المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل سيسند دور تمثيل أبناء المحافظات الجنوبية لحزب رابطة أبناء اليمن ؟


مسرور
09-14-2006, 02:55 AM
في لقائه مع قناة الجزيرة لم يلمح الرئيس علي عبد الله صالح بإمكانية فوزه في إنتخابات الرئاسة بل أكدها معتدا برصيده حسب قوله ولم يفصح عن طبيعة ردة الفعل الإنتقامية التي سيقوم بها تجاه خصومه في أحزاب اللقاء المشترك فور إعلان النتائج لصالحه أو بعد ذلك بفترة وجيزة ، وما نستطيع تأكيده أو الجزم به أن الرئس سيقدم على حل حزبي إتحاد القوى الشعبية والحق المنضويين تحت مظلة اللقاء المشترك تحت ذريعة ومبرر أنهما حزبان طائفيان قائمان على منظور ديني زيدي وتحجيم دور الحزب الإشتراكي اليمني بسحب ورقة رابحة من يده أو شعارات مرفوعة من قبله راهن عليها كثيرا بإدعاء أحقية في تمثيل أبناء الجنوب بحكم أنه دخل الوحدة كحاكم للمحافظات الجنوبية ويتحمل المسؤلية عما ترتب على ما أعقب الوحدة من آثار نجمت عن حرب صيف 1994 ... فماذا هي الخطوات التي أقدم عليها الرئيس تجاه تقزيم الإشتراكي وتفريغه من القيادات وإسقاط إدعاء التمثيل للجنوبيين ومن ثم التهميش ؟

لن يكون ذلك إلا بإيجاد بديل لديه تركيبة مماثلة لتركيبة الحزب الإشتراكي اليمني ليلعب الدور بأتقان وبتناغم وإنسجام مع الحزب الحاكم !!! فهل كان قرار عودة قيادات حزب رابطة أبناء اليمن مجرد رغبة في العودة لممارسة النشاط السياسي من الداخل أم أن العودة كانت محكومة بمغريات عدة سيكتسبها قادة الرابطة الذين انكفأوا على الذات وفضلوا عدم المشاركة في الإنتخابات المحلية والبرلمانية وأعلنوا بصريح العبارة مقاطعتهم للإنتخابات النيبابية الأخيرة وأنسحبوا من اللقاء المشترك في بدايات تشكيله الأولية كمجلس تنسيق لأحزاب المعارضة وقبل إنضمام حزب التجمع اليمني للإصلاح إليه وإنسحاب أحزاب أخرى منه ، وبالرجوع إلى التأسيس الأولي لحزب رابطة أبناء اليمن نرى أن تشكيله تحت إسم رابطة أبناء الجنوب جاء كردة فعل على قيام الجمعية العدنية ذات الميول الإنفصالية الداعية لفصل عدن عن محيطها الجنوبي وأقيم على أنقاض الجمعية الإسلامية في عام 1950 بزعامة كل محمد علي الجفري والشيخ محمد أبوبكر بن فريد والسلطان علي عبد الكريم سلطان لحج ، ومن بين الزعامات المؤسسة كان هناك دعاة الوحدة الحضرمية ومنهم شيخان الحبشي الذي أصبح أمينا عاما للرابطة في مرحلة من مراحل تاريخها وعمر محضار الكاف وعلي بن عقيل ( انشق الأخير عليها بعد التأسيس ) وقحطان محمد الشعبي وسالم الصافي وراشد الحريري وعبد الله أحمد الفضلي وغيرهم من الزعامات التي كان لها شرف التأسيس الأولي وبإنضمام القيادات ذات الميول الحضرمية ترسخت الفكرة الأساسية للرابطة كحركة سياسية تسعى إلى تخليص الجنوب العربي من الهيمنة الإستعمارية البريطانية والقيام بدور فعال في بناء الكيان العربي الموحد مما يعني أن الرابطة لم تضع شعار الوحدة مع اليمن كأولوية من أولوياتها وجرى إستخدامها أو بالأصح إستخدام عناصر وخاصة الحضارم من قبل إحدى دول الجوار قبل وبعد إستقلال ما عرف بجنوب اليمن في الترويج لمشروع حضرموت الكبرى التي تمت الدعوة إلى استقلالها عن كيان الجنوب العربي ومن ثم التمهيد لضمها إلى السعودية .

على اثر الوحدة اليمنية وإعلان التعددية السياسية كان لا بد للرابطة أن تشهر نفسها تحت مسمى جديد ينقلها من الإنتماء الجنوبي الضيق إلى مسمى اليمن وبذلك أصبحت تعرف باسم رابطة أبناء اليمن ، واستمر قادتها في معاقلهم خارج اليمن وخلقوا ما يشبه همزات الوصل بينهم وبين عناصر منتقاة ومختارة تشرف على إدارة مكاتبها في الداخل ، وحافظت الرابطة على الإنتماء الجنوبي لها بصورة موازية للنقاء العرقي اليهودي ولم توجد مدخلا لإنضمام عناصر أخرى وانصهارها ضمن بوتقتها كحال الجبهة القومية ومن ثم الحزب الإشتراكي اليمني وبذلك تجنبت اليمننة الشاملة وناصبت الإشتراكيين العداء طيلة هيمنتهم على جنوب اليمن ودخلت في تحالف مع الحزب الإشتراكي اليمني كفصيل سياسي جنوبي في الدولة الإنفصالية وأسند منصب نائب رئيس الجمهورية لزعيمها عبد الرحمن بن علي الجفري .

كون الرابطة لا زالت تحمل الهوية الجنوبية ولها أنصار ومؤيدون في الداخل وبخاصة في أوساط أبناء الجنوب عامة وتستند إلى أجندة ومنظور خاص للإصلاح الشامل في اليمن وموقف من الإنتخابات الرئاسية ورأي في الوفاق الوطني يمكن أن يكون مرتكزا لحوار بين القوى السياسية اليمنية لإعادة إحياء وثيقة العهد والإتفاق أو صياغة وثيقة مشابهة لها تلغي المركزية المفرطة وتمنح أبناء المحافظات اليمنية سلطات واسعة ضمن محافظاتهم فإن عودة كوادرها القيادية مع بعض الأعضاء إلى عدن التي يتواجد بها الرئيس صالح حاليا وتزامنا مع الإنتخابات الرئاسية اليمنية تفيد بوجود تنسيق مسبق بين الرئيس والرابطة تتبنى بموجبه الأخيرة في المستقبل المنظور وبعد حسم النتائج لصالح الرئيس الشعارات السابقة للحزب الإشتراكي اليمني وتحل محله كتنظيم سياسي بديل يحمل هموم أبناء المحافظات الجنوبية وهويتهم ويلعب دوره في المسرح السياسي اليمني إنطلاقا من هذا المنظور وبمباركة من حزب المؤتمر الشعبي العام وقيادته للحلول محل الحزب الإشتراكي اليمني في تمثيل أبناء الجنوب وإيجاد مخارج لما يسمى بالمواطنة غير المتساوية والوحدة غير المتكافئة ووضع حلول ناجعة لها لإسقاط أي ذرائع من جانب رافعو الشعار في الوسط الحزبي أو في صفوف المواطنين الجنوبيين ووضع حد لتذمرهم وإستشعارهم للدونية وتعميم صفة المواطنة دون تمييز ولو أدى ذلك إلى تقسيم اليمن إلى اقاليم تضخع لدولة مركزية .

ادعى الرئيس صالح في تبريره لتراجعه عن قراره بعدم خوض إنتخابات الرئاسة أنه جاء جراء استشعاره بوجود من يتربصون بالثورة والوحدة والجمهورية والمنجزات التي سهر على تحقيقها ... ولو دققنا جيدا في كلام الرئيس فسنوجد له عذرا وأسبابا مقنعة تؤيد تراجعه عن قراره السابق ، فالحزب الإشتراكي لا يزال يرفع شعارات سابقة لم يمل منها ويطالب بإستحقاقات سياسية غيبتها حرب 1994 ، وحزبي الحق وإتحاد القوى الشعبية يرفعان شعارات طائفية ويؤيدان الإتجاه لإشهار الإمامة من جديد أو منح ميزات وحقوق سياسية للهاشميين كمتنفذين بإسم الإمامة في الوسط القبلي الزيدي مما يعني وجود متربصين فعليين يسعون للإنقضاض على الحكم سينخرون الدولة اليمنية من الداخل وسيسقطون المنجز التاريخي للرئيس وليس الرئيس نفسه وسيجزئؤن الدولة اليمنية أو يخلقوا نزعات داخلية إستقلالية طائفية وأخرى مناطقية وجهوية ، وتغييب الأحزاب الزيدية الطائفية وإضعاف الحزب الإشتراكي اليمني أو إسقاط صفة تمثيله لأبناء المحافظات الجنوبية وتسليمها لحزب بديل يحمل هوية جنوبية ستنهي أي تطلعات في هذا الإتجاه وسيتولى الحزب الحاكم لاحقا فتح باب الحوار الوطني مع بقية الأحزاب لصياغة وثيقة إجماع وطني تعالج مجمل الأخطاء خلال حقبة ما بعد الوحدة وتصححها ولو بفرض الفيدرالية وإحياء مشاريع توفيقية سابقة لشطب مرحلة سابقة من أذهان أبناء الشعب اليمني بكل ما حملته من مساوىء ومآسي وتكريس مفهوم التكافؤ في المواطنة بينهم .

فهل تحمل عودة الجفري وبن فريد معها إحياء مشروع وثيقة عهد وإتفاق بديلة ؟

ذلك ما ستكشف عنه الأيام القادمة من عمر الزمن .


تحياتي .

http://www.raynews.net/mimages/ray1/aljifribinfareed.gif
الثنائي الجفري وبن فريد .... ماهي طبيعة الأدوار القادمــــــــة ؟