حسن اليمني~~
09-05-2006, 08:28 PM
أصبحت قضية الشخصية التاريخية واحدة من القضايا المعاصرة التي تثير كتاب السيرة التاريخية والمؤرخين ودارسي الشخصيات السياسية والمحللين الاجتماعيين وكلما تعمق الإنسان في دراسة واحدة من هذه الشخصيات التي كان لها دور مميز وفذ في التاريخ كلما تولد شعور حاد لديه بمدى الصلة الوثيقة التي تربط هذه الشخصية بمجتمعها وشعبها وأمتها.
بالمقدار الآخر كلما زادت الثقة بمدى قدرات مثل تلك الشخصيات العظيمة وهؤلاء العظام في تخطي الصعاب والمحن واقتحام المخاطر والوصول بشعوبهما إلى بر الأمان، كلما لاح المستقبل الوضاء والمشرق للأعمال البطولية لهؤلاء الرجال الجسورين.
وكما أن التاريخ مليء بمثل هؤلاء الأبطال فإنه كذلك شهد فترات تاريخية صعبة في حياة شعب ما، كان القائد فيه مغروراً مفعماًً بحب العظمة المدمرة والقاتلة وكانت النتيجة هلاك مجتمعة وشعبة وشعوب أخرى.
وتاريخنا العربي والإسلامي شهد ظهور زعامات وقادة أبطال، ومن منا ينسى صلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد وعقبة بن نافع وجمال عبد الناصر؟ "مثل هؤلاء العظام ارتفعت بهم هامات التاريخ العربي الإسلامي سطروا فيه أمجاد امتهم، وجعلوا بواكير إنجازاتهم الحضارية مرجعية بما احتوته من عطاء رفعتهم في المكانة الخالدة في عقول وقلوب أمتهم العربية والإسلامية".
وقد أكدت تجارب الشعوب، انه في لحظات التاريخ تاريخ تطورها تظهر شخصيات تصنعها في لحظة تاريخية معينة، أن الموعد مع الزمان والمكان التي تتخلق فيه ظروف وعوامل النشأة للأبطال التاريخيين (يسجل لنا التاريخ الإنساني كوكبة لامعة من القادة العظماء، قادوا شعوبهم صوب قمم المجد بحنكة واقتدار، صنعوا لها اسلوباًً ونمط حياة جديدة وتاريخاًً مجيداً وحضارات خلدها التاريخ الإنساني، مقترنة بأسماء قادة عظام، كان لهم الدور الفاعل والأساس في صنع ذلك المجد وتلك التحولات والنقلات الحضارية العملاقة).
وبات واضحاًً انه من الصعوبة بمكان دراسة تلك الشخصيات بمعزل عن مجتمعاتها وعن العلاقة المجتمعية المتنوعة التي تعتمل في سياق تطور هذا الشعب أو ذاك، نعم انه الفرد البطل الذي يعيش ويتطور ويفعل في ظروف مجتمعية ملموسة، من بينها مستوى وحالة الظروف الموضوعية التي ينتجها هذا المجتمع ويوفرها لتشكل بيئة ملائمة لتطور مثل تلك الشخصية، كما ان درجة تطور استيعاب وادراك وعي هذه الشخصية وقدرتها وقوتها بالإضافة إلى المجتمع، البيئة التي تخلقت فيها الشخصية، التي يعطى لها الاعتراف بالدور التاريخي.
ولذلك عند تحليل تلك العلاقة العضوية بين الشخصية التاريخية والمجتمع لا يمكن عزلهما عن بعضهما، لانها عملية معقدة ومركبة تجري وتشهدها المجتمعات الحية حيث تتمثل فيها وحدة المصالح بين الشخصية التاريخية والمجتمع، وهكذا يتجلى التناسق الجدلي بين تطور الشخصية وتطور المجتمع وتظهر حيوية التناغم بين مصالح ومطالب واحتياجات الشخصية في أتون مصالح واحتياجات ومطالب المجتمع، وتبرز الصورة جلية في مقولة الشعب هو القائد، والقائد هو روح الشعب.
وللموضوع بقية
منقول
بالمقدار الآخر كلما زادت الثقة بمدى قدرات مثل تلك الشخصيات العظيمة وهؤلاء العظام في تخطي الصعاب والمحن واقتحام المخاطر والوصول بشعوبهما إلى بر الأمان، كلما لاح المستقبل الوضاء والمشرق للأعمال البطولية لهؤلاء الرجال الجسورين.
وكما أن التاريخ مليء بمثل هؤلاء الأبطال فإنه كذلك شهد فترات تاريخية صعبة في حياة شعب ما، كان القائد فيه مغروراً مفعماًً بحب العظمة المدمرة والقاتلة وكانت النتيجة هلاك مجتمعة وشعبة وشعوب أخرى.
وتاريخنا العربي والإسلامي شهد ظهور زعامات وقادة أبطال، ومن منا ينسى صلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد وعقبة بن نافع وجمال عبد الناصر؟ "مثل هؤلاء العظام ارتفعت بهم هامات التاريخ العربي الإسلامي سطروا فيه أمجاد امتهم، وجعلوا بواكير إنجازاتهم الحضارية مرجعية بما احتوته من عطاء رفعتهم في المكانة الخالدة في عقول وقلوب أمتهم العربية والإسلامية".
وقد أكدت تجارب الشعوب، انه في لحظات التاريخ تاريخ تطورها تظهر شخصيات تصنعها في لحظة تاريخية معينة، أن الموعد مع الزمان والمكان التي تتخلق فيه ظروف وعوامل النشأة للأبطال التاريخيين (يسجل لنا التاريخ الإنساني كوكبة لامعة من القادة العظماء، قادوا شعوبهم صوب قمم المجد بحنكة واقتدار، صنعوا لها اسلوباًً ونمط حياة جديدة وتاريخاًً مجيداً وحضارات خلدها التاريخ الإنساني، مقترنة بأسماء قادة عظام، كان لهم الدور الفاعل والأساس في صنع ذلك المجد وتلك التحولات والنقلات الحضارية العملاقة).
وبات واضحاًً انه من الصعوبة بمكان دراسة تلك الشخصيات بمعزل عن مجتمعاتها وعن العلاقة المجتمعية المتنوعة التي تعتمل في سياق تطور هذا الشعب أو ذاك، نعم انه الفرد البطل الذي يعيش ويتطور ويفعل في ظروف مجتمعية ملموسة، من بينها مستوى وحالة الظروف الموضوعية التي ينتجها هذا المجتمع ويوفرها لتشكل بيئة ملائمة لتطور مثل تلك الشخصية، كما ان درجة تطور استيعاب وادراك وعي هذه الشخصية وقدرتها وقوتها بالإضافة إلى المجتمع، البيئة التي تخلقت فيها الشخصية، التي يعطى لها الاعتراف بالدور التاريخي.
ولذلك عند تحليل تلك العلاقة العضوية بين الشخصية التاريخية والمجتمع لا يمكن عزلهما عن بعضهما، لانها عملية معقدة ومركبة تجري وتشهدها المجتمعات الحية حيث تتمثل فيها وحدة المصالح بين الشخصية التاريخية والمجتمع، وهكذا يتجلى التناسق الجدلي بين تطور الشخصية وتطور المجتمع وتظهر حيوية التناغم بين مصالح ومطالب واحتياجات الشخصية في أتون مصالح واحتياجات ومطالب المجتمع، وتبرز الصورة جلية في مقولة الشعب هو القائد، والقائد هو روح الشعب.
وللموضوع بقية
منقول