ابن حضرموت
01-17-2003, 11:08 AM
ان سماحة الإسلام وما يقوم عليه من أسس ومبادئ، وتشريعات تتصف بالعدالة والإنصاف، وإحقاق الحقوق واحترام الإنسان، كانت من أهم الأمور التي رغّبت تلك الشعوب في الدخول في الإسلام، وجعلتهم يقبلون عليه ويفتحون له صدورهم وقلوبهم وعقولهم، ويتخذونه ديناً يسمو على دياناتهم السابقة، بل وأكثر من ذلك يصبحون له جنداً من جنوده، يدافعون عنه دفاع الرجل عن ماله وولده وعرضه.
لايغيب عن الأذهان اشتغال العرب (قبيلة قريش) منذ العصر الجاهلي بالتجارة، وقد نوّه القرآن الكريم برحلتين كانتا لهم (رحلة الشتاء والصيف)، إحداهما إلى الشمال (بلاد الشام) في الصيف، والثانية الى الجنوب (اليمن) في الشتاء، وقد نشط كثير من العرب الذين ساكنوا السواحل في اعمال التجارة وركوب البحار، وقد امتدت رحلاتهم البحرية شرقاً وغربا، واستغرقت اياماً وليالي وشهوراً، ووصلت الى مناطق نائية في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا وأرخبيل الملايو وأندونيسيا والفىليبين، وقيل ان بعضها وصل الى سواحل الصين.
ويأتي تجار حضرموت من بين هؤلاء التجار العرب الذين جابوا البحار ومن بين تلك الممالك التي هاجر إليها الحضارمة، وأقاموا علاقات تجارية معها شرق إفريقيا وأندونيسيا، ومن المعروف ان الذين ادخلوا الإسلام الى هذه المناطق في القرن الثالث عشر الميلادي هم التجار العرب ومنهم الحضارمة.
الإنسان في عالم التجارة تشغله أمور كالصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد والدين، واستيفاء الكيل والميزان، وهي صفات كان يتحلى بها التاجر المسلم، لأنها تدخل في صميم العقيدة الإسلامية، فالحديث الشريف يعلن بصراحة ان: (الدين المعاملة)، وقد لمس سكان البلاد الأصليون في التجار المسلمين هذه الخصال والفصائل، وجدوهم يحافظون على صلاتهم وعبادتهم، ولا ينقضون عهداً، ولا يغشون في تجارة، عملاً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من غشنا فليس منا)، لذلك اقبل سكان تلك البلاد على الدخول في دين الله افواجاً، وانتصر الإسلام برجاله الصادقين المخلصين لله ولرسوله وللمسلمين.
ولعل الشيء بالشيء يذكر، فإن اسامة بن لادن من أصل حضرمي، بمعنى ان اجداده كانوا خير دعاة لنشر الإسلام في شرق إفريقيا، وفي اندونيسيا والملايو والفيليبين، وكانت تجارتهم وأمانتهم في المعاملة مع اهالي تلك البلاد قد شجعتهم على اعتناق الإسلام، والدخول فيه، ولكن أين هو من جدوده وأسلافه؟!
الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما يزعم الزاعمون، ولا «بالقاعدة» ولا بالإرهاب، وإنما انتشر بالمحبة والعدالة والسلام، وليس ادل على ذلك مما جاء في السيرة النبوية الشريفة، التي تنص على ان الرسول صلى الله عليه وسلم وضع ضوابط حازمة ألزمها جنوده وقادته، ولم يسمح لهم بالخروج عنها بحال من الأحوال، فقد اوصاهم بعدم الغلو، وعدم الغدر، وألا يمثلوا ولا يقتلوا وليداً، ونهاهم عن قتل الصبية، وقتل النساء او ضربهن، ونهى عن النهب، وإهلاك الحرث والنسل، وقطع الأشجار وعدم الإجهاز على جريح، وقال فيما قال: ولا تتبعن مدبراً، ولا تقتلن أسيراً، وقال: إن السفير لايقتل، وشدد في النهي عن قتل المعاهد، حيث قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)، وقال: (من آذى ذمياً كنت غريمه يوم القيامة).
فالإسلام يحارب كل لون من ألوان الإرهاب، والآية الكريمة تقول: (,,, أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)، وقد شدد الإسلام في عقوبة من يقوم بترويع الناس، وتخويفهم وسلبهم حقوقهم والتعرض لهم في الطرقات، وهم الذين يسمون ـ في عرفنا ـ قطاع الطرق، وقد سماهم القرآن: (الذين يحاربون الله ورسوله)، لأنهم بعملهم يحدثون أذى وفساداً، ويسببون حالة من الرعب بين الناس، فقد جعل الله عقوبتهم القتل او الصلب او قطع الأيدي والارجل من خلاف، او النفي من البلاد، قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الأرض) صدق الله العظيم، بهذه التشريعات سبق الإسلام غيره من الأمم والشعوب في محاربة الشر، والتصدي لكل مظهر من مظاهر الترويع والارهاب، سواء أكان ذلك في حالات الحرب أم في حالات السلم.
اليس ما يقوم به اسامة بن لادن وجماعة طالبان، سواء أكان اجتهادهم عن حسن نية ام عن سوء نية، فيه اساءة كبيرة، وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين، تلك الصورة الجميلة المشرقة، التي جاهد السلف الصالح في تجليها عبر القرون والأزمان، في العقول والأذهان، وتقديمها مشرقة وضاءة منيرة الى العالم اجمع في مختلف العصور.
أليس من المحرمات والكبائر ان يأتي من يشوه هذه الصورة؟
ان جماعة انصار الشورى لا تتفق مع اجتهادات بن لادن، ومن معه في القاعدة مطلقاً، فالإسلام دين المحبة والرحمة، والآية الكريمة تفرض علينا ان نخاطب أهل الكتاب بالحسنى وان ندعوهم الى كلمة التوحيد (الكلمة السواء) التي جاء ذكرها في القرآن، وعدم الشرك بالله، قال تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نشرك بالله), صدق الله العظيم
وإننا نتوجه الى هؤلاء بأن يقيموا دولة الإسلام في قلوبهم وارضهم، بدلاً من التطلع الى الخارج، ولو قمنا بعملية حسابية في ميزان الربح والخسارة فسنجد أننا نحن الخاسرون مادياً ومعنوياً، فلماذا نعطي القوى الأجنبية فرصة لضربنا، ونوجد لهم المبررات والذرائع لتشويه صورة العربي المسلم، ألا يكفي ما تقوم به وسائل الإعلام الغربي والصهيوني ضدنا، وضد تاريخنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟ أليس المستفيد من هذا كله هم الصهاينة.
الأمين العام لجماعة أنصار الشورى
لايغيب عن الأذهان اشتغال العرب (قبيلة قريش) منذ العصر الجاهلي بالتجارة، وقد نوّه القرآن الكريم برحلتين كانتا لهم (رحلة الشتاء والصيف)، إحداهما إلى الشمال (بلاد الشام) في الصيف، والثانية الى الجنوب (اليمن) في الشتاء، وقد نشط كثير من العرب الذين ساكنوا السواحل في اعمال التجارة وركوب البحار، وقد امتدت رحلاتهم البحرية شرقاً وغربا، واستغرقت اياماً وليالي وشهوراً، ووصلت الى مناطق نائية في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا وأرخبيل الملايو وأندونيسيا والفىليبين، وقيل ان بعضها وصل الى سواحل الصين.
ويأتي تجار حضرموت من بين هؤلاء التجار العرب الذين جابوا البحار ومن بين تلك الممالك التي هاجر إليها الحضارمة، وأقاموا علاقات تجارية معها شرق إفريقيا وأندونيسيا، ومن المعروف ان الذين ادخلوا الإسلام الى هذه المناطق في القرن الثالث عشر الميلادي هم التجار العرب ومنهم الحضارمة.
الإنسان في عالم التجارة تشغله أمور كالصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد والدين، واستيفاء الكيل والميزان، وهي صفات كان يتحلى بها التاجر المسلم، لأنها تدخل في صميم العقيدة الإسلامية، فالحديث الشريف يعلن بصراحة ان: (الدين المعاملة)، وقد لمس سكان البلاد الأصليون في التجار المسلمين هذه الخصال والفصائل، وجدوهم يحافظون على صلاتهم وعبادتهم، ولا ينقضون عهداً، ولا يغشون في تجارة، عملاً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من غشنا فليس منا)، لذلك اقبل سكان تلك البلاد على الدخول في دين الله افواجاً، وانتصر الإسلام برجاله الصادقين المخلصين لله ولرسوله وللمسلمين.
ولعل الشيء بالشيء يذكر، فإن اسامة بن لادن من أصل حضرمي، بمعنى ان اجداده كانوا خير دعاة لنشر الإسلام في شرق إفريقيا، وفي اندونيسيا والملايو والفيليبين، وكانت تجارتهم وأمانتهم في المعاملة مع اهالي تلك البلاد قد شجعتهم على اعتناق الإسلام، والدخول فيه، ولكن أين هو من جدوده وأسلافه؟!
الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما يزعم الزاعمون، ولا «بالقاعدة» ولا بالإرهاب، وإنما انتشر بالمحبة والعدالة والسلام، وليس ادل على ذلك مما جاء في السيرة النبوية الشريفة، التي تنص على ان الرسول صلى الله عليه وسلم وضع ضوابط حازمة ألزمها جنوده وقادته، ولم يسمح لهم بالخروج عنها بحال من الأحوال، فقد اوصاهم بعدم الغلو، وعدم الغدر، وألا يمثلوا ولا يقتلوا وليداً، ونهاهم عن قتل الصبية، وقتل النساء او ضربهن، ونهى عن النهب، وإهلاك الحرث والنسل، وقطع الأشجار وعدم الإجهاز على جريح، وقال فيما قال: ولا تتبعن مدبراً، ولا تقتلن أسيراً، وقال: إن السفير لايقتل، وشدد في النهي عن قتل المعاهد، حيث قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)، وقال: (من آذى ذمياً كنت غريمه يوم القيامة).
فالإسلام يحارب كل لون من ألوان الإرهاب، والآية الكريمة تقول: (,,, أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)، وقد شدد الإسلام في عقوبة من يقوم بترويع الناس، وتخويفهم وسلبهم حقوقهم والتعرض لهم في الطرقات، وهم الذين يسمون ـ في عرفنا ـ قطاع الطرق، وقد سماهم القرآن: (الذين يحاربون الله ورسوله)، لأنهم بعملهم يحدثون أذى وفساداً، ويسببون حالة من الرعب بين الناس، فقد جعل الله عقوبتهم القتل او الصلب او قطع الأيدي والارجل من خلاف، او النفي من البلاد، قال تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الأرض) صدق الله العظيم، بهذه التشريعات سبق الإسلام غيره من الأمم والشعوب في محاربة الشر، والتصدي لكل مظهر من مظاهر الترويع والارهاب، سواء أكان ذلك في حالات الحرب أم في حالات السلم.
اليس ما يقوم به اسامة بن لادن وجماعة طالبان، سواء أكان اجتهادهم عن حسن نية ام عن سوء نية، فيه اساءة كبيرة، وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين، تلك الصورة الجميلة المشرقة، التي جاهد السلف الصالح في تجليها عبر القرون والأزمان، في العقول والأذهان، وتقديمها مشرقة وضاءة منيرة الى العالم اجمع في مختلف العصور.
أليس من المحرمات والكبائر ان يأتي من يشوه هذه الصورة؟
ان جماعة انصار الشورى لا تتفق مع اجتهادات بن لادن، ومن معه في القاعدة مطلقاً، فالإسلام دين المحبة والرحمة، والآية الكريمة تفرض علينا ان نخاطب أهل الكتاب بالحسنى وان ندعوهم الى كلمة التوحيد (الكلمة السواء) التي جاء ذكرها في القرآن، وعدم الشرك بالله، قال تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نشرك بالله), صدق الله العظيم
وإننا نتوجه الى هؤلاء بأن يقيموا دولة الإسلام في قلوبهم وارضهم، بدلاً من التطلع الى الخارج، ولو قمنا بعملية حسابية في ميزان الربح والخسارة فسنجد أننا نحن الخاسرون مادياً ومعنوياً، فلماذا نعطي القوى الأجنبية فرصة لضربنا، ونوجد لهم المبررات والذرائع لتشويه صورة العربي المسلم، ألا يكفي ما تقوم به وسائل الإعلام الغربي والصهيوني ضدنا، وضد تاريخنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟ أليس المستفيد من هذا كله هم الصهاينة.
الأمين العام لجماعة أنصار الشورى