سالم علي الجرو
07-02-2006, 11:04 PM
عندما تقودنا العواطف
لا جدال في أن الكثير هم ضحية الإثارة العاطفيّة الزّائدة منذ أمد بعيد ، تدفعهم حماسة عمياء دون تعقل وتفكير ، ونماذج مثل هؤلاء في بعض ديارنا الجميلة صورة واضحة وجليّة ، فصارت ثورة العواطف المتأجّجة هي التي تقودهم, وكل جوانب الحياة الاجتماعية ونظام الحكم تسير بحرارة العواطف فقط ، وبذلك تعطّل العقل والتفكير ، فلا مكان للعقل والتفكير ولا مكان لأصحاب النّفسيّات المتوازنة ، ولهذه الحالة آثار مدّمر على حياة المجتمع.
كنت طالبا في الستينيات من القرن الماضي عندما ذرفت الدّموع وصورة جمال عبد الناصر على رأسي في مسيرات مناهضة للإستعمار ، ولو سألني سائل حينها عن سبب دموعي المنهمرة لما قلت شيئا ، فقط أستجيب للشعارات بدموع ومثلي كثير.
كتب مؤرّخ موسوليني الرسمي: ( لقد كان هذا الإنسان العظيم يعرف كيف يعمل معتمداّ على العواطف فقط ، لم يكن يقبل دليلا عقليّا ولا مشورة علميّة . كان يقدّر فقط أولئك الذين يستمعون إليه بغير تردد ثم يعملون وفقاً لأحكامه بغير زيادة أو نقصان ، ليس هذا فقط بل إن [ موسوليني ] كان يعتبر أن أعظم أسباب سعادته هو أن يصوغ كلّ حقائق الدّنيا طبقاً لرغباته هو ) .
وهو القائل: ( إن دمي هو الذي يقودني ، وأنا أستمع إلى صوت دمي ) .
وعندما يتعطّل دور العقل والتفكير فإن الصّروح الوهميّة والدّعايات الضّخمة تظلّ حلما ، وإذا ما تأمل الإنسان بعد فترة فلن يرى فيها أكثر من حلم مجنون .
لا أجد هنا خير مما كتبه المفكر الباكستاني البروفيسور: عبد الحميد صديق:
هؤلاء عندما: ( يكتشفون أن هناك لعبة مخجلة قد تمّت من خلف أظهرهم باسم خير ورفاهيّة الشعب والبلد ، وأن حرّيتهم قد سلبت منهم تحت ستار التّطور والرقي... )
( .... وعندما ينمو مثل هذا الإحساس داخل أيّة أمّة من الأمم تصاب بحالة من القنوط ، وهي حالة ثبت أنها أخطر ما يمكن على حياة الشعوب ، إذ أنها تؤدّي إلى تثبيط همم واضمحلال مواهبهم وإمكانيّاتهم . وهذا الواقع المؤلم لا يعبّر عن انحطاط فقط وإنما هو رسالة الدّمار لفكر الشعب وحضارته ) .
لا جدال في أن الكثير هم ضحية الإثارة العاطفيّة الزّائدة منذ أمد بعيد ، تدفعهم حماسة عمياء دون تعقل وتفكير ، ونماذج مثل هؤلاء في بعض ديارنا الجميلة صورة واضحة وجليّة ، فصارت ثورة العواطف المتأجّجة هي التي تقودهم, وكل جوانب الحياة الاجتماعية ونظام الحكم تسير بحرارة العواطف فقط ، وبذلك تعطّل العقل والتفكير ، فلا مكان للعقل والتفكير ولا مكان لأصحاب النّفسيّات المتوازنة ، ولهذه الحالة آثار مدّمر على حياة المجتمع.
كنت طالبا في الستينيات من القرن الماضي عندما ذرفت الدّموع وصورة جمال عبد الناصر على رأسي في مسيرات مناهضة للإستعمار ، ولو سألني سائل حينها عن سبب دموعي المنهمرة لما قلت شيئا ، فقط أستجيب للشعارات بدموع ومثلي كثير.
كتب مؤرّخ موسوليني الرسمي: ( لقد كان هذا الإنسان العظيم يعرف كيف يعمل معتمداّ على العواطف فقط ، لم يكن يقبل دليلا عقليّا ولا مشورة علميّة . كان يقدّر فقط أولئك الذين يستمعون إليه بغير تردد ثم يعملون وفقاً لأحكامه بغير زيادة أو نقصان ، ليس هذا فقط بل إن [ موسوليني ] كان يعتبر أن أعظم أسباب سعادته هو أن يصوغ كلّ حقائق الدّنيا طبقاً لرغباته هو ) .
وهو القائل: ( إن دمي هو الذي يقودني ، وأنا أستمع إلى صوت دمي ) .
وعندما يتعطّل دور العقل والتفكير فإن الصّروح الوهميّة والدّعايات الضّخمة تظلّ حلما ، وإذا ما تأمل الإنسان بعد فترة فلن يرى فيها أكثر من حلم مجنون .
لا أجد هنا خير مما كتبه المفكر الباكستاني البروفيسور: عبد الحميد صديق:
هؤلاء عندما: ( يكتشفون أن هناك لعبة مخجلة قد تمّت من خلف أظهرهم باسم خير ورفاهيّة الشعب والبلد ، وأن حرّيتهم قد سلبت منهم تحت ستار التّطور والرقي... )
( .... وعندما ينمو مثل هذا الإحساس داخل أيّة أمّة من الأمم تصاب بحالة من القنوط ، وهي حالة ثبت أنها أخطر ما يمكن على حياة الشعوب ، إذ أنها تؤدّي إلى تثبيط همم واضمحلال مواهبهم وإمكانيّاتهم . وهذا الواقع المؤلم لا يعبّر عن انحطاط فقط وإنما هو رسالة الدّمار لفكر الشعب وحضارته ) .