مشاهدة النسخة كاملة : إلى الكبار... مع التحية
سالم علي الجرو
06-08-2006, 07:53 AM
السادة ..............................
السادة ..............................
السادة .............................. دمتم مسئولين
تحية صادقة من أرض المعاناة
نحن إخوانكم ، وكلنا لآدم وآدم من تراب.
لا تؤمنون بنبيّنا ونؤمن بعيسى عليه السلام .
لا ننوي أخذ أموالكم بالباطل ، وتأخذون أموالنا بالحق وبالباطل .
ماذا تقولون لو أخذنا بالباطل أموالكم؟
ماذا أنت فاعلون لو حلّقت طائراتنا فوق رؤوسكم لتقتلكم؟
لم نأت إلى دياركم لنقتلكم ، وتأتون أنتم إلى ديارنا لتقتلونا .
كيف ستتصرفون لما تعلمون بأن استخباراتنا تغتال رموزكم في عقر دياركم؟
أمّا بعد:
بعد أن نحّيتم جانبا القوانين والأعراف الدولية التي تتعارض مع مصالحكم ، وبعد أن استغلّيتم المنظّمات الدولية لصالحكم ، فقد آن الأوان لتحكيم العقل بين ما نعتبره قوّة وبين ضعف صابر عنيد ، فنأمل أن يسود العقل ومنطق الحكمة .
نحتكم إلى قوّة القانون لا إلى قانون القوّة ، لنخلد إلى سلام وأمن وأمان يعيش فيه أطفالنا وأطفالكم في حبّ ووئام يتقاذفون الكرات فيما بينهم ويلعبون تحت المطر ، فنحن وأنتم بشر نتفق عند العقل ونفترق عند الصناعة ، وها انتم خضعتم لمنطق القوة ردحا من الزمن ولا تزالون ، فدعونا نخضع لمنطق العقل . أنتم ونحن نحب الحياة ونحب أطفالنا ، فالأطفال أمانتنا ونحن الذين نقرر دخولهم المعاهد العلمية المدنية لإفادة الإنسانية أو دخولهم المعاهد العسكرية ، وتعليمهم الرماية لضرب الجماجم البشرية .
هذه الأرض لنا ما تحت أيادينا ولكم ما تحت أياديكم ،لا نبغضكم ، خذوا منا ما تحتاجونه ونأخذ منكم بغيتنا بموجب عقود وشروط متكافئة ، فلماذا القتال؟ .
إن طفلكم في أعينكم كطفلنا في أعيننا ، يزيل همّنا عندما ننظر إليه بعد غثاء العمل ، فيجعلنا نبتسم فلماذا تزيدون من همّنا وتصادرون بسمتنا عندما تتسببون في قتل أطفالنا بدم بارد؟
نحن نبغ الحياة لنسعد مثلكم ، مثلما أنتم تؤمّنون على حياتكم كي تسعدون ، فلم صيّرتم حياتنا إلى رخص وكأنما هي حياة حشرات فسرقتم منا السعادة ، وحافظتم على حياتكم واعتبرتم أننا أعداء لكم ، فتضربوننا من بعيد وإن اقتربتم فمن وراء الجدر ، وإن طرتم فمن مرتفعات عاليه . هل هذه شهامة بشر ونخوة آدمي؟ . هذه أنانيّة بغيضة حتى أنتم تمقتونها .
بعد هذا التاريخ من الصراع تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، فماذا أنتم قائلون؟
سادتي:
لكم ما تحت أيديكم ولنا ما تحت أيدينا ، لا نبغضكم إلا عندما تكرهوننا على ما لا نريد ، ,فأنتم القائلون بعدم التدخّل في الشّؤون الداخلية للغير ، فمن منا تدخل في شئون الآخر على مرّ الدهور؟ . إذن لا تتدخلون في شئوننا، ولكم علينا الحق في أيّ أذى يلحق بكم منّا . سنقف إلى جانبكم حتى تستوفون حقوقكم منا . وفي المقابل أعطونا حقوقنا إذ لا يقبل العقل ولا المنطق أن تأخذ حق آخر وتطلب منه الصّمت . فهذا منطق القوة وأمام كل قوّة تقف مقاومة وإن ضعفت ، فإن للضعف قوّة تأتي على جرعات مفاجئة لا تدخل في الحسبان ، وإن البعوضة تدمي مقلة الأسد، والضّرب الذي لا يصيب يزعج ومن يوم إلى يوم يذهب جيل ويأتي جيل والدّماء تسيل ، فأيّ منطق هذا يا سادتي؟.
هذه فلسطين: قسموها بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وأطلقوا أسرى الفلسطينيين وأعيدوا لاجئيهم وممتلكاتهم .
سيوقف النزيف ويعمّ السّلام ديارنا التي تعنيكم بين الحين والآخر ، وستوفرون أموالكم أو هي أموالنا ردّت إلى صدورنا ، التي تحرقونها وتحرقوننا معها .
لا نرغب في الكلام العاطفي لأن حساباتكم لا تقوم على العاطفة ، ولكن بالعقل ـ يا سادتي ـ هل ستعيشون بمنأى عنا ونحن كذلك؟ لا طبعا .
إذن فلنتقارب ولا يحقرنّ أحدنا الآخر .
نحن شعوب منطقة المعاناة نقدم دعوة إلى شعوبكم: زورونا ولكن بدون رصاص وسنقدّم لكم الورود ونحتضنكم بكلّ ود .
هذه العراق: أخرجوا منها وسيأتيكم نفطها طوعا ،وستوفرون أموالكم التي تحرق الجميع .
أعيدوا حساباتكم إن كنتم لا تزالون تفكّرون بعقليّة استعمارية ، فعقول الأحفاد عندنا وفي دياركم تختلف كثيرا عن عقول من خطط للإستعمار من أجدادكم وعقول من قاوم من أجدادنا . إنهم توّاقون إلى الصداقة مع بعضهم ، فلا تقفوا حجر عثرة أمام هذا الزّحف الإنساني .
أغنياء أنتم ، مرفّهين في شمال الكرة الأرضية ونحن فقراء مهددّين بالقتل والجوع والجهل في جنوبها .
لماذا أنتم أغنياء؟ لأننا فقراء.
من يقتلنا؟ أنتم
من يتسبب في جوعنا؟ أنتم
من يعمل من أجل تجهيلنا؟ أنتم
أو تدري شعوبكم أنكم سفّاحين دوليين ، أم أنّهم يصفّقون لكم عندما تقبضون على سفّاح الشوارع في دياركم؟ .
تعالوا لنتصالح ، فكلّنا لآدم وآدم من تراب .
تعالوا لنزرع الأرض معا بالغلال والفواكه والخضار ونعطّر الأرض بالورد والريحان .
تعالوا لنصطاد السمك .
دعونا نجاور بعضنا في المدن والقرى والأرياف في دياركم وفي ديارنا الجميلة فيلعب أطفالنا وأطفالكم في المنتزهات بمسدسات الماء ، وعندما يكبرون يلعبون الشطرنج ورياضة التزلج على الجليد وكرة القدم والسّلّة ، ولا يلعبون بمسدسات الرصاص .
فقط الذي يمنعنا من التصالح والعيش في سلام هو إصراركم على المبدأ القائل:
Mine is mine let us talk about yours
أو أننا ليس أخوة لكم ، وأنكم من عرق متفوّق آخر .
خذوا من جنوب أفريقيا العظة ، ولا تنسوا أنّكم قاتلتم المحتلّين لدياركم حتى أخرجتموهم ، ولم يطلق أحد عليكم مسمّى: [ الإرهابيين ] .
[ أحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك ] حديث نبوي شريف نؤمن به وهو صالح لكم ، فيا ليت يضاف إلى أدبيّاتكم .
الدكتور أحمد باذيب
06-08-2006, 09:07 AM
كلمات رائعة من كاتب مبدع... سلم يراعك وسلمت لامة الاسلام اخي الغالي ....ولنا ملاحظات سنوردها لاحقا
الدكتور أحمد باذيب
06-08-2006, 09:10 AM
[هذه فلسطين: قسموها بين الفلسطينيين والإسرائيليين [/font][/size][/B][/align]
لااعتقد اخي الغالي انه يجوز الحديث عن التفريط في ذرة رمل من ارض فلسطين وارض الاسلام كما يقول ذلك علماء الاسلام
فأرض فلسطين وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية ولا يملك ذلك ملك أو رئيس أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية
http://www.iqraatv.com/Aqsaday/qawem.php?start=1920
الدكتور أحمد باذيب
06-08-2006, 09:18 AM
ياسين : أرض فلسطين أرض عربية إسلامية أغتصبت بقوة السلاح ولن تعود إلا به
"أن ارض فلسطين ارض عربية إسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل الصهاينة ولن تعود إلا بقوة السلاح ، مؤكدا أنها ارض وقف إسلامي لايجوز التنازل عنها .
جاء ذلك خلال الرسالة التي أعدها الشيخ الشهيد قبل استشهاده بأيام قليلة بغية توجيهها للقمة العربية
وقال ياسين " ارض فلسطين أرض عربية إسلامية اغتصبت بقوة السلاح من قبل اليهود الصهاينة ، ولن تعود الا بقوة السلاح ، وهي ارض وقف اسلامي لايجوز التنازل عن شبر منها حتى وان كمنا لانملك الان القوة اللازمة لتحريرها ".
أن الجهاد في فلسطين حق مشروع للشعب الفلسطيني ، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، مشيرا الى أن وصفه بالارهاب من قبل اعداء الله ظلم عظيم يرفضه الشعب الفلسطيني ، وترفضه كذلك الشعوب العربية والاسلامية ، مطالبا القمة أن توضح موقفها بوضوح لا لبس فيه نصرة لجهاد الشعب الفلسطيني .
وقال ياسين " ان شعبنا وهو يخوض ببسالة معركة قد فرضت عليه لهو جدير ان يلقى كل اشكال الدعم والتأييد من قادة الامة ، فهو بحاجة الى الدعم الاقتصادي لتعزيز صموده ، وقد دمر الصهاينة الأشرار كل اسباب الحياة والعيش الكريم لهذا الشعب المرابط ، ونهب خيراته ، وهو بحاجة ايضا الى الدعم العسكري ، والأمني ، والاعلامي ، والمعنوي ، والدبلوماسي ، وغير ذلك من اشكال الدعم التي تعينه على مواصلة جهاده ، وهو يتطلع الى ان تحقق له القمة كل ذلك بإذن الله تعالى ".
وناشد الشيخ في رسالته القادة والزعماء وقف كافة اشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ، واغلاق سفاراته ، وقنصلياته ، ومكاتبه التجارية ، وتفعيل المقاطعة العربية ، ووقف الاتصال به والتعاون معه .
وقالت الرسالة " ان الأمة تملك من الامكانات والطاقات والقدرات مايجعلها قادرة على نصرة قضاياها القومية ، ووضع حد لجراة اعدائها عليها ، وانني لأرى انه قد ان لأمتنا ان تعمل بقول الله عز وجل " واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" ، لتصبح قوة في زمن التكتلات ".
وأكد الشهيد ان المسجد الأقصى يناشد القادة والزعماء ، موضحا ان الصهاينة اعدوا العدة لدك اركانه وهد بنيانه ، متسائلا من له بعد الله ان لم تكونوا انتم .
وأضاف " اننا نناشدكم ان تقدموا كل أشكال الدعم للعراق الشقيق وشعبه حتى يتحرر من الاحتلال الأمريكي لأن نصرة العراق وشعبه هي نصرة لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني ".
الدكتور أحمد باذيب
06-08-2006, 10:18 AM
لن نكون أول من يشعل الحرائق ... ولكن ...
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
حشدوا كل شرار الخلق ... قتل ودمار وخراب ... حرائق وقنابل صُنعت بيد الشيطان الأكبر خصيصاً لسحق المحرومين ... جوع قحط شمس لاهبةٌ وهياكل بشرية هدّها الترحال في فلسطين كما في أفغانستان... تيه في صحارى دنيا مقفرة من أيّ مشاعر أو رحمة ... نتسمّرُ خلف الشاشات نشاهد قصفاً أممياً لكتل حجرية ... لا ندري أهي مقابر .. خرائب ... بيوت ... يقولون بيوت ... كانت قبل قليل تأوي عدداً من بني الإنسان حطامهم التآمر الأمريكي ... فأحالتها أدوات الغرب المجرم إلى أشلاء ... وقف الطفلٌ فوق الأطلال بعيون شاردة يفتش عن أمه – أبيه - شقيقه دون جدوى ... يبحث عن كل شيء ... عن أي شيء ... لكن لا شيء ...
ولكن علي الباطل أن لا ينتشيَ كثيراً ... ففي الأفق المنظور تتشكل عزائم "فتية أمنوا بربهم " ... "صدقوا ما عاهدوا الله عليه" ... "ومنهم من ينتظر"هم على تمام يقين بالنصر والتمكين ... حشدوا كل الخير ... وكل الشوق لنيل رضا الرحمن ... تتحرق لترفدهم جموع ملايين المقهورين ... ولكن تمنعهم أزلام الكفر ...
فلتعلم كل الدنيا أنا أقسمنا –كما كل الشرفاء- بالإسراء والتوبة والأنفال ... بكل حروف وأيِ كتاب الرحمن ... وبكل صفات العزيز القهار ... أن الدنيا كل الدنيا لن تعرف للأمن وللعيش معناً أو طعماً ما بقي الجُرحُ النازف للأقصى ... ما بقي القصف الأمريكي لأطفال العراق ... ما بقي الصمت الأممي عن استغاثات نساء كوسوفو ... ما بقيت دائرة الموت في الشيشان وأفغانستان وكشمير والصومال ... ...
فلتشتعل النيران في كل الكرة الأرضية ... ما دامت (إيمان وضياء ومحمد) أهدافاً لمدافع بني خيبر ... مادام أهل الرباط تتقاذفهم المنافي والخيام ... فيما يستوطنك فلسطين غرباء جلبهم الغرب لليُكفِّرَ عن ذنب اقترفه بحقهم ... نعم ... لن نكون أول من يشعل الحرائق ... لكنّا لن نأسف على دنيا عمَّها الظلم والقتل .. النهب والفسق .. الكذب والنفاق ... ولن نأسى على عالم مارس أهله كل الموبقات ... وحولوا أبناء الأرض الأصليين الى لاجئين متسولين ينتظرون إحسان اللئام ...
نشرة نداء القدس
سالم علي الجرو
06-08-2006, 06:06 PM
لااعتقد اخي الغالي انه يجوز الحديث عن التفريط في ذرة رمل من ارض فلسطين وارض الاسلام كما يقول ذلك علماء الاسلام
فأرض فلسطين وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية ولا يملك ذلك ملك أو رئيس أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية
http://www.iqraatv.com/Aqsaday/qawem.php?start=1920
دمت يا أخي الدكتور أحمد علما يناصر أمّة الإسلام .
نعم لا يحق لأيّ كان أن يفرّط في ذرّة من تراب فلسطين ، لكن فلسطين تقضم منذ عام 1948م ، وجاء قرار التقسيم عام 1948 وتمّ رفضه ، والقضم مستمر والآن كما ترى يا دكتور ، فلسطين لم تعد في الذّاكرة مثل ما كانت ونخاف من يوم عصيب.
فلسطين الأرض مغتصبة ، واليوم يغتصب شموخ أهلها ، وغدا .......
فلسطين تحتاج إلى نصرة من أجل التحرير ، هذا بالأمس والأرض تقضم ، واليوم سكان فلسطين يحتاجون إلى لقمة ودواء وكساء . لم نستطع التحرير بالأمس ، ولم نستطع اليوم أن نساعد أحبائنا في فلسطين بما يسدّ حاجتهم من الزاد والدواء والكساء . نريد دولة فلسطينية يا دكتور أحمد تعيش على ما تبقّى من الأرض . نريد عودة لأحبائنا الفلسطينيين في الشتات .
الدكتور أحمد باذيب
06-09-2006, 01:15 AM
رسالة من الأستاذ/ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد!!
فمما لا شكَّ فيه أن الأحداثَ الجِسامَ التي تمر بها أمتُنا تدفعنا دائمًا إلى التأملِ في حالِها ومآلِها، وما عانته من صروفِ الأيامِ ومكْرِ الليالي، فكان زمانٌ استمسكت فيه بدينِها، فإذا بها أمةٌ شامخةٌ، يقف جنديٌّ من جنودِها أمام الجيوشِ الطاغيةِ المتجبِّرةِ لأكبر قوى الأرض في وقتها ليقول: "إن الله ابتعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن جَوْر الأديانِ إلى عدلِ الإسلام، ومِن ضيقِ الدنيا إلى سعةِ الدنيا والآخرة"، وإذا بخليفتها يخاطب السحابةَ المارَّة في السماء واثقًا: "أمطري حيثُ شئتِ، فسوف يأتيني خراجُك"، ويُقحِم قائدٌ من قادتها فرسَه في ماء المحيط الأطلسي؛ حيث تنتهي رقعةُ الأرض أمام عينيه، فيقول: والله لو علمتُ أن وراءَك أرضًا يُكفَر فيها بالله تعالى لغزوتُها في سبيل الله".
فتُطوى لهم الأرضُ، وتلينُ أمامهم الصعابُ، فيقوم حكمُ العدل حيث حلُّوا، فلا يُستعبد في أرضهم حرٌّ، ولا يُظلَم إنسانٌ.. يقف رسولُهم- صلى الله عليه وسلم- لجنازة يهودي تمر أمامه قائلاً: "أوَليست نفسًا؟!" ويأمر خليفتُهم الفاروقُ- رضي الله عنه- نصرانيًّا من أهل مصر بالقصاص من ابنِ أميرِها، قائلاً: "اضرب ابنَ الأكرمِين"، بل ومِن أميرِها:، قائلاً: "إن ابنَه ما ضربك إلا بسلطان أبيه"، ثم يقول قولته الخالدة: "يا عمرو.. متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟!".
حضارة إنسانية
فلا يكاد يمضي جيلٌ أو جيلان حتى يكون الإسلام بوتقةً حضاريةً عبقريةَ البناء، تنصهر فيها عطاءاتُ العالم، فيكون من أئمة الحديث النبوي البخاري ومسلم النيسابوري وأبو داود السجستاني والنسائي.. سواءً بسواءٍ كابن حنبل العربي الشيباني، ويكون من مفسري القرآن فيهم الطبري والقرطبي، سواءً بسواءٍ كابن كثير العربي القرشي، ثم يكون من أطبائهم وفلاسفتهم الرازي والصابي وابن رشد الأندلسي، شعارهم ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: من الآية 13)، وهتافهم: "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".
ثم يدور الزمن دورتَه، و"لكل شيء إذا ما تم نقصان" فتكالبت على الأمة عوامل الضعف من داخلها، وتضافرت عوامل الضغط من خارجها، واهتزَّت مكانةُ الإسلام في نفوس أبنائها وقادتها، فتآكلت قواها، وانحلَّت مقاومتها، وتمكَّن منها أعداؤها، فصدق فيها قول الله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَّظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوْكُمْ أَوْ يُعِيْدُوكُمْ فِيْ مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ (الكهف: 20).
حرب صليبية
وأَنْشَبَ الاستعمارُ الغربي فيها مخالبَه، من تركستان الشرقية والفلبين وأندونيسيا شرقًا، إلى الأندلس ومراكش غربًا, ومن أواسط أوروبا شمالاً إلى أفريقية جنوب الصحراء، في هجمةٍ جائرةٍ أُبيد فيها ملايين المسلمين، ونُهبت خيراتُ بلادهم نهبًا منظَّمًا، ودُمِّرت أخلاق أبنائها عن قصدٍ وعمدٍ، وحِيل بينهم وبين أسباب القوة وعوامل النهوض، واستمع الإيطاليون إلى نشيدهم يُهدَر بعد غزوهم ليبيا:" أماه لا تبكي، بل اضحكي وتأملي، أنا ذاهب إلى طرابلس فرحًا مسرورًا، لأبذل دمي في سحق الأمة (ال*****ة!!) ولأحارب الإسلام، سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن".
واستمع الإنجليز إلى كبيرِهم جلادستون يقول بملء فيه: "يجب إعدام القرآن"، ورأوا قائدَهم اللورد اللنبي يدخل القدسَ في الحرب العالمية الأولى صارخًا: "اليوم انتهت الحروب الصليبية"، وركل الجنرال الفرنسي غورو قبر صلاح الدين- وهو داخل سورية- قائلاً: "ها قد عُدنا يا صلاح الدين"!! ثم رأى العالمُ كله حديثًا ما فعلَه الصربُ والكرواتُ بمسلمي البوسنة.. خمسون ألف امرأة مسلمة تُنتهك أعراضهن على مرأى ومسمع من أوروبا وأمريكا وحراسة من قوات الأمم المتحدة، ثم تُلقَّح النسوة البائسات بأجنة الكلاب!! إن هؤلاء لا يُلامون وحدَهم، ولا يُبغَضون وحدَهم، بقدر ما ينبغي أن نلوم أنفسَنا ونبغض ضعفَنا.
تلك حضارتهم
ولسنا- رغم ذلك- نقف موقفَ العَداء من كل حضارة الغرب، بل نحن نعترف بما قدمتْه للعالم من عطاءٍ ماديٍّ وتقدمٍ علميٍّ وتقنيٍّ، ونهضةٍ في آليات الثقافة والفنون وعلوم السياسة والاجتماع، وكيف ننكر ذلك ونحن أبناء حضارة يقول قرآنها: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 8).
ولكننا في ذات الوقت نكره الغفلة، ونراها مهواةً إلى غضبِ الله ونارِه ﴿وَلَقَدْ ذََرْأنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيْرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُوْنَ﴾ (الأعراف: 179)، ونبغض أن يرانا اللهُ من هؤلاء الغافلين، الذين لا يعرفون عدوًّا من صديق.
إننا نرى العدوانَ على أمتنا قائمًا على قدمٍ وساقٍ، ونبصر صدورَ أعدائنا تغلي بحقدٍ دفينٍ، تحركه أساطير ضالَّة، جعلوها لهم دينًا، حتى قال كبيرُهم إن الله أوحى إليه أن يضربَ العراق، ويقوِّض أركانَ حكمه، ويصرِّح أن حربه ضد أمتنا حرب صليبية!!
إننا ندرك تمام الإدراك أن حضارةَ أوروبا وأمريكا لا صلةَ لها بمسيحية عيسى عليه السلام، التي جاء بها من عند الله، وقامت على الصفح والتسامح والتحابِّ، ونقرُّ حقيقةَ ما قاله ولز- صاحب كتاب (معالم في تاريخ الإنسانية)-: "إن أوروبا اعتادت منذ زمن بعيد أن تُلقِي حجابًا سميكًا على تعاليم يسوع الناصري"، ومنذ دخلت أوروبا عصرَ نهضتِها قرَّرت أن تجعل للدين والكنيسة في حياتها مكانًا قصيًّا، وفَصلت الدين عن دنياها، ولكنها اليوم تَستدعي من الدين ما تراه خامدًا لرغبتِها في الاستعلاءِ والقهرِ لمَن خالفها، وتستدعي من التدين المغشوش أسوأ ما فيه، وهو التعصُّب الذميم الذي لا يركن إلى شيء من تعاليم السماء.
ونحن ندرك أن في الغرب عقلاء، لا يرضون عما آلَ إليه العالمُ في ظل سطوة حضارتهم، ويؤرِّق ضمائرَهم ذلك العَداءُ المتنامي في العالم لسياستهم، إن 94% من صادرات العالم تأتي من دولهم الصناعية الكبرى، وإن 75% من الاستثمارات الدولية تتجه إلى بلادهم، وإن ثروات العالم تتكدَّس على نحوٍ مخيفٍ في أيدي أثريائهم، فمائتا شخصٍ في بلادهم يمتلكون ألف مليون دولار، بينما 582 مليون شخص في 43 دولةً من دول العالم الثالث لا يمتلكون غير 146 مليار دولار.
إن مليار شخص في عالمنا النامي لا يجد مياه شرب صالحة، و43 مليون إنسان في عالمنا يهانون من طاعون العصر (الإيدز) الذي أنتجته مختبراتهم!! إنهم ينفقون ثرواتِ العالم على إنتاج السلاح والإسراف الترفي، في حين أن 73 مليون مواطن عربي يعيشون تحت خط الفقر، و15 مليونًا يعانون البطالة، فهل هذا نتاجُ حضارةٍ تسود العالم اليوم ومؤهَّلة للبقاء أو أنه نذيرُ خطرٍ ببوارِها إن لم تتداركه حكمة العقلاء؟!
الحضارة ليست تقدمًا ماديًّا فحسب
الحضارة ليست تقدمًا ماديًّا فحسب، بل هي نتاجُ تقدمٍ ماديٍّ، قائم على أسس روحية وأخلاقية رفيعة وقيم إنسانية نبيلة، فالحضارة ليست هي المدنية وحدها، بل هي عطاءُ الأمة في جوانبها المادية والأخلاقية، وتقدَّر قيمتُها الحقة بمقدارِ خيريتِها للناس، وصدق الله تعالى حيث يقول عن أمة الإسلام: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 110) ويقول: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِيْ الأَرْضِ﴾ (الرعد: من الآية 17).
فيا أمتنا الممتحَنة والمجاهدة
إن أبناءَكِ اليومَ مطالبون- أكثر من أي وقت مضى- بتدبُّر هذه الحال، ومعرفة حاجة البشرية إليهم، وعظمة الرسالة التي يحملونها، والحضارة التي يمثلونها، وإنَّ صمودَ شبابنا أمام هذه الهجمة الغربية والصهيوأمريكية الجائرة لَجَديرٌ بأن يُنْهِضَ أمتَنا من رَقدتها، وينبِّهَ الغرب من غروره وصلفه.
إننا على مشارف مرحلة تاريخية تذوَى فيها حضارة القهر والاستعباد والقوة الغاشمة والمادة المستكبرة، لتفسح المجال لحضارة أكثر عدالةً وأعظم إنسانيةً.. ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).
وصلى الله وسلم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
المشجري العد يلي
06-11-2006, 02:30 AM
ياريت يتم الطرح لأي مــوضوع بأختصار
تحيـــــــــــــــــاتي
سالم علي الجرو
06-11-2006, 07:51 AM
ياريت يتم الطرح لأي مــوضوع بأختصار
تحيـــــــــــــــــاتي
ما قلته صحيح .
مع ضيق الوقت يملّ القارىء المواضيع الطّويلة ، فماالحيلة يا ابن الكرام؟
الدكتور أحمد باذيب
06-17-2006, 12:45 AM
دمت يا أخي الدكتور أحمد علما يناصر أمّة الإسلام .
نعم لا يحق لأيّ كان أن يفرّط في ذرّة من تراب فلسطين ، لكن فلسطين تقضم منذ عام 1948م ، وجاء قرار التقسيم عام 1948 وتمّ رفضه ، والقضم مستمر والآن كما ترى يا دكتور ، فلسطين لم تعد في الذّاكرة مثل ما كانت ونخاف من يوم عصيب.
فلسطين الأرض مغتصبة ، واليوم يغتصب شموخ أهلها ، وغدا .......
فلسطين تحتاج إلى نصرة من أجل التحرير ، هذا بالأمس والأرض تقضم ، واليوم سكان فلسطين يحتاجون إلى لقمة ودواء وكساء . لم نستطع التحرير بالأمس ، ولم نستطع اليوم أن نساعد أحبائنا في فلسطين بما يسدّ حاجتهم من الزاد والدواء والكساء . نريد دولة فلسطينية يا دكتور أحمد تعيش على ما تبقّى من الأرض . نريد عودة لأحبائنا الفلسطينيين في الشتات .
ثق بالله فالنصر قادم ولامجال للتنازلات يااخا الاسلام
الدكتور أحمد باذيب
06-17-2006, 12:47 AM
ياريت يتم الطرح لأي مــوضوع بأختصار
تحيـــــــــــــــــاتي
الموضوع لايحتمل التجزئة فهو بيان متكامل
وشكرا لمرورك
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir