ابن اليماني
06-10-2006, 04:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فكرة في بالي أحببت أن أعرضها على الإخوة في السقيفة .
كثرت مؤخرا الكتابة ضدّ العلمانية مصطلحا وقد رأيت الكتاب ذوي الثقافة الإسلامية المعاصرة يتصدرون قائمة الكاتبين ضد هذا المصطلح. وهو مصطلح غير متبلور ومن ثم غير مفهوم في الثقافة العربية الإسلامية.
فالذين يكتبون عنه يقومون بنقل معنى المصطلح من معاجم تعتمد على المعنى اللغوي (secularism)
ويترجمونها بأنها الدنيوي أو اللاديني.
ثم يشرعون يحشدون الأدلة عن أن الدولة المعاصرة في أوربا بعد الثورات الثلاث التي غيرت مجرى تاريخ أنظمة الحكم أعني الثورة الإنكليزية والفرنسية والأمريكية،هي دولة علمانية.
وأذكر أننا كنا مثل هؤلاء الكتاب الذين يتصدر كتاب سفر الحوالي وعمادالدين خليل قائمة كتبهم نقوم بإسقاط اشمئزازنا وتظلمنا من أنظمة الحكم العربية غير الشرعية على مصطلح علمانية. لأنها لما كانت غير اسلامية كنا نظن أنها (علمانية).
وهكذا أضفينا على مصطلح علمانية كل صفة سلبية موجودة أو مشعور بها من أنظمة الحكم المعاصرة.
والحقيقة أن أنظمة الحكم التي نشأت في العالم الإسلامي في القرن العشرين لا هي دينية ولا هي علمانية.
بل هي استغلال من أشخاص أو أسر مغامرة تستولي على السلطة وتلعب على عدة أوتار وتخادع الأمة بتوظيف جوقة من الإعلاميين المتلاعبين بالعقول وبشيء من القسوة لترويض الجماهير. وقد وجدت القوى المتنفذة في العالم التي تربطها مصالح بأثرياء اليهود أن من صالح نجاح المشروع الصهيوني دعم هذه الأنظمة . وهكذا لما كان الإسلاميون لا يخلون من (جبن) راحوا يحاربون مسميات بدل من أن يعرضوا الأفكار.
فالناس تريد نظام الحكم العادل ، وحيث العدل يكون شرع الله ، لكن النصوص العقابية يجب أن لا تخالف المجمع عليه من قبل الفقهاء. وليس العدل هو (الشريعة كما ظهرت في التاريخ) بل هو (الشريعة كما عرضت في القرآن). فقط. وليس ما لم يجمعوا عليه بملزم لمقنن أو مجتهد . وليس هذا موضوعنا. بل:
لكل نظام حكم أيديولوجيا أو عقيدة مطلقة قد تكون اللغة والعرق والأرض كالهوية القومية الفرنسية، وقد تكون الإسلام مضافا اليه التشكل الهرمسي لنظرية الإمامة الشيعية التي تسقط على اسماء آل البيت صفات اسطورية كالدولة المعاصرة في اير ان، وكل قانون يسن لحماية مصالح الدولة التي تقنع القسم الاعظم من الجماهير انها تمثل هويتهم.
والدولة الدينية هي ا لتي تضيف الى الهوية القومية للمواطنين مع ابعاد اللغة والتاريخ والأرض والعرق بُعدا دينيا أي إعلان الموقف من الوجود مستقى من مصدر ديني معين، ومن لا يعلن هذا الموقف يكون مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة. وقد تسن هذه الدولة قوانين لعقوبة من ينتقد مطلقاتها الأيديولوجية أو يجاهر بتحرره عن ‘لزامات العقيدة.
والعلمانية تقول بإسقاط هذا البعد الأخير في الهوية واعتباره من الحرية الشخصية للمواطن لا أن يخضع له وسائل الإعلام والقانون وقوات الدولة التنفيذية. فلا يعتبر مخالفاً للقانون من لم يعتد على الحقوق المدنية والأمنية للناس.
بالتأكيد ليس من حق أي مواطن أن يحارب مطلقات الجماهير أو يطعن في معتقداتهم بحجة(العلمانية).
وبهذا المعنى فلا تستحق العلمانية كل هذا الغضب من الإسلاميين لأنها وجهة نظر في نطام الحكم بل (نظرية سياسية) وهي شأن كل نظرية ليست مطلقة.
فحتى العلمانيون في جميع أنحاء العالم يعلمون أن الدولة الإسلامية هي أفضل أنواع الدول وأنظمة الحكم ولكنها من وجهة نظرهم مستحيلة للأسباب الآتية:
1- أن أمثال عمر بن الخطاب قد انقرضوا ، فإذا كان أقرباء عثمان قد استغلوا السلطة لصالحهم فكيف بأقرباء رجل الدين المعاصر؟
فلا يوجد نبي فيلسوف ولا أتباع نبي بيننا لكي نقيم دولة لا يستغلنا نظام الحكم باسم الدين.!
2-أن نقيم نظام حكم دستوري يحدد مجلس النواب او الشورى او اللوردات او الشيوخ صلاحية الرئيس وتمنحه وزارة المالية راتبه ونخلق دائرة مغلقة من الإدارة النزيهة أمر ممكن مع وجود الوعي ، وهذا ما حققته الشعوب الأوربية مما تعجز عنه الشعوب الإسلامية فتلجأ الى محاربة مسمى علمانية لأن مثقفي الشرق لم يدركوا ما أدركه مثقفو الغرب من أننا كبشر يسيرنا اللاشعور وأن ما نظنه في أنفسنا من نزاهة سرعان ما نفقده اذا امتلكنا السلطة وافتقدنا الرقباء وأننا لذلك سنظل بحاجة الى إطار توجيهي يخلقه الوعي الاجتماعي لدى الجماهير فينتج نظام الحكم.
فالعلمانية بهذا المعنى في الحقيقة هي فوق مستوى الطموح ، والجماهير المسلمة بضمنها سفر الحوالي وعماد الدين خليل وجميع اساتذة الجامعات ورجال الدين أعجز من أن ينتجوا مؤسسة علمانية تكون دائرة مغلقة لإدارة مؤسسة بحجم دولة.
ولكنهم أعجز من أن يعترفوا بذلك أيضاً. لأنهم ببساطة غير مثقفين ثقافة حقيقية كالشعوب المتطورة . وهم مع ذلك يعتقدون أنهم ما داموا يعلنون أنهم من أمة محمد فهم ما يزالون خير الأمم.
لأن ثقافتهم لا ترشحهم لاكتشاف أن الحضارة الإسلامية قد أنتجت نصوصا شوهت معنى الإسلام القرآني .
فالمسلم المعاصر مهزوز لأنه يخاف من الموت . على حين أن القرآن هو مصدر العقيدة والمطلقات فالذي يتعلم من القرآن معنى الإسلام الحق يكتسب شجاعة ضرورية لأي عملية إصلاحية.
هل محاربتنا لمصطلح علمانية الا انهزام أو نقل غير واعي لأفكار منهزمة؟
بلا شك أن الدولة الإسلامية أعلى طموح ولكن ليس من خلال محاربة مصطلحات هي أسماء لنظريات في الحكم.
الى الإخوة الذين يحاربون المصطلحات ليزيدوا تخدير الجماهير
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
فكرة في بالي أحببت أن أعرضها على الإخوة في السقيفة .
كثرت مؤخرا الكتابة ضدّ العلمانية مصطلحا وقد رأيت الكتاب ذوي الثقافة الإسلامية المعاصرة يتصدرون قائمة الكاتبين ضد هذا المصطلح. وهو مصطلح غير متبلور ومن ثم غير مفهوم في الثقافة العربية الإسلامية.
فالذين يكتبون عنه يقومون بنقل معنى المصطلح من معاجم تعتمد على المعنى اللغوي (secularism)
ويترجمونها بأنها الدنيوي أو اللاديني.
ثم يشرعون يحشدون الأدلة عن أن الدولة المعاصرة في أوربا بعد الثورات الثلاث التي غيرت مجرى تاريخ أنظمة الحكم أعني الثورة الإنكليزية والفرنسية والأمريكية،هي دولة علمانية.
وأذكر أننا كنا مثل هؤلاء الكتاب الذين يتصدر كتاب سفر الحوالي وعمادالدين خليل قائمة كتبهم نقوم بإسقاط اشمئزازنا وتظلمنا من أنظمة الحكم العربية غير الشرعية على مصطلح علمانية. لأنها لما كانت غير اسلامية كنا نظن أنها (علمانية).
وهكذا أضفينا على مصطلح علمانية كل صفة سلبية موجودة أو مشعور بها من أنظمة الحكم المعاصرة.
والحقيقة أن أنظمة الحكم التي نشأت في العالم الإسلامي في القرن العشرين لا هي دينية ولا هي علمانية.
بل هي استغلال من أشخاص أو أسر مغامرة تستولي على السلطة وتلعب على عدة أوتار وتخادع الأمة بتوظيف جوقة من الإعلاميين المتلاعبين بالعقول وبشيء من القسوة لترويض الجماهير. وقد وجدت القوى المتنفذة في العالم التي تربطها مصالح بأثرياء اليهود أن من صالح نجاح المشروع الصهيوني دعم هذه الأنظمة . وهكذا لما كان الإسلاميون لا يخلون من (جبن) راحوا يحاربون مسميات بدل من أن يعرضوا الأفكار.
فالناس تريد نظام الحكم العادل ، وحيث العدل يكون شرع الله ، لكن النصوص العقابية يجب أن لا تخالف المجمع عليه من قبل الفقهاء. وليس العدل هو (الشريعة كما ظهرت في التاريخ) بل هو (الشريعة كما عرضت في القرآن). فقط. وليس ما لم يجمعوا عليه بملزم لمقنن أو مجتهد . وليس هذا موضوعنا. بل:
لكل نظام حكم أيديولوجيا أو عقيدة مطلقة قد تكون اللغة والعرق والأرض كالهوية القومية الفرنسية، وقد تكون الإسلام مضافا اليه التشكل الهرمسي لنظرية الإمامة الشيعية التي تسقط على اسماء آل البيت صفات اسطورية كالدولة المعاصرة في اير ان، وكل قانون يسن لحماية مصالح الدولة التي تقنع القسم الاعظم من الجماهير انها تمثل هويتهم.
والدولة الدينية هي ا لتي تضيف الى الهوية القومية للمواطنين مع ابعاد اللغة والتاريخ والأرض والعرق بُعدا دينيا أي إعلان الموقف من الوجود مستقى من مصدر ديني معين، ومن لا يعلن هذا الموقف يكون مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة. وقد تسن هذه الدولة قوانين لعقوبة من ينتقد مطلقاتها الأيديولوجية أو يجاهر بتحرره عن ‘لزامات العقيدة.
والعلمانية تقول بإسقاط هذا البعد الأخير في الهوية واعتباره من الحرية الشخصية للمواطن لا أن يخضع له وسائل الإعلام والقانون وقوات الدولة التنفيذية. فلا يعتبر مخالفاً للقانون من لم يعتد على الحقوق المدنية والأمنية للناس.
بالتأكيد ليس من حق أي مواطن أن يحارب مطلقات الجماهير أو يطعن في معتقداتهم بحجة(العلمانية).
وبهذا المعنى فلا تستحق العلمانية كل هذا الغضب من الإسلاميين لأنها وجهة نظر في نطام الحكم بل (نظرية سياسية) وهي شأن كل نظرية ليست مطلقة.
فحتى العلمانيون في جميع أنحاء العالم يعلمون أن الدولة الإسلامية هي أفضل أنواع الدول وأنظمة الحكم ولكنها من وجهة نظرهم مستحيلة للأسباب الآتية:
1- أن أمثال عمر بن الخطاب قد انقرضوا ، فإذا كان أقرباء عثمان قد استغلوا السلطة لصالحهم فكيف بأقرباء رجل الدين المعاصر؟
فلا يوجد نبي فيلسوف ولا أتباع نبي بيننا لكي نقيم دولة لا يستغلنا نظام الحكم باسم الدين.!
2-أن نقيم نظام حكم دستوري يحدد مجلس النواب او الشورى او اللوردات او الشيوخ صلاحية الرئيس وتمنحه وزارة المالية راتبه ونخلق دائرة مغلقة من الإدارة النزيهة أمر ممكن مع وجود الوعي ، وهذا ما حققته الشعوب الأوربية مما تعجز عنه الشعوب الإسلامية فتلجأ الى محاربة مسمى علمانية لأن مثقفي الشرق لم يدركوا ما أدركه مثقفو الغرب من أننا كبشر يسيرنا اللاشعور وأن ما نظنه في أنفسنا من نزاهة سرعان ما نفقده اذا امتلكنا السلطة وافتقدنا الرقباء وأننا لذلك سنظل بحاجة الى إطار توجيهي يخلقه الوعي الاجتماعي لدى الجماهير فينتج نظام الحكم.
فالعلمانية بهذا المعنى في الحقيقة هي فوق مستوى الطموح ، والجماهير المسلمة بضمنها سفر الحوالي وعماد الدين خليل وجميع اساتذة الجامعات ورجال الدين أعجز من أن ينتجوا مؤسسة علمانية تكون دائرة مغلقة لإدارة مؤسسة بحجم دولة.
ولكنهم أعجز من أن يعترفوا بذلك أيضاً. لأنهم ببساطة غير مثقفين ثقافة حقيقية كالشعوب المتطورة . وهم مع ذلك يعتقدون أنهم ما داموا يعلنون أنهم من أمة محمد فهم ما يزالون خير الأمم.
لأن ثقافتهم لا ترشحهم لاكتشاف أن الحضارة الإسلامية قد أنتجت نصوصا شوهت معنى الإسلام القرآني .
فالمسلم المعاصر مهزوز لأنه يخاف من الموت . على حين أن القرآن هو مصدر العقيدة والمطلقات فالذي يتعلم من القرآن معنى الإسلام الحق يكتسب شجاعة ضرورية لأي عملية إصلاحية.
هل محاربتنا لمصطلح علمانية الا انهزام أو نقل غير واعي لأفكار منهزمة؟
بلا شك أن الدولة الإسلامية أعلى طموح ولكن ليس من خلال محاربة مصطلحات هي أسماء لنظريات في الحكم.
الى الإخوة الذين يحاربون المصطلحات ليزيدوا تخدير الجماهير
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت