الدكتور أحمد باذيب
07-25-2006, 07:05 AM
2006/07/25
يبدو واضحاً أن هناك تناقضاً واضحاً بين غلاء النفط ورخص الدم العربي. فقد ارتفعت أسعار النفط العربي تباعاً في الفترات الأخيرة، وازدادت وتيرة ذلك في الأسابيع والأيام الماضية. وقد ارتبط ذلك بعوامل عدة بينها زيادة الطلب علي النفط، وتوتر الأوضاع في المشرق العربي. وقد ساهم ذلك بالطبع في رفع مقدار الناتج القومي للدول المنتجة للنفط. وازدياد سيطرة النمط الاستهلاكي علي الوضع المعيشي لتلك الدول. ولكن في المقابل شهدت الساحة العربية إراقة المزيد من الدم العربي في العديد من البلدان.
فالدم الفلسطيني قد نزف بغزارة في الأسبوعين الماضيين حتي وصل عدد الشهداء إلي نحو مئة شهيد وأضعاف ذلك من الجرحي. ولم يكن ذلك جديداً علي الساحة الفلسطينية التي شهدت اختلاط دم عائلة غالية برمال شاطئ البحر أو أشلاء أسرة أحمد بطعام الغذاء في الأيام التي سبقت عملية الوهم المتبدد. كما ينزف الدم العراقي بغزارة منذ 9/3/2003 حيث لا يمضي يوماً دون سقوط عشرات القتلي، وأضعافهم أيضاً من الجرحي أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال وذلك إما نتيجة الأعمال العسكرية الأمريكية المباشرة أو بسبب السياسة الأمريكية التي تذكي نار الفتنة والحرب الأهلية الطائفية هناك.
ولحق بالأثنين الدم اللبناني الذي يسفك علي يد الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تقصف الأراضي اللبنانية براً وبحراً وجواً. حيث يسقط الضحايا تباعاً من المدنيين بين قتيل وجريح. ويحدث ذلك بالطبع وسط اسطوانة عربية إعلامية رسمية مشروخة من عبارات الشجب والاستنكار والإدانة. ويسفك الدم العربي في ظل صمت عربي رسمي يصل إلي درجة التواطؤ والتآمر.
وفي ظل مساندة عربية شعبية لا تتعدي حدود الشعور والوجدان والبكاء أحياناً. وقرارات الاجتماعات العربية سواء علي مستوي وزراء الخارجية أو قمم الزعامات من الرؤساء والملوك والأمراء لا ترتق إلي مستوي التحدي القائم، بل لا تساوي الورق التي كتبت عليه، وذلك ليس في نظر شعوبها فقط بل في نظر أعدائها أيضاً.
ومن سخرية القدر أن الدول التي تصمت بل تتآمر علي شعوبها وبلدانها سياسياً وتجني من وراء ذلك أرباحاً بترولية باهظة هي نفس الدول التي تسارع إلي التعهد إرسال مساعدات إنسانية إلي الضحايا. وعلي سبيل المثال أعلنت المملكة العربية السعودية والكويت بتاريخ 16/7أنهما سترسلان سبعين مليون دولار للحكومة اللبنانية بعد أن صرح رئيس الوزراء اللبناني ـ فؤاد السنيورة ـ أن الهجمات الإسرائيلية حولت البلاد إلي منطقة كوارث. وقيام دولة عربية مجاورة بإرسال مساعدات طبية للشعب الفلسطيني. حيث يبدو واضحاً أن هذه الدول تتعامل مع القضايا العربية الملحة برؤية إنسانية إعلامية فقط. ففي الوقت الذي تحـــــتاج فيه العراق وفلسطين ولبنان إلي موقف سياسي وعسكري عربي ينهي حالة الاحتلال والهيمنة والغطـــــــرسة الأمريـــــكية والإسرائيلية فإن دول النظام الرسمي لا تزال تغمض عينها عن واجبها العربي القومي، وتتعامل مع الواقع القائم بعقلية المتفرج بل العراب الذي يحاول تمرير المواقف الأمريكية والعربية.
ومن هنا فالمحصلة تقول: إن البترول العربي يسرق والدم العربي يسفك، وبين هذا وذاك تقف أنظمة عربية متواطئة وشعوب عربية نائمة.
د. خالد محمد صافي
رسالة علي البريد الالكتروني
يبدو واضحاً أن هناك تناقضاً واضحاً بين غلاء النفط ورخص الدم العربي. فقد ارتفعت أسعار النفط العربي تباعاً في الفترات الأخيرة، وازدادت وتيرة ذلك في الأسابيع والأيام الماضية. وقد ارتبط ذلك بعوامل عدة بينها زيادة الطلب علي النفط، وتوتر الأوضاع في المشرق العربي. وقد ساهم ذلك بالطبع في رفع مقدار الناتج القومي للدول المنتجة للنفط. وازدياد سيطرة النمط الاستهلاكي علي الوضع المعيشي لتلك الدول. ولكن في المقابل شهدت الساحة العربية إراقة المزيد من الدم العربي في العديد من البلدان.
فالدم الفلسطيني قد نزف بغزارة في الأسبوعين الماضيين حتي وصل عدد الشهداء إلي نحو مئة شهيد وأضعاف ذلك من الجرحي. ولم يكن ذلك جديداً علي الساحة الفلسطينية التي شهدت اختلاط دم عائلة غالية برمال شاطئ البحر أو أشلاء أسرة أحمد بطعام الغذاء في الأيام التي سبقت عملية الوهم المتبدد. كما ينزف الدم العراقي بغزارة منذ 9/3/2003 حيث لا يمضي يوماً دون سقوط عشرات القتلي، وأضعافهم أيضاً من الجرحي أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال وذلك إما نتيجة الأعمال العسكرية الأمريكية المباشرة أو بسبب السياسة الأمريكية التي تذكي نار الفتنة والحرب الأهلية الطائفية هناك.
ولحق بالأثنين الدم اللبناني الذي يسفك علي يد الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تقصف الأراضي اللبنانية براً وبحراً وجواً. حيث يسقط الضحايا تباعاً من المدنيين بين قتيل وجريح. ويحدث ذلك بالطبع وسط اسطوانة عربية إعلامية رسمية مشروخة من عبارات الشجب والاستنكار والإدانة. ويسفك الدم العربي في ظل صمت عربي رسمي يصل إلي درجة التواطؤ والتآمر.
وفي ظل مساندة عربية شعبية لا تتعدي حدود الشعور والوجدان والبكاء أحياناً. وقرارات الاجتماعات العربية سواء علي مستوي وزراء الخارجية أو قمم الزعامات من الرؤساء والملوك والأمراء لا ترتق إلي مستوي التحدي القائم، بل لا تساوي الورق التي كتبت عليه، وذلك ليس في نظر شعوبها فقط بل في نظر أعدائها أيضاً.
ومن سخرية القدر أن الدول التي تصمت بل تتآمر علي شعوبها وبلدانها سياسياً وتجني من وراء ذلك أرباحاً بترولية باهظة هي نفس الدول التي تسارع إلي التعهد إرسال مساعدات إنسانية إلي الضحايا. وعلي سبيل المثال أعلنت المملكة العربية السعودية والكويت بتاريخ 16/7أنهما سترسلان سبعين مليون دولار للحكومة اللبنانية بعد أن صرح رئيس الوزراء اللبناني ـ فؤاد السنيورة ـ أن الهجمات الإسرائيلية حولت البلاد إلي منطقة كوارث. وقيام دولة عربية مجاورة بإرسال مساعدات طبية للشعب الفلسطيني. حيث يبدو واضحاً أن هذه الدول تتعامل مع القضايا العربية الملحة برؤية إنسانية إعلامية فقط. ففي الوقت الذي تحـــــتاج فيه العراق وفلسطين ولبنان إلي موقف سياسي وعسكري عربي ينهي حالة الاحتلال والهيمنة والغطـــــــرسة الأمريـــــكية والإسرائيلية فإن دول النظام الرسمي لا تزال تغمض عينها عن واجبها العربي القومي، وتتعامل مع الواقع القائم بعقلية المتفرج بل العراب الذي يحاول تمرير المواقف الأمريكية والعربية.
ومن هنا فالمحصلة تقول: إن البترول العربي يسرق والدم العربي يسفك، وبين هذا وذاك تقف أنظمة عربية متواطئة وشعوب عربية نائمة.
د. خالد محمد صافي
رسالة علي البريد الالكتروني