تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ترف البعثات الدراسيـة ارتفعت نفقاتها خلال عشرة اعوام


ابن حضرموت
01-17-2003, 10:46 AM
شهد الانفاق على البعثات الدراسية في الخارج خلال الاعوام من 90 - 2001م زيادة ملحوظة، حيث ارتفع من 170.269.990 ريالاً في عام 1990م إلى 3.277.776.000 ريال عام 2001م، وبنسبة زيادة وصلت إلى 1925%.

واوضحت دراسة اقتصادية حديثة للدكتور سيلان جبران العبيدي الامين العام للمجلس الأعلى لتخطيط التعليم بعنوان: «التكلفة والعائد لطلبة البعثات في الجمهورية اليمنية» ان سياسة الانفاق والموزانة في هذا القطاع التعليمي الهام لم تخضع لسياسة تخطيطية واضحة، وهو مايؤكده التأرجح في الانفاق بين الارتفاع والانخفاض خلال الاعوام العشرة الماضية، حيث ارتفع في عامي 91 و1992م على التوالي بنسبة 162 و196% مقارنة بعام 1990م، ثم انخفض في عام 1994م إلى 179%، قبل ان يرتفع بشكل مفاجئ في عام 1995م ليصل الى 517%.. واستمرت هذه الزيادة حتى وصلت في عام 1999م الى 2330%، وبدأت في عام 2000م بالانخفاض مرة اخرى لتصل الى 1851%، ثم واصلت الارتفاع لتصل في عام 2001م الى 1925%.

وفيما اشارت الدراسة الى ان معدل نفقات طالب الدراسات الجامعية الذي يدرس في الخارج تزيد بمعدل 28 مرة تقريباً عن نفقات الطالب الذي يدرس داخل اليمن.. أكدت ان العائد الاقتصادي للطلاب الموفدين للدراسات الجامعية في الخارج غير مجد، وليس له أي مردود أو عائد اقتصادي، وذلك نظراً لارتفاع التكلفة التي تتكبدها خزينة الدولة والمتمثلة في الرسوم الدراسية والمساعدات المالية والكتب وغيرها من النفقات الأخرى.

وللتدليل على ذلك اوضحت الدراسة أن النفقات الدراسية المباشرة وغير المباشرة لخريجي الجامعات اليمنية للمرحلة الجامعية الأولى لا تتجاوز 3153 دولاراً.. في حين تصل نفقــــات طلـــبة البعثات للمراحل الدراسية الثلاث «الجامعية الاولية، الماجــستير، الدكتوراة» الى 24.756 و17.271 و25.348 دولاراً على التوالي.

وأكدت الدراسة ان الزيادة السنوية المضطردة في الانفاق على البعثات الدراسية في الخارج والتي وصلت في عام 2001م الى مايعادل 20 مليون دولار كان بالامكان توظيفها بشكل افضل لاعداد الكوادر المتخصصة في المجالات العلمية التطبيقية النادرة التي تحتاجها خطط البلاد التنموية، ولمواكبة التطور والتقدم المتسارع في علوم التكنولوجيا والاتصالات والهندسة وغيرها من العلوم الحديثة، بدلاً من الايفاد في تخصصات معظمها في الدراسات الانسانية النمطية والمتكررة والتي يخرج منها طوابير من العمالة الفائضة تضاف الى الاعداد الكبيرة من البطالة المتخرجة من الجامعات المحلية.

واشار الدكتور العبيدي في دراسته الى ان التعليم العالي في اليمن شهد خلال أواخر العقد الأخير من القرن العشرين توسعاً ونمواً ملحوظاً في حجم الانفاق، وعدد الجامعات، واعداد الطلاب المسجلين، وكذا اعداد اعضاء هيئة التدريس والعاملين، وهو ماكان يستوجب تقليص عدد الطلاب الموفدين سنوياً الى الخارج، وتوظيف نفقاتهم واستثمارها في انشاء اقسام وتخصصات علمية غير متوفرة حالياً في الجامعات اليمنية.. منوهاً في هذا الصدد الى ان البعثات الدراسية للخارج اصبحت ترفاً وغير مجدية اقتصادياً نتيجة لغياب المعيار الموضوعي في اختيار التخصصات المتنوعة التي تحتاجها الحركة التنموية في اليمن.

وطالب بضرورة إعادة النظر في عمليات الايفاد للخارج وخاصة لمرحلة الدراسة الجامعية والاقتصار على الايفاد في التخصصات النادرة منها وغير المتوفرة في الجامعات اليمنية.. كما طالب ايضاً بضرورة ان يقتصر الايفاد للدراسات العليا «الماجستير، الدكتوراة» على الدراسات العلمية التطبيقية التي تلبي احتياجات الجامعات اليمنية من اعضاء هيئة التدريس وتخدم خطط التنمية واحتياجات سوق العمل.

يذكر ان عدد الطلاب المبعوثين للدراسة الجامعية الاولية في الخارج خلال العام الدراسي 2000 - 2001م وصل الى 4763 طالباً، منهم 4032 في تخصصات علمية و731 في تخصصات انسانية.. فيما بلغ عدد المبعوثين خلال نفس الفترة للدراسات العليا 3322 طالباً، منهم 1738 في تخصصات علمية و1584 في تخصصات انسانية.