المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عند أنفسنا


سالم علي الجرو
05-30-2006, 11:42 AM
هكذا نحن
المقدمات هي التي تقود إلى النتائج يا أخ عبد الوهّاب عامر
مشكلتنا ـ كما أعتقد ـ تكمن في اثنتين أو أكثر ، لكن دعنا في الإثنتين:
الأولى: في عدم القبول بنظام المحميّات أيّام صرخات في وقت مضى ، في الجزء الجنوبي من البلاد ، لا بل قاومناه عسكريا بدافع العواطف ، في الوقت الذي تتشكل فيه اتحادات كاتحاد دولة الإمارات ، وذهبنا لنرسم لنا طريق دون الحسابات الدولية الصحيحة ، وكنا نؤمن بأن انضمامنا إلى المعسكر الإشتراكي سيخلد لنا كيانا ‘ فإذا نحن ضحية صراع بين عملاقين . إذن عجزنا عن تخليد اسم ورسم كان القادة حينها يرسمون الصورة القادمة في مخيّلتهم لليمن الطّبيعي على ذات النهج الأممي في طريق الزّحف الأكبر.
كان لا بدّ في ظل الإنهيارات أن ينضمّ كل فرع إلى الأصل في وحدة وفق حسابات إقليمية ودولية مدروسة بعناية ودقّة أو ينضم ضعيف إلى قوي للحماية ، فلا مجال للمناورة هنا ـ يا أخي الكريم ـ فإما منتصر وإمّا مهزوم ، وللنصر أسبابه وللهزيمة أسبابها . المنتصر سيظلّ يعتز بنصره والمهزوم سيقاوم ولن يعترف . أنظر لترى القطب الأوحد اليوم ، فبدون وحدة يشاطر الآخرين فقط فيما لذّ وطاب تاركا لهم الهموم والأحزان ، فكيف لما تكون وحدة؟ طبعا الغلبة للأقوى عددا وعدّة . هنا أحدثك من منطلق القوة المطلقة ومن واقع المنتصر ، وبإمكانك أن تنظر إلى الأسد الجريح في عرينه والذي يعتقد أنه يتماثل للشفاء ، إنه روسيا .
الثانية: التعامل مع الوحدة اليمنية:
الوحدة اليمنية حدث هام وخطير ومصير لا يقبل المساومة ولا الاختلاف ، إلا أن الاختلاف وارد هنا بسبب التعامل مع هذا الحدث البارز في التاريخ السياسي لليمن الميمون . إنه الاختلاف الناتج عن مشكلة على كل من الأطراف أن يتجرع الحلول رغم مرارتها . على طرف القبول بالهزيمة وتداعياتها ، ويظل الحق الأدبي والتاريخي محفوظ له في الأرشيف ،و من حقه مواصلة الكفاح في بلده منطلق من دستور البلاد ومن يدري فلعل مقاليد الأمور تصبح بين يديه ، بعد حرية حقيقة وديمقراطية حقيقة . وعلى طرف أن يعترف بأنه إلى اللحظة خارج التاريخ وإن تزيّن بالبساط وبعض الدّيكور. في هذا اليوم لا يقبل الإنسان أيّ إنسان نظام عشائري يضغط على العباد في بلدهم ويستفرد بالسلطة من خلال قوة العضلات وبقوة الحديد وبقوة النسيج العشائري وبين هذا وذاك الخطاب الإعلامي الذي يزيّف في الغالب .
أزمتنا تنتهي وإلى الأبد بمجرد التعامل مع الحداثة وما يفرضه العصر ، إلى دائرة الصّحة والسلامة. هذه الدائرة التي نعيش خارجها ، ويا للأسف ، رأينا فيه كما رأى أطفالنا كيف يتم انتقال السّلطة في ديار تغيظنا ، لكنها سبب في راحة شعوبها .
العودة إلى التاريخ تعني الخروج من النسيج السياسي البغيض الذي لا يقوم على نزاهة ، أما النسيج الاجتماعي فالزمن وحده الكفيل بتصحيحه ، فلا عنف ثوري منظم ولا شيء من هذا . إنه نسيجنا وعلينا القبول به شرط أن نساعد الزمن على تغييره .
إن التعامل مع الوحدة مدفوع بنزعة التفوق والأنا في ظل النسيج إيّاه ، وسف لا يدوم هكذا تعامل حسب منطق التاريخ وطبائع الأشياء ، ومن هنا إلى تلك الوقفة القادمة ستشقى بلاد وسيشقى أهلها

البكري
05-30-2006, 11:55 AM
يكفينا قول الله عزّوجل
( قل اللهمّ مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشا وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء
بيدك الخير انك على كل شي قدير )