها فيما يفيدها اولا والتأقلم مع المتغيرات و الاستفادة منها،ومعرفة مايفيد مما يضر ..وقدرتها في النهاية على بناء دولة وإقامة حضارة..!

دولة النظام والقانون
نحن مع دولة للنظام والقانون والمساواة ، ولكن قيام دولة بهذه المواصفات يحتاج الى عمل شاق وطويل وسليم وهادئ وعادل من قبل اناس محترمين وشرفاء ووطنيين،ومتواضعين وشجعان وصبورين ،وحليمين ومتعلمين وعاقلين،وعارفين ما لهم وما عليهم ،ومن هم وماذا يريدون ..ويحتاج الى اليات وادوات لتحقيقه . ويتطلب ذلك اولا ازالة الدولة العسكرية والقبلية والطائفية لأنها اول معوق لذلك.وكل ما ذكرنا فوق غير متوفر حتى الان .ومعانات الناس ومشاكلهم ستتفاقم في المستقبل القريب والمتوسط وربما البعيد لا سمح الله .

ولي دراسة عن ضرورة قيام نظام حكم فدرالي في اليمن كتبتها منذ عام وقد لاقت استحسان الكثيرين، وانشاء الله اقوم قريبا بتنزيل الطبعة الثانية للدراسة وستكون منقحة ومزيدة في هذا المنتدى وغيره.

فؤاد ناصر البداي
06-12-2006, 05:26 AM
أخي الفاضل عامر عبد الوهاب
تشرفت بقراءة تعقيبك على التعليق الذي قمت بكتابته بعنوان" وجهة نظر عن كيفية قراءة الحدث من زاوية أخرى" رداً على مقالتك السابقة، وبصراحة استمتعت في البداية بقراءة السرد التاريخي لبعض الأحداث التاريخية ومنها ما أسميته بالاستيطان وزاد الأمر استحساناً أنك قمت بتوضيح هذا المفهوم وأنواعه، غير أني أرى بأن المفهوم الأقرب للصواب في هذا المقام هو مفهوم "الهجرة الداخلية" وأتفق معك في ذكر أسباب هذه الهجرة أو ما تسميه بالاستيطان، إما أسباب اقتصادية أو أمنية، أو غير ذلك من الأسباب إلا أنني أختلف معك حول ما طرحت بأن هذه الهجرة قامت على أساس اغتصاب الأرض والحقوق من أهالي تلك الأراضي، وأقول من حيث المبدأ فإن اغتصاب الأرض سواء في ما مضي من الزمن ألتشطيري الغابر أو في الوقت الحاضر يُعد جريمة محرمة شرعاً وقانوناً وعُرفاً، ولا يمكن لذي ضمير حي أن يبررها، وإذا ما افترضنا صحة ما ورد في بعض المصادر التاريخية التي استندت إليها في حديثك في إثبات تلك الوقائع وهي كما أسلفت (جرائم)، إلا أن الإشارة بأن اغتصاب الأرض قد تم بشكل جماعي، وعلى أساس طائفي، وبشكل منظم من قبل السلطة القائمة آنذاك، يُعد أمر لا يمكن قبوله عقلاً ولا منطقاً، وما يمكن قبوله هو أن ذلك قد تم بشكل فردي وإن أردنا القول بالمشاركة الجماعية لهذه الجريمة فلن تتعدى بعض العائلات المهاجرة وينُسب لها كُل ما ورد سلباً أو إيجاباً، ولا يجوز النظر إلى الأمر على أنه جرى وفق مخطط طائفي زيدي بدعم من النظام الزيدي، كما أن هذا الوصف لا يمكن تعميمه على كل من هاجروا إلى تلك المناطق، ولا ارى مبرراً في الحقيقة لتداول مصطلحات الزيدية، بهذه الطريقة فنحن من أبناء المحافظات التي تسمى بالزيدية وأنا من أبناء مديرية الحداء بمحافظة ذمار، لا أجد التعصب المذهبي إطلاقاً، وأقر بأن هناك تعصب مناطقي وقبلي غير أنه لا يتعدى حدود المنطقة، بمعنى أنه يُستخدم في رد اعتداءٍ ما على أحد أفراد القبيلة القاطنين في المنطقة التي تعيش فيها القبيلة من قبل أبناء قبيلة أخرى، ولا يتسع هذا التعصب إلى دعم من قام بالاعتداء على أراضي الغير في مناطق أخرى من البلاد؛ إلا إذا كنا نتحدث عن عصابات فعند إذ فنحن نقف أمام تصنيف آخر ومفهوم آخر لا يقتصر على فئة بعينها أو منطقة بعينها من اليمن. وما نسمع به في عدن ينطبق عليه نفس ما قلنا في هذا.
أما قولك بأن النظام الحالي الحاكم هو نظام عسكري، وقبلي، وطائفي، وأن الشوافع ليسوا إلا موظفون في النظام وهم مهمشون فيه، أقول أن تجنيد أفراد النخبة السياسية في بلادنا، يتشكل من قادة الجيش، والتكنوقراط، بدرجة أساسية، يليهم رجال القبائل، غير أن أساس تجنيدهم لم يتم على أساس عسكري فحسب، فليس كل العسكريين راضون عن أداء النظام بل أجزم بالقول أن الغالبية ضد هذا الأداء، كما أن تجنيد هذه النخبة لم يكون على أساس طائفي ولك أن تحصر القيادات التنفيذية من مؤسسة الرئاسة إلى رئاسة الحكومة والوزراء والمحافظون، وغير ذلك، ستجد حقيقة أخرى تماماً، أما قولك أن هؤلاء الموظفون من الشوافع (وهم يشكلون نسبة كبيرة في عدد القيادات العليا في الأجهزة الحكومية)، بأنهم مهمشون وينفذون رغبة الحاكم، فهذا ينطبق عليهم وعلى غيرهم ممن يشغلون مثل هذه المناصب من أبناء القبائل، إذا فلا القبائل كلها راضية عن أداء النظام، ولا القادة العسكريون كلهم راضون عن أداء النظام، ولا المثقفين كلهم بمختلف انتماءاتهم المذهبية، والسياسية، والمناطقية، راضون عن أداء النظام. فالحكاية يا صديقي كلها عبارة عن مجموعة مصالح شخصية تربط بين قادة النظام من ساسه إلى راسه.
خلاصة القول ولا أريد التوسع في هذا الأمر بعيداً عن جوهر الفكرة التي أردت توضيحها في التعليق السابق فبالعودة إلى التعليق الذي كان بعنوان " وجهة نظر عن كيفية قراءة الحدث من زاوية أخرى" يتضح أن الفكرة الأساسية التي ركز عليها، هي الدعوة إلى التركيز على الحاضر وأن نحاول أن نعالج المشكلات التي نواجهها بالفهم العميق للظروف التي تحيط بها والبحث عن الإمكانات اللازمة لحلها وفق ما يتيحه الواقع من فرص، ولا أجد في الدعوة إلى تذكر مآسي الماضي البغيض إلا زيادة الأمور تعقيداً، وزيادة المشكلات تعمقاً وتجذرا، وتشتيت جهود الناس فكرياً وذهنياً في مسائل لن يجني الشعب منها شيء سوى المزيد من الويلات، وذلك في الوقت الذي يعيش فيه وهو أحوج ما يكون إلى تركيز كل قدراته الفكرية، والمادية نحو التنمية الشاملة، التي ترفع اليمن إلى المكانة التي يستحقها إقليمياً وعالمياً. وأعتقد أنك توافقني القول بأن البحث عن حلول لمشكلات الواقع كمشكلة الحامدي رحمة الله عليه؛ يكون بالعودة إلى محاولة إيجاد تأصيل نظري لها، يعود بنا إلى ما قبل جوالي 750 سنة يُعد أمر مبالغ فيه إلى حد كبير، وإنما المفروض أن نتجه إلى الواقع ونبحث عن أسباب هذه المشكلة (وغيرها كثير) سنجد أن ضعف أجهزة السلطة وعدم جديتها في تطبيق القوانين هي السبب الأساسي في ذلك، ما حوادث الثائر التي ترزح تحت وطأتها قبائل مثل ذمار وصنعاء ومأرب والجوف وغيرها من المناطق التي ينظر الكثيرون إليها بأنها العصبة الزيدية؛ إلا محصلة طبيعية لذلك.
إذا المشكلة الأساسية ليس لأن الجناة أو من يؤويهم من سنحان وإنما هي مشكلة عدم تفعيل أجهزة السلطة وتنفيذ القوانين بشكل متساوي بين مختلف أبناء الشعب، وهنا أنتقل إلى قولك أن قيام دولة النظام والقانون والمساواة، تحتاج إلى عمل شاق وطويل وسليم وهادئ وعادل من قبل أناس محترمين وشرفاء ووطنيين، ومتواضعين شجعان وصبورين، وحليمين ومتعلمين وعاقلين، وعارفين ما لهم وما عليهم ،ومن هم وماذا يريدون ..ويحتاج إلى اليات وادوات لتحقيقه . وأن ذلك يتطلب أولا إزالة الدولة العسكرية والقبلية والطائفية لأنها أول معوق لذلك. وحول هذه الجزئية أقول أن خيارات التغيير من وجهة نظري لا تتعدى أي من الطرق التالية:
• ثورة شعبية تطيح بالنظام الحاكم بكل رموزه ومؤسساته، وفي هذه الحالة ما هو المشروع الذي سيحظى بتوافق كل القوى الوطنية التي ستتصدر قيادة الثورة، ثم ما الضمانات التي تؤكد إمكانية نجاحها والتفاف الغالبية العظمى من أفراد الشعب حولها، وما مدى إمكانية السيطرة عليها بعيداً عن التدخلات الدولية والإقليمية التي قد تعصف بالبلاد وتقضي على كل أمل في تطوير البلاد والنهوض بها.
• ألانقلاب العسكري، وهذا الخيار فيه كل السلبيات التي ذكرت سابقاً، فضلاً عن أن هذه الطريقة غير شرعية في ظل وجود مؤسسات سياسية قائمة تتيح قدر من الممارسة الديمقراطية، وبالتالي ستكون البلاد عرضة للتمزق وعدم الاستقرار.
• السبل السلمية عن طريق تفعيل المؤسسات السياسية الحالية والعمل على تنشيطها حتى تتمكن من القيام بدورها في ضبط العملية السياسية، ضمن حدود القوانين، وترسيخ دولة المؤسسات.
ومن الخيارات التي تم ذكرها أعتقد أن الخيار الثالث هو الأكثر قابلية للتطبيق وأكثر ضمانا لإقامة دولة المؤسسات، وصوناً لحرية الشعب وكرامته، وقد من الله علينا في عام 1990 بتحقيق الوحدة اليمنية التي أفرزت واقعاً سياسياً جديداً، سمح بالتعددية السياسية، وإفساح المجال للحراك السياسي داخل المجتمع لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي يحقق آمال ورغبات وطموحات الجماهير اليمنية كلها بدون استثناء. ولست مثالياُ في هذا الطرح وإنما هذا واقع رؤيا العين، إلا أن المشكلة تكمن في ضعف هذه المؤسسات في القيام بدورها وهذا يرجع إلى أسباب عدة من ضمنها حداثة التجربة الديمقراطية في بلادنا وعدم ترسخ القيم والممارسات الديمقراطية في أوساط الشعب، فلننظر إلى الأحزاب السياسية في الساحة اليمنية من قوى المعارضة، نجدها في الوقت الذي تنادي فيه بتداول السلطة سلمياً، نجدها تكرس الهيمنة داخل أطرها الحزبية وتفتقر إلى الممارسة الديمقراطية الحقيقية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نلاحظ أن كثير منها لا تريد أن تتحمل عبئ النضال السلمي بما يتطلبه من صمود وتضحية ضد سياسات النظام التي تتعارض مع مطالب الجماهير، وتؤثر السكون أو الخروج بصفقات يكون الشعب هو الخاسر الوحيد فيها.
والحل من وجهة نظري لمواجهة هذا الوضع، هو إلزام هذه المؤسسات (الأحزاب) بالقيام بدورها من خلال عملية الانتخابات، بأن يكون التصويت على أساس البرامج الانتخابية التي تطرحها هذا الأحزاب سواء التي في الحكم أو في المعارضة، وبعد ذلك تأتي عملية مراقبة جماهير الشعب من خلال مؤسسات المجتمع المدني للحزب الذي يحكم والتركيز على مدى التزامه ببرنامجه الذي طرحه في الانتخابات، فإن لم يلتزم بما وعد به يجب على الناخب إعطاء صوته لغيره. وعند هذه النقطة فقط سيتحمل أي حزب قادم إلى السلطة على عاتقه مهمة تنفيذ ما وعد به لأنه سيعلم حينها بأن هناك من سيحاسبه وفقاً لما وعد به في الدورة القادمة، فالحزب الحاكم لو أنه يعلم بأن التصويت في الانتخابات القادمة سيتحدد وفقاً لما قام بتنفيذه من الوعود التي قطعها على نفسه، فإنه سيعمل كل جهده على تنفيذ برنامجه، لكن كما تعلم فإن ما هم متأكدون منه هو عكس ذلك تماماً، فالناخب مازال بعيد عن التفكير في مثل هذا السلاح القاتل.
طبعاً هناك مشكلة تتمثل في أن الغالبية من أبناء شعبنا لم يصلوا إلى هذا المستوى من الوعي، وهنا يثار السؤال من الذي عليه توعية الشعب؟ الحزب الحاكم الذي يريد الاستمرار في الحكم بالشكل الذي يحب! أم أحزاب المعارضة التي تدعي أنها تسعى إلى التغيير؟.
والجواب من وجهة نظري تتحمل أحزاب المعارضة المسؤولية الأولى في ذلك، يلها قادة الرأي والفكر ومنظمات المجتمع المدني الأخرى. وقد قال الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

قضية النظام الفيدرالي في تحقيق التغيير

في الحقيقة أن مجرد التفكير في هذا الأمر يثير عدة أسئلة في آن واحد أولاً على أي أساس يتم تفتيت اليمن إلى وحدات جغرافية قبل إعادة تركيبها من جديد في نظام فدرالي؟ هل على أساس الحدود التي وضعتها الدولة العثمانية والحكومة البريطانية أوائل القرن الماضي؟ أم على أساس إعادة تقسيم اليمن إلى وحدات متساوية في عدد السكان؟. ثم بعد ذلك ما الذي يضمن أن الفدرالية على أي مستوى ستحقق الرخاء والأمن والاستقرار الذي نسعى إلى تحقيقه؟ ما الذي يضمن أن نجاحها في ظل بيئة تعتمد ثقافة العنف نهجاً في سلوكياتها الاجتماعية والسياسية، وهو الأم الذي يكفل بدخول اليمن مرحلة شبيهة بالتجربة العراقية الحالية؟ (ناصر صدام ولا ديمقراطية الفلتان الأمني والتمزق العرقي والمذهبي) الست معي في ذلك!. ثم إذا كان أسلوب ممارسة الحكم وعدم قدرتنا في خلق قيادات واعية وإيصالها إلى سدة الحكم هو السبب في الدعوة إلى الفدرالية، فما الذي يضمن أن الفدرالية ستحقق لنا ذلك؟ فالبرزاني هو البرزاني ، وكذلك الطالباني، وكذلك سيكون فلان الفلاني. ثم أن فكرة الفدرالية في مجتمع مثل اليمن في تصوري ليست فكرة حميدة، إذ أن عناصر التوحد والانسجام أكثر من عوامل التفرقة، هذا إن جاز التعبير وسميناها عوامل تفرقة، إذ أن كل ما هنالك وكما أسلفت هو سوء تطبيق للقوانين.
إذا فالنتيجة الأساسية لسنا بحاجة لأكثر من تطبيق القوانين، وبدلا من الفدرالية لدينا نظام الإدارة المحلية، وفي الواقع فإن سلطاتها تتسع يوماً بعد يوم ولا مانع من المطالبة بزيادة هذه السلطات، وما علينا إلا أن نحسن اختيار ممثلينا في المجالس المحلية، والعمل على تفعيل وسائل الرقابة الشعبية عليهم. لضبط سلوكياتهم ضمن الأطر القانونية، وبما يلبي المصلحة العامة.
ثم لماذا يتعين علينا إعادة تقسيم اليمن وهو دولة موحدة إلى دولة مركبة وهو الذي عُرف موحداً طوال تاريخه باستثناء الفترات التي تجزاء فيها إما بفعل إحتلال خارجي، أو صراعات داخلية كرست الفرقة وأذكت الصراع وكانت بؤرة لعدم استقرار اليمن طيلة فترات التقسيم، الأمر الذي يعني أن اليمن كانت قدره الوحدة الواحدة ولن يستطيع العيش بسلام إلا في ضلها لأن التاريخ يؤكد أنه مع كل فترة إنقسام عاش اليمن حروب متواصلة لإعادة توحده. فهل بعد أن تخلصنا من عوامل التمزق الخارجية نأتي ونبحث عن مبررات لتمزيق وحدتنا بأيدينا!

عامر عبدالوهاب
06-13-2006, 06:26 PM
الاخ العزيز فؤاد ناصر البداي
شكرا على ردك الرائع واليك ردي وتعليقي على ما قلت .

اولا الفدرالية
بالنسبة للفدرالية فانا لم اطرح هذه الفكرة بدون معرفة لابعادها ومراميها، وهل اليمن تحتاجها ام لا..؟ ولكني درست تاريخ اليمن اولا قبل ان اقتنع بها ..! اليمن لم تعرف دولة مركزية ولا وحدة متصلة الحلقات بل كانت تتوحد لبعض الوقت ثم تعود الى حكم الدويلات والإمارات، و90% من تاريخها المكتوب والمعروف كله حكم دويلات، او تكون دولة في الضاهر وفي الباطن كل مسئول في منطقته هو ملكها او امامها او سيدها..! وكم تحارب الاخ واخيه وابن العم وابن عمه على من تكون تلك المنطقة ولمن تكون المنطقة الاخرى..! مثلما تتعارك السباع على الجيفة هذا يمسك برجلها وذاك بضلعها وغيره بيدها ..الخ.

الفدرالية حلا للمشكل الاداري،حيث ان كل منطقة ستحكم نفسها، ولا يحتاجون الى اوامر وتوجيهات من المحافظة او الاقليم، او العاصمة، وهم ادرى بمشاكل منطقتهم ، والطريقة المثلى لأدارتها.ولا يُعتقد ان الفدرالية هي تعيين ملايين الموضفين في المديريات والمحافظات والاقاليم...! ربما يكون عددا الموضفين اقل من الان ..لانهم لن يعينوا فلان ولا علان حتى يأمنوا شره، أو لأجل ان يشتروا ولائه.بل التعيين او الانتخاب سيكون حسب الحاجة، وبعض الاعمال ستكون عمل تطوعي ، ولن يكون اي موضف براتب الا من يداوم 8 ساعت باليوم او يكون هناك سببا وجيها لاعطائه راتب.
والفدرالية حلا للمشكل القبلي والطائفي ،والمناطقي حيث ان الصراعات التي حصلت في اليمن في تاريخه الطويل سببها الحكم المركزي، وكم من حاكم مستبد اتى واراد الاصلاح ولكن لم تكن توجد اليات لتنفيذ تلك الرغبات، ولا نظن انهم كانوا كلهم فاسدين او لا يريدون خيرا لبلادهم ،ولكن لم تكن هنالك اليات لتنفيذ سياسة يرضى عنها الناس، ويكون الملك اوالسلطان او الامام هذا مقبولا من الناس لانه باق برضائهم وليس بقوته العسكرية.!
وهذه الأليات والتي لم تصلنا في العالم العربي والاسلامي الا في القرن الماضي هي الديمقراطية والفدرالية، وحرية الانسان.وبهذه الادوات يمكن بناء ارقى الدول، وبدونها لا يمكن بناء دولة قوية ومزدهرة ومجتمع حر .


التغير في اليمن وما هي وسائله؟

انت ذكرت انه يمكن حصول التغيير في اليمن عن طريق الانتخابات،هذا صحيح لو كان النظام العسكري القبلي القائم، مؤمن بالديمقراطية،ولكنه لايؤمن بها اصلا، وما نشاهده من سياسات له وتصرفات لا تدل مطلقا انه يؤمن بها او يحترمها او يحترم الدستور والقوانين، لأنه اول من ينتهكها.وهو قِبلها لأن الحزب الاشتراكي اشترط وجودها لدولة الوحدة، وبعد الوحدة وجد العسكر انهم يستطيعون استخدام الديمقراطية لصالحهم ، وأن لاخطر عليهم في مجتمع امي وقبلي ، ويمكنهم استخدام المال والسلطان، لجعل نتيجة الانتخابات في صالحهم ، وهذا مارأيناه في 4 عمليات انتخابية او اكثر جرت حتى الان.
وحتى وصول المعارضة الى البرلمان لا يعني تطبيق القانون اذا لم يكن لدى البرلمان صلاحيات سحب الثقة من الحكومة وتغييرها.واليمن نظام الحكم فيه رئاسي .

سيناريوهات(توقعات)التغيير في اليمن

انا اعتقد ومن خلال تأملي في حال اليمن ومن خلال الاطلاع على تاريخه القريب والبعيد ، ومن خلال الضروف القائمة.ان التغيير يمكن ان يحصل بطريقين ، ولا يمكن ان يكون بطرق اخرى، مثل الديمقراطية الموجودة الان او غيرها.
الإحتمال الأول:الثورة البرتقالية
وهو قيام انتفاضة شعبية تجبر النظام القائم على الالتزام بالقانون واحترامه وتفعيل القوانين ..الخ (وانا اشك في ان النظام يمكن ان يلتزم بذلك) اولاسقاطه مثلما حصل في رومانيا عام 1989 لتشاو سيسكو ،وما جرى في دول اوربا الشرقية، مثل اوكرانيا، وغيرها.هذا الاحتمال او الطريقة للتغيير يفترض ان تناقشه قوى المعارضة والشعب،وتبداء تمارسه، اذ هو عمل مفتوح يمكن ممارسته في اي منطقة باليمن واي وقت، وليس بالضرورة ان تنتفض كل مناطق اليمن في وقت واحد ،بل يمكن ان تبداء بعض القرى او المدن بذلك وتتبعها اخرى..! ونجاح الانتفاضة يعتمد على حسن التخطيط لها وادراتها قبل اسقاط النظام وبعده..!
اذا لا يكفي ان تكون هناك انتفاضة تهدم ما امامها بل يجب ان تكون معها قيادة قادرة على السيطرة على الوضع بعد اسقاط النظام وتنفيذ اهداف ومبادئ الانتفاضة.

الأحتمال الثاني:قيام حرب عصابات
الاحتمال الثاني هو قيام حرب عصابات، الذي سيدفع الناس لذلك هو فشل كل ادوات التغيير المعروفة ، مثل الذي ذكرنا سابقا
، اذ الانتفاضة تحتاج الى درجة معينة من الوعي الشعبي، والى قيادات معارضة تعيش بين الجماهير وتجسد الامها وطموحاتها.وتحتاج الى عقد اجتماعي محددا بدستور او وثيقة مثل وثيقة اللقاء المشترك او غيرها تكون هي الهدف الذي من اجله تقوم تلك الانتفاضة.وطبعا خسائر الانتفاضة اقل من خسائر حرب العصابات بكثير، لأن عدد المشاركين فيه كثير ولأن عملهم سلمي.
ولنعود الان الى موضوع حرب العصابات، حرب العصابات هي عمل مسلح الغرض منه تحقيق اهداف سياسية، ويستهدف النظام(الدولة الجماعة) الذي يقف عائقا امام تلك الاهداف.وحرب العصابات في اليمن ليس امرا جديدا عليه فهو مجتمع مسلح، وكل رجل معه على الاقل بندقية ،مع ذخائر ويوجد باليمن اسلحة متوسطة ايضا.والسلاح يمكن استيراده وقت الحاجة عبر البحر والبر،وإن يكن بسعر اغلى.
وستبداء حرب العصابات من الاطراف وتنتقل الى العمق وفي المناطق التي فيها مظالم اكثر ، وستقوم بضرب ما تقدر ان تصل اليه من اهداف عسكرية ، او منشأت تستخدم لتغذية النظام بالمال ويقوم عليها اقتصاده ،وسيضعف النظام قليلا قليلا ،وستستمر الثورة المسلحلة حتى يزحفون على العاصمة هذا اذا كانت معهم قيادة وحدوية، اما اذا ثارت كل منطقة لوحدها فقد يحصل شيئا اخر اولا ستنهار الدولة، وثانيا قد تقسم اليمن الى عدة امارات او قد تقع حرب اهلية.او ربما يستقل الجنوب العربي،لان له ارث دولة سابقة ،وشعبه متميز عن الشمال،وتوجد جماعات من ابنائه تطالب بأستقلاله ، وربما يدخل الشمال في حرب اهلية مثل الصومال، او يقسم الى مناطق يحكمها امراء محليين هذا المنطقة لهذا الشيخ وتلك لذلك الإمام ..الخ.اوقد يبقى اليمن الشمالي مثلما كان او متغيرا بعض الشيئ ..وكل تلك الأحتمالات لا احد يستطيع تصورها بدقة، ولكنها تضل احتمالات ورادة في دولة مثل اليمن.

خاصة وأن النظام القائم حاليا والذي سبقه قد استنفدوا كل مبررات بقائهم.

فؤاد ناصر البداي
06-14-2006, 06:19 AM
حول موضوع الفدرالية أحيلك إلى دراسة للدكتور حسن أبو طالب بعنوان "الوحدة اليمنية دراسات في عمليات التحول من التشطير إلى الوحدة" إصدار مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، 1994،ص19. ذكر أن اليمن "طوال أربعة وثلاثين قرناً أمكن حصر أربعة وعشرين قرناً كانت فيها الغلبة للسلطة المركزية، مقابل عشرة قرون كانت فيها الغلبة للتجزئة والانقسام" . وإن شاء الله أتمكن في وقت لاحق إن سمح لي الوقت من الرد والتعليق على رسالتك الأخيرة
وشكراً

فؤاد ناصر البداي
06-14-2006, 10:00 AM
الأخ الكريم عامر عبد الوهاب
تواصلا مع الرد المنختصر السابق على تعليقكم أردت أن أدعم ردي ببعض الحقائق التاريخية للوحدة اليمنية والتحديات التي واجهتها، وذلك باقتباس جزء من رسالتي للماجستير فيما يتعلق بهذه النقطة تحديداً، والمعذرة أني لم أتمكن من كتابة الهوامش التي تبين المصادر التي استندت إليها في توفير هذه المعلومامت.
كما هو معروف فإن "اليمن هي من دول الشرق القديمة صانعة الحضارات وفيها نشأت حضارات معين وسبأ وحمير، ومنها امتد التواصل مع حضارات وادي النيل عبر بلاد بنت في الحبشة، ومن أرضها انطلق العرب الأوائل ينتشرون في الأرض باعثين حضارة خالدة" "وقام في اليمن العديد من الممالك القوية المزدهرة ذات الشأن ولكنها في سنوات الضعف تعرضت للغزوات الخارجية التي عملت على تمزيق وحدتها وإضعاف ملكها" "وكان دخول أهل اليمن في دين الإسلام نصراً معززا دفع باليمنيين إلى الصفوف الأولى لحمل لواء الفتوحات الإسلامية ونشر دين الله في مشارق الأرض ومغاربها" . "وفي العهد الإسلامي قسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد إلى ثلاث ولايات، هي صنعاء والجند وحضرموت، تحت إمرة "معاذ بن جبل" وفي العهد الأموي ظل اليمن موحداً" .
ومع بداية تفكك دولة الخلافة العباسية تمكن "محمد بن عبد الله بن زياد" سنة 205هـ من تأسيس دولته المستقلة عن الدولة العباسية في اليمن، وحكم حضرموت والشحر وأبين ولحج وعدن والتهايم والجند وصنعاء وصعدة وبيحان ونجران وجرش ...الخ، وبذلك تمكن من إقامة دولة يمنية امتدت من ظفار إلى مكة المكرمة ومع أواخر القرن الثالث الهجري بدأ الضعف يدب في عضد الدولة الزيادية فتمكن بعض الحكام المحليون من بسط سيطرتهم على بعض المناطق من الدولة الزيادية، غير أن ذلك التمزق لم يدم طويلاً حيث تمكن "أبي الحسن الصليحي" في عام 439هـ من بسط نفوذه على اليمن بما فيه حضرموت والشحر وغيرهما وامتد حكمه ليشمل مكة المكرمة .
عندما انتهت الدولة الصليحية بموت الملكة "أروى بنت أحمد الصليحي" سنة 532هـ 1138م، تجزأت اليمن إلى عدة دويلات متحاربة متصارعة منها الحاتميين في صنعاء والزريعيين في عدن، والمهديين في زبيد، وغيرهم، واستمرت التجزئة في عهد الأيوبيين إلى أن تولى "عمر بن علي بن رسول"، الذي كان قائد الجيش في عهد الحكم الأيوبي، حكم اليمن بعد وفاة الملك المسعود واستمرت الدولة الرسولية قرابة قرنين 626-858هـ، واتخذ الرسوليون من تعز عاصمة لهم. واستطاعوا مد نفوذهم في كل جنوبي اليمن ثم امتد نفوذهم إلى صنعاء وبعض المقاطعات الشمالية، ويصف القاضي الشماحي الدولة الرسولية بأنها أعظم دولة وطنية يمنية عرفها التاريخ اليمني منذ سقوط الدولة الحميرية، فقد عمت النهضة في البلاد وساد التعمير، وانتشرت العلوم، ونبغ من أفرادها علماء عباقرة في الطب والرياضيات والتاريخ. ويعد الملك المظفر بن يوسف بن عمر أكبر شخصية في الدولة الرسولية، إذ اتسعت المملكة والحكومة المركزية في عهده حتى شملت حضرموت وصعدة. وفي نهاية عهد بني رسول دب الخلاف بين الأمراء الرسوليين فانتهز بنو "طاهر" الفرصة، وكان لهم مقام الوزارة مما جعلهم يتطلعون إلى الحكم الذي انتزعوه من بني رسول عام 858هـ. وقد أسس الدولة الطاهرية علي بن طاهر بن حاج الدين وأخوه عامر بن طاهر اللذان كانا وآليين لآل رسول على عدن، وبدأت الدولة الطاهرية في لحج وعدن، وحاولت توحيد اليمن، ومع ذلك فقد ظل اليمن مقسماً بين الأئمة الزيديين في المنطقة الجبلية الشمالية، والطاهريين في الجنوب حتى عهد "عامر بن عبد الوهاب" 1489-1517م، الذي نجح إلى حد كبير في ضم البلاد تحت سلطانه، وفي عهده كانت عدن مركزاً تجارياً كبيراً . واتخذ من صنعاء عاصمة لدولته بعد أن استولى عليها عام 910هـ .
في عام 923هـ انتهت الدولة الطاهرية بمقتل عامر بن عبد الوهاب في ضواحي صنعاء على أيدي المماليك الذين غزو اليمن وتمكنوا من حكمه، إلى أن تمكن العثمانيون من السيطرة على البلاد في عام 1045هـ - 1517م، وظلوا بدورهم يحكموا اليمن لمدة تناهز المئة عام، وفي عهد المماليك والعثمانيون ظلت اليمن موحدة تحت إدارة الغزاة .
تزعم الأئمة المقاومة ضد العثمانيين حتى تم جلائهم عن اليمن وقامت حركة ثورية لها طابع وطني سياسي بقيادة الإمام القاسم الرسي العلوي انتهت بنجاحه في تأسيس الدولة القاسمية، التي بسطت نفوذها على اليمن بأكمله في عهد الإمام إسماعيل بن محمد بن القاسم ، وامتد حكم الأئمة من ظفار شرقاً إلى المخلاف السليماني غرباً ومن عدن جنوباً حتى مشارف مكة شمالاً . وبحلول الربع الأخير من القرن العاشر الهجري بدأ الضعف يدب في مفاصل الدولة القاسمية، وبدأت الانقسامات تدب بين الأسرة الحاكمة في أعقاب وفاة الإمام المهدي أحمد بن الحسن الذي يعد أكبر قائد أنجبته الأسرة القاسمية في عام 1092، فكان ذلك سبباً في ضعف الدولة المركزية الأمر الذي مهد الطريق لانفصال بعض الأقاليم عن الدولة الأم ومن ذلك تمرد سلطان لحج وانفصاله عن الحكم المركزي في صنعاء بتشجيع من بريطانيا التي احتلت عدن لاحقاً عام 1839م" . وباحتلال البريطانيين لجنوب الوطن وسيطرة العثمانيون على شماله للمرة الثانية والأخيرة خلال الفترة 1849-1918م، وجد الشعب اليمني نفسه مطالباً من جديد باستعادة وحدته، وهو الهدف الذي ناضل من أجله اليمنيون حتى تحقق في 22 مايو 1990.
مما سبق يتبين أن اليمنيين قد "عرفوا في تاريخهم القديم والحديث صوراً عديدة من السلطات المركزية التي ارتبطت بقادة محليين عظام، أو بغزاة خارجيين. وفي الحالتين كانت اليمن تتسع جغرافياً أو تتقلص مساحياً تبعاً لمساحة النفوذ الذي تتمتع به السلطة المركزية، أو بالأحرى سلطة الدولة الواحدة الموحدة، وفي حين كانت السلطة تضعف كانت تفقد بعضاً من أطرافها لحساب منافسيها المحليين من جانب، أو لغزاة خارجيين من جانب آخر" وإجمالاً "فمن استقراء التاريخ اليمني عبر العصور يتبين أن الوحدة كانت القاعدة والتمزق هو الإستثناء" "فطوال أربعة وثلاثين قرناً أمكن حصر أربعة وعشرين قرناً كانت فيها الغلبة للسلطة المركزية، مقابل عشرة قرون كانت فيها الغلبة للتجزئة والانقسام" .

أما حول موضوع سيناريوهات التغيير التي ذكرت

فأنا أتفق معك في إمكانية الخيار الأول لأنه يتوافق مع الخيار الديمقراطي الذي اقترحته سابقاً من حيث إمكانية تطبيقه، وحفاضه على أكبر قدر ممكن من مصالح الشعب، ...الخ المزايا.
أما الخيار الثاني فمع احترامي لرأيك إلا أنه خيار يرفضه منطق الواقع لأن كل قوة في بلادنا سواء سياسية أو اجتماعية لها مؤيدون ومناهضون حاضرون ومحتملون، وخيار مثل هذا في اعتقادي لن نجني من ورائه سوى الصوملة بإصولها الراهنة، ويتسائل المرء كيف يمكن أن ندعي بأننا نسعى إلى التغيير من أجل الإصلاح من خلال الدعوة إلى اعتماد حرب العصابات وسيلة لذلك عن طريق ضرب وتدمير البنى التحتية الاقتصادية وحتى العسكرية! وهذه كلها مكاسب للشعب اليمني كله ليست ملك لأحد كما أن العسكريين كلهم ليسوا مع أداء النظام كما تتصور لأن الجيش أصلاً مشكل من قبل شرائح وقوى واسعة في المجتمع اليمني بمختلف انتماءاتها الحزبية والقبلية والمذهبية أيضاَ، والعامل الوحيد الذي سيوحد وقوف هذه المؤسسة إلى جانبه هو مدى شرعية الوسائل المتبعة في التغيير، فلوا أن حزب سياسي تمكن من الفوز بالانتخابات لن يستطيع الحزب الحاكم أن يغير النتائج حسب هواه، وإن كان هناك من يشك في ذلك فدعونا نحتكم إلى الواقع ولا نستبق النتائج، وننتظر حدوث ذلك من قبل حزب معارض ونشوف، نحن للأسف يغلب علينا اليأس والإحباط وهذا لن يساعد على توفير الحلول بقدر ما يزيد الطين بله. لقد قلت أن النظام لا يؤمن بالديمقراطية، أعتقد أن هذا حكم مطلق يتجاوز حقائق الواقع نعم هناك تقصير شديد في تطبيق الديمقراطية، لكن الحزب الحاكم ليس وحده من يتحمل ذلك وقد ذكرت لك كيف تمارس الكثير من أحزاب المعارضة العملية السياسية في بلادنا، وإذا ما افترضنا صحة ما تقول فالحقوق يا صديقي تنتزع بالنظال المستمر ولا تعطى من قبل الأنظمه، ووسائل النظال متعددة ومتدرجة أنت تعرفها ولا داعي لسردها، ولا أعتقد على الإطلاق أن الهامش الديمقراطي في بلادنا قد ظاق إلى درجة أنه لم يعد هناك إلا حرب العصابات، فكم سجين سياسي في أجهزة السلطة؟ وأين قانون الطوارئ الذي يحرم المعارضة من تسيير المظاهرات المطالبة بالحقوق والحريات؟ بل في الوقت الذي أعلنت فيه قوى المعارضة هذه ألأيام بإطلاق مرحلة سموها مرحلة النظال السلمي لنيل الحقوق والحريات، واعتقدنا أنهم جادون في ذلك وأنتظرنا خروجهم للشوارع للاعتصامات والمظاهرات، تفاجئنا أن ذلك مجرد هدار للاستهلاك المحلي وبدلا من النزول إلى الشارع آثروا الحوارات المغلقة داخل دهاليز أجهزة السلطة لنيل أكبر قدر ممكن من المزايا الضيقة في المناصب والتعيينات.
اليوم ونحن نرى ما يجري في فلسطين المحتلة من مجازر ما فيش ولا حزب سياسي حاول أن ينزل الشارع يحاول أن يدعم الشعب الفلسطيني في محنته ولوا معنوياً، هذا يعني أن الجماعة ما همهم، طبعاً هذا لا يعني أن الحكومة خارجة عن إطار هذا النقد بل هي في المقدمة، غير أن أحزاب المعارضة هي الأدوات التي تعبر عن مطالب الجماهير، فهل تراها تقوم بواجبها في هذا المطلب الشعبي؟ يقولون أن السلطة لا تسمح بذلك، فكم اعتقلت منهم، وما معنى النظال إن لم يكن فيه اعتقال ومعاناه، النضال عندهم جلوس في المكاتب وقراءة الصحف والتعليق والرد والهدار الذي يمغص البطن، نحن هنا في القاهرة نحصل حركات مستمرة في الشارع المصري، رغم الاضدهاد، والسجن والاعتقال وقوانين الطوارئ، ومع ذلك وأنت تعرف من خلال تداول الأخبار فما أن يخرج المُعتقلون من السجون حتى تجدهم صبيحة اليوم الثاني في الشارع من جديد وهكذا يستمرون، هذه هي المعارضة التي نرغب في رؤيتها في بلادنا.

دعني أرجع إلى انتقادك للديمقراطية في بلادنا وتحديداً عملية الانتخابات وأقول يجب أن ننظر إلى ألأمور بشكل نسبي فما فيش حاجة في الأرض إما أسود أو أبيض وإنما هناك ألوان متدرجة، رغم ما يعتريها من خروقات إلآ أنها وسيلة حضارية أوصلت كثير من الأحزاب إلى سدة الحكم ولو توفر وعي كافي لدى الجماهير باستخدام هذه الوسيلة الحضارية لأمكننا من تحقيق التغيير المنشود، ومن هنا أقول أن مستوى نجاح عملية الانتخابات وبالتالي الممارسة الديمقراطية مرهون بشكل أساسي بمستوى ثقافة ومستوى الوعي السياسية للغالبية العضمى من الشعب، ومن يتحمل مسؤولية توعية الشعب هي ليس الحكومة فقط، ودعنانفترض انها لا تريد ذلك، فالأهم هي بقية مؤسسات المجتمع المدني.
لقد قلت أن الحزب الاشتراكي اشترط الديمقراطية شرط لقيام الوحدة، وكأنه كان يؤمن بها، فكلنا نعرف حقيقة الحزب فكراً وممارسة، ومع ذلك فهو شريك في قيام الوحدة؛ غير أننا لا يمكن تبرءة بعض قادته وأكرر بعض قادته وليس كلهم في عملية التآمر على الوحدة، لقد كانت الفترة التي كان الحزب الاشتركي فيها في السلطة أفضل الفترات التي هيأت القيام بإنشاء دولة المؤسسات، وذلك بحكم ما أفزته الوحدة من توازن جديد في القوى على الساحة السياسية، وتمكن الحزب الاشتراكي من التغلغل في المجمع اليمني، وكانت شعبيته آخذة في التوسع خصوصاً في أوساط المتعلمين، وكان ممكن انتزاع مكاسب كبيرة لمصلحة الشعب لو أراد قادة الحزب ذلك غير أنهم مع الأسف عندما لم يتمكنوا من الحصول على السلطة بالانتخابات أخذوا في التخطيط للسيطرة عليها بالانقلاب وحرب العصابات التي خططوا لها فدمروا فجروا البلاد إلى حرب أهليه مكنت قوى إقليميه من النيل من كرامتنا وتدمير جزءا كبير من منجزات شعبنا ومنها الثقل السياسي الذي كان الحزب نفسه يحتله في الساحة وكان مكسب للشعب لو تم استغلاله باستخدام قواعد اللعبة السياسية المتحة في ذاك الوقت.
لقد كان غالبية الناس في المحافظات الشمالية وعلى وجه الخصوص متعاطفون إلى حد كبير مع الحزب وكان الناس يعتقدون أن الرئيس ومن حوله يتهاون في في مسألة إقامة دولة المؤسسات وكان الحزب في نظر الناس هو الأمل الذي يعول عليه ذلك لكن مع مرور الوقت تبينت الحقائق شيئاً فشيئاً، وحتى عشية التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق كان الكثيرون مستبشرون بعودة البيض إلى صنعاء لإنقاذ الوضع السياسي، وما أن علم الناس أنه قد غير وجهته نحو بعض بلدان المنطقة التي جاهرت بالعداء والرغبة في تقسيم اليمن؛ حتى صدم الناس بذلك التصرف وفقد معه البيض جزء كبير من الاحترام، ومع ذلك كنا نجد أنه ما زال من يلتمس له العذر على الأقل وسط الشارع ويحملوا الرئيس مسؤوليه دفعه لذلك، وما أن مرت الأيام حتى قضى البيض على كل ما تبقى من احترام الناس له بإعلانه الانفصال.
وقامت الحرب وصدر العفوا الرئاسي وعاد الحزب الاشتراكي للعمل من جديد، وهذه في الحقيقة خطوة نقدر للرئيس علي عبد الله صالح شخصياً حكمته في حرصه هلى وحدة واستقرار البلاد وهي ميزة لا ينبغي أن ننكرها على النظام رغم اعتراضنا على الكثير من سياساته، فلو أن حرباً مثل تلك قد جرت في ظل نظام آخر لتوقعنا غير ذلك، ودعونا نتصور فقط بالاستناد إلى وقائع التاريخ وحقائقه لو أن الحزب الاشتراكي هو الذي انتصر في الحرب كيف ستكون النتائج! المهم أن الأمور بعد الحرب قد عادت نسبيا إلى طبيعتها غير أن التوازن السياسي أصبح مختل، ولهذا ندعوا قوى المعارضة أن تضطلع بدورها حتى يحترمها الشعب وتحوز على ثقته. ربما أني قد وجدت نفسي أسترسل في الحديث عن ظروف حرب عام 1994 وهناك الكثير من وجهات النظر المتظاربة إلا أن هناك حقائق ساطعة سطوع الشمس، وهذا ليس موضوعنا، والأهم لتجاوز كل ذلك هو أن تنهض أحزاب المعارضه كلها بما في ذلك الحزب الاشتراكي الذي ما يزال يحظى بثقة الكثيرون بدورها لأنها أدوات التغيير الحقيقية ولا داعي بأن ندعوا إلى وسائل أخرى مثل حرب العصابات في مثل هكذا ظروف ، فضلاَ عن أن ذلك أمر لا يرضي الله ولا رسوله، فكما ورد في الحديث الشريف "أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر" وكلمة الحق اليوم ممكن لأي واحد أن يوصلها لرأس الدولة ويطالب بالعدل ‌.
وبالمقابل ورد في حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم "من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية و من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية و من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها و لا يتحاشا من مؤمنها و لا يفي لذي عهدة عهده فليس مني و لست منه ‌.‌