المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى كان اليمن موحدا..؟؟


عامر عبدالوهاب
06-15-2006, 05:54 PM
اهداء للأخ فؤاد ناصر البداي ،وإلى كل الباحثين عن الحقيقة

هذه لمحة بسيطة ومختصرة جدا عن توحيد اليمن منذ القرن الثالث الميلادي حتى الان ، ولم نعطي تفاصيل لكل مرحلة اذ ان ذلك يتطلب منا بحثا مطولا والغرض هو تقديم معلومات مبسطة ومختصرة للقراء في المنتدى.والله الموفق

وحدة القوة قامت في تاريخ اليمن حتى عام 1990 ، 5 مرات وسنذكرها بالترتيب، ولن نعتبر اي مملكة او امارة لم تحكم اكثر من ثلاثة ارباعه انها دولة وحدته .وقد اوردنا ارقام شبه دقيقة،عن فترات التوحيد الحقيقية، اما فترة وجود الدولة مثلا او نشوئها ثم ضعفها وأنكماشها فلا يعتبر توحيدا.مثلا دولة الائمة الزيدية الثالثة وهي التي وحدت اليمن من عام 1070-1092 تعتبر هذه الفترة هي فترة التوحيد الحقيقية اما باقي عمرها فهو 25 عاما فترة نشوئها وارتقائها قبل التوحيد، والمدة الاخرى بعد 1092 كانت فترة انهيار وضعف، وقد استقلت تهامة عن الدولة الزيدية في العام 1224هجرية، ولم تبقى الدولة الا على شكل مستطيل من صنعاء شمالا الى تعز جنوبا،وكل والي هو كان يعتبر ((إماما في منطقته)) حتى ضعفت اكثر من بعد 1256هجرية، وانهارت تماما حين احتل الاتراك صنعاء عام 1289 هجرية 1872 م.

التوحيد الأول
وهو الذي قام ايام دولة حمير ودولة حمير تأسست منذ 115 قبل الميلاد الى 525 بعد الميلاد، اي انها تعمرت 640 عاما، ولكن عند قيامها لم تكن مسيطرة على اليمن كله بل امارة صغيرة في يريم ظفار، وكانت تسمى ذوريدان نسبة الى تلك المنطقة، وبعد ذلك توسعت وضلت تغير اسمها بأستمرار، وقد بدأت بأسم مملكة ذوريدان، ثم سباء وذوريدان،وبعد ذلك يمنات(=يمنات يقصد بها بلاد اب والمعافر الى عدن اي يمين ذوريدان لمن جعل وجهه بأتجاه الشمس)وفي القرن الثالث الميلادي عندما تولى الملك الحميري الشهير شمر يُهِرعش غزا حضرموت والحق اسمها بمملكته،ثم اضيفت تهامة الى مملكته واصبح الأسم كاملا لملك حمير هو ملك سباء،وحمير،(او ذوريدان)وحضرموت ، ويمانات واعرابهم في نجد وتهامة.
وقد انهارت تلك الوحدة والدولة والتي قامت بشكلها الاخير حوالي 400 م، في عام 525 بعد ان بقيت حوالي 150 عاما موحدة اغلب مناطق اليمن. وذلك حين غزاء اليمن الاحباش بدعم وتوجيه من الامبراطورية البيزنطية في القسطنطينية (استانبول حاليا)وذلك من آجل حماية المسيحيين في اليمن،لأنهم تعرضو للإضطهاد من ملوك حمير والذي اعتنق بعضهم الدين اليهودي، وقاموا بأحراق من كانوا يدينون بالمسيحية في نجران،وضايقو الاخرين. ولجعل اليمن تحت نفوذ تلك الأمبراطورية وأبعادها عن نفوذ فارس الدولة العضمى الاخرى في ذلك الوقت.(انظر يوسف محمد عبدالله اوراق في تاريخ اليمن وأثاره ، نشر دار الفكر بيروت، ص 189)(نفس المؤلف السابق ،والموسوعة اليمنية الجزء الثاني اصدار مؤسسة العفيف الثقافية، الطبعة الثانية 2003 ص 1213)

عمر الدولة 115ق.م 525م=640
مدة التوحيد التوحيد الكامل او شبه الكامل 375م-525م=150 عاما

التوحيد الثاني
كان ايام بني الصليحي عندما وحد اليمن الملك علي بن محمد الصليحي من عام 450 هجرية تقريبا الى عام 458 عند مقتله في تهامة على ايدي بني نجاح ، وقد انتهت تلك الوحدة بعد مقتل الملك المذكور ،وعاد الامراء المحليين لحكم مناطقهم في المعافر وعدن وحضرموت، ومناطق الشمال صعدة وغيرها ..ولم يبقى بيد بني الصليحي الا صنعاء، واليمن الأسفل وذمار وعتمة ووصاب وما جاورها، وعدن مؤقتا حتى ال ملكها الى بني زريع، وصنعاء، الى بنو حاتم ..الخ

عمر الدولة 430هجرية532=102 عام
مدة التوحيد 450-458=8 اعوام
اما التوحيد الثالث
فكانت ايام ايام بنو رسول والذين وحدوا اليمن لأطول فترة اي منذ عام 628-750 ايام شباب الدولة ولكون بني ايوب قد بذلوا مجهود في ذلك المجال،(وحتى هذه الفترة كانت توجد جيوب ونفوذ للزيدية في الجوف وصعدة)وبعد ذلك التاريخ ،وحينما ضعفت الدولة المركزية ،بداء الحكام المحليين يحكمون فعليا تحت اسم الملوك في تعز ، مقابل دفعهم لبعض من خراج مناطقهم ،حتى استقل بعضهم بحكم مناطقهم بعد ذلك التاريخ .ثم انهارت تلك الدولة وذلك حين سيطر على الدولة بنوا طاهر عام 858هجرية.

عمر الدولة 626-858هجرية=232
مدة التوحيد 626-750=124 عاما

التوحيد الرابع
كان عن طريق بني طاهر والذين حكموا منذ العام 858 هجرية اذ توحدت اليمن جزئيا ايام عامر وعلي بن طاهر ولكنها انتهت بمقتل عامر بن طاهر في صنعاء .عام 870 وبقيت اليمن مجزاءة بين ائمة الشمال ، وملوك بني طاهر في اليمن الاسفل والجنوب وبالنسبة لحضرموت فقد كانت الشحر تحت نفوذهم الى وفاة الملك عامر بن طاهر حينها استقلت حضرموت عام 870 وحكمها الامراء المحليين من ال كثير وابو دجانة وغيرهم.وحين جاء الملك عامر عبدالوهاب عام 894 هجرية استولى على صنعاء وغيرها من مناطق الشمال عام 910 هجرية وقد دامت تلك الوحدة 13 عاما وانتهت بغزو المماليك الشركسيين لليمن عام 923 وقد قتل الملك عامر في صنعاء وانتهت دولته في ذلك العام بتواطئ وتأمر ومشاركة من ائمة الزيدية.وقد بقيت الدولة الطاهرية في جبن وعدن ولحج حتى مجي الاتراك عام 945 حين انتهت نهائيا.

عمر الدولة 858-945هجرية 87
مدة التوحيد 862-870، 910-923=21 عاما

التوحيد الخامس
كان عام 1070 هجرية عن طريق الأمام المتوكل اسماعيل بن القاسم وقد انهارت تلك الوحدة بعد وفاة مؤسسها عام 1087 هجرية، وأبن اخيه احمد بن الحسن والذي توفى عام 1092، وحضرموت استقلت منذ ايام الإمام اسماعيل اي منذ 1080 هجرية .حتى انتهت تلك الوحدة من معظم مناطق الجنوب العربي ،ابتداء من عام 1092 هجرية.وكان اخرها عدن ولحج عام 1145 هجرية،واقامت سلطنات عاشت فيما بعد مأتين عام واكثر.والمناطق التي لم يعلن فيها سلطنات كانت شبه مستقلة تحت امرة شيوخها ، وهذا ماذكره الرحالة الدنماركي كارستن نيبور الذي زار اليمن عام 1763 ميلادية ابان حكم الأمام المهدي العباس.الدولة الزيدية الثالثة انتهت عام 1289 هجرية 1872 م حين احتل الاتراك صنعاء وانهوا حكم الائمة .

عمر الدولة:1045-1289 هجرية=244 عاما
مدة التوحيد:1070-1092=22 عاما

ولن نذكر التوحيد الذي جرى عام 1990 وبعد ذلك عام 1994 فقد افردنا له دراسة خاصة به وهذا رابطه:
http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=17064&page=1&pp=10
وتلك الوحدة لا تختلف عن سابقاتها،ولكنها اسواء بكثير حيث انها بدأت سلمية وبإتفاقيات وانتهت عسكرية.

وبعملية حسابية نجد ان الفترة التي التي كانت فيها اليمن موحدة في 1700 العام الماضية لاتزيد عن 325 عاما وتبلغ نسبتها الى غيرها حوالي 20%..و80% هو حكم الأمارات والدويلات الصغيرة ،(الفترة التي سبقت توحيد حمير لاتعتبر ان اليمن كانت بلدا واحدا من الناحية السياسية بل وجدت عدة دول، متحاربة ومتعايشة..الخ) والتي كانت متعايشة او متحاربة.ويجب أن نقول هنا ان ماذكرناه هو الوحدة السياسية ، اما الوحدة الثقافية ، والفكرية، والحضارية ، لليمن فقد ضلت واحدة او متقاربة ، مع بعض الأختلافات .

وبالحساب نجد ان: عدم التوحيد_التوحيد=1700-325=1375 عاما =80%
والتوحيد كان :325 عاما=20%
والنسبة المئوية هي:
التوحيد/عدم التوحيد=325/1700=19%.! وهي ما ذكرنا فوق انها 20 %.

وهنا يثار سئوال هو لماذا لم تبقى اليمن موحدة على الرغم من كل تلك الجهود والتضحيات ..؟؟ ونحن نقول ان الوحدة السياسية لم تتم في الماضي ولا الحاضر بسبب الأستبداد والدولة المركزية ، والتي تريد ان تتحكم بكل صغيرة وكبيرة ، وتبعد اقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنفوذ .وهذه هي المشكلة والعلة الرئيسية ، والتي تحتاج من اليمنيين الى اعادة النظر في تفكيرهم السياسي ، والثقافي والحضاري.والاعتراف ببعضهم البعض على انهم جميعا متساوون في الحقوق والوجبات، وأن لافضل لاحد على احد الا بالعمل ، وحينها لابد من ايجاد صيغة وعقد اجتماعي جديد تكون الديمقراطية ، والفدرالية هما اساس ذلك العهد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابوبدر
06-15-2006, 06:30 PM
شكرا للسلطان عامر بن عبد الوهاب ونقول كذلك كانت اليمن موحدة فى عهد الدولة الاسلامية ومن ثم فى عهد الدولة الامؤية والدولة العباسية والدولة الزيادية لذلك نلفت الانتباة

سالم علي الجرو
06-15-2006, 06:52 PM
لك يا أخ عامر عبدالوهّاب موقف من الوحدة اليمنيّة ، وأعتقد أنك محق في بعض ما تقول ، وبعدت عن الصّواب في بعض ما ذهبت إليه .
محقا ، عندما تتحدث عن التركيبة السياسية والنسيج الاجتماعي القائم على التركيبة وذات النسيج الذي يلغي حق الآخرين في المشاركة ، ويجب بل من الضرورة الملحة الاعتراف بحق الشريك الآخر في المواطنة ، وبالطبع فالجميع يجب أن يتساووا في الحقوق والواجبات .
إذن الأسباب في التعثّر وفي اختلال التّوازن يعود إلى التركيبة السياسية وإلى النسيج الاجتماعي ، وهنا يكون الأثر للغلبة في الحال الطّبيعي القائم على حسن النّوايا ، وهذه من طبيعة الأشياء: [ الحرارة المكتسبة = الحرارة المفقودة ] ، لكن: عندما تكون النّية مبيّته ويخرج التفاعل من الطور الطّبيعي الذي [ أبعد ألأقيال وشيوخ وسادات عم مراكز القرار ] كنتيجة لعراك الغلبة إلى الطّور السياسي المبرمج الهادف إلى: [ ابعاد قسري لأقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنّفوذ ] ، فإن الصراع لا بدّ وأن يأخذ طريقه لا إلى فكّ عرى الوحدة ولكن إلى الكفاح من أجل تصحيح المسار السياسي بتغيير موقعه: من وقوف على نسيج بالي إلى الوقوف على تركيبة حضاريّة تعطي الجميع حق المساواة.
إذن هنا تحدد كفاح من أجل تصحيح المسار ، وللكفاح طرق شتّى ، ونحن في اليمن لدينا فرصة للكفاح بالكلمة لأنها متاحة .

فؤاد ناصر البداي
06-18-2006, 02:15 PM
الأخ الكريم عامر عبد الوهاب
أشكرك شكراً جزيلاً على هذا الإهداء المتميز أولاً
وثانياً لك علينا كل الحق بان نحترم رأيك وأن نقدره مهما اختلفنا معه طالما كان ذلك الرأي قائماً على أساس الحوار العقلاني الهادف إلى إيجاد صيغة مناسبة لحل مشكلاتنا المعاصرة. وذلك ما تتمتع به معظم كتاباتك التي اطلعت عليها حتى الآن في هذا الموقع الرائع.
وقبل التعليق على ما ورد في مقالك أحب أن أنوه إلى أنني قبل قراءته كنت قد نشرت موضوع في السقيفة السياسية بعنوان محاولة الرد على كل ما قيل حول الوحدة اليمنية مقسمة في جزأين أرجو الاطلاع والتعليق والنقد كل ما أمكنك ذلك لتحقيق أكبر قدر من الفائدة لي ولك ولكل من أراد الاطلاع.
أما تعليقي على هذا الموضوع، فسيكون في معظمه بنفس الطريقة التي استخدمتها في تبرير الوقائع التاريخية أي البحث عن إجابات لمجموعة من التساؤلات حول الوحدة. ونقول في هذا.
إذا كان التاريخ كما تفضلت قد شهد بأن اليمن عاش فترات واسعة من التمزق والانقسام، فلماذا لا يتم البحث عن أسباب تلك الانقسامات وأنت قد أشرت بأنها كانت محاولة للتخلص من الاستبداد المركزي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا. هل حققت تلك الدويلات الاستقلال والتنمية والحياة الكريمة لأبناء الأقاليم التي حكمتها؟، أم أنها حكمت البلاد بنفس الطريقة التي تذمرت منها؟ كما أن هناك حقيقة راسخة لم تتطرق إليها وهي أن كل دولة من تلك الدويلات كانت كلما لاحت لها الفرصة في زيادة رقعتها الجغرافية على حساب الدويلات اليمنية المجاورة لها كانت تقوم بالاستيلاء عليها وضمها إلى أراضيها بهدف توحيد البلاد من جديد، وهذا أمر يؤكد لنا بأن لا استقرار إلا بالوحدة. وعودة إلى طرح التساؤلات نسأل هل كانت تلك الانقسامات بهدف الإعلاء من شأن اليمن بين الأمم وتحقيق الأمن والرخاء للمواطنين؟ فما يشهد به التاريخ كانت فترة الانقسامات تغص في مستنقع عميق من التخلف والمزيد من الاستبداد والظلم والقهر. ثم أن مكانة اليمن الإستراتيجية اليوم بين الدول تتعزز بوحدته وليس بتمزقه. بوحدته طيب إذا لماذا كانت تتم تلك الانقسامات؟ هل لأسباب موضوعية؟ غير التي ذكرناها وثبت زيفها أم أن هناك أسباب أخرى نرجو إطلاعنا عليها. أنا في اعتقادي لم يكن هناك من سبب إلا رغبة في نفوس بعض أمراء تلك الدويلات في السيطرة على الحكم وإن كلف ذلك إزهاق آلاف مؤلفة من أرواح أبناء تلك المناطق التي يدعون بأنهم يسعون على تخليصهم من استبداد النظام.
لقد ذكرت ضمن أسئلتك لماذا لم تبقى اليمن موحدة على الرغم من كل تلك الجهود والتضحيات؟
والسؤال لماذا يجب تقسيم البلاد؟ هل لأن أداء النظام السياسي غير مرضي عنه؟ طيب دعنا نقوم بتعريف النظام السياسي أولاً فالنظام السياسي هو عبارة عن (مجموعة من المؤسسات والقوى الظاهرة والخفية التي تتوزع فيما بينها نظرياً وعملياً آلية التقرير السياسي).
ووفقاً لهذا التعريف فإن النظام السياسي اليمني مشكل من مجموعة من المؤسسات الرسمية والغير رسمية (الغير رسمية مثل الأحزاب والتنظيمات السياسية وبقية منظمات المجتمع المدني)، إضافة إلى بعض القوى الظاهرة والخفية (تشمل هذه القوى زعماء القبائل وكبار التجار وجماعات المصالح وكبار القادة من الجيش التي اكتسبت قوتها من دورها في الثورة وغير ذلك)، يضاف إلى كل ما ذكر الشخصيات الكبيرة والبارزة من مثقفين وقادة الرأي والتقنوقراط وغير ذلك، هذه نقطة. أما النقطة الثانية، فهي إذا ما استثنينا جزئياً بعض قيادات مؤسسة الجيش والأمن لأسباب قد تبدو مبررة بفعل خصوصية وضع اليمن في بعض الحيان وفي أخرى ليس لها أي تبرير.
فإن أفراد النخبة السياسية في اليمن ليسو من منطقة واحدة من اليمن، فهذا الكلام لم يعد خافياً على أحد ومن أراد التأكد عليه بحصر أفراد النخبة في مؤسسة الرئاسة وفي الحكومة وفي البرلمان. ومن أراد التوسع فليذهب أيضاً إلى المحافظين ورؤساء الجامعات وغير ذلك حتى أدنى سلم الجهاز الإداري، سيجد تلك الحقيقة التي يرفض البعض تصديقها، وإذا ما تم عمل دراسة يؤخذ فيها نسبة عدد تلك القيادات إلى نسبة عدد سكان المناطق التي ينتمون إليها سيجد حقيقة أخرى بالتأكيد أنها ستكون كفيلة بإقناع من لا يزال لديه شك في ذلك.
وبالعودة إلى تحليل الواقع السياسي من وجهة نظري وفقاً لما تقدم فإن كل تلك العناصر من مكونات النظام السياسي اليمني تتوزع فيما بينها فعلياً عملية صنع القرار السياسي، وإن كانت تلك العملية تتم بنسب متفاوتة بين أطراف العملية السياسية، إلا أن الحقيقة الراسخة أن كل تلك الأطراف تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في التأثير على عملية صنع السياسات التي يتخذها النظام السياسي. لكن المشكلة التي نشكو منها وتجعلنا نقول بأنا غير راضون عن أداء النظام السياسي أين تقع؟.
تكمن هذه المشكلة في عدم تناسب قوة التأثير بين أطراف العملية السياسية، أو بين العناصر التي تم ذكرها آنفاً، بحيث أن طرف ما هو الذي يستحوذ على معظم التأثير في الفعل السياسي واتخاذ القرار. فما الحل في ذلك؟. هذا السؤال الذي أود التركيز على إجابة عليه انطلاقاً من معطيات الواقع السياسي الذي نعيشه. لا من منطلق التحيز إلى فكرة معينة تدعوا بالعودة إلى تقسيم البلاد بدون ضمان حد أدنى من تحقيق ما نهدف إليه. فهل لديك يا أخي عامر ما يؤكد لنا أن التشطير سيحقق التنمية ويرفع من مكانة اليمن بين الدول، ويحقق لنا الأمن في معزل عن التدخلات والمطامع الإقليمية والدولية؟. وأين ذلك النظام وأكرر النظام بصيغة الجمع لأن ممارسة الحكم خصوصاً في عالم اليوم لم تعد قاصرة على شخص محدد معزول عن تأثيرات البيئة المحيطة به، أين هذا النظام الذي سيحقق لنا كل ذلك الخير في التجزئة ننتخبه اليوم لهذا الهدف في ظل رأية الوحدة، ستقول لي أن عملية الانتخابات ليست نزيهة، أقول لك وللقراء أن يحكموا، أقل ما يمكن قوله أن فيها ما لا يمكن التقليل من شأنه على الإطلاق فكل فرد يمني قادر بكل حرية تقريباً أن يكتب في ورقته الانتخابية من يريد دون رقابة عليه هذه حقيقة لا يمكن نكرانها، هذا لا ينفي أن هناك خروقات مثل عرقلة بعض أعمال اللجان لكن هذه كم نسبتها إلى إجمالي العملية الانتخابية؟ هذا الجواب متروك لكم؟ كما أن هناك خروقات مثل تسجيل القاصرين عن السن القانونية ، لكن كم نسبتها إلى إجمالي أرقام المقيدين في سجلات قيد الناخبين؟ هذا الجواب متروك لكم أيضاً؟ ثم ألم تقدم اللجنة العليا للانتخابات بإلغاء 164 ألف من تلك الحالات. في اعتقادي هذه خطوة جيدة وباقي هناك الكثير مما يجب عليها عمله. ومنها المطالبة بعدم استخدام المال العام في العملية الانتخابية لأي حزب وغير ذلك. فنحن نعرف كل تلك السلبيات لكن مع ذلك لم نصل بعد ولا إلى الحد الأدنى من الاعتقاد بأن إصلاح النظام السياسي القائم لم تعد ممكنة، فالواقع بالعكس أن فرص التغيير في الوقت الحالي في ظل هذا النظام أكبر وأضمن إلى حد لا مجال فيه للمقارنة بينه وبين أي نظام سياسي يمني سابق قبل الوحدة اليمنية، سواء في الشطر الجنوبي أو الشطر الشمالي أو حتى في مرحلة ما قبل ذلك في عهد الدويلات التي كانت تتخذ من الطائفية والقبلية ذرائع لتقسيم البلاد.
ذكرت يا أخي أن المشكلة من وجهة نظرك ونحن نحترم رأيك ونقدره، هي استبداد النظام القائم أو ما سميته (الدولة المركزية) تريد ان تتحكم بكل صغيرة وكبيرة ، وتبعد اقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنفوذ.
وهذا في الحقيقة قد أثار استغرابي إلى حد بعيد كيف يأتي من شخص باحث متميز مثلك وأنت من ينادي بتحجيم دور المؤسسات التقليدية في العملية السياسية لصالح المؤسسات الدستورية الكفيلة بتطبيق القوانين بشكل متساو بين أبناء المجتمع. فتأتى الآن لتدعوا إلى تقسيم الحكم بين ألأفيال والمشايخ ومن سميتهم سادة اليمن!، وفي الحقيقة فهذا المصطلح الأخير قد زاد من استغرابي إلى حد عدم التصديق بأن هذا المصطلح قد كتب بيد من يعيش في هذا العصر. إذ أن أبناء هذا العصر في اليمن على حد علمي هم من يدعون إلى سيادة القانون المنبثق من أحكام الشريعة الإسلامية فوق الجميع، ولم أعلم بأن هناك فكرة أخرى تدعوا إلى تقسيم المجتمع إلى سيد ومسود، كما لا أضن أن هناك من سيؤيد هذا الطرح على الإطلاق، إلا إذا كان ما يزال يعيش بعقلية ألإنسان الغارق في الجهل بمؤسسات اليوم وحضارة القرن المعاصر، وهذا إن وجد فعلينا أن ندعو له لأنه أكيد سيكون واحد أو أكثر بقليل بالصحة والعافية، وأن يسخر له الله الوقت الكافي لأن يطلع على ما توصل إليه العالم من تقدم في شتى ميادين الحياة السياسية قبل غيرها. فهل تقسيم المجتمع بهذه الطريقة وإعادة توزيع السلطة بين المشايخ والعقال والسادة على حساب المؤسسات سيعيد لنا التوازن في أداء النظام السياسي؟ ويحقق لنا مطالبنا المشروعة بالمساواة بين كل أفراد المجتمع؟.
دعني أخرج من هذه التساؤلات وأجيب على التساؤل الذي طرحته وهو ما الحل في إصلاح الخلل في أداء النظام السياسي بالمفهوم الذي ذكرنا، وإعادة التوازي إليه؟ أول الحل من وجهة نظري إن نعمل على تدعيم قدرات العناصر الضعيفة من مكونات النظام في العملية السياسية من خلال الاستجابة لمطالبها الوطنية بالتجمهر والتظاهر والتأييد في العملية الانتخابية لبرامجها السياسية، حتى تتمكن من زيادة عدد أعضائها في الحكومة وفي مجلس النواب إلى غير ذلك من الوسائل المتاحة والمتعددة، وبذلك نكون قد أوجدنا طاقة محركة للتغيير وضاغطة باتجاهه من داخل النظام نفسه لا بتغييره، هذا من ناحية. ومن ناحية زيادة مطالبة الأحزاب السياسية أن تعمل على ترسيخ قيم الديمقراطية داخل أطرها الحزبية أولاً حتى تتمكن من الإسهام في توعية المجتمع بقواعد الممارسات الديمقراطية ومن نيل ثقة الناس للتصويت لبرامجها، إذ لا يعقل أن تقوم هذه الأحزاب بالدعوة إلى التغيير في الوقت الذي تقوم هي بتكريس التبعية داخل أطرها التنظيمية. أرجو البحث عن مخرج وفق المعطيات المتوفرة.

عامر عبدالوهاب
06-22-2006, 11:56 AM
شكرا للسلطان عامر بن عبد الوهاب ونقول كذلك كانت اليمن موحدة فى عهد الدولة الاسلامية ومن ثم فى عهد الدولة الامؤية والدولة العباسية والدولة الزيادية لذلك نلفت الانتباة

السلطان عامر عبدالوهاب بن داود بن طاهر ، وجده الملك عامر بن طاهر كلاهما قتلا في صنعاء من اجل توحيد اليمن.ولكني اضن ان الأمر لم يكن يستحق كل ذلك ..برغم ان لكل وقت ضروفه وقيمه .شكرا عل مرورك.

الفدرالية هي الحل

maasher1
06-22-2006, 03:41 PM
لاحول ولاقوة الا بالله
ياجماعة الخير المانيا توحد شرقها مع غربها ولا سمعنا عنهم شئ لا خلافات ولا عصيد
وابو يمن كل يوم وهم يعصدون بهالموضوع توحدت اليمن ما توحدت اليمن خلاص كفايه عصيد اللي يمسك امنا هو عمنا والدحابشه اعمامنا الان وبس
ماشي فكه
هههههههههههههههههههه

عوض عبدالله معاشر

عامر عبدالوهاب
06-22-2006, 06:21 PM
لك يا أخ عامر عبدالوهّاب موقف من الوحدة اليمنيّة ، وأعتقد أنك محق في بعض ما تقول ، وبعدت عن الصّواب في بعض ما ذهبت إليه .
محقا ، عندما تتحدث عن التركيبة السياسية والنسيج الاجتماعي القائم على التركيبة وذات النسيج الذي يلغي حق الآخرين في المشاركة ، ويجب بل من الضرورة الملحة الاعتراف بحق الشريك الآخر في المواطنة ، وبالطبع فالجميع يجب أن يتساووا في الحقوق والواجبات .
إذن الأسباب في التعثّر وفي اختلال التّوازن يعود إلى التركيبة السياسية وإلى النسيج الاجتماعي ، وهنا يكون الأثر للغلبة في الحال الطّبيعي القائم على حسن النّوايا ، وهذه من طبيعة الأشياء: [ الحرارة المكتسبة = الحرارة المفقودة ] ، لكن: عندما تكون النّية مبيّته ويخرج التفاعل من الطور الطّبيعي الذي [ أبعد ألأقيال وشيوخ وسادات عم مراكز القرار ] كنتيجة لعراك الغلبة إلى الطّور السياسي المبرمج الهادف إلى: [ ابعاد قسري لأقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنّفوذ ] ، فإن الصراع لا بدّ وأن يأخذ طريقه لا إلى فكّ عرى الوحدة ولكن إلى الكفاح من أجل تصحيح المسار السياسي بتغيير موقعه: من وقوف على نسيج بالي إلى الوقوف على تركيبة حضاريّة تعطي الجميع حق المساواة.
إذن هنا تحدد كفاح من أجل تصحيح المسار ، وللكفاح طرق شتّى ، ونحن في اليمن لدينا فرصة للكفاح بالكلمة لأنها متاحة .



الاخ سالم على الجرو
نعم وحدة الغلبة في اعتقادنا تعتبر وحدة فاشلة حسب معطيات واقع اليمن،وواقع اليمن يشمل الواقع الجغرافي والطبيعي والسياسي والأجتماعي والديني المذهبي وغيره، وقد اوردنا نبذة عن كل دولة ابتداء من أول دولة وحدت اليمن وهي الدولة الحميرية الى وقتنا الحاضر.

والوحدة الموجوة حاليا يمكن ان تبقى بشرط اعادة بنائها من جديد، وبطريقة تحفظ حقوق كل الناس، وعلى اساس المواطنة المتساوية، واذا كانوا بالماضي يستخدمون القوة المسلحة لضم المناطق الأخرى الى مناطقهم، فلم يكن في عصرهم وسائل اخرى،او دساتير او قوانين يمكن من خلالها،اقامة توحيد قائم على التراضي والتفاهم والأختيار الحر.اما في عصرنا فمن الخطاء والخطل استخدام الأساليب القديمة لتحقيق الوحدة او لابقائها لأنها ستقود الى نفس النتائج التي ادت اليها التوحيدات السابقة.شكرا لمشاركتك الرائعة.

عامر عبدالوهاب
06-22-2006, 06:33 PM
العزيز فؤاد
ردك كان بحثا مصغرا بحد ذاته، وانا استمتع كثيرا بما تكتب. وانت اول كاتب احتفظ بما يكتب في مجلد لأهمية ما تكتب ومستواه الراقي .ولكن ليس لدي الوقت للرد على كل ما قلت، اذ يمكن معرفة وجهة نظري من المساهمات التي سنكتبها في المستقبل في هذا المنتدى وغيره.وفوق هذا انا لست مشتغلا بالبحث ،بل هاو للكتابة والبحث، وتنقصني الكثير من المراجع احيانا.
لكن بعض النقاط التي طرحتها سأرد عليها ردا سريعا وموجزا

((إذا كان التاريخ كما تفضلت قد شهد بأن اليمن عاش فترات واسعة من التمزق والانقسام، فلماذا لا يتم البحث عن أسباب تلك الانقسامات وأنت قد أشرت بأنها كانت محاولة للتخلص من الاستبداد المركزي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا. هل حققت تلك الدويلات الاستقلال والتنمية والحياة الكريمة لأبناء الأقاليم التي حكمتها؟، أم أنها حكمت البلاد بنفس الطريقة التي تذمرت منها؟))

الإستبداد كان ولازال ثقافة اجتماعية يعيش عليها المجتع والدولة والافراد..! والفرق في النسبة وليس النوع.ولكن ما نقدر ان نؤكده من خلال معرفتنا بتاريخ اليمن الحديث والمعاصر ومن خلال تاريخ بعض السلطنات والإمارات والتي استقلت من الهيمنة الإمامية الزيدية في القرن الحادي عشر الهجري 1100=1700م ان تلك الإمارات كان مواطنيها يتمتعون بقدر كبير من الحرية، أفضل مما هو موجود لدى رعايا الدولة الإمامية، مثلا في يافع لم تكن توجد حتى مراكز شرطة ولا محاكم ولا أي نوع من انواع وجود الدولة حتى عام 1967م ،والسبب أن الأهالي هناك كانوا يقدسون حريتهم بطريقة اكثر من اللازم وبصورة فوضوية.وكان الناس يحتكمون الى الاعراف والتقاليد والتي تنظم حياتهم بطريقة اقرب الى القانون.
ومثل هذا الشيئ كان موجود في منطقتنا جُبن قبل مجيء دولة الائمة عام1337 هجرية 1919م.ولم اسمع من كبار السن او من خلال الوثائق الموجودة انه ظُلم احد من الناس ايا كان، بل كان الناس والقبائل تحتكم بطريقة دقيقة الى الاعراف، وكل جناية كان لها حكم،ماعدا الإعدام فلم يكونوا يعدمون القاتل لأنها لا توجد لديهم محاكم بل يحكمون بديات باهظة على القاتل.

اما لماذا لم تنجح تلك الإمارات والسلطنات والمشيخات في اقامة الدولة المتطورة والمتقدمة والمزدهرة؟؟
هذا السئوال مهم جدا هذه السلطنات هربت من ظلم الائمة ومن عنصريتهم وطائفيتهم وعاشوا بالطريقة التي ذكرنا في الفقرات السابقة.اما سبب عدم تقدمهم بل وحتى تعاونهم في مجالات معينة فهذا يعود الى سببين رئيسيين.
1.فقر البيئة الطبيعية بالإنتاج الزراعي والصناعي بسبب قلة الأمطار وقلة الاراضي الزراعية، اذ لا يوجد فائض في الانتاج حتى يمكن بيعه ومن عائداته تتكون رؤوس الأموال، وتقام المنشأت الزراعية المتطورة مثل السدود، وتنشأء من خلال تلك الأموال المصانع وغيرها من وسائل البناء الإقتصادي .وبالتالي تقوى الدولة وتخطط وتبني المستقبل .وهذا موضوع انشاء الله نجد فرصة ونتناوله بالتفصيل.لأنه احدى العوامل الرئيسية في تخلف اليمن.
السبب الثاني :هو تخلف الفكر السياسي العربي، والذي لا زال قائما حتى هذه اللحظة، ومن سماته اجترار الماضي ، وتقديس اشخاصه وأفعالهم حتى لو كانت خاطئةوكاذبة، وكراهية العرب للنظام والتنظيم وصعوبة انصياعهم للقوانين، وعدم الإلتفات يمينا او يسارا للبحث عن افكارا اخرى غير ماهو مألوف.

ولم يعرف العرب القوانين والنظم والتنظيم المقنن والمحدد الا بعد اتصالهم بالعالم الغربي.والذي كانت سببا لنهظته بجانب التصنيع، اذ لا يمكن تصور جماعة او أمة يمكن أن تنهض بدون التنظيم والتصنيع.
والضروف التي ذكرنا سابقا تشمل الإمارات والدولة الكبيرة المركزية فالكل عانى من الطبيعة ومن تخلف الفكر السياسي.
والتوحيد بالرضاء او بالقوة لايمكن له لوحده ان يبني إمارة او دولة قوية، بدون التنظيم(هذا المصطلح عندي يشمل التنظيم السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإداري،وغيره بإختصار تنظيم المجتمع بشكل عام ) والتصنيع.مثلا الهند بسكانها الذين كان يبلغ عددهم اكثر من 500 مائة مليون نسمة كانت تحتلهم بريطانيا والتي يبلغ سكانها ما يساوي اقل من سكان ولاية صغيرة في الهند ، والسبب فاعلية الشعب هنا وضعفه هناك في ذلك الوقت .

((وبالعودة إلى تحليل الواقع السياسي من وجهة نظري وفقاً لما تقدم فإن كل تلك العناصر من مكونات النظام السياسي اليمني تتوزع فيما بينها فعلياً عملية صنع القرار السياسي، وإن كانت تلك العملية تتم بنسب متفاوتة بين أطراف العملية السياسية، إلا أن الحقيقة الراسخة أن كل تلك الأطراف تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في التأثير على عملية صنع السياسات التي يتخذها النظام السياسي. لكن المشكلة التي نشكو منها وتجعلنا نقول بأنا غير راضون عن أداء النظام السياسي أين تقع؟.))

صنع القرار في اليمن بيد من هم مسيطرين على قوات الجيش والأمن، وهذا واضح من خلال جعل السياسات الرسمية في خدمة هؤلاء وخدمة مناطقهم، اما وجود اناس من مناطق اخرى فهو واجهة ولزوم ما يلزم، لم ارى في الثلاثين العام الماضية اية مشاركة فعلية لأهل تعز مثلا في رد ضلم عليهم او جلب خير لمنطقتهم .ومما يذكر انه كان يوجد في تعز مطار دولي واجريت مناقصات لغرض توسيعه وتطويره، ولكن بعد انقلاب 79 على الرئيس الحالي تم وقف العمل فيه، لاسباب سياسية وطائفية.والغرض هو عقاب اهل تعز واشعارهم انهم لاشيئ ، وتنمية صنعاء بلاد الرئيس والطبقة السياسية الحاكمة، ولم ارى ان اهل تعز استطاعوا ان يوقفوا ذلك القرار برغم وجودهم في السلطة انذاك والان..!!
وبالمثل مطارات الجنوب العربي والتي تعتبر شبه مغلقة، شلت حركتها بعد حرب 94 لنفس الإسباب التي جرت لمطار تعز .. وهي التي كانت موجودة منذ عام 1930 وكانت توجد شركة طيران خاصة للِبْس(رجل اعمال فرنسي يمني جنوبي عاش في عدن ) وكانت تقوم برحلات من حضرموت الى عدن وبالعكس.ولم ارى ان احد من اهل الجنوب استطاع ان يوقف مثل تلك التصرفات..برغم وجود مسئولون كبار في السلطة.وكلنا يعلم ان احدهم وهو فرج بن غانم حاول ممارسة صلاحياته عندما كان رئيسا للوزراء ولم يستطيع فعل شيئ بل وتعرض للتهديد.فأين عملية صنع القرار التي يكون الوطن بكل مناطقه هو الهدف منها وليس معاقبة المنطقة الفلانية اومجاملة المنطقة العلانية..؟؟! ومما هو جدير بالذكر ان النظام لا يُعين في المناصب العليا وحتى الوسطى من الجنوب العربي وبلاد الشوافع الا من كانوا مستعدين لقبول سياساته ، ومن هم من الشخصيات الضعيفة والذليلة.والذي يمكن وصفهم بالموضفين فحسب.

((ذكرت يا أخي أن المشكلة من وجهة نظرك ونحن نحترم رأيك ونقدره، هي استبداد النظام القائم أو ما سميته (الدولة المركزية) تريد ان تتحكم بكل صغيرة وكبيرة ، وتبعد اقيال وشيوخ وسادات اليمن وبعض مناطقه وطوائفه عن السلطة وصنع القرار والنفوذ.
وهذا في الحقيقة قد أثار استغرابي إلى حد بعيد كيف يأتي من شخص باحث متميز مثلك وأنت من ينادي بتحجيم دور المؤسسات التقليدية في العملية السياسية لصالح المؤسسات الدستورية الكفيلة بتطبيق القوانين بشكل متساو بين أبناء المجتمع. فتأتى الآن لتدعوا إلى تقسيم الحكم بين ألأفيال والمشايخ ومن سميتهم سادة اليمن!، وفي الحقيقة فهذا المصطلح الأخير قد زاد من استغرابي إلى حد عدم التصديق بأن هذا المصطلح قد كتب بيد من يعيش في هذا العصر))

الشيوخ والسادة ورجال الأعمال كانوا ولا زالو عنصر مهما في ادراة وقيادة اليمن، اذ لاتخلوا قرية من شيخ او عاقل او سيد، هؤلاء الناس جزاء اساسيا من المجتمع اليمني، وهم موجودون قبل وجود الدولة، اذ المُلْك بداء بالمشيخ والدولة بدأت بالقبيلة،وقد كانوا يقاومون الدولة ولا زالوا عندما تضطهد الناس،او تهدد مصالح قبائلهم، واحيانا كانت تستخدمهم لإضطهاد غيرهم من القبائل.وشخصيا ومن خلال الإطلاع على التاريخ لا اتصور مجتمعا في الجزيرة العربية على الأقل بدون شيوخ...!
وانا عندما ذكرت سادات اليمن ليس قصدي الهاشميين بل كل من له سلطة في قومه فهو سيدهم، قد يكون شيخا وقد يكون سيدا هاشميا او رجل اعمال او غير ذلك.

من هنا لا يجب ان تضل الدولة في صراع مع هؤلاء المشائخ او أن تقوم بإهمالهم، بل يجب اتاحة الفرصة لهم في ضل نظام فدرالي الى حتى يؤدوا دورا في خدمة مجتمعهم ومناطقهم ،ويمكنهم ان يصبحوا مدراء نواحي، ومحافظي محافظات،ورؤساء اقاليم او مخاليف، ومسئولون في الوضائف الأخرى، والمهم هو خدمة المجتمع، حسب القوانين واللوائح، وهؤلاء عندما يكونون مسئولون لن يضلوا مكانهم بل الانتخابات هي التي ستكون تبقيهم او تغيرهم.والنظام القبلي يعتبر ديمقراطي، اذ الشيخ ليس ملكا بل شخصا كلفه الناس أن يمثلهم لرجاحة عقله، ولفضله، وكرمه وقدرته على ادارة شئون القبيلة.وأن لم يكن كذلك القبائل عادة ما تختار شخصا اخر يكون قادرا على ذلك،وقد يكون قريبا لشيخهم الأول او بعيد. والسادة في المناطق التي لهم نفوذ فيها ينطبق عليهم ما ينطبق على المشائخ.