سالم علي الجرو
07-04-2006, 07:26 AM
جموع ودموع وأبراج
يقال أن ملكة النرويج زارت قطر أفريقي في القارة السّمراء ، وصادفت زيارتها مظاهرات احتجاجا على رفع سعر الرّغيف ، فلما سار موكبها من المطار رأت الحشود في مظاهرات حاشدة ، فسألت عن السب:
ـ إنها بسبب الخبز .
فقالت: بالإمكان توفير لهم البسكويت حتّى يأتي الخبز .
ما من أحد من النّخب ـ ذوو الحس الخاص ـ يسمع أو يقرأ جملة: ( هموم الناس ) إلا وتتبادر إلى ذهنه ، جملة: ( الأبراج العاجيّة ) ، متخيّلا صاحب ترف يتقلّب في النّعماء وبائس فقير يعيش همّ الليل وذلّ النّهار.
أمّا الدّهماء فيرددون عند المناسبة: [ جلد ليس جلدك جرّه على الشّوك ] ، وفي الحقول ، عند المناسبة أيضا يتغنّى الفلاّحون:
[ قال بو عبدالله خل من با يشترحْ يشترحْ = والنّار ما تحرق الاّ حيث ما تنطرحْ ]
فوارق لا بدّ منها ،وإنها لمن نواميس الكون ، فالناس ليسوا على درجة واحدة من الرزق أو من العلم غير أنّ الإنسان الجهول ، الظّلوم ، الكفّار ، تدخّل في نواميس الكون واستخدم صاحب القوة قوته المفرطة مستعينا بالحيلة والخداع ، فركّب المحابس في طريق الأرزاق وجعلها تصب في اتّجاه من يحب , ووزع المنح الدراسيّة على من يحب ، فتسبب في صنع واقع من عند نفسه، ووضع قاهر جديد هو ، وهذا الوضع الجديد أوجد حالات من البؤس المصاحب لعذاب نفوس الملايين من خلق الله ، وجاء المثل: [ قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ] .
يقولون في الأسواق جملا: ( النار ما تحرق الاّ رجل واطيها ) و ( من يده في النّار غير الذي يده في الماء ) . حتى هذه الجمل الشّعبيّة تخاطب من هم في الأبراج العاجيّة .
وليس كلّ أحد يتفاعل مع شطر البيت: ( لا يؤلم الجرح إلاّ من به ألم ) ، يتألّم فقط من
به جرح فعلا وهم كثر من ميزتهم الصّمت ، لكن أين منهم من استرخى ـ غير مبالي ـ داخل الأبراج العاجيّة؟ .
سيّدة البرج ، حجب عنها المادحون ، المنافقون ، المداهنون ، الأنانيون رؤية الحياة الإنسانيّة بشكل صحيح ، فالناس يعانون من شظف العيش ، يئنّون ، مستغيثين ، والبطانة المنافقة تنقل صورة الرفاهية وبأن الناس راضون يعيشون في بحبوحة من العيش ، وأن ألسنتهم رطبة بـ ( ذكركم يا سيّدي ] .
أقلام تقطر من أطرافها الحبر، وأخرى تقطر من أطرافها سمّا ، وجميعها بين من يتقلّب ذات اليمين وذات الشمال داخل برج عاجي وبين من يعجز عن محو صروف الدّهر وبلسمة جروح الحياة ، والغلبة في زمن القوّة لمن ينتزع الطّاعة أو يدمي دون تردد ولو تعدّدت الجماجم .
كلّ من يضرب بيد استالين فهو استالين . إذن فاستالين لا يزال حيّا.....
لا نحب من يدفع ـ باسما ـ قيمة طائرات حربيّة ويغلّ يده عندما يتعلّق الأمر بشراء لقاح ضدّ وباء أو شراء مضخات لآبار ارتوازيّة يقتات من وراءها الملايين. لكنه الحال القاسي والمرير والمؤلم ، يهتمّون بكلّ شيء ويمرّون مرور الكرام على ذكرى فلسطين المجازر ، وعراق المذابح..............؟ .
أيّ تآكل؟ ، وأيّ كارثة هذه؟ ، وأيّ هلاك أم حياة في انتظارنا؟
رحم الله البردوني:
وكأنّي أدوس قلبي على النّا = ر ، وأمشي على الأنين المضرّمْ
لم أفت مأتما من العمر إلاّ = وألاقي بعد بعده ألف مأتمْ
يقال أن ملكة النرويج زارت قطر أفريقي في القارة السّمراء ، وصادفت زيارتها مظاهرات احتجاجا على رفع سعر الرّغيف ، فلما سار موكبها من المطار رأت الحشود في مظاهرات حاشدة ، فسألت عن السب:
ـ إنها بسبب الخبز .
فقالت: بالإمكان توفير لهم البسكويت حتّى يأتي الخبز .
ما من أحد من النّخب ـ ذوو الحس الخاص ـ يسمع أو يقرأ جملة: ( هموم الناس ) إلا وتتبادر إلى ذهنه ، جملة: ( الأبراج العاجيّة ) ، متخيّلا صاحب ترف يتقلّب في النّعماء وبائس فقير يعيش همّ الليل وذلّ النّهار.
أمّا الدّهماء فيرددون عند المناسبة: [ جلد ليس جلدك جرّه على الشّوك ] ، وفي الحقول ، عند المناسبة أيضا يتغنّى الفلاّحون:
[ قال بو عبدالله خل من با يشترحْ يشترحْ = والنّار ما تحرق الاّ حيث ما تنطرحْ ]
فوارق لا بدّ منها ،وإنها لمن نواميس الكون ، فالناس ليسوا على درجة واحدة من الرزق أو من العلم غير أنّ الإنسان الجهول ، الظّلوم ، الكفّار ، تدخّل في نواميس الكون واستخدم صاحب القوة قوته المفرطة مستعينا بالحيلة والخداع ، فركّب المحابس في طريق الأرزاق وجعلها تصب في اتّجاه من يحب , ووزع المنح الدراسيّة على من يحب ، فتسبب في صنع واقع من عند نفسه، ووضع قاهر جديد هو ، وهذا الوضع الجديد أوجد حالات من البؤس المصاحب لعذاب نفوس الملايين من خلق الله ، وجاء المثل: [ قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ] .
يقولون في الأسواق جملا: ( النار ما تحرق الاّ رجل واطيها ) و ( من يده في النّار غير الذي يده في الماء ) . حتى هذه الجمل الشّعبيّة تخاطب من هم في الأبراج العاجيّة .
وليس كلّ أحد يتفاعل مع شطر البيت: ( لا يؤلم الجرح إلاّ من به ألم ) ، يتألّم فقط من
به جرح فعلا وهم كثر من ميزتهم الصّمت ، لكن أين منهم من استرخى ـ غير مبالي ـ داخل الأبراج العاجيّة؟ .
سيّدة البرج ، حجب عنها المادحون ، المنافقون ، المداهنون ، الأنانيون رؤية الحياة الإنسانيّة بشكل صحيح ، فالناس يعانون من شظف العيش ، يئنّون ، مستغيثين ، والبطانة المنافقة تنقل صورة الرفاهية وبأن الناس راضون يعيشون في بحبوحة من العيش ، وأن ألسنتهم رطبة بـ ( ذكركم يا سيّدي ] .
أقلام تقطر من أطرافها الحبر، وأخرى تقطر من أطرافها سمّا ، وجميعها بين من يتقلّب ذات اليمين وذات الشمال داخل برج عاجي وبين من يعجز عن محو صروف الدّهر وبلسمة جروح الحياة ، والغلبة في زمن القوّة لمن ينتزع الطّاعة أو يدمي دون تردد ولو تعدّدت الجماجم .
كلّ من يضرب بيد استالين فهو استالين . إذن فاستالين لا يزال حيّا.....
لا نحب من يدفع ـ باسما ـ قيمة طائرات حربيّة ويغلّ يده عندما يتعلّق الأمر بشراء لقاح ضدّ وباء أو شراء مضخات لآبار ارتوازيّة يقتات من وراءها الملايين. لكنه الحال القاسي والمرير والمؤلم ، يهتمّون بكلّ شيء ويمرّون مرور الكرام على ذكرى فلسطين المجازر ، وعراق المذابح..............؟ .
أيّ تآكل؟ ، وأيّ كارثة هذه؟ ، وأيّ هلاك أم حياة في انتظارنا؟
رحم الله البردوني:
وكأنّي أدوس قلبي على النّا = ر ، وأمشي على الأنين المضرّمْ
لم أفت مأتما من العمر إلاّ = وألاقي بعد بعده ألف مأتمْ