حد من الوادي
11-11-2020, 12:13 AM
2020-11-10 22:01:44
كيف أحدث الانتقالي الجنوبي فارقا بالمعادلة السياسية لصالحه؟
لا شك أن الحرب اليمنية تخرج عن نطاق تأثيرها السياسي إلى نطاق تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي لدى الشرائح المجتمعية التي تدفع ثمناً باهضاً جداً؛ لأنها تلامس حياتهم مباشرة وتغير في مسارات حياتهم ولا تترك لهم أية خيارات مفتوحة.
والمشاهدات المباشرة التي تأتي هي التي تنبئ بالمتغيرات التي تعصف ليس بالمواطن وحسب بل بالبسطاء وتنقلهم إلى أوضاع غير أوضاع اعتادوها مثلما تنقل يد عابث أحجار الشطرنج وهم الأصول ولا قوة لهم غير "الحوقلة" و"الحسبلة" والتأوه والأنين الذي لا يشفع لهم موقفا ولا يضمن لهم حقا.
البسطاء هم وقود الحرب وهم دافعون ثمنها الباهض وهم أدواتها ولا وكيل لهم غير الله في عرشه جلت قدرته ونعم بالله وكيلا، لكن ترى كيف تعاطت القوى السياسية مع هذه الحرب؟ وكيف وظفتها لمصلحتها؟ وكيف أدارتها؟ واليوم إلى أين تريد هذه القوى والمكونات السياسية اليمنية أن تصل بالأزمة والحرب اليمنية؟ وتصل قبل هذا وذاك بالبلاد وبهؤلاء البسطاء ؟! والسؤال الأهم الآن : هل اكتفت بما وصلت إليه وبما كسبت من الحرب ومن تمويلات الحرب وهي تمويلات غير منظورة وغير محسوبة لكنها تشير إلى حجمها بما تتركه من الآم ومن حزن ومن خراب وإلى الآن لم نر جهدا يبذل أو عملا ينفذ أو دراسة جادة يقوم بها مركز أو مؤسسة بحثية أو حزب أو منظمة مجتمع مدني لدراسة أثر الحرب اليمنية على الناس وعلى البلد، ولا نعلم سببا يجعل هذه الأطر السياسية والاجتماعية وهذه المسميات تقبل أن تكون شاهدا أخرس أو شاهد زور لذلك الألم والقهر الذي أصاب الجميع ولا تحركون ساكنا في حين أن هذه الأحزاب أو بعضها يتسيدون أساليب الإهدار والتبذير لمقدرات ولموارد الأمة وحسبها في مفاعيل هذه الحرب وهي مفاعيل خطيرة مثل جبال الرمال المتحركة التي تبتلع ما يلقى اليها وتطلب الاستزادة بل أن الموقف المتبلد لبعض هذه القوى يحثنا على أن نضاعف اللوم عليها وتساورنا الشكوك حولها إلى الحد الذي يجعلنا نعتقد أنها قوى معطلة للإبداع وفاقدة للأهلية الإنسانية كونها قوى ساهمت في عملية احتيال على الشعب بالقبول الرضوخ والصمت والشراكة مع الفساد الذي اهدر على البلاد وعلى الشعب المنكوب بالعوز والحاجة والفقر مليارات المليارات تصرف على الحرب وعلى مشعليها والمنتفعين منها ولقد تم تحويل هذا الشعب إلى أكبر شعب متسول في العالم.
ألا يملكون غيرة .. ألا يشعرون بالغضب من أنفسهم وهم يشاركون في مرحلة تتويه كبرى لمقدرات وطن وشعب؟ والمسألة الأشد مرارة على النفس أن الواقع كلما قدم جديدا احتووه وسعوا بكل ما أوتوا من مكر ودهاء إلى احتواء هذا الجديد ومسخوه ليعيدوا إنتاج نماذجهم الفاسدة مرات ومرات حتى يظن المرء أن لا أمل ولا مخرج من وضع مزر ومترد يؤكد أن هذا الشعب أنما هو "جمل معصرة" يحجب عن عينيه النور ليظل يدور ويدور على نفسه لينتج الخيرات التي يحظى بها "متبطل" وينالها فاسد في حين أن الشعب لا يناله غير الفتات ويظل مربوطا بالمعصرة إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا.
هذا الاستهلال حرصت على إيراده مسبقا لا نقل أقل صورة مقاربة لما نعيش ويعيش عليه أبناؤنا ولا نقل الاحساس عن حقيقة هذه المقاربة العبثية العدمية، وخاصة وأن سلسلة الأزمات التي دفعنا إليها فيما هي أزمة أشخاص وليست أزمة بلد.. وأشخاص قدر لهم أن يحركوا الموارد المالية؛ لإثارة الأزمات واختلاقها وهذه هي المأساة.
فمثلا كم أهدرت من أموال على اعتصامات الشرعية واقصد الاعتصامات والمسيرات الممولة من الخزانة العامة ومن المؤسسات الرسمية الواقعة تحت سيطرة حزب الاصلاح الاخواني داخل الحكومة.
ففي الوقت الذي يموت كل شهر عشرات الأطفال والأجنة وتموت الأمهات بسبب تردي الأوضاع الصحية كان يصرف على المعتصمين 60 مليون ريال من غذاء وشرب ومتعلقات أخرى ولك أن تجري عملية حسابية بسيطة كم اهدرت من أموال خلال عام واحد فقط لوصلت إلى أن ما صرف على هذه الاعتصامات والمسيرات اكثر من 21.6 مليار ريال، هذا المبلغ المهول صرف على مسيرات احتشد فيها كثير من (المتعطلين) .
لم نر قيما على مال عام يرفع صوتا ولم نر محتسبا يعلن موقفا ولم نسمع صوتا حكيما يجار بالشكوى ولم يهمس تحركا لمؤسسة محاماة أو يعلن عن تكتل قانوني ليحدد موقفا رافضا او مستنكرا لإهدار مثل هذه الثروة والتي هي ثروة شعب ووطن في حين غدت هذه المناكفات مساحة زمنية ومكانية مفتوحة للاستثمار السياسي والمالي وإذا ما تم تقصي المعلومة لتبين أن ثروة خيالية تسللت باتجاه حسابات مصرفية سرية في كل من اسطنبول والدوحة وغيرها من العواصم العربية والاجنبية المحسوبة على جماعات اخوان المسلمين.
ومن يحاسب من ؟!.. ومن يجرؤ على إثارة أسئلة ؟.. فيما يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر أن يبلع لسانه والآن بعد ان بدرت تلوح في أفق الأزمة والحرب بعض الانفراجات وبعض سلام في مشاورات الرياض الجارية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية ودخول الوطن استراحة محارب..
فالمؤشرات تشير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي أحدث تغييرا وفارقا في المعادلة السياسية لصالحه وذلك بصموده الاسطوري في الدفاع عن أرضه وحقوقه وتمكنه من إدارة شؤون الجنوب بنفسه.
http://alomana.net/details.php?id=130150
كيف أحدث الانتقالي الجنوبي فارقا بالمعادلة السياسية لصالحه؟
لا شك أن الحرب اليمنية تخرج عن نطاق تأثيرها السياسي إلى نطاق تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي لدى الشرائح المجتمعية التي تدفع ثمناً باهضاً جداً؛ لأنها تلامس حياتهم مباشرة وتغير في مسارات حياتهم ولا تترك لهم أية خيارات مفتوحة.
والمشاهدات المباشرة التي تأتي هي التي تنبئ بالمتغيرات التي تعصف ليس بالمواطن وحسب بل بالبسطاء وتنقلهم إلى أوضاع غير أوضاع اعتادوها مثلما تنقل يد عابث أحجار الشطرنج وهم الأصول ولا قوة لهم غير "الحوقلة" و"الحسبلة" والتأوه والأنين الذي لا يشفع لهم موقفا ولا يضمن لهم حقا.
البسطاء هم وقود الحرب وهم دافعون ثمنها الباهض وهم أدواتها ولا وكيل لهم غير الله في عرشه جلت قدرته ونعم بالله وكيلا، لكن ترى كيف تعاطت القوى السياسية مع هذه الحرب؟ وكيف وظفتها لمصلحتها؟ وكيف أدارتها؟ واليوم إلى أين تريد هذه القوى والمكونات السياسية اليمنية أن تصل بالأزمة والحرب اليمنية؟ وتصل قبل هذا وذاك بالبلاد وبهؤلاء البسطاء ؟! والسؤال الأهم الآن : هل اكتفت بما وصلت إليه وبما كسبت من الحرب ومن تمويلات الحرب وهي تمويلات غير منظورة وغير محسوبة لكنها تشير إلى حجمها بما تتركه من الآم ومن حزن ومن خراب وإلى الآن لم نر جهدا يبذل أو عملا ينفذ أو دراسة جادة يقوم بها مركز أو مؤسسة بحثية أو حزب أو منظمة مجتمع مدني لدراسة أثر الحرب اليمنية على الناس وعلى البلد، ولا نعلم سببا يجعل هذه الأطر السياسية والاجتماعية وهذه المسميات تقبل أن تكون شاهدا أخرس أو شاهد زور لذلك الألم والقهر الذي أصاب الجميع ولا تحركون ساكنا في حين أن هذه الأحزاب أو بعضها يتسيدون أساليب الإهدار والتبذير لمقدرات ولموارد الأمة وحسبها في مفاعيل هذه الحرب وهي مفاعيل خطيرة مثل جبال الرمال المتحركة التي تبتلع ما يلقى اليها وتطلب الاستزادة بل أن الموقف المتبلد لبعض هذه القوى يحثنا على أن نضاعف اللوم عليها وتساورنا الشكوك حولها إلى الحد الذي يجعلنا نعتقد أنها قوى معطلة للإبداع وفاقدة للأهلية الإنسانية كونها قوى ساهمت في عملية احتيال على الشعب بالقبول الرضوخ والصمت والشراكة مع الفساد الذي اهدر على البلاد وعلى الشعب المنكوب بالعوز والحاجة والفقر مليارات المليارات تصرف على الحرب وعلى مشعليها والمنتفعين منها ولقد تم تحويل هذا الشعب إلى أكبر شعب متسول في العالم.
ألا يملكون غيرة .. ألا يشعرون بالغضب من أنفسهم وهم يشاركون في مرحلة تتويه كبرى لمقدرات وطن وشعب؟ والمسألة الأشد مرارة على النفس أن الواقع كلما قدم جديدا احتووه وسعوا بكل ما أوتوا من مكر ودهاء إلى احتواء هذا الجديد ومسخوه ليعيدوا إنتاج نماذجهم الفاسدة مرات ومرات حتى يظن المرء أن لا أمل ولا مخرج من وضع مزر ومترد يؤكد أن هذا الشعب أنما هو "جمل معصرة" يحجب عن عينيه النور ليظل يدور ويدور على نفسه لينتج الخيرات التي يحظى بها "متبطل" وينالها فاسد في حين أن الشعب لا يناله غير الفتات ويظل مربوطا بالمعصرة إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا.
هذا الاستهلال حرصت على إيراده مسبقا لا نقل أقل صورة مقاربة لما نعيش ويعيش عليه أبناؤنا ولا نقل الاحساس عن حقيقة هذه المقاربة العبثية العدمية، وخاصة وأن سلسلة الأزمات التي دفعنا إليها فيما هي أزمة أشخاص وليست أزمة بلد.. وأشخاص قدر لهم أن يحركوا الموارد المالية؛ لإثارة الأزمات واختلاقها وهذه هي المأساة.
فمثلا كم أهدرت من أموال على اعتصامات الشرعية واقصد الاعتصامات والمسيرات الممولة من الخزانة العامة ومن المؤسسات الرسمية الواقعة تحت سيطرة حزب الاصلاح الاخواني داخل الحكومة.
ففي الوقت الذي يموت كل شهر عشرات الأطفال والأجنة وتموت الأمهات بسبب تردي الأوضاع الصحية كان يصرف على المعتصمين 60 مليون ريال من غذاء وشرب ومتعلقات أخرى ولك أن تجري عملية حسابية بسيطة كم اهدرت من أموال خلال عام واحد فقط لوصلت إلى أن ما صرف على هذه الاعتصامات والمسيرات اكثر من 21.6 مليار ريال، هذا المبلغ المهول صرف على مسيرات احتشد فيها كثير من (المتعطلين) .
لم نر قيما على مال عام يرفع صوتا ولم نر محتسبا يعلن موقفا ولم نسمع صوتا حكيما يجار بالشكوى ولم يهمس تحركا لمؤسسة محاماة أو يعلن عن تكتل قانوني ليحدد موقفا رافضا او مستنكرا لإهدار مثل هذه الثروة والتي هي ثروة شعب ووطن في حين غدت هذه المناكفات مساحة زمنية ومكانية مفتوحة للاستثمار السياسي والمالي وإذا ما تم تقصي المعلومة لتبين أن ثروة خيالية تسللت باتجاه حسابات مصرفية سرية في كل من اسطنبول والدوحة وغيرها من العواصم العربية والاجنبية المحسوبة على جماعات اخوان المسلمين.
ومن يحاسب من ؟!.. ومن يجرؤ على إثارة أسئلة ؟.. فيما يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر أن يبلع لسانه والآن بعد ان بدرت تلوح في أفق الأزمة والحرب بعض الانفراجات وبعض سلام في مشاورات الرياض الجارية بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية ودخول الوطن استراحة محارب..
فالمؤشرات تشير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي أحدث تغييرا وفارقا في المعادلة السياسية لصالحه وذلك بصموده الاسطوري في الدفاع عن أرضه وحقوقه وتمكنه من إدارة شؤون الجنوب بنفسه.
http://alomana.net/details.php?id=130150