الدكتور أحمد باذيب
07-28-2006, 05:59 PM
لماذا يكرهون المحبة؟ زيد الشامي
27/07/2006 الصحوة نت - خاص:
ليس هناك أجمل من أن يعيش الناس بسلام وأمان ومحبة، يختلفون اختلاف تنوع وتتعدد، لا خلاف تقاطع وصراع، فقد خلقهم الله جميعاً من ذكر وأنثى، وجعلهم شعوباً وأقواماً وقبائل وألواناً وجنسيات وليتعاونوا وليتعارفوا على إقامة الحياة وتبادل المصالح، ويبقى الخلاف والصراع هو الطارئ والاستثناء الذي يبادر العقلاء والحكماء لاحتوائه وتسويته.
لكن نفوساً مريضة تكره المحبة، وتحب الكراهية؛ كلما أطلت فتنة بقرونها هللت لها ووسعت من دائرتها، وإذا ظهرت جمرة خلاف سارعت إلى تأجيجها حتى تشتعل وتنتشر فتأتي على الأخضر واليابس، يقتلها الكمد والغيظ حين ترى بوادر التقارب والتآلف، ويستبد بها الحزن والغضب إذا ما لاحت نسائم المودة والمحبة بين المختلفين، هذه النفوس بحاجة إلى علاج، وما يصدر عنها لابد أن يؤخذ بالحيطة والحذر.
في اليمن تجربة تستحق الإشادة والاستفادة، وهي تجربة (اللقاء المشترك) حيث اجتمعت أحزاب كان بينها صراع وخلاف وصل حدود القتال، لكنها اليوم تجاوزت ذلك، وسارت في اتجاه التعاون والتقارب الذي يقتضي التسامح والتصافح والنظر إلى مهام اليوم وتحديات الغد، وفي ظل ثوابت متفق عليها، مع بقاء خصوصيات تُحترم وتُقدر، وترحيل خلافات الماضي للتاريخ عظة وعبرة للجميع.
إن استتباب السلام الاجتماعي، واستبدال الصراع بالحوار فعل حسنٌ يخدم اليمن أرضاً وشعباً، ويساعد في حشد الجهود لتحقيق العدل والمساواة والخير والنماء لكل اليمنيين، وقد استطاعت أحزاب المشترك أن تتجاوز المفاوز والعُقد لتصبح رقماً صحيحاً يصعب تجاوزه أو ضرب بعضه ببعض.
هناك محاولات يائسة لاستدعاء خلافات الماضي بين الإصلاح والاشتراكي، يضللون العوام بأن التقارب والتعاون وترك العداوات، وكأنه جريمة لاتغتفر ونكوص عن المبادئ وكأن الخير والبركة في ديمومة الصراع، بينما كانوا يتهمون الإصلاح بأنه العقبة الكؤود أمام تقارب المؤتمر مع الاشتراكي، ويتهمون الاشتراكي أنه وراء الفتن والاضطرابات، وقد استفادوا من ذلك الصراع سابقاً، ولم يعد مجدياً تكرار ماحدث.
لقد وقع المؤتمر مع الاشتراكي على اتفاقية الوحدة وشكلا حكومة واحدة، ولم يكن ذلك معيباً ولا خروجاً عن المبادئ، ثم شكلت بعد الانتخابات النيابية الأولى حكومة ائتلافية من المؤتمر والاشتراكي والإصلاح وكان ذلك عملاً وطنياً، فلماذا اليوم - فقط - يصبح لقاء الإصلاح مع الاشتراكي فعلاً مستنكراً؟ لقد انقضت مرحلة، وحدثت حرب انتهت بعفو عام صدر من رئيس الجمهورية، ثم عفو خاص وهلل الجميع لذلك واعتبروه من الحكمة اليمانية، فلماذا الندم اليوم على العفو والتسامح، ولماذا الغضب من التقارب والتآلف، لنتذكر أن الحرب العالمية ذهب ضحيتها أكثر من خمسة وثلاثين مليوناً من القتلى والجرحى والمشوهين، لكن أولئك المتحاربين تناسوا الآلام وانطلقوا للتوحد والتعاون لخدمة مصالح شعوبهم فلماذا يراد لنا أن نعيش صراعاً لاينتهي؟ ولماذا يكرهون المحبة ويرقصون للكراهية؟.
27/07/2006 الصحوة نت - خاص:
ليس هناك أجمل من أن يعيش الناس بسلام وأمان ومحبة، يختلفون اختلاف تنوع وتتعدد، لا خلاف تقاطع وصراع، فقد خلقهم الله جميعاً من ذكر وأنثى، وجعلهم شعوباً وأقواماً وقبائل وألواناً وجنسيات وليتعاونوا وليتعارفوا على إقامة الحياة وتبادل المصالح، ويبقى الخلاف والصراع هو الطارئ والاستثناء الذي يبادر العقلاء والحكماء لاحتوائه وتسويته.
لكن نفوساً مريضة تكره المحبة، وتحب الكراهية؛ كلما أطلت فتنة بقرونها هللت لها ووسعت من دائرتها، وإذا ظهرت جمرة خلاف سارعت إلى تأجيجها حتى تشتعل وتنتشر فتأتي على الأخضر واليابس، يقتلها الكمد والغيظ حين ترى بوادر التقارب والتآلف، ويستبد بها الحزن والغضب إذا ما لاحت نسائم المودة والمحبة بين المختلفين، هذه النفوس بحاجة إلى علاج، وما يصدر عنها لابد أن يؤخذ بالحيطة والحذر.
في اليمن تجربة تستحق الإشادة والاستفادة، وهي تجربة (اللقاء المشترك) حيث اجتمعت أحزاب كان بينها صراع وخلاف وصل حدود القتال، لكنها اليوم تجاوزت ذلك، وسارت في اتجاه التعاون والتقارب الذي يقتضي التسامح والتصافح والنظر إلى مهام اليوم وتحديات الغد، وفي ظل ثوابت متفق عليها، مع بقاء خصوصيات تُحترم وتُقدر، وترحيل خلافات الماضي للتاريخ عظة وعبرة للجميع.
إن استتباب السلام الاجتماعي، واستبدال الصراع بالحوار فعل حسنٌ يخدم اليمن أرضاً وشعباً، ويساعد في حشد الجهود لتحقيق العدل والمساواة والخير والنماء لكل اليمنيين، وقد استطاعت أحزاب المشترك أن تتجاوز المفاوز والعُقد لتصبح رقماً صحيحاً يصعب تجاوزه أو ضرب بعضه ببعض.
هناك محاولات يائسة لاستدعاء خلافات الماضي بين الإصلاح والاشتراكي، يضللون العوام بأن التقارب والتعاون وترك العداوات، وكأنه جريمة لاتغتفر ونكوص عن المبادئ وكأن الخير والبركة في ديمومة الصراع، بينما كانوا يتهمون الإصلاح بأنه العقبة الكؤود أمام تقارب المؤتمر مع الاشتراكي، ويتهمون الاشتراكي أنه وراء الفتن والاضطرابات، وقد استفادوا من ذلك الصراع سابقاً، ولم يعد مجدياً تكرار ماحدث.
لقد وقع المؤتمر مع الاشتراكي على اتفاقية الوحدة وشكلا حكومة واحدة، ولم يكن ذلك معيباً ولا خروجاً عن المبادئ، ثم شكلت بعد الانتخابات النيابية الأولى حكومة ائتلافية من المؤتمر والاشتراكي والإصلاح وكان ذلك عملاً وطنياً، فلماذا اليوم - فقط - يصبح لقاء الإصلاح مع الاشتراكي فعلاً مستنكراً؟ لقد انقضت مرحلة، وحدثت حرب انتهت بعفو عام صدر من رئيس الجمهورية، ثم عفو خاص وهلل الجميع لذلك واعتبروه من الحكمة اليمانية، فلماذا الندم اليوم على العفو والتسامح، ولماذا الغضب من التقارب والتآلف، لنتذكر أن الحرب العالمية ذهب ضحيتها أكثر من خمسة وثلاثين مليوناً من القتلى والجرحى والمشوهين، لكن أولئك المتحاربين تناسوا الآلام وانطلقوا للتوحد والتعاون لخدمة مصالح شعوبهم فلماذا يراد لنا أن نعيش صراعاً لاينتهي؟ ولماذا يكرهون المحبة ويرقصون للكراهية؟.