المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل سينتصر حزب الله ؟


الدكتور أحمد باذيب
07-28-2006, 11:13 AM
انتصار حزب الله، وهزيمة السعودية
27/07/2006
محمد محمد المقالح - نقلا عن الوسط:


أنا على يقين بأن «حزب الله» سينتصر على إسرائيل في الحرب العدوانية التي تشنها عليه وعلى شعبه الصامد منذ قرابة الأسبوع أمام صمت وتواطؤ العالم القريب والبعيد.
والمسالة بالنسبة لي ليست عملية «تنبؤ» أو شيء من هذا القبيل.. أبدا.. ولكنها قراءة متأنية لطبيعة طرفي الحرب، وتاريخ الصراع بينهما، ثم في أهداف كل منهما في الحرب أو بالأصح في الجولة الأخيرة من الصراع العسكري الطويل والمرير.
في كل الأحوال فإن «الانتصار» في الحرب -أي حرب- يتحقق ويمكن قياسه من خلال تحقيق أهداف الحرب المعلنة لكل من طرفي النزاع، وبالنسبة لموضوعنا فقد أعلن حزب الله منذ البداية وعلى لسان امينه العام أن هدفه من اسر الجنديين الإسرائيليين هو (مبادلتهم بأسرى لبنانيين وعرب في سجون الاحتلال، عبر مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل) وهذا بالضبط ما سيتم في نهاية المطاف.
إسرائيل من ناحيتها أعلنت أهدافا أخرى للحرب بدأتها بثلاثة شروط حاسمة هي:
- إطلاق سراح الجنديين بدون قيد أو شرط، والرفض القاطع «للتبادلية» أو «للتفاوض» مع حزب الله.
- تجريد حزب الله من السلاح وإخراجه من الجنوب اللبناني.
- نشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية «الفلسطينية» وتطبيق قرار الأمم المتحدة (1559) بالقوة.
وبقراءة الشروط السالفة نعرف بان أهداف إسرائيل من الحرب ليس فقط تحربر الجنديين من الأسر وإعادتهما إلى «الديار»، ولكنها أهداف استراتيجية ابعد وأعمق من ذلك بكثير ويمكن تلخيصها بهدفين اثنين، الأول هو تغيير قواعد اللعبة في الحرب مع حزب الله التي كان قد فرضها في اتفاق ما عرف «بتفاهم نيسان» الذي منح اعترافا دوليا بالمقاومة، ومثل غطاء لحزب الله ليستمر في المقاومة حتى التحرير وما بعد التحرير، والثاني هو الدخول على خط الجدل الداخلي اللبناني إلى جانب حكومة السنيورة، والقوى الاقليمة والدولية التي تدعم مشروع أصحاب (14اذار) وعلى حساب حزب الله، أي أن ما لم تستطع طاولة الحوار فرضه على حزب الله حتى الآن يمكن تحقيقه بأزيز الطائرات وهدير البوارج البحرية وبالقتل والدمار الذي تقوم به إسرائيل وستستمر به، لكنها ستخضع في نهاية الأمر لشروط حزب الله الذي لن يحرر سمير القنطار ورفاقه وحسب بل انه سيعيد رسم قواعد اللعبة والحوار الداخلي اللبناني لصالحه ولصالح مشروعه في المقاومة والتحرير.
حزب الله سيحقق أهدافه وأهداف الأمة من خلفه وأنا على يقين من ذلك , أما أولئك الذين سارعوا إلى إدانة حزب الله واتهامه بـ(المغامرة) واللامسؤولية من رموز النظام الرسمي العربي فقد كان ذلك بتوافق إسرائيلي أمريكي، ودافعهم إليه هو الخوف من إسرائيل و«جبروتها»، والخضوع للشروط الأمريكية في المنطقة وليس أي شيء آخر... وعندما ترضخ إسرائيل لشروط حزب الله في نهاية المطاف فلن يكون أمام هؤلاء سوى الموافقة والتوافق مع هذه الشروط، هكذا عودونا باستمرار وان ظهروا هذه المرة أكثر وقاحة في عريهم وفي خيانتهم أيضا.