تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعاية انتخابية تثير السخرية !!


الدكتور أحمد باذيب
07-04-2006, 06:08 AM
نقرأ في صحيفة سبتمبر الرسمية الخبر الاتي :

تتواصل حالياً الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الفساد والتي تشكل احد اهم اجراءات الاجندة الوطنية للاصلاحات وتهدف الى رفع الوعي العام بمخاطر الفساد ورص الصفوف لمواجهة هذا التحدي التنموي.
وقال الاخ جلال عمر يعقوب الوكيل المساعد لوزارة التخطيط والتعاون الدولي لـ«26سبتمبر» إن الطرح التاريخي لفخامة رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام والذي حدد قضية الفساد كأحد اهم القضايا التي سوف يتم التعامل معها في المرحلة المقبلة وضع اطاراً واضحاً للحملة الاعلامية وأكد الارادة السياسية، وأعطى زخماً ضرورياً لعملية تنفيذ اجراءات الاجندة الوطنية للاصلاحات.
وأكد يعقوب أن الحملة هي الاولى من نوعها في اليمن وسوف تتبعها حملات اخرى، كما انها تعتبر الاكبر حجماً في المنطقة والدول النامية.
واوضح الوكيل المساعد لوزارة التخطيط انه تم إلى الآن نشر اعلانات توعوية في اكثر من 700 موقع اعلاني في انحاء مدن الجمهورية، بالاضافة الى اعلانات في اغلب الصحف الحكومية والمستقلة والحزبية، وكذا في بعض المجلات بالاضافة الى فلاشات في الاذاعة والتلفزيون، مشيراً الى انه ستبدأ قريباً اعلانات توعوية في التلفزيون وبعض القنوات الفضائية الاقليمية حول الأثر الذي سوف تحققه اجراءات الحكومة على المناخ الاستثماري في اليمن.
واشار يعقوب الى ان الحملة اعتمدت على شركات متخصصة واستفادت من التجارب العالمية وتم التواصل مع منظمة الشفافية الدولية ذات الخبرة العالمية في مجال محاربة الفساد.
وكشف يعقوب ان الحملة ستقوم في المرحلة القادمة بالتركيز على ما تقوم به الحكومة من جهود هامة في مكافحة الفساد، كما سوف يتواصل تنفيذ اجراءات الاجندة الوطنية للاصلاحات فيما يخص مكافحة الفساد ومنها اصدار قانون مكافحة الفساد وتعديل قانون المناقصات وغيرها من الاجراءات الهادفة الى وقف هدر المال العام وتحسين بنية الاستثمار وخلق فرص العمل.


نقول لكم ايها الكاذبون :
لقد سئم الشعب من اكاذيبكم ........ انتم رموز الفساد فاضحكوا على غيرنا!

الدكتور أحمد باذيب
07-04-2006, 06:10 AM
ما الذي جرى لنا في بلادنا؟ اخرج إلى الشارع أو ادخل أي مكتب أو بيت .. ميدان كرة .. مطعم .. مقهى .. المهم أي مكان تختاره أنت .. وانظر في وجوه الناس .. العيون زائغة .. والملامح جامدة قاسية.. وأكثر الناس ضحايا أو في حالة ضياع بين الذي كان والذي سيجيء .. إنها حالة عجيبة من البؤس والشقاء واليأس من الحاضر والمستقبل.

< كنا في الماضي نحب بعضاً.. نتعانق ونفرح ونضحك ونتألم ونبكي.. وكأننا شخص واحد.. أي اثنان في واحد .. واليوم تباعدنا وافترقنا .. لم أعد أشعر بك أو تحس بي .. فلا أنت صديقي ولا أخي ولا زميلي في العمل أو المدرسة أو النادي .. كل واحد يعيش وحده .. فأنا عندي مشاكلي وهمومي .. وأنت عندك أيضاً وربما أكثر .. فما الذي جرى لنا وبنا وعلينا؟ .. لماذا أصبحنا هكذا؟.. أنت في حالك وأنا في حالي .. هل تغيرت الدنيا؟ .. هل تغيرنا نحن .. أم أن العلاقات بين الناس تبدلت وأصبحنا نتمنى الهروب من هذه الحياة؟.. وأحسن وسيلة هي الموت .. أليس الموت أفضل من أن نعيش بالجوع والبطالة .. ونحيا بالقلق والأرق وضغط الدم ووجع القلب والمعدة؟!

< عندما قيل للأديب الإيرلندي الكبير (برناردشو) .. إنك تتحدث كثيراً عن المال .. بينما يتحدث صديقك (هـ ج.ويلز) عن الأخلاق .. أجاب كل واحد منا يتحدث عن الذي ينقصه .. ونحن نتحدث كثيراً عن الذي ينقصنا في الغذاء والسكن والعلاج والتعليم وفرص العمل والتنمية والاستثمار وغير ذلك .. ولكن لا نفعل شيئاً .. وإذا فعلنا فليس أكثر من الكتابة في الصحف .. لعل الدولة تسمع وتفعل شيئاً .. ولكن يبدو أن الدولة لا تسمع .. أو إذا سمعت تجاهلت وتظاهرت بالصمم .. وكأنها تريد أن تقول بعبارة صريحة إن الذين يسمعون لا يفعلون شيئاً .. فلا تتعبوا أنفسكم .. ما فيش فائدة.

< ولا بد أن الذي نقوله لا معنى له .. أو له معنى .. ولكن الذين يسمعون لا وجود لهم .. أي أن وجودهم ينقصه كثير من المعاني .. وليس هناك سبب قوي يؤكد على ضرورة هذه المعاني في وجودهم أو بقائهم .. بعد أن جعلوا الحياة رتيبة ومملة .. وبالرغم من برامج (الإصلاح) التي نسمعها كل يوم .. لا شيء تغير .. ولا شيء تبدل .. وإنما هي الحياة نفسها .. بل كل يوم يجيء أسوأ من غيره .. الغلاء يطحن الناس بدون رحمة .. وعلاوة غلاء المعيشة - على تفاهتها - لم تصرف للموظفين .. والأسعار في صعود مستمر .. والفساد هو الذي يتحكم فينا ويحكمنا.

< المهم ليس هناك شعب بسيط وطيب مثلنا .. يضحكون علينا .. فنعتقد أنهم يبتسمون لنا .. وكأن ابتساماتهم لها أيد وأصابع تريد أن تحتضنا وتمدنا بالدفء والحرارة .. مغالطات كثيرة ونحن الضحية دائماً .. وبالرغم من أن عندنا قناعة تامة بأننا ضحية مغالطات كثيرة .. ولكن مازلنا مستعدين للوقوع فيها أكثر .. لماذا؟ .. لأننا لم نعد قادرين على التفكير .. أو أننا أصبحنا لا نفكر .. وأن عقولنا قد تحجرت .. بعد أن صدرت الأوامر بمصادرتها وختمها بالشمع الأحمر.

< وهكذا أصبحت حياتنا جحيماً في جحيم .. ولا حيلة لنا فيها .. نعيش بها وعليها .. وكأنها حقيقة واقعة لا بد منها.. ولا أحد يدري متى تنتهي هذه المأساة؟ .. وهل لها نهاية أم لا؟ .. إننا نفهم أن لكل شيء بداية وله نهاية .. إلا مأساتنا .. عرفنا بدايتها .. ولكن لا نعلم متى وكيف ستكون نهايتها؟

«الأيام» العدد (4237) في 27 يوليو 2004م.