المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا للابتزاز


الدكتور أحمد باذيب
07-28-2006, 05:50 PM
لا للابتزاز - أحمد عبدالملك المقرمي
27/07/2006 :

عندما غزت أمريكا العراق تجر وراءها مايسمى بقوات التحالف عام 2003م .. خرجت جماهير الشعب اليمني في مظاهرة احتجاجية تشجب الغزو وتندد به، وتلك سمة طيبة من سمات الشعب اليمني تجاه إخوانه وأشقائه، يومها تصدت حكومة المؤتمر الشعبي العام لتلك المظاهرة في قلب صنعاء وقمعتها بكل ضراوة ووحشية، وراح ضحية ذلك القمع عدد من المتظاهرين بعضهم أطفال، علق حينها بعض المراقبين السياسيين في الخارج على ذلك القمع الوحشي بقوله: الحرب في العراق والقتلى في اليمن! وعُدّ ولا يزال ذلك التصرف الهمجي عاراً في جبين الحكومة والسلطة.

بالأمس كان الموقف مختلفاً إذ خرجت مظاهرة تندد بالعدوان الصهيوني على الشعبين الشقيقين في لبنان وفلسطين، وباركت الحكومة هذه المظاهرة وغطتها إعلامياً، وكانت والحق يقال مبادرة طيبة، على عكس ما تعاملت به مع المظاهر المؤيدة للعراق.

بعض الطيبين تساءل: لماذا قُمعت المظاهرة الأولى، فيما بوركت المظاهرة الأخيرة، مع أن المعتدى عليه في كلتا الحالتين دولة عربية وشعباً شقيقاً، والعدوان يعتبر عدواناً غاشماً ظالماً في كلا الأمرين!؟

علّق بعض الماكرين - أو المطلعين على خفايا الأمور - بالقول: إن الوضع السياسي القائم والظروف الانتخابية القادمة، تفرض نفسها على الأداء السياسي لسلطة تريد أن تجمل نفسها بكل السبل، ولو حتى بالقول، وإلا فما هو الفارق بين العدوان الذي استهدف العراق، والعدوان الهمجي الظالم الذي يستهدف لبنان اليوم؟

ويستنكر هؤلاء بعض التصرفات التي لم تكن لائقة يوم المظاهرة التي خرجت من أجله، غير أن الحزب الحاكم لم يقدر مشاعر الجماهير فراح يحاول أن يُجيّر تلك المشاعر لصالحه في استثمار رخيص وأبله، عندما قام يرفع أعلام حزبه، ويلوّح بصور مرشحه؛ بمعنى أنه لو قام كل حزب وفكر بمثل هذا التفكير السطحي لتحولت الفعالية إلى أعمال دعائية للأحزاب المشاركة، لكن أحزاب المشترك حسناً فعلت عندما وجهت خروجها للمناصرة فقط، وعندما كان خطاب المتحدثين باسمها مركزاً على القضية فحسب، دون أن توظف خروجها توظيفاً ضيقاً، كما فعل آخرون بسبب تفكير سطحي وتصرف أبله! إذ لابد من أن نفرق بين قضايا بحجم الأمة، وأمر يستحوذ على اهتمامات العالم العربي والإسلامي خاصة، والعالم عامة، وبين قضايا محلية أو حزبية ضيقة ومحدودة.

أحسب أن عقلاء في الحزب الحاكم شعروا بتلك الزلة التي أساءت إلى حزبهم ومرشحه، وأحسب أنهم سينصحون من يمارس مثل تلك الأعمال الطفولية بعدم تكرارها؛ لأن مثل ذلك التصرف قد يعتبره البعض نوعاً من الإبتزاز.

تحية للشعب اليمني على صدق مواقفه، وتحية إجلال وإكبار للشعبين اللبناني والفلسطيني على مواقفهم البطولية في زمن عجز الحكام المخزي!.