الدكتور أحمد باذيب
07-20-2006, 07:49 PM
من لحرائر العرب في هذا الزمن ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر بن كثير رحمه الله في تاريخه البداية والنهاية، أنه في عام 564هـ احتل الفرنجة بزعامة ملك عسقلان جزء من الديار المصرية وقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وأسروا آخرين، فعند ذلك أرسل صاحبها العاضد لدين الله يستغيث بوالي الشام، نور الدين زنكي، مرفقا برسالته خصلة من شعور نسائه قائلا أدركني واستنقذ نسائي من أيدي الفرنج .
فلما وصلت الرسالة نور الدين، بلغ به التأثير مداه وسرت دماء الغيرة والنخوة في عروقه، فشرع في تجهيز الجيوش إلى مصر وجعل قيادتها للأمير أسد الدين شركوه ، شادا عضده في بن أخيه صلاح الدين الأيوبي، فلما سمع الفرنجة بمقدم الجيش النوري إلى مصر أنشمروا راجعين إلى بلادهم خوفا من عساكر نور الدين0 لم تثر حمية نور الدين لإنقاذ نظام العاضد الباطني من الفرنجة، فهو لا يقل خطرا على عقيدة الأمة من النصارى، وإنما ثارت حميته وجيش الجيوش واختار لقيادتها أفضل قادته وجهزها بأفضل ما لديه من العتاد العسكري، غيرة على أعراض المسلمين وصيانة لشرف نسائهم الذي قد تدنسه الأيدي الصليبية القذرة، فخصلت الشعر التي بعث بها العاضد كان لها أبلغ الأثر في نفس القائد المسلم الذي يدرك أن أعراض المسلمات ليست أمرا مطروح للمساومة أو مشروعا سياسيا يقبل فيه الأخذ والعطاء، وإنما هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه حتى لو هلكت الأمة بأسرها دونه، هكذا علمنا محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا ورثنا عن أسلافنا العرب، فحرب الفجار التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم بين قبائل العرب قبل الإسلام، كان سببها الغيرة على الأعراض،وكان قائل العرب يقول :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمالي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قيل: يا رسول الله، أما تغار؟ قال: والله إني لأغار، والله أغير مني، ومن غيرته نهى عن الفواحش)).
والشواهد على ذلك في تاريخ الأمة أكثر من أن تعد، فالمؤرخون يعطون هذا الجانب أهمية خاصة في كتابة سير الرجال، فالحجاج بن يوسف الثقفي الذي ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق وقتل ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفيد أبي بكر الصديق/عبد الله بن الزبير رضي الله عن الجميع، إضافة إلى استباحة دماء العديد من سلف هذه الأمة رحمهم الله، لم يهمل له التاريخ لقاء هذه الأعمال الفظيعة، استجابته لتلك الصرخة التي أطلقتها امرأة مسلمة من الهند أسرها الكفار(واحجاجاه) حيث جهز على أثرها الجيوش وفتح الهند والسند وحرر تلك المسلمة المكلومة بعد أن أسر ملك الهند، فالتاريخ يحكم على الرجال بقدر ما يقدمونه لأمتهم سلبا أو إيجابا .
فيا ترى ماذا سيكتب عنا التاريخ ؟ وصرخات استغاثة حرائر العرب اللاتي انتهك جنود الصليب أعراضهن تخترق أسماعنا دون أن تجد عندنا الصدى الذي وجدته صرخة أسيرة عمورية عند المعتصم .
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفـواه الصـبايـا اليتم
لا مسـت أسـماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
رحم الله سيد علماء زمانه العالم المجاهد/ عبد الله بن المبارك الذي استشعر هذه المسئولية قائلا .
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم والمسلمات مع العدو المعتدي
الضـاربـات خدودهن برنة الداعـيات نبيهن محـمـد
القائـلات إذا خشين فضيحة جـهد المـقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع وما لها من حيلة إلا التستر من أخـيها باليد
لقد سمعنا عبر وسائل الإعلام استغاثة من تقول: اقتلونا والعلوج الذين انتهكوا أعراضناء لا نريد الحياة .
وأخرى تقول: أنها لا تريد الخروج من هذا المعتقل اللعين خشية لما ينتظرها من عقاب حسب قانون غسل العار الجاهلي وثالثة يغتصبها جنود العدو أمام أعين ذويها المصفدين بالأغلال، ثم يقتلوا وتقتل هي أيضا ويعتدي هؤلاء الأوغاد على جثمانها الطاهر بعد موتها.
إن هذا الخذلان الذي أصاب أمة المليار ونصف وجعلها لا تستطيع الدفاع عن أعراضها، سيكتبه التاريخ بصحائف كالحة السواد، يلاحق عارها المتخاذلين عن رد العدوان على أغلى ما تملك الأمة بعد دينها مع قدرتهم على ذلك، فهؤلاء الذين قصرت بهم الهمم عن الانتصار لأعراض الأمة غير جديرين من باب أولى للانتصار لدماء الأمة المراقة ومقدساتها .
فعلى أخواننا الذين مابرحوا يستغيثون بنا في فلسطين والعراق وجميع ديار الإسلام المستباحة من العدو أن لا يعولوا على ذلك كثيرا، فالوزير بن العلقمي مازال هو صاحب القرار النافذ والكلام الفصل في حضرة الخليفة المستعصم، وهولاكو العصر لم تعجبه الهدايا المقدمة من خليفة المسلمين، فهو يطالب بثلاثة أرباع خراج بغداد وتسليمه جميع الوزراء والمستشارين الذين أشاروا على الخليفة بتقديم هدايا تافهة لا تليق بمقام هولاكو خان، لينالوا جزائهم حسب قانون العدالة المغولية .
فصبرا أيها الأخوة حتى يقيض الله لأمتكم منهم على شاكلة المظفر قطز والعز بن عبد السلام ليقودا معركة عين جالوت جديدة لدحر الغزاة وإعادة للأمة هيبتها التي سقطت بسقوط بيت المقدس بأيدي يهود، أو يبعث الله من علمائها من يرفع راية الجهاد كما رفعها الإمام تقي الدين بن تيمية، فالأمة في حاضرها تحتاج إلى جهاد بن تيمية وبن المبارك أكثر من حاجتها إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل رحم الله الجميع ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) (التوبة:20) .
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
قال محمد بن الفضيل بن عياض: رأيت بن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه0 قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم . قلت فما صنع بك ربك؟ قال غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة .
اللهم قيض لهذه الأمة من أبنائها من يقودها لتحرير مقدساتها، ويغار على أعراضها كغيرة عبدك/عبد الله بن المبارك، ياجواد ياكريم .
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر بن كثير رحمه الله في تاريخه البداية والنهاية، أنه في عام 564هـ احتل الفرنجة بزعامة ملك عسقلان جزء من الديار المصرية وقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وأسروا آخرين، فعند ذلك أرسل صاحبها العاضد لدين الله يستغيث بوالي الشام، نور الدين زنكي، مرفقا برسالته خصلة من شعور نسائه قائلا أدركني واستنقذ نسائي من أيدي الفرنج .
فلما وصلت الرسالة نور الدين، بلغ به التأثير مداه وسرت دماء الغيرة والنخوة في عروقه، فشرع في تجهيز الجيوش إلى مصر وجعل قيادتها للأمير أسد الدين شركوه ، شادا عضده في بن أخيه صلاح الدين الأيوبي، فلما سمع الفرنجة بمقدم الجيش النوري إلى مصر أنشمروا راجعين إلى بلادهم خوفا من عساكر نور الدين0 لم تثر حمية نور الدين لإنقاذ نظام العاضد الباطني من الفرنجة، فهو لا يقل خطرا على عقيدة الأمة من النصارى، وإنما ثارت حميته وجيش الجيوش واختار لقيادتها أفضل قادته وجهزها بأفضل ما لديه من العتاد العسكري، غيرة على أعراض المسلمين وصيانة لشرف نسائهم الذي قد تدنسه الأيدي الصليبية القذرة، فخصلت الشعر التي بعث بها العاضد كان لها أبلغ الأثر في نفس القائد المسلم الذي يدرك أن أعراض المسلمات ليست أمرا مطروح للمساومة أو مشروعا سياسيا يقبل فيه الأخذ والعطاء، وإنما هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه حتى لو هلكت الأمة بأسرها دونه، هكذا علمنا محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا ورثنا عن أسلافنا العرب، فحرب الفجار التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم بين قبائل العرب قبل الإسلام، كان سببها الغيرة على الأعراض،وكان قائل العرب يقول :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمالي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قيل: يا رسول الله، أما تغار؟ قال: والله إني لأغار، والله أغير مني، ومن غيرته نهى عن الفواحش)).
والشواهد على ذلك في تاريخ الأمة أكثر من أن تعد، فالمؤرخون يعطون هذا الجانب أهمية خاصة في كتابة سير الرجال، فالحجاج بن يوسف الثقفي الذي ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق وقتل ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفيد أبي بكر الصديق/عبد الله بن الزبير رضي الله عن الجميع، إضافة إلى استباحة دماء العديد من سلف هذه الأمة رحمهم الله، لم يهمل له التاريخ لقاء هذه الأعمال الفظيعة، استجابته لتلك الصرخة التي أطلقتها امرأة مسلمة من الهند أسرها الكفار(واحجاجاه) حيث جهز على أثرها الجيوش وفتح الهند والسند وحرر تلك المسلمة المكلومة بعد أن أسر ملك الهند، فالتاريخ يحكم على الرجال بقدر ما يقدمونه لأمتهم سلبا أو إيجابا .
فيا ترى ماذا سيكتب عنا التاريخ ؟ وصرخات استغاثة حرائر العرب اللاتي انتهك جنود الصليب أعراضهن تخترق أسماعنا دون أن تجد عندنا الصدى الذي وجدته صرخة أسيرة عمورية عند المعتصم .
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفـواه الصـبايـا اليتم
لا مسـت أسـماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
رحم الله سيد علماء زمانه العالم المجاهد/ عبد الله بن المبارك الذي استشعر هذه المسئولية قائلا .
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم والمسلمات مع العدو المعتدي
الضـاربـات خدودهن برنة الداعـيات نبيهن محـمـد
القائـلات إذا خشين فضيحة جـهد المـقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع وما لها من حيلة إلا التستر من أخـيها باليد
لقد سمعنا عبر وسائل الإعلام استغاثة من تقول: اقتلونا والعلوج الذين انتهكوا أعراضناء لا نريد الحياة .
وأخرى تقول: أنها لا تريد الخروج من هذا المعتقل اللعين خشية لما ينتظرها من عقاب حسب قانون غسل العار الجاهلي وثالثة يغتصبها جنود العدو أمام أعين ذويها المصفدين بالأغلال، ثم يقتلوا وتقتل هي أيضا ويعتدي هؤلاء الأوغاد على جثمانها الطاهر بعد موتها.
إن هذا الخذلان الذي أصاب أمة المليار ونصف وجعلها لا تستطيع الدفاع عن أعراضها، سيكتبه التاريخ بصحائف كالحة السواد، يلاحق عارها المتخاذلين عن رد العدوان على أغلى ما تملك الأمة بعد دينها مع قدرتهم على ذلك، فهؤلاء الذين قصرت بهم الهمم عن الانتصار لأعراض الأمة غير جديرين من باب أولى للانتصار لدماء الأمة المراقة ومقدساتها .
فعلى أخواننا الذين مابرحوا يستغيثون بنا في فلسطين والعراق وجميع ديار الإسلام المستباحة من العدو أن لا يعولوا على ذلك كثيرا، فالوزير بن العلقمي مازال هو صاحب القرار النافذ والكلام الفصل في حضرة الخليفة المستعصم، وهولاكو العصر لم تعجبه الهدايا المقدمة من خليفة المسلمين، فهو يطالب بثلاثة أرباع خراج بغداد وتسليمه جميع الوزراء والمستشارين الذين أشاروا على الخليفة بتقديم هدايا تافهة لا تليق بمقام هولاكو خان، لينالوا جزائهم حسب قانون العدالة المغولية .
فصبرا أيها الأخوة حتى يقيض الله لأمتكم منهم على شاكلة المظفر قطز والعز بن عبد السلام ليقودا معركة عين جالوت جديدة لدحر الغزاة وإعادة للأمة هيبتها التي سقطت بسقوط بيت المقدس بأيدي يهود، أو يبعث الله من علمائها من يرفع راية الجهاد كما رفعها الإمام تقي الدين بن تيمية، فالأمة في حاضرها تحتاج إلى جهاد بن تيمية وبن المبارك أكثر من حاجتها إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل رحم الله الجميع ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) (التوبة:20) .
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
قال محمد بن الفضيل بن عياض: رأيت بن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه0 قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم . قلت فما صنع بك ربك؟ قال غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة .
اللهم قيض لهذه الأمة من أبنائها من يقودها لتحرير مقدساتها، ويغار على أعراضها كغيرة عبدك/عبد الله بن المبارك، ياجواد ياكريم .