الدكتور أحمد باذيب
08-10-2006, 11:51 PM
تحديد يوم الاقتراع في 20 سبتمبر قد يفضي لأزمة دستورية خطيرة
«الأيام» د. محمد علي السقاف:
صدر يوم 26 يوليو الفائت قرار رئيس الجمهورية رقم 15 لسنة 2006م قضى بدعوة المواطنين لانتخاب رئيس الجمهورية والمجالس المحلية ابتداء من صباح الاربعاء الموافق 20 سبتمبر 2006م.. بتحديد يوم الاقتراع يوم 20 سبتمبر القادم يعني هذا القرار أحد أمرين: إما أن السلطة السياسية ورجال القانون العاملين معها يجهلون نصوص الدستور وقانون الانتخابات الذي اعدته الحكومة وصوتت عليه الأغلبية البرلمانية للحزب الحاكم في السلطة، وإذا كان الأمر كذلك فهذه فضيحة كبرى، وإما أنها تعلم علم اليقين بنصوص الدستور وقانون الانتخابات لكنها كعادتها لا تحترم نصوص الدستور والقانون الانتخابي إلا فيما يتواءم مع مصالحها، هذا فيما يخص السلطة السياسية.. لكن السؤال المحير يتعلق بموقف أحزاب اللقاء المشترك التي لم تنظر الى صدور القرار الرئاسي بدعوة الناخبين للاقتراع في يوم 20 سبتمبر القادم إلا من زاوية تلاؤمه أم لا مع اتفاق المبادئ وفق تصريحات الاستاذ عبدالوهاب الآنسي، الامين العام المساعد لحزب الاصلاح (صحيفة «الناس» بتاريخ 31/7/2006م).
ما المشكلة في تحديد موعد الاقتراع في 20 سبتمبر؟ المشكلة تكمن في إعادة تكرار الخطأ الجسيم بما حدث في انتخابات الرئاسة لعام 1999م حين حدد حينها يوم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية في 23 سبتمبر 1999م من قبل الدكتور عبدالله بركات، رئيس اللجنة العليا للانتخابات في ذلك الوقت، في تصريح له لصحيفة« 26 سبتمبر» بتاريخ 15/7/1999م. وجاء رد فعل كاتب هذه السطور على ذلك التصريح بمقال كتبه تحت عنوان (انتخابات رئاسية محسومة مسبقا بدورة واحدة) المنشور في صحيفة «الثوري» بتاريخ 22/7/1999م، وجاءت نتيجة الاقتراع بفوز الرئيس صالح في الانتخابات في الدورة الأولى في 26 سبتمبر 1999م، ومن الطبيعي حسم النتيجة من الدورة الاولى في عام 1999م لأن مجلس النواب لم يزكِّ غير مرشحين اثنين فقط هما الرئيس صالح والأخ نجيب قحطان، ومن البديهي أن يفوز أحدهما في الانتخابات ولا حاجة بالتالي الى تنظيم دورة ثانية. والكاتب حين كتب مقاله المذكور لم يكن يعلم بنتيجة التزكية لأنها تمت في 21/7/1999م ونشرت في اليوم التالي في 22/7/1999م في نفس يوم نشر مقاله المذكور في صحيفة «الثوري».. والمسألة هنا ليست قراءة في الكف أو في فنجان قهوة، حين أكدت نتائج التزكية ونتائج الانتخابات ما ذهب إليه الكاتب، وإنما من خلال القراءة المتأنية لنصوص الدستور وقانون الانتخابات. لهذا وحرصاً من الكاتب على عدم وقوع السلطة في الخطأ ذاته نبه الى ضرورة عدم تكرار ما حدث في عام 1999م ودعا إلى تحديد يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية الحالية في 8 أغسطس 2006م وليس في سبتمبر 2006م وذلك في مقالة تحت عنوان (تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية محتمل لعدم احترام مواعيد استحقاقاتها الدستورية) والمنشور في صحيفة «الثوري» في 29/6/2006م وذلك بخصوص بداية فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، ومذكرا بما حدث في سبتمبر 1999م وما يجب ان يكون عليه تاريخ يوم الاقتراع لهذا العام.
اولاً: يوم الاقتراع الرئاسي في 8 أغسطس وليس في 20 سبتمبر لماذا؟
1- وفق نصوص الدستور:
- قضت الفقرة هـ من المادة (108) من الدستور بأن «يتم انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب في انتخابات تنافسية»، ونصت الفقرة (و) «يعتبر رئيساً للجمهورية من يحصل على الاغلبية المطلقة للذين شاركوا في الانتخابات وإذا لم يحصل أي من المرشحين على هذه الاغلبية أعيد الانتخاب بنفس الاجراءات السابقة للمرشحين اللذين حصلا على أكثر عدد من أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم».
- المادة (114) من الدستور قضت بأن يتم انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء المدة بأسبوع على الأقل.
2- وفق قانون الانتخابات رقم 13 لسنة 2001م:
المادة 70 نصت على ما يلي: «يعتبر رئيساً للجمهورية من يحصل على الأغلبية المطلقة للذين ادلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية فاذا لم يحصل اي من المرشحين على هذه الاغلبية أعيد الانتخاب بنفس الاجراءات السابقة للمرشحين اللذين حصلا على أكثر عدد من أصوات الناخبين الذين أدلوا باصواتهم وذلك خلال أربعين يوماً من تاريخ إعلان نتيجة الاقتراع».
- نهاية مدة ولاية الرئيس الحالي في 1 اكتوبر 2006م.
تحديدنا ليوم الاقتراع في 8 أغسطس على أساس ظهور نتائج الدورة الاولى في 9 اغسطس واحتساب الـ 40 يوماً التي نصت عليها المادة 70 من قانون الانتخابات بدءاً من إعلان نتيجة الاقتراع في 9 أغسطس ليكون لدينا 23 يوماً حتى نهاية أغسطس يضاف اليها 17 يوماً من سبتمبر لتكتمل الـ 40 يوماً مما يعني بدء الدورة الثانية في 18 سبتمبر والنتيجة في 19 سبتمبر لمعرفة اسم الرئيس الجمهورية الفائز في الانتخابات، وبذلك تكون اليمن قد انتخبت رئيساً للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي بأكثر من أسبوع على الاقل حسب النص الدستوري، فإذا كان الرئيس الفائز غير الرئيس الحالي سيكون أمامه اكثر من اسبوعين (شهر أو أكثر تعطيها بعض الدساتير الاجنبية) للاطلاع على الملفات الهامة والعاجلة قبل أدائه اليمين الدستورية.
«الأيام» د. محمد علي السقاف:
صدر يوم 26 يوليو الفائت قرار رئيس الجمهورية رقم 15 لسنة 2006م قضى بدعوة المواطنين لانتخاب رئيس الجمهورية والمجالس المحلية ابتداء من صباح الاربعاء الموافق 20 سبتمبر 2006م.. بتحديد يوم الاقتراع يوم 20 سبتمبر القادم يعني هذا القرار أحد أمرين: إما أن السلطة السياسية ورجال القانون العاملين معها يجهلون نصوص الدستور وقانون الانتخابات الذي اعدته الحكومة وصوتت عليه الأغلبية البرلمانية للحزب الحاكم في السلطة، وإذا كان الأمر كذلك فهذه فضيحة كبرى، وإما أنها تعلم علم اليقين بنصوص الدستور وقانون الانتخابات لكنها كعادتها لا تحترم نصوص الدستور والقانون الانتخابي إلا فيما يتواءم مع مصالحها، هذا فيما يخص السلطة السياسية.. لكن السؤال المحير يتعلق بموقف أحزاب اللقاء المشترك التي لم تنظر الى صدور القرار الرئاسي بدعوة الناخبين للاقتراع في يوم 20 سبتمبر القادم إلا من زاوية تلاؤمه أم لا مع اتفاق المبادئ وفق تصريحات الاستاذ عبدالوهاب الآنسي، الامين العام المساعد لحزب الاصلاح (صحيفة «الناس» بتاريخ 31/7/2006م).
ما المشكلة في تحديد موعد الاقتراع في 20 سبتمبر؟ المشكلة تكمن في إعادة تكرار الخطأ الجسيم بما حدث في انتخابات الرئاسة لعام 1999م حين حدد حينها يوم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية في 23 سبتمبر 1999م من قبل الدكتور عبدالله بركات، رئيس اللجنة العليا للانتخابات في ذلك الوقت، في تصريح له لصحيفة« 26 سبتمبر» بتاريخ 15/7/1999م. وجاء رد فعل كاتب هذه السطور على ذلك التصريح بمقال كتبه تحت عنوان (انتخابات رئاسية محسومة مسبقا بدورة واحدة) المنشور في صحيفة «الثوري» بتاريخ 22/7/1999م، وجاءت نتيجة الاقتراع بفوز الرئيس صالح في الانتخابات في الدورة الأولى في 26 سبتمبر 1999م، ومن الطبيعي حسم النتيجة من الدورة الاولى في عام 1999م لأن مجلس النواب لم يزكِّ غير مرشحين اثنين فقط هما الرئيس صالح والأخ نجيب قحطان، ومن البديهي أن يفوز أحدهما في الانتخابات ولا حاجة بالتالي الى تنظيم دورة ثانية. والكاتب حين كتب مقاله المذكور لم يكن يعلم بنتيجة التزكية لأنها تمت في 21/7/1999م ونشرت في اليوم التالي في 22/7/1999م في نفس يوم نشر مقاله المذكور في صحيفة «الثوري».. والمسألة هنا ليست قراءة في الكف أو في فنجان قهوة، حين أكدت نتائج التزكية ونتائج الانتخابات ما ذهب إليه الكاتب، وإنما من خلال القراءة المتأنية لنصوص الدستور وقانون الانتخابات. لهذا وحرصاً من الكاتب على عدم وقوع السلطة في الخطأ ذاته نبه الى ضرورة عدم تكرار ما حدث في عام 1999م ودعا إلى تحديد يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية الحالية في 8 أغسطس 2006م وليس في سبتمبر 2006م وذلك في مقالة تحت عنوان (تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية محتمل لعدم احترام مواعيد استحقاقاتها الدستورية) والمنشور في صحيفة «الثوري» في 29/6/2006م وذلك بخصوص بداية فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، ومذكرا بما حدث في سبتمبر 1999م وما يجب ان يكون عليه تاريخ يوم الاقتراع لهذا العام.
اولاً: يوم الاقتراع الرئاسي في 8 أغسطس وليس في 20 سبتمبر لماذا؟
1- وفق نصوص الدستور:
- قضت الفقرة هـ من المادة (108) من الدستور بأن «يتم انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب في انتخابات تنافسية»، ونصت الفقرة (و) «يعتبر رئيساً للجمهورية من يحصل على الاغلبية المطلقة للذين شاركوا في الانتخابات وإذا لم يحصل أي من المرشحين على هذه الاغلبية أعيد الانتخاب بنفس الاجراءات السابقة للمرشحين اللذين حصلا على أكثر عدد من أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم».
- المادة (114) من الدستور قضت بأن يتم انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء المدة بأسبوع على الأقل.
2- وفق قانون الانتخابات رقم 13 لسنة 2001م:
المادة 70 نصت على ما يلي: «يعتبر رئيساً للجمهورية من يحصل على الأغلبية المطلقة للذين ادلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية فاذا لم يحصل اي من المرشحين على هذه الاغلبية أعيد الانتخاب بنفس الاجراءات السابقة للمرشحين اللذين حصلا على أكثر عدد من أصوات الناخبين الذين أدلوا باصواتهم وذلك خلال أربعين يوماً من تاريخ إعلان نتيجة الاقتراع».
- نهاية مدة ولاية الرئيس الحالي في 1 اكتوبر 2006م.
تحديدنا ليوم الاقتراع في 8 أغسطس على أساس ظهور نتائج الدورة الاولى في 9 اغسطس واحتساب الـ 40 يوماً التي نصت عليها المادة 70 من قانون الانتخابات بدءاً من إعلان نتيجة الاقتراع في 9 أغسطس ليكون لدينا 23 يوماً حتى نهاية أغسطس يضاف اليها 17 يوماً من سبتمبر لتكتمل الـ 40 يوماً مما يعني بدء الدورة الثانية في 18 سبتمبر والنتيجة في 19 سبتمبر لمعرفة اسم الرئيس الجمهورية الفائز في الانتخابات، وبذلك تكون اليمن قد انتخبت رئيساً للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي بأكثر من أسبوع على الاقل حسب النص الدستوري، فإذا كان الرئيس الفائز غير الرئيس الحالي سيكون أمامه اكثر من اسبوعين (شهر أو أكثر تعطيها بعض الدساتير الاجنبية) للاطلاع على الملفات الهامة والعاجلة قبل أدائه اليمين الدستورية.