المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دولة الجنوب العربي" عاد الحبيب الأولي عاد !!


حد من الوادي
03-09-2020, 12:02 PM
عاد الحبيب الأولي عاد !!

الأحد 08 مارس 2020 12:55 صباحاً
حامد الحامد





ما اجمل ان يعود لنا الحبيب الأولي، وما اجمل ان نعود اليه، وما اجمل تلك اللحظات التي نرمي بانفسنا في احضانه، ونضع روؤسنا على صدره الحنون، خصوصا عندما يكون اللقاء بعد غياب طويل، بل وطويل جدا.



لقد صدق الشاعر عندما قال :

*عاد الهوى عاد*

*وعاد الحبيب الأولي عاد*



لقد قام الاستعمار البريطاني ( البغيض ) باستنفار كل جهوده من اجل ابعاد حبيبنا الأولي عنا وابعادنا عنه، لقد فرق جمعنا وشتت شملنا، لقد فرق بيننا وبين حبيبنا الأولي قبل قرن من الزمان او يزيد، والمصيبة والمأساة انه نحج في مسعاه وابعد الحبيب عن حبيبه.



ولكن اليوم بفضل جهود حكومتنا الرشيدة التي سهرت وتسهر الليالي في افخم فنادق سبعة نجوم في الخارج من اجل تحقيق رغبات شعبنا دون كلل او ملل، لذلك تكللت جهودها بالنجاح الباهر الذي يعجز اللسان عن وصفه، لقد اعادت لنا حبيبنا الأولي.



لقد عاد الفانوس الى عدن بعدما غاب ردحا من الزمن ليس بالقصير ( قرن او يزيد )، وعادت عدن الى الفانوس، عادوا اهالي عدن لاستخدام الفانوس، ذلك الفانوس الذي تمت محاربته في عهد الاستعمار البريطاني ( البغيض ) بادخال الكهرباء الى عدن.



تعود بدايات دخول الكهرباء الى عدن الى وقت مبكر من القرن العشرين ( القرن الماضي ) حيث قامت السلطات البريطانية ( البغيضة ) بادخال مولدات كهربائية لاستخدامها الخاص، وتطور الامر بعد ذلك الى انشاء محطة كهربائية لمد الاهالي بالتيار الكهربائي، وكانت اول محطة انشئت في منطقة حجيف في حي المعلا بعدن.



كان لدى الجنوب العربي فائضا من التيار الكهربائي يغطي الاستهلاك ويزيد، ووفقا لتقارير عام 1988 كان نصيب الفرد من الكهرباء في الجنوب 760 كيلوات / سنة، بينما كان نصيب الفرد في اليمن (الشمال) 70 كيلوات / سنة، ويظهر من هذا ان البون كان شاسعا بين البلدين.



وخلال الربع قرن المنصرم تمت عميلة استهداف ممنهجة لتدمير منشآت الكهرباء في الجنوب -شانها شان بقية مؤسسات الدولة الجنوبية- بغية تحويلها الى حطام وركام، ونجحت تلك السياسة الى حد كبير،



قبل بضع سنين وعد فخاشة رئيس الوزراء السابق بان صيف عدن سيكون بارد، اشارة منه الى التزامه بتوفير الكميات الكافية من الكهرباء لمواجهة صيف عدن الحار والرطب، وياليته ما وعد، لقد كان ذلك الصيف اسواء صيف بسبب انعدام الكهرباء.



والعام الماضي ( وتحديد قبيل شهر رمضان المبارك ) وعد فخاشة رئيس الوزراء الحالي بانه لا افطار بعد اليوم في الظلام، لا افطار بعد اليوم بدون كهرباء، وقال "انه منذ 2011 والعدنيون يفطرون في الظلمة، وحان الوقت بعد ثمان سنوات لكي يفطروا في النور"، وياليته ما وعد، لقد قضى العدنيون شهر رمضان وهم يفطرون ويتفلحون ( يتسحرون ) في الغدرة ( الظلمة ).



الصيف الحار الرطب وشهر رمضان المبارك على الابواب واهالي عدن يتساءلون اليوم هل سيقضون صيفا مثلجا كما وعد به بن دغر ؟؟ !!، وهل سيفطرون تحت الاضواء الكاشفة كما وعد به معين عبدالملك ؟؟ !!، اما لسان حالي فيقول ماقاله ابوتمام :

*نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى*

*مالحُبُّ إلاّ للحَبيبِ الأوَّلِ*

*كَمْ مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتى*

*وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنزِلِ*

-----------

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}