المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصر الله وأولمرت.. حرب مفتوحة ودخول للمجهول


الدكتور أحمد باذيب
07-20-2006, 09:04 AM
نصر الله وأولمرت.. حرب مفتوحة ودخول للمجهول

علي حسين باكير**
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/ArabicAffair/Topic_12/2006/07/images/pic02.jpg



نصر الله وأولمرت أيهما الأقدر على الخروج عن قواعد اللعب السابقة؟

الوضع الداخلي لحزب الله قبل العملية الأخيرة كان جيدا نسبيا، قياسا إلى وضعه مباشرة بعد عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، واستصدار القرارات الدولية وأولها القرار 1559 الداعي إلى سحب سلاحه وبسط سيادة الدولة على كافة أراضيها.

وموقع الحزب على طاولة الحوار وموقف اللبنانيين منه كان جيدا أيضا، خاصة أنه وعد المتخوفين منهم خلال جلسة مناقشته "للإستراتيجية الدفاعية" على طاولة الحوار اللبنانية بأنه لن يوجه سلاحه إلى الداخل، وأن هذا السلاح لدرء العدوان الإسرائيلي فقط وحماية لبنان وجنوبه من أي اعتداء إسرائيلي.

وقد زاد ارتياح الجميع عندما وعد "حزب الله" محاوريه من ممثلي بقية اللبنانيين بأنه سيحافظ على الأجواء الهادئة لإنجاح موسم السياحة الذي كان ينتظره لبنان واللبنانيون بفارغ الصبر بعد أحداث عام 2005 التي هزت الاقتصاد اللبناني.

وضمن هذا الإطار يعلم الحزب عدة معطيات من أهمها: وجود حالة تربص دولي به تسعى إلى تفكيك ذراعه العسكرية، ووجود قرار دولي صادر عن مجلس الأمن يجب على الحكومة تنفيذه بأي طريقة لتلتزم بالأطر القانونية الدولية، وإلا فإنه سيتم اللجوء إلى وسائل أخرى لتنفيذه، ووجود امتعاض عربي كبير من الدور الإيراني "إيران حليفة حزب الله" في العراق، وهو دور بمثابة إخراج العراق من الدائرة العربية وتلاقي مصالح إيران والولايات المتحدة وإسرائيل عليه.

وبناء على هذه المعطيات، يمكن افتراض أن حزب الله كان يعلم جيدا ويقينا أن هذه المرحلة لا تحتمل أي خطأ من جانبه مهما صغر حجمه، وأن كل خطوة يجب أن تكون محسوبة كما عودنا.

في تداعيات عملية الوعد الصادق

إذن، لقد كانت الأجواء الداخلية جيدة، وكان حزب الله في موقع مناسب ولم يكن بحاجة إلى قيامه بأي عملية في هذا التوقيت لأي مصالح داخلية.

ولكن يبدو أن تقاطع الأحداث على الصعيد الإقليمي فيما يتعلق بإيران وسوريا، إضافة إلى مأزق إسرائيل في الداخل الفلسطيني وانشغالها به، قد أغرى حزب الله للقيام بعمليته "الوعد الصادق".

ولا بد هنا من الإشارة إلى أن الصراع بين حزب الله وإسرائيل ليس صراع "وجود"، يدعم ذلك وجود قواعد وحدود معينة ومرسومة ومحددة ودقيقة يتبعها كل طرف من الطرفين، ترتب عليهما خطوات معينة وردود فعل مضبوطة في إطار مناورتهما المستمرة مع بعضهما البعض، وتسجيل النقاط، كل على حساب الآخر، وإن بدا حزب الله هو المتفوق بها.

بناء على المعطيات السابقة فإن الحزب قد وقع في الفخ المنصوب له عندما قام بهذه العملية -وهذا لا يمنع أن يكون الجميع صفا واحدا في هذه المعركة- لعدة أسباب، منها:

1 - اعتقاد حزب الله أن هذه العملية كسابقاتها من عملياته التي نفذها من قبل، وتخضع لنفس المعادلة المحددة بقواعد المناورة بين الطرفين في مناورتهما -لعبة القط والفأر- الأمر الذي يفترض قيام إسرائيل بالتفاوض على الجنديين بعد إبدائها القليل من الغضب وردة الفعل وفق نظرية الخطوات المحسوبة والمضبوطة في قواعد اللعبة. وهذا ما لم يحصل؛ حيث كسرت إسرائيل هذه القواعد وفضلت محوها من الأساس وإنهاء اللعبة وإطارها، وهذا ما لم يحسب الحزب حسابه.

2 - حصول تقاطع في التوقيت الزمني للعملية يخدم الطرفين؛ فقد رأى حزب الله أن إسرائيل منشغلة في الداخل وأنها في ورطة في غزة، وأن القيادة الإسرائيلية جديدة وليس لديها خبرة، وهي منقسمة على نفسها ومتخبطة وليس لديها شعبية داخلية تدعمها، فاعتقد أن التوقيت مناسب جدا؛ خاصة أن ملف إيران لقي نهاية مسدودة في نفس اليوم. فيما تناسى الحزب أو لم ينتبه إلى أن توقيت العملية من الممكن له أن يخدم إسرائيل التي رأت في هذه العملية متنفسا لها للهروب من المأزق الدولي إزاء اجتياح غزة وللعمل على تلقين إيران درسا في لبنان عبر مواجهة الحزب مواجهة حاسمة تتطلب فرض شروط عليه.

3 - تصريح السفير الألماني في لبنان يحذر فيه الجهات المعنية قبل خمس أيام من عملية "الوعد الصادق"، ومن إمكانية حصول عمليات خطف لجنود إسرائيليين، وهذا يشير إلى أن الجميع يعرف أن عملية ستقع، وبالتالي قد يكونون رتبوا النتائج على أساسها.

سيناريوهات الأيام القادمة

خيارات حزب الله وفق المعطيات الحالية حرجة للغاية، حتى وإن كان رده قاسيا لإحداث نوع من توازن الرعب الذي خرج عن الإطار نتيجة للتصعيد الإسرائيلي الكبير الذي بدا واضحا أنه خروج عن قواعد اللعبة بنية الرجوع إلى الوراء زمنيا وإلغاء تفاهم إبريل، وبالتالي ضرب إنجازات المقاومة، وفرض واقع جديد في لبنان والمنطقة. وهذه الخطة تستلزم قلب الطاولة على الجميع، ودك لبنان إلى حين تغير المعادلة إلى صالح إسرائيل.

أمام حزب الله -وفقا لاعتبارات الداخل اللبناني- خياران:

الخيار الأول: الانسحاب من هذه اللعبة في هذا التوقيت، ووقف التصعيد والاستسلام لشروط إسرائيل ليس خوفا منها، وإنما درءا للمجازر التي ستحصل بحق اللبنانيين نتيجة للانتقام الذي سيشنه الإسرائيليون، وسيكون من نتائج هذا الخيار:

أ ‌- هزيمة المقاومة هزيمة نهائية وحاسمة.

ب ‌- يكون لبنان قد تدمر كليا من بدء الفترة وحتى إعلان الحزب الانسحاب من اللعبة مع إمكانية ارتكاب العدو الصهيوني لمجازر على غرار ما حصل في كوسوفو أو ما يحصل في العراق تجاه المدنيين.

ت ‌- فرض الشروط الإسرائيلية الثلاثة -تطبيق القرار 1559 من ناحية نزع سلاح حزب الله، نشر الجيش اللبناني على الحدود، تسليم الأسرى الجنود دون قيد أو شرط- على لبنان من موقع قوة على اعتبار أن إسرائيل انتصرت في هذه الحرب.

ث ‌- انتصار المشروع الأمريكي في المنطقة من بوابة لبنان بعد أن فشل من بوابة العراق، وتحول إسرائيل إلى أداة لتنفيذ القرارات الدولية وقرارات مجلس الأمن تجاه الآخرين. وهذا من أغرب ما يحصل في هذا النظام العالمي الأحادي.

جـ ‌- فقدان سوريا ولبنان لورقة حزب الله نهائيا، وبالتالي إمكانية انتقال أمريكا لاستهداف الأوراق الأخرى المتبقية لدى هذه الأطراف في أماكن أخرى من العالم.

الخيار الثاني: إكمال الطريق في سياسة "عض الأصابع" لانتظار صرخة المتألم أولا من كلا الطرفين (لبنان وإسرائيل)، وبالتالي إكمال المسيرة في هذا المناخ الدولي والإقليمي الضاغط، الذي يرافقه دك إسرائيلي لكل الأراضي والمرافق اللبنانية بهدف خلق تململ داخلي وانقسامات "موجودة أصلا"، ومن ثم الدخول إلى المجهول الذي يحمل احتمالين:

الاحتمال الأول: قدرة إسرائيل على إخضاع الحزب وفرض شروطها عليه وعلى لبنان، وستكون النتائج في هذه الحالة هي النتائج المذكورة أعلاه مع فارق أن الحزب قد خاض الحرب إلى النهاية على قاعدة أكون أو لا أكون، متحللا من كونه أداة وورقة في يد هذه الدولة أو تلك، وخارجا عن قواعد اللعبة التي كانت إسرائيل قد سبقته في الخروج منها.

الاحتمال الثاني: نجاح الحزب في إرغام إسرائيل للعودة إلى قواعد اللعبة السابقة التي كانت قبل عملية "الوعد الصادق" من خلال استخدام كل ما يملك من أسلحة متطورة، وسيكون من نتائج هذا الاحتمال:

أ ‌- عدم وجود منتصر أو خاسر، مع تضرر الحزب وإصابته بإصابات بالغة يمكن الجزم أنها ستمنعه من العودة إلى وضعه السابق.

ب ‌- فرض تفاوض حول الأسرى.

ت ‌- تكريس توازن الرعب –مؤقتا- بين لبنان وإسرائيل.

ث ‌- بقاء الوضع على الحدود معلقا وبالتالي بقاء القرار الدولي 1559 والوضع اللبناني الداخلي معلقا.

جـ ‌- تدمير لبنان بشكل كلي من قبل العدو الصهيوني.

وللأسف وليس تشاؤما فنحن في لبنان سنصمد حتى النهاية بقدر ما هو نقل للوقائع الجديدة التي طرأت، يمكن القول إن هذا الاحتمال الثاني صعب التحقق للغاية حتى هذه اللحظة ووفق المعطيات المتوفرة.

الطريق الثالث.. مفقود

وبين الاحتمال الأول والاحتمال الثاني هناك دور للحكومة اللبنانية، وعبر رئيسها فؤاد السنيورة، لديها خياران قد تتعامل بأي منهما أمام العدوان الشامل الذي يقع على لبنان:

1 - إما الإعلان عن طلبها للعالم وقف إطلاق النار بشكل فوري من قبل إسرائيل وعقد صفقة شاملة مقابل نزع سلاح حزب الله على أن تتضمن هذه الصفقة:

أ ‌- انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، ومنها مزارع شبعا وضمان أن لا تقوم إسرائيل من هذه المنطقة وصاعدا بأي خرق للبنان.

ب ‌- إفراج إسرائيل عن كل الأسرى اللبنانيين لديها.

ت ‌- تحميل إسرائيل مسئولية ما جرى، وبالتالي عليها تحمل تكاليف إعادة إعمار ما تم تدميره.

ث ‌- تطبيق جميع القرارات الدولية تجاه لبنان.

وبالمقابل، تتعهد الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله فورا بعد إبلاغه بهذه الصفقة، والتعهد بتطبيق القرار 1559، وبإرسال الجيش إلى الحدود وبسط سيادتها على جميع الأراضي اللبنانية؛ وهو ما يعني انتهاء دور حزب الله نهائيا من الناحية العسكرية.

2 - وإما إعلان الحكومة اللبنانية عن طلبها وقف إطلاق النار فورا، ورفض نزع سلاح حزب الله حاليا تحت ضغط القصف الإسرائيلي على أن ينجلي الوضع تاليا.

وفي كلا الاحتمالين، فإن الحكومة لا تملك الأدوات اللازمة لتنفيذ أي منهما، خاصة مع وجود غطاء دولي سافر جدا ودعم غير محدود لإسرائيل، وموقف عربي غير مسبوق من ناحية الاستسلام والتخاذل، إما لعدم القدرة، وإما انتقاما من التغلغل الإيراني غير المسبوق في العمق العربي عبر جبهات عديدة، أو لكلا السببين معا.

ويمكن الاعتقاد أنه لا يمكن لإسرائيل ولا لحزب الله قبول الخسارة بأي شكل من الأشكال، والتوقف عند هذه المرحلة، فهي حرب مفتوحة، وسيخوضها الحزب للمرة الأولى، بعيدا عن كونه ورقة أو ذراعا لهذا الطرف أو ذاك.

ولطالما كان الحزب يتقدم على إسرائيل خطوة في التفكير والتنفيذ، لكن النتائج تقول بأن الحزب قد أخطأ خطأ فادحا، في ضوء موقف دولي يرغب في توجيه ضربة قاضية لسلاحه وتطبيق القرار 1559، وموقف عربي متخاذل إلى أبعد الحدود، كما أنه لا ضامن على الإطلاق بأن يجد جديد على الساحة يقلب الأمور في جهة الروابط التي تربط الحزب بسوريا وإيران، أو هل يمكنهما خدمته في أي تسوية، وهل الحزب مستعد للحظة كهذه وجاهز بأطروحات بديلة؟.

حزب الله إذن في وضع حرج، ومن هذا المنطق سوف تستمر إسرائيل لبضعة أيام قادمة، قد تكون أسبوعا أو أكثر قليلا، في تطوير هجومها وفتح جبهات إقليمية جديدة، والخوف أن يكون ثمة مخطط لاجتياح محدود للبنان بعد تقطيع أوصاله وعزل كل أطرافه للتفرد بكل مربع بمربعاته.

ولو قدر الله للبنان ولحزب الله الخروج بسلام بعد هذه الحرب، فإن الحزب سيكون متضررا بشكل نهائي، ويمكن نزع سلاحه داخليا بسبب ما حدث، لكن ليس لنا إلا خوض الحرب مع العدو الإسرائيلي للنهاية بغض النظر عن وقوع هذا الطرف أو ذاك بالفخ، أو عن الحسابات الخاطئة لهذا الطرف أو عن تبعية هذا الطرف أو ذاك، وتنفيذه لأجندات إقليمية ودولية.


--------------------------------------------------------------------------------

** باحث متخصص في الشأن اللبناني

بن سـالم
07-20-2006, 11:20 AM
يا استاذي الكريم ..
الاختلاف هو السياسة الاسرائيلية والفكرة الاسرائيلية الامريكية ..

بالأمس كان الاسرائيليون يفاضون على الاسرى أما اليوم فهم لا يفاوضون

وحزب الـله فعل فعلته من أجل الأسرى في السجون الاسرائيلية ...

ودائما يفعلها وليست هناك حروب ..

من غير المنطق يا استاذي ان تفكر ان حزب الـله كان يدعوا بالأصل الى الحرب الآن .
حزب الـله افعاله معروفة وهمه جنوب لبنان وأسراه ..

لكن الاسلوب الاسرائيلي الغير متكافئ بالرد هو السبب .

لو نفكر قليلا ..

هل قرار الحرب الاسرائلية على غزة بسبب أسيرها .. وعلى حزب الـله هو قرار معروف وقديم وهكذا تتعامل اسرائيل من قبل ؟
الجواب لا ..
هل اي دولة بالعالم في حاول وجود اسرى لها .. تتفاوض أم تقتل وتفعل كل هذه الافاعيل الاجرامية ..

لا تحملوا حزب الله كل الحمل وانه لوضع اقليمي فقط ..

بل فكروا باسرائيل .. ( مالذي يدفعها لتقوم بكل هذا وهي التي لم تكن تفعل من قبل ) ؟؟



وستعرفون الى بماذا تفكر اسرائيل وامريكا ..





استاذي الكريم ..

امريكا دائما وابدا تقول

سوريا ايران حزب الله حماس .. وتكررهم مرارا وتكرار
والآن نشاهد كل هذا ..

النتيجة بالتأكيد هو الهدف سوريا والهدف ايران ..
التي وجودهما بالأصل يشكل خطورة على اسرائيل ..
فهم يريدون تنظيف المنطقة ..




تحياتي

الدكتور أحمد باذيب
07-21-2006, 10:25 AM
أخي الكريم
نحن مع المقاومة قلبا وقالبا لاننا أمة الجهاد والاستشهاد
الجميع مستهدف اخي الكريم سني وشيعي بلاتمييز المهم انك مسلم
امريكا وربيبها الكيان الصهيوني فقدوا صوابهم وسقطت هيبة العدو
مشكلتنا في الحكام العرب الذين تركوا الجهاد واختاروا خط العمالة النجس