الدكتور أحمد باذيب
08-31-2006, 08:40 AM
القوى والأمين صفتان لازمتان لمن يتصدى لمنصب رئيس الدولة والكثير منا يدرك جيداً ماالذي تعنيه صفة الأمين وفي المقابل يجهل الكثير ماهية القوة المطلوبة لرئيس الدولة.
يعتقد البعض أن القوى المطلوبة هي قوة التسلط على الآخرين والسيطرة على كافة الصلاحيات وقدرة الاستحواذ على المزايا وتهميش الآخرين، قوة السيطرة على النفس وضبط شهواتها لا تدخل في قاموس هؤلاء – قوة الإدارة الفاعلة وتفويض الصلاحيات والمهام – قوة الإيمان بالله التي تدفع المرء على التعالي على متاع الدنيا طمعاً في الدار الآخرة (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يديرون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).
هذه القوى تستبعدها المقاييس القاصرة ويقع أصحاب هذه المقاييس في تناقض فاضح حين يزعمون أن الرئيس القوي هو الذي يتوارى خلف أصحاب النفوذ ويحرص على إرضاء الأقوياء على حساب الضعفاء والمساكين.
لقد تجلت قوة الخليفة أبي بكر في صرخته المدوية (القوي منكم ضعيف عندي حتى أسترد منه الحق).
أن القوة المطلوبة لرئيس الدولة هي القوة على دفع عجلة التغيير لاقوة الحفاظ على الاستقرار الموهوم وعندما تنحاز الشعوب لخيار وهم الاستقرار فإنها تنحاز لخيار الموت البطيء.
الرئيس القوي لايحتاج إلى التمترس وراء المتنفذين والبلاطجة ودعمهم والتماهي معهم حتى يتحولوا إلى ركن من أركان حكمه لايستطيع الاستغناء عنهم ويصبح مرتهناً لهذا اللوبي المتنفذ ويرهن معه مستقبل الوطن وكلما شعر بجفائهم وانشغالهم بالاعتمادات المفتوحة والهبر المنظم عن حمايته والالتفاف حوله يستنفر مخزونة من القوة فيهدد بالاستقالة ليشعرهم بالخطر ويستحثهم للدفاع عنه إلى درجة الاستماتة.
الرئيس القوي لايضطر إلى إيكال المؤسسات الأمنية والعسكرية وإلى أقاربه فإذا خافهم لجأ إلى إخوته وإذا خافهم يلوذ بأبنائه.
القوة الحقيقية هي قوة احترام الدستور والقانون قوة التجرد من المصالح الشخصية والتفاني من أجل المصلحة العامة.
إذا اتصف الزعيم بهذه القوة تحولت هذه القوة إلى روح تسري في الأمة تنتقل من الزعيم إلى كبار القادة ومن كبار القادة إلى من دونهم فالناس على دين ملوكهم.
لم تكن قوة عمر بن عبدالعزيز قوة بطش وتجبر وتهافت على ما في أيدي الناس، لقد كان يزيد وغيره من خلفاء بني أمية أكثر تفوقاً منه في هذا الجانب.
قوة عمر تجسدت في قوة نقاء جوهره وقوة زهده عما في أيدي الناس، قوة روحه المشرئبة إلى التغيير قوة وضع حد لهبر المال العام من خلال ضرب القدوة العملية حتى لايقال له إبدأ بنفسك .. أو منك تعلمنا قوة تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب وإلغاء معيار الولاء والتبعية والانصياع للتوجيهات والقدرة على ممارسة البلطجة.
بهذه القوة استطاع الخليفة عمر أن ينجز في سنتين ما لم ينجزه غيره في عقود من الزمن.بقلم : مجيب الحميدي
28/08/2006 الصحوة نت
يعتقد البعض أن القوى المطلوبة هي قوة التسلط على الآخرين والسيطرة على كافة الصلاحيات وقدرة الاستحواذ على المزايا وتهميش الآخرين، قوة السيطرة على النفس وضبط شهواتها لا تدخل في قاموس هؤلاء – قوة الإدارة الفاعلة وتفويض الصلاحيات والمهام – قوة الإيمان بالله التي تدفع المرء على التعالي على متاع الدنيا طمعاً في الدار الآخرة (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يديرون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).
هذه القوى تستبعدها المقاييس القاصرة ويقع أصحاب هذه المقاييس في تناقض فاضح حين يزعمون أن الرئيس القوي هو الذي يتوارى خلف أصحاب النفوذ ويحرص على إرضاء الأقوياء على حساب الضعفاء والمساكين.
لقد تجلت قوة الخليفة أبي بكر في صرخته المدوية (القوي منكم ضعيف عندي حتى أسترد منه الحق).
أن القوة المطلوبة لرئيس الدولة هي القوة على دفع عجلة التغيير لاقوة الحفاظ على الاستقرار الموهوم وعندما تنحاز الشعوب لخيار وهم الاستقرار فإنها تنحاز لخيار الموت البطيء.
الرئيس القوي لايحتاج إلى التمترس وراء المتنفذين والبلاطجة ودعمهم والتماهي معهم حتى يتحولوا إلى ركن من أركان حكمه لايستطيع الاستغناء عنهم ويصبح مرتهناً لهذا اللوبي المتنفذ ويرهن معه مستقبل الوطن وكلما شعر بجفائهم وانشغالهم بالاعتمادات المفتوحة والهبر المنظم عن حمايته والالتفاف حوله يستنفر مخزونة من القوة فيهدد بالاستقالة ليشعرهم بالخطر ويستحثهم للدفاع عنه إلى درجة الاستماتة.
الرئيس القوي لايضطر إلى إيكال المؤسسات الأمنية والعسكرية وإلى أقاربه فإذا خافهم لجأ إلى إخوته وإذا خافهم يلوذ بأبنائه.
القوة الحقيقية هي قوة احترام الدستور والقانون قوة التجرد من المصالح الشخصية والتفاني من أجل المصلحة العامة.
إذا اتصف الزعيم بهذه القوة تحولت هذه القوة إلى روح تسري في الأمة تنتقل من الزعيم إلى كبار القادة ومن كبار القادة إلى من دونهم فالناس على دين ملوكهم.
لم تكن قوة عمر بن عبدالعزيز قوة بطش وتجبر وتهافت على ما في أيدي الناس، لقد كان يزيد وغيره من خلفاء بني أمية أكثر تفوقاً منه في هذا الجانب.
قوة عمر تجسدت في قوة نقاء جوهره وقوة زهده عما في أيدي الناس، قوة روحه المشرئبة إلى التغيير قوة وضع حد لهبر المال العام من خلال ضرب القدوة العملية حتى لايقال له إبدأ بنفسك .. أو منك تعلمنا قوة تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب وإلغاء معيار الولاء والتبعية والانصياع للتوجيهات والقدرة على ممارسة البلطجة.
بهذه القوة استطاع الخليفة عمر أن ينجز في سنتين ما لم ينجزه غيره في عقود من الزمن.بقلم : مجيب الحميدي
28/08/2006 الصحوة نت