ابو عامر راعي الابل
07-22-2006, 11:33 AM
العراق .. الحرب الطائفية ضد السنة بدأت رسميا !؟
محمد جمال عرفة
19/6/1427
يبدو أن الحرب الطائفية في العراق التي تستهدف السنة تحديدا ومناطقهم ومدنهم ذات الأهمية الإستراتيجية قد بدأت بالفعل في العراق بشكل رسمي بعدما استمرت تدور بشكل غير رسمي طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي للعراق ، ويبدو أن هذه الحرب الطائفية التي باتت تطال مساجد السنة ومنازلهم وأعمالهم ، قد بلغت حدا عشوائيا ومجنونا لدرجة دعت رئيس الوزراء الشيعي لإبداء الغضب لأول مرة من أعمال هذه الميلشيات الشيعية لأنها تعطل خطته للوفاق الوطني ، وتوجيه قادة الاحتلال الأمريكي نقدا للميليشيات الشيعية بسبب أجواء الفوضى التي تخلفها وراءها .
ففي ظل موجة العنف الطائفي غير المسبوقة في العراق والتي راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلا بخلاف الجرحى خلال أسبوع واحد ، وفي ظل تأكيد "المنظمة الدولية للهجرة" أن عدد المهجرين في العراق بلغ 110 آلاف منذ الاعتداء على مرقدي الإمامين الهادي والعسكري الشيعيين في مدينة سامراء السنية في 22 فبراير الماضي الذي تبعته أعمال عنف طائفية ، وفي ظل هروب عوائل سنية من منازلها ومدنها بسبب تواطؤ الشرطة مع الميليشيات الشيعية ، أصبحت معالم الحرب الطائفية واضحة .
وقد بلغ الأمر حد طرح قيادات سياسية وأمنية مشروع تدخل لقوة كردية من شمال البلاد للفصل بين العرب المتقاتلين من السنة والشيعة
وقد غادرت بالفعل هذا الأسبوع حوالي 40 عائلة سنية من حي الجهاد ذي الغالبية السنية في بغداد منازلها ورحلت حاملة معها بعض احتياجاتها الشخصية للإقامة في خيام أقيمت في ارض خلاء على طريق المطار بعدما اقتحم رجال ملثمون يرتدون ملابس مدنية حي الجهاد الأسبوع الماضي وأقاموا حواجز ودخلوا البيوت وقتلوا على الهوية رميا بالرصاص 42 شخصا من السنة .
ومع أن القوات العراقية والأميركية تطوق الحي فلم يثق السنة في هذه القوات التي تغطي علي جرائم فرق الموت ، حتى إن الشيخ عبد السلام العبيدي (إمام مسجد فخري شنشل السني اتهم ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بتنفيذ هذا الهجوم واخذ على الحكومة أنها "لا تحرك ساكنا".
وقد بلغ الأمر حد طرح قيادات سياسية وأمنية مشروع تدخل لقوة كردية من شمال البلاد للفصل بين العرب المتقاتلين من السنة والشيعة ، بعدما أصبح من المعتاد الهجوم علي مساجد السنة وقتل أئمتهم وحصار قوات من الميليشيات الشيعية لمناطق سنية بالاستعانة بقوات الشرطة العراقية الموالية لهم ، وقتل السكان لمجرد أنهم من السنة !!.
والأهم أن هذا الاقتراح بات هو الأنسب من وجهة نظر الموالين للاحتلال خصوصا أن الأمريكيين وأعوانهم يعارضون مطالب السنة العرب باستقدام قوات عربية وإسلامية لحفظ الأمن في العراق ، ويؤيدون فكرة نشر قوات كردية علي اعتبار أن القوات الكردية حليفة للاحتلال وللقوي الشيعية .
فرغم نفي رئيس الوزراء (المالكي) أن يكون العراق يتجه إلى حرب أهلية، وتأكيده أنه عازم على حل "مشكلة الميليشيات" لكنه يفضل الحلول السياسية على "القبضة الأمنية" ، فهو قد اعترف في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء في الحكومة الكردية بارزاني أن "أعمال العنف الطائفية ينفذها "بعض الذين يجهلون ضرورة أن يكون العراق موحداً".
فقد شهد الأسبوعان الماضيان حالات حرب طائفية صارخة في صورة اقتحام الميليشيات الشيعية حيا سنيا في قلب مدينة بغداد علي بعد مئات الأمتار من مطارها، وأقاموا حواجز وقتلوا المواطنين السنة علي الهوية ، وقال قادة سنيون أن هذه القوات كانت تتحرك بسيارات شرطة ومعها سلاح رسمي وأن قوات الاحتلال والجيش العراقي لم تحرك ساكنا وكانت تحاصر المنطقة وكأنها تهيئ المجال للمذبحة .
ويري محللون أن تصاعد عمليات القتل الطائفية ضد السنة والسعي لطردهم من أحيائهم عبر عمليات قتل وإرهاب ، هي مسألة مخططة بدقة من قبل قوي شيعية تسعي لتحجيم القوى السنية
وقال الشيخ محمد الفيضي (المتحدث باسم هيئة علماء السنة): إن ثمانين ألف شخص من الطائفة السنية قتلوا في العراق وان عمليات تطهير عرقي تتم في وضح النهار في مدينة البصرة، وأشار بأصابع الاتهام إلي (جيش المهدي) الشيعي الذي كان البعض ينظر له في العراق علي أنه رمز الاعتدال الشيعي !
ومع أن جماعة مقتدي الصدر أصدرت بيانا يؤكد عدم تورطها في مجزرة حي الجهاد هذه، وينفي التأكيدات الأمريكية وروايات شهود العيان في هذا الخصوص ، فقد أثارت هذه الحوادث تساؤلات حول الجهات التي تمارس عمليات القتل والتطهير العرقي في العراق وتقتل السنة وتفجر سيارات أمام حسينيات شيعية ، ما أعاد للأذهان ما قاله حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني من أن هناك جهات أمريكية وصهيونية وراء هذا لإشعال حرب أهلية .
ولا يعني هذا أن بعض العائلات الشيعية لا تعاني من عمليات القتل علي الهوية هذه على قلتها، ولكن هذه العمليات تتبرأ منها القوي والمقاومة السنية ما قد يشير لوجود أطراف ذات مصلحة في تأجيج العنف الطائفي أو تسعي لتأليب الشيعة أكثر علي السنة .
ولكن الطائفة السنية في العراق أصدرت عشرات البيانات التي تكشف كثافة العدوان علي السنة وتؤكد أنهم ضحايا هذا العنف الطائفي ، كما نددت جبهة التوافق السنية في بيان بطرد السنة من مدينة البصرة الجنوبية حيث غالبية شيعية وباستهداف الأساتذة السنة بشكل منهجي، وفق ما جاء في البيان ، واعتبر عدنان الدليمي (زعيم جبهة التوافق) أن "ثمة من يريد الزج بالبلاد في حرب أهلية داعيا المراجع الدينية إلى التدخل من اجل إطفاء الفتنة التي إذا توسعت ستحرق الأخضر واليابس".
ويفسر إياد السامرائي (نائب الأمين العام للحزب الإسلامي، والعضو في الجبهة) ما يجري بالقول: "إن هناك مشروع تآمر على والأغرب أن موقع "الرابطة العراقية" الذي يحظى بشعبية بين السنة سعي في سياق التغلب على مجازر السنة لذكر 12 نصيحة تسمح لسني ما بالادعاء بأنه شيعي (!) في أوقات الخطر ولتجنب القتل علي الهوية ، وأوصى الموقع السنة بالقول : "حاولوا الحصول على بطاقة هوية مزورة باسم آخر وعلى الأخص إذا كان اسمكم الأول عمر أو عثمان أو اسم عائلتكم الدليمي أو الجنابي وإن كنتم من مواليد منطقة سنية" كما نصح بتعلم أسماء أئمة الشيعة الـ12 والاحتفاظ بصورة للإمام الحسين في المنزل وبرمجة رنة الهاتف النقال على نغمة شيعية، قائلا أن الكذب مسموح للمسلمين إن كانت حياتهم في خطر.
الخطورة الحقيقة هنا أن هذه الحرب الأهلية الطائفية التي بدأت بالفعل من الصعب وقفها ، ولن يستفيد منها سنة العراق بسبب تعاظم الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية
الميليشيات اخترقت الجيش والشرطة
ورغم ما يقال عن وجود أيدٍ خارجية واعتراف رئيس الوزراء الشيعي بأن المخابرات الصهيونية تخترق العراق بالفعل خصوصا في الشمال الكردي ، فالذي لا شك فيه أن هناك بالفعل حالة اختراق واضحة للميليشيات الشيعية لقوات الأمن والجيش العراقية الجديدة بما ينفي أي حيادية لهذه القوات .
وقد أشارت لهذا صحيفة لوس انجليس تايمز الأمريكية في تقرير من العراق بنشر وثائــق سرية تحتوي علي نتائج 400 تحقيق داخلي عن الفساد في صفوف قوات الشرطة العراقية أبرزها اختراق الميليشيات الطائفية لقوات الأمن والحرس الوطني، وإقدامها علي تكوين فريق الموت لاغتيال الخصوم وتعذيبهم، وخطــف الأبرياء بهدف الابتزاز وفرض الخوات، واغتصاب المعتقلات وسرقة وتزوير آلاف جوازات السفر.
بالأمس كانوا يتهمون الزرقاوي والمجاهدين العرب بأنهم وراء عمليات القتل الطائفية ضد الشيعة ، ولكن هذه عمليات القتل الطائفية لم تتوقف رغم مقتل الزرقاوي، بل واشتعلت في المناطق السنية ، وتصاعدت أعداد الجثث مجهولة الهوية التي تكتشف يوميا في شوارع المدن العراقية أو عائمة على مياه نهري دجلة والفرات أو التي يجري دفنها في أماكن صحراوية .
اعتراف أمريكي
واللافت أن تصاعد حالات القتل الطائفية هذه ضد السنة العرب في العراق دفعت الأمريكيين للخروج عن صمتهم ، حيث حذر السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد من حرب طائفية في العراق "تستقطب الدول المجاورة وتشعل حريقاً إقليميا يعطل إمدادات النفط" من الشرق الأوسط. ودعا الحكومة العراقية إلى التحرك لكبح الاحتقان الطائفي خلال ستة شهور.
بل وأكد خليل زاد - في كلمة ألقاها في واشنطن - الأميركيين انه "للأسف في بعض الأحيان سمحت قوات الأمن وحتى تعاونت مع ميليشيات طائفية"، وتابع: «قبل عام كان الإرهاب والتمرد على قوات التحالف وقوات الأمن العراقية المصدر الرئيس لزعزعة الاستقرار، واليوم أصبحت أعمال العنف الطائفية هي التحدي الرئيس (...)، على الحكومة العراقية الجديدة التعامل مع هذا التحدي خلال الشهور الستة المقبلة».
وفي الإطار ذاته أكد قائد قوات التحالف الجنرال جورج كايسي أن (فرق الموت الشيعية) باتت تشارك تنظيم "القاعدة" مسؤولية تصاعد العنف الطائفي .
ويري محللون أن تصاعد عمليات القتل الطائفية ضد السنة والسعي لطردهم من أحيائهم عبر عمليات قتل وإرهاب ، هي مسألة مخططة بدقة من قبل قوي شيعية تسعي لتحجيم القوي السنية والضغط عليها كي تقبل بالواقع الجديد القائم علي سيطرة الشيعة علي المراكز القيادية في الحكم وعلي قيادة الجيش والبوليس مثلما كان الحال علي العكس للسنة قبل الغزو الأمريكي .
كما يرون أن العراق أصبح بفعل هذه السياسة الحمقاء واحة للقتل علي الهوية وأن البلاد في طريقها لخريطة سكانية جديدة يجري تحديد السكان فيها وفقا لهويتهم ، بحيث يتوقع أن يختفي في غضون أشهر قليلة وجود مناطق سكن مشتركة سنية شيعية بعد أن كان هذا هو واقع العراق في غالبية المدن العراقية قبل الغزو ، مع ما يترتب علي هذا من واقع اجتماعي آخر خصوصا أن الميليشيات الشيعية كانت تقتل أحيانا زوجة سنية لرجل شيعي أمامه أو زوج سني أمام زوجته الشيعية لخلق واقع اجتماعي جديد طائفي بحت .
وفي هذا الإطار يقول مدير مكتب مجموعة الأزمات الدولية للشرق الأوسط (انترناشونال كرايزيس جروب) يوست هيلترمان "ان أحداث الأيام الأخيرة في العراق مقلقة أنه في نظري نزاع طائفي ضعيف الحدة أو حرب أهلية ضيقة النطاق، لكن الحقيقة أن الأمور يمكن أن تتطور إلى الأسوأ".
الخطورة الحقيقة هنا أن هذه الحرب الأهلية الطائفية التي بدأت بالفعل من الصعب وقفها ، ولن يستفيد منها سنة العراق بسبب تعاظم الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية وتغلغلها في الجيش والشرطة وسيطرتها عليهما ، ومع أن المقاومة الإسلامية السنية تبدو بمثابة الذراع العسكرية الباقية لحماية سنة العراق ، فهي تواجه بحرب من قوات الاحتلال وقوات الميليشيات علي السواء وصمت عربي عن مساندتها .
أما الأخطر فهو أن تمتد نيران هذه الحرب الطائفية إلى دول الجوار الخليجية بعد أن تأكل العراق ، وأن المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال والغرب وإيران .
منقول من موقع المسلم
محمد جمال عرفة
19/6/1427
يبدو أن الحرب الطائفية في العراق التي تستهدف السنة تحديدا ومناطقهم ومدنهم ذات الأهمية الإستراتيجية قد بدأت بالفعل في العراق بشكل رسمي بعدما استمرت تدور بشكل غير رسمي طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي للعراق ، ويبدو أن هذه الحرب الطائفية التي باتت تطال مساجد السنة ومنازلهم وأعمالهم ، قد بلغت حدا عشوائيا ومجنونا لدرجة دعت رئيس الوزراء الشيعي لإبداء الغضب لأول مرة من أعمال هذه الميلشيات الشيعية لأنها تعطل خطته للوفاق الوطني ، وتوجيه قادة الاحتلال الأمريكي نقدا للميليشيات الشيعية بسبب أجواء الفوضى التي تخلفها وراءها .
ففي ظل موجة العنف الطائفي غير المسبوقة في العراق والتي راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلا بخلاف الجرحى خلال أسبوع واحد ، وفي ظل تأكيد "المنظمة الدولية للهجرة" أن عدد المهجرين في العراق بلغ 110 آلاف منذ الاعتداء على مرقدي الإمامين الهادي والعسكري الشيعيين في مدينة سامراء السنية في 22 فبراير الماضي الذي تبعته أعمال عنف طائفية ، وفي ظل هروب عوائل سنية من منازلها ومدنها بسبب تواطؤ الشرطة مع الميليشيات الشيعية ، أصبحت معالم الحرب الطائفية واضحة .
وقد بلغ الأمر حد طرح قيادات سياسية وأمنية مشروع تدخل لقوة كردية من شمال البلاد للفصل بين العرب المتقاتلين من السنة والشيعة
وقد غادرت بالفعل هذا الأسبوع حوالي 40 عائلة سنية من حي الجهاد ذي الغالبية السنية في بغداد منازلها ورحلت حاملة معها بعض احتياجاتها الشخصية للإقامة في خيام أقيمت في ارض خلاء على طريق المطار بعدما اقتحم رجال ملثمون يرتدون ملابس مدنية حي الجهاد الأسبوع الماضي وأقاموا حواجز ودخلوا البيوت وقتلوا على الهوية رميا بالرصاص 42 شخصا من السنة .
ومع أن القوات العراقية والأميركية تطوق الحي فلم يثق السنة في هذه القوات التي تغطي علي جرائم فرق الموت ، حتى إن الشيخ عبد السلام العبيدي (إمام مسجد فخري شنشل السني اتهم ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بتنفيذ هذا الهجوم واخذ على الحكومة أنها "لا تحرك ساكنا".
وقد بلغ الأمر حد طرح قيادات سياسية وأمنية مشروع تدخل لقوة كردية من شمال البلاد للفصل بين العرب المتقاتلين من السنة والشيعة ، بعدما أصبح من المعتاد الهجوم علي مساجد السنة وقتل أئمتهم وحصار قوات من الميليشيات الشيعية لمناطق سنية بالاستعانة بقوات الشرطة العراقية الموالية لهم ، وقتل السكان لمجرد أنهم من السنة !!.
والأهم أن هذا الاقتراح بات هو الأنسب من وجهة نظر الموالين للاحتلال خصوصا أن الأمريكيين وأعوانهم يعارضون مطالب السنة العرب باستقدام قوات عربية وإسلامية لحفظ الأمن في العراق ، ويؤيدون فكرة نشر قوات كردية علي اعتبار أن القوات الكردية حليفة للاحتلال وللقوي الشيعية .
فرغم نفي رئيس الوزراء (المالكي) أن يكون العراق يتجه إلى حرب أهلية، وتأكيده أنه عازم على حل "مشكلة الميليشيات" لكنه يفضل الحلول السياسية على "القبضة الأمنية" ، فهو قد اعترف في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء في الحكومة الكردية بارزاني أن "أعمال العنف الطائفية ينفذها "بعض الذين يجهلون ضرورة أن يكون العراق موحداً".
فقد شهد الأسبوعان الماضيان حالات حرب طائفية صارخة في صورة اقتحام الميليشيات الشيعية حيا سنيا في قلب مدينة بغداد علي بعد مئات الأمتار من مطارها، وأقاموا حواجز وقتلوا المواطنين السنة علي الهوية ، وقال قادة سنيون أن هذه القوات كانت تتحرك بسيارات شرطة ومعها سلاح رسمي وأن قوات الاحتلال والجيش العراقي لم تحرك ساكنا وكانت تحاصر المنطقة وكأنها تهيئ المجال للمذبحة .
ويري محللون أن تصاعد عمليات القتل الطائفية ضد السنة والسعي لطردهم من أحيائهم عبر عمليات قتل وإرهاب ، هي مسألة مخططة بدقة من قبل قوي شيعية تسعي لتحجيم القوى السنية
وقال الشيخ محمد الفيضي (المتحدث باسم هيئة علماء السنة): إن ثمانين ألف شخص من الطائفة السنية قتلوا في العراق وان عمليات تطهير عرقي تتم في وضح النهار في مدينة البصرة، وأشار بأصابع الاتهام إلي (جيش المهدي) الشيعي الذي كان البعض ينظر له في العراق علي أنه رمز الاعتدال الشيعي !
ومع أن جماعة مقتدي الصدر أصدرت بيانا يؤكد عدم تورطها في مجزرة حي الجهاد هذه، وينفي التأكيدات الأمريكية وروايات شهود العيان في هذا الخصوص ، فقد أثارت هذه الحوادث تساؤلات حول الجهات التي تمارس عمليات القتل والتطهير العرقي في العراق وتقتل السنة وتفجر سيارات أمام حسينيات شيعية ، ما أعاد للأذهان ما قاله حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني من أن هناك جهات أمريكية وصهيونية وراء هذا لإشعال حرب أهلية .
ولا يعني هذا أن بعض العائلات الشيعية لا تعاني من عمليات القتل علي الهوية هذه على قلتها، ولكن هذه العمليات تتبرأ منها القوي والمقاومة السنية ما قد يشير لوجود أطراف ذات مصلحة في تأجيج العنف الطائفي أو تسعي لتأليب الشيعة أكثر علي السنة .
ولكن الطائفة السنية في العراق أصدرت عشرات البيانات التي تكشف كثافة العدوان علي السنة وتؤكد أنهم ضحايا هذا العنف الطائفي ، كما نددت جبهة التوافق السنية في بيان بطرد السنة من مدينة البصرة الجنوبية حيث غالبية شيعية وباستهداف الأساتذة السنة بشكل منهجي، وفق ما جاء في البيان ، واعتبر عدنان الدليمي (زعيم جبهة التوافق) أن "ثمة من يريد الزج بالبلاد في حرب أهلية داعيا المراجع الدينية إلى التدخل من اجل إطفاء الفتنة التي إذا توسعت ستحرق الأخضر واليابس".
ويفسر إياد السامرائي (نائب الأمين العام للحزب الإسلامي، والعضو في الجبهة) ما يجري بالقول: "إن هناك مشروع تآمر على والأغرب أن موقع "الرابطة العراقية" الذي يحظى بشعبية بين السنة سعي في سياق التغلب على مجازر السنة لذكر 12 نصيحة تسمح لسني ما بالادعاء بأنه شيعي (!) في أوقات الخطر ولتجنب القتل علي الهوية ، وأوصى الموقع السنة بالقول : "حاولوا الحصول على بطاقة هوية مزورة باسم آخر وعلى الأخص إذا كان اسمكم الأول عمر أو عثمان أو اسم عائلتكم الدليمي أو الجنابي وإن كنتم من مواليد منطقة سنية" كما نصح بتعلم أسماء أئمة الشيعة الـ12 والاحتفاظ بصورة للإمام الحسين في المنزل وبرمجة رنة الهاتف النقال على نغمة شيعية، قائلا أن الكذب مسموح للمسلمين إن كانت حياتهم في خطر.
الخطورة الحقيقة هنا أن هذه الحرب الأهلية الطائفية التي بدأت بالفعل من الصعب وقفها ، ولن يستفيد منها سنة العراق بسبب تعاظم الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية
الميليشيات اخترقت الجيش والشرطة
ورغم ما يقال عن وجود أيدٍ خارجية واعتراف رئيس الوزراء الشيعي بأن المخابرات الصهيونية تخترق العراق بالفعل خصوصا في الشمال الكردي ، فالذي لا شك فيه أن هناك بالفعل حالة اختراق واضحة للميليشيات الشيعية لقوات الأمن والجيش العراقية الجديدة بما ينفي أي حيادية لهذه القوات .
وقد أشارت لهذا صحيفة لوس انجليس تايمز الأمريكية في تقرير من العراق بنشر وثائــق سرية تحتوي علي نتائج 400 تحقيق داخلي عن الفساد في صفوف قوات الشرطة العراقية أبرزها اختراق الميليشيات الطائفية لقوات الأمن والحرس الوطني، وإقدامها علي تكوين فريق الموت لاغتيال الخصوم وتعذيبهم، وخطــف الأبرياء بهدف الابتزاز وفرض الخوات، واغتصاب المعتقلات وسرقة وتزوير آلاف جوازات السفر.
بالأمس كانوا يتهمون الزرقاوي والمجاهدين العرب بأنهم وراء عمليات القتل الطائفية ضد الشيعة ، ولكن هذه عمليات القتل الطائفية لم تتوقف رغم مقتل الزرقاوي، بل واشتعلت في المناطق السنية ، وتصاعدت أعداد الجثث مجهولة الهوية التي تكتشف يوميا في شوارع المدن العراقية أو عائمة على مياه نهري دجلة والفرات أو التي يجري دفنها في أماكن صحراوية .
اعتراف أمريكي
واللافت أن تصاعد حالات القتل الطائفية هذه ضد السنة العرب في العراق دفعت الأمريكيين للخروج عن صمتهم ، حيث حذر السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد من حرب طائفية في العراق "تستقطب الدول المجاورة وتشعل حريقاً إقليميا يعطل إمدادات النفط" من الشرق الأوسط. ودعا الحكومة العراقية إلى التحرك لكبح الاحتقان الطائفي خلال ستة شهور.
بل وأكد خليل زاد - في كلمة ألقاها في واشنطن - الأميركيين انه "للأسف في بعض الأحيان سمحت قوات الأمن وحتى تعاونت مع ميليشيات طائفية"، وتابع: «قبل عام كان الإرهاب والتمرد على قوات التحالف وقوات الأمن العراقية المصدر الرئيس لزعزعة الاستقرار، واليوم أصبحت أعمال العنف الطائفية هي التحدي الرئيس (...)، على الحكومة العراقية الجديدة التعامل مع هذا التحدي خلال الشهور الستة المقبلة».
وفي الإطار ذاته أكد قائد قوات التحالف الجنرال جورج كايسي أن (فرق الموت الشيعية) باتت تشارك تنظيم "القاعدة" مسؤولية تصاعد العنف الطائفي .
ويري محللون أن تصاعد عمليات القتل الطائفية ضد السنة والسعي لطردهم من أحيائهم عبر عمليات قتل وإرهاب ، هي مسألة مخططة بدقة من قبل قوي شيعية تسعي لتحجيم القوي السنية والضغط عليها كي تقبل بالواقع الجديد القائم علي سيطرة الشيعة علي المراكز القيادية في الحكم وعلي قيادة الجيش والبوليس مثلما كان الحال علي العكس للسنة قبل الغزو الأمريكي .
كما يرون أن العراق أصبح بفعل هذه السياسة الحمقاء واحة للقتل علي الهوية وأن البلاد في طريقها لخريطة سكانية جديدة يجري تحديد السكان فيها وفقا لهويتهم ، بحيث يتوقع أن يختفي في غضون أشهر قليلة وجود مناطق سكن مشتركة سنية شيعية بعد أن كان هذا هو واقع العراق في غالبية المدن العراقية قبل الغزو ، مع ما يترتب علي هذا من واقع اجتماعي آخر خصوصا أن الميليشيات الشيعية كانت تقتل أحيانا زوجة سنية لرجل شيعي أمامه أو زوج سني أمام زوجته الشيعية لخلق واقع اجتماعي جديد طائفي بحت .
وفي هذا الإطار يقول مدير مكتب مجموعة الأزمات الدولية للشرق الأوسط (انترناشونال كرايزيس جروب) يوست هيلترمان "ان أحداث الأيام الأخيرة في العراق مقلقة أنه في نظري نزاع طائفي ضعيف الحدة أو حرب أهلية ضيقة النطاق، لكن الحقيقة أن الأمور يمكن أن تتطور إلى الأسوأ".
الخطورة الحقيقة هنا أن هذه الحرب الأهلية الطائفية التي بدأت بالفعل من الصعب وقفها ، ولن يستفيد منها سنة العراق بسبب تعاظم الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية وتغلغلها في الجيش والشرطة وسيطرتها عليهما ، ومع أن المقاومة الإسلامية السنية تبدو بمثابة الذراع العسكرية الباقية لحماية سنة العراق ، فهي تواجه بحرب من قوات الاحتلال وقوات الميليشيات علي السواء وصمت عربي عن مساندتها .
أما الأخطر فهو أن تمتد نيران هذه الحرب الطائفية إلى دول الجوار الخليجية بعد أن تأكل العراق ، وأن المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال والغرب وإيران .
منقول من موقع المسلم